موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

السـكّروز : طاقة صافية ، لكن الثمن مرتفع

    عندما كانت السعرات الحرارية (الكالوري) أهم موضوع في العشرينيات من القرن الماضي، وكان كل شخص يتعلم كيف يحسبها، أتى تجار السكر بنغمة وصرعة جديدة، وأعلنوا على الملأ أن هناك (2500) سعرة حرارية في باوند السكر (453.6غ). أي أن 120غ فقط من السكر تنتج 20 بالمائة من الحاجة اليومية. وهكذا قالوا:

"إذا أمكنك شراء كل الطاقة التي تحتاجها بسعر رخيص مثل سعر السعرات الحرارية في السكر، ستكون فاتورتك السنوية منخفضة جداً... إذا كان باوند السكر بـ7 سنتات، ستكون فاتورتك أقل من 35 دولار فقط بالسنة"

 

طـــــريــــــقة  رخـــــيـــــــصة جداً... لــــــقـــــتـــــل نــــفـــــســـــك...‍

 

وقد اعترفوا لاحقاً:

"بالطبع نحن لا نعيش دوماً على مثل هذه الحمية غير المتوازنة، لكن ذلك الحساب يُظهر أن السكر رخيص جداً كغذاء منتج للطاقة، والسكر الذي كان في أحد الأيام رفاهية للأثرياء فقط، أصبح الآن طعاماً وغذاءً لأفقر الناس"!!

 

   ولاحقاً أعلن تجار السكر بأن السكر أصبح صافي كيماوياً تماماً، حيث أُزيل 99.9 بالمائة من الطبقة العلوية الصابونية في تكرير السكر، وهي أعلى نسبة نقاء بين جميع المنتجات الغذائية.

 

ماذا كان قصدهم بالصفاء والنقاء في السكر، بغضّ النظر عن إزالة كـل الفيتامينات والـمعـادن والألـيـاف والبروتينات بالتكرير؟؟؟؟

لقد جاءنا تجار السكر بـمعـنى جديد ومبتكـر لمعـنى كـلمة النقاء في الغذاء:

 

"هذا السكر الرائع... لن تحتاج إلى تصنيفه حجمياً مثل الحبوب، أو أن تغسله مثل الرز!

كل حبة منه تماثل الأخرى، وانتاجه واستهلاكه لا ينتج أي فضلات... ليس فيه عظام تُرمى مثل اللحم.... ليس فيه بقايا مثل تفل القهوة!!!"

 

(( صافي )) هـــي صفة مفضّلة لدى تجار السكر، لأنها تعني شيئاً معيّناً للكيميائيين، وشيئاً آخر للمستهلكين الهالكين!

 

عــنــدمــا يعتبر العســل صـــافـــياً: هذا يعني أنه في حالته الطبيعية ( أُخذ من النحل الذي صنعه ) دون غشه بالسكروز (سكر مكرر) ودون بقايا كيميائية ضارة قد تكون مرشوشة على الزهور. وهذا لا يعني بأن العسل الصافي خالي من المعادن المتعددة مثل اليود ، الحديد ، الكالسيوم ، الفسفور والفيتامينات.

 

قصب السكر والشمندر السكري يمرّ في مصافي معامل تكرير السكر حيث ينتهي السكر بصفاء كيميائي تام، مثل صفاء المورفين والهيرويين على رفوف المختبر!....

تجار السكر الأوادم لا يخبرونك عن خطورة هذا النقاء الغذائي الســــام.

 

   بدءاً من الحرب العالمية الأولى، غطى تجار ومروّجوا السكر دعايتهم بكذبة جديدة:

"لقد عرف أخصائيوا التغذية القيمةَ الغذائية العالية للسكر لفترة طويلة من الزمن.... لكن الحرب العالمية الأولى هي التي أظهرت لنا فائدة السكر وأهميته العظيمة....

هذا الغذاء الباني للطاقة تصل طاقته إلى العضلات في لحظات، وكان له قيمة عظيمة بالنسبة للجنود... حيث كان يُعطى كمؤونة لكل جندي قبل أن ينطلق للهجوم"

 

 وكمعلومة جانبية لكم...... الطيارة التي ألقت القنبلة النووية على هيروشيما، لم يكن فيها ماء.... بل:

مشروبات غازية غنية بالسكر......

 

    كان تجار السكر يعزفون على وتر (قدرة السكر على بناء الطاقة) على مدى سنين... لأنه لا يحوي إلا على 100% طاقة صافية... ويفتخرون بأن السكر عالي الطاقة وطعمه الحلو يجعلك تعتاد وتدمن عليه!

 

جميع الأطعمة الأخرى تحوي طاقة و"أشياء أخرى إضافية"...

كلها تحوي بعض المغذيات على شكل بروتينات، كربوهيدرات، فيتامينات أو معادن ، أو كلها مجتمعة.

أما السكّروز فهو طاقة سريعة فقط.

 

إدعـــاء الطاقة "السريعة" الذي ينشره تجار السكر، الطاقة التي هيّجت الجنود الأمريكيين في الحرب، وتجنن الأطفال يومياً ويجعلهم يصرخون ويزعجون الآخرين، يستند على حقيقة أن السكروز لا يُهضم  في الفم أو المعدة، بل يمر مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة ومن ثم إلى مجرى الدم...

هذه السرعة العالية التي يدخل فيها السكروز إلى مجرى الدم تسبب من الأذى أكثر مما تنفع.

 

أضيفت في:12-7-2007... فضيحة و نصيحة> السكر المكررر
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد