موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

هل أنت في نعمة؟

انتبه!!!

 

الفكر حوّل كل شيء إلى آلة حتى نعيش بنعيم وراحة وهكذا تحّول الإنسان إلى آلة لأنه أصبح عبد لها ولا يستطيع أن يستغني عنها...

ولكن مع كل الراحة التي يعيشها الإنسان هو لا يحس بالنعيم وتجد أكثر الناس يتحدثون عن المشاكل والمآسي التي يعيشونها. لماذا كل هذا؟

 

لنتأمل قليلاً، انظر إلى المزارعين كـيف كانوا يزرعون الارض من خمسـين أو مـئة سنة! وكيف يزرعون اليوم؟

كل مزارع كان يحرث ويزرع ويبذل أفضل ما عنده من جهد ويتوكل ومن ثم يشكر الله على النعم التي أعطاها إياه. واليوم المزارع يستخدم آلة ليحرث ويزرع ويغش بالمواد الضارة وهو ينتظر أكبر كمية للحصاد ويلعن حظه لأن حصاد فلان كان أحسن منه...

 

المزارع الأول كان يعيش بتركيز وتوحيد؛ جسمه وفكره في المزرعة وروحه متناغمة مع الله للحصول على نتيجة واحدة وهي استمرار الحياة... والمزارع اليوم يعيش بانقسام؛ جسمه في المزرعة وأفكاره كيف يتصرف بالمال الذي سيجنيه؟ وروحه بعيدة كل البعد عن التوكل والتناغم....

 

المزارع الأول يعيش بنعمة والمزارع الثاني يعيش للمتعة...

 

هكذا حوّل الإنسان كل شيء إلى متعة؛ متعة يبحث عنها في كل مكان...

 

كنا نأكل الطعام ونشكر الله على النعمة والآن نبحث عن المطعم المناسب حتى نشعر باللذة من الأكل!!

 حتى تفهم الفرق بين النعم والمتعة، إليك هذا التأمل:

 

اخرج في صباح باكر ومشمس إلى الطبيعة واركض أو امشي. اركض بدون هدف، دون أن تحمل ساعة أو وسيلة للعد. أغلق باب الفكر واركض إلى أن تحس بالتعب ثم اجلس وتنفس من البطن... حينها ستحس بالنعمة التي تعيشها بنعمة هذه الحياة وبأنك اشتركت في هذا الكم الهائل من الخلق...

 

إذا حاولت أن تحدد الركض بساعة أو عداد فأكيد ستتمتع ولكن إذا كانت النتيجة ليست كما توقعت فسيولد عندك إحساس كخيبة الأمل؛ وهذا هو الذي يمنعك من الإحساس بالنعمة.

 

إذن لا تبحث عن النتيجة والمتعة لأن هذا الاحساس يأتي من الخارج ومرتبط بشيء معين، بمعنى أنت تتمتع بالسيارة أو بملابس أو مع حبيب وإذا اختفى سبب المتعة؛ تختفي هي أيضاً...

 

 ولكن النعمة التي أنت فيها ليست مرتبطة بأي شيء بل هي موجودة بداخلك يجب أن تكتشفها وتفهمها....

أضيفت في:28-4-2008... زاويــة التـأمـــل> انــتــبـــه !!
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد