موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

التربية الجنينية

في مناطق الشرق كان يسود الاعتقاد بأن التربية التي يتلقاها الجنين في رحم أمه أهم بكثير من تلك التي يخضع لها بعد الولادة. وكان يعرف هذا التدريب بالتاي كيو Tai-Kyo ومعناه "التربية في المرحلة الجنينية" وكانت تتم التربية عبر التركيز على الجوانب التالية:

أولاً: الغذاء

يزداد حجم البيضة الملقحة حوالي ثلاثة مليارات مرة خلال أشهر الحمل، أو ما يعادل عشرة ملايين مرة يومياً في فترة الحمل. وخلال هذه الفترة ترتبط نوعية الغذاء بنوعية دم الأم.
ومعلومٌ أن نمو الجنين في الرحم يتماثل مع تطور الحياة على الأرض. ويُقدّر اليوم أن ظهور الحياة على الأرض يعود إلى حوالي 3.2 مليار سنة. وقد مر 2.8 مليار سنة جرت فيها عملية التطور في الماء مقابل 0.4 مليار على الأرض.
تتماثل فترة 2.8 مليار سنة مع 280 يوماً من الحمل، ويمر الجنين بما يعادل العشرة ملايين سنة من النمو التطوري يومياً.
ويتم النمو الجنيني بصورة عامة وفقاً للمراحل اللوغارثمية التالية:

1- سبعة أيام - الاستقرار في الرحم
2- 21 يوماً - تكوين أجهزة الجسم الرئيسية
3- 63 يوماً - نمو جهاز الجسم وتكوين الأعضاء والغدد.
4- 189 يوماً - التقوية والنمو العام .
المجموع 280 يوماً.

يتعرض الجنين بسبب نموه السريع للإصابة بالسموم في جسمه ومحيطه على عكس الأشخاص الناميين الذين يختبرون درجة أبطأ من التغير ويتحملون بالتالي درجة أكبر من التلوث. وذلك هو السبب الذي يؤدي إلى الأهمية التي يحتلها طعام الأم خلال الحمل. وواجبها الانتباه لا سيما خلال المراحل الثلاثة الأولى. (7 أيام، 21 يوم، 63 يوم). وعليها بالتالي إتباع رغبتها بالأطعمة الخاصة خلال هذه الفترة وهي تحاول الحفاظ على أسلوب الماكروبيوتك. وعليها كلما استطاعت أن تسمح لحدسها بأن يملي عليها اختيارها للطعام.

إذا كانت الحامل تتناول بعض الأدوية كالأسبرين أو الحبوب المنومة أو المهدئة، أو تأكل الطعام المتطرف كالسكر، فإن آثار ذلك ستلازم جسمها لثلاثة أو أربعة أيام. وفي هذه الحالة يمر الجنين بثلاثين إلى أربعين يوماً من النمو النشوئي في محيط كيميائي ملوث، وقد يؤدي ذلك أحياناً إلى تشوهات خلقية كعدم نمو الأطراف أو التخلف العقلي.

بعد الأشهر الثلاثة الأولى يكون تكوين الطفل قد تجاوز مرحلة مهمة، ويؤدي تناول الأطعمة المتطرفة بعد ذلك إلى إلحاق التأثير بالمناطق الجانبية من الجسم. فبين الشهر الثالث والخامس مثلاً يختفي الشريط المنسوج بين الأصابع. وإذا تناولت الأم كمية كبيرة من طعام الين خلال هذه الفترة، تتضاءل القدرة على الانقباض والتي تسبب اختفاء النسيج، فيؤدي ذلك إلى طفل يُخلق بأصابع مكففة.


ثانياً: النشاط الجسدي

إذا كانت المرأة الحامل كسولةً، يتسم طفلها عادةً بالنزعة نفسها. أما إذا كانت تشغل نفسها على الدوام فيتصف طفلها بنزعات أكثر نشاطاً. ومن المعلوم أن النشاط الجسدي الجيد ينتج طفلاً قوياً ونشيطاً.


ثالثاً: الحالة العقلية والروحية

إذا حافظت المرأة خلال حملها على عقلية هادئة وساكنة يكون طفلها هادئ الطبع، أما إذا كانت ميالة إلى المشاكل والانفعال السريع فإن طفلها يميل إلى التعاسة واختبار الصعوبات في حياته.
وإن خلقَ موقف هادئ وعقلية سعيدة يقع على عاتق الأم والأب على حد سواء، ذلك أن الزوج يؤثر على أفكار زوجته وعواطفها تأثيراً قوياً. غضب المرأة الحامل وقلقها وقرارها بالإجهاض يؤثر سلبياً على الطفل. فنحن جميعنا نعي كيف تؤثر الأفكار والعواطف على النبات وقد ثبت ذلك... فكم يكون تأثير أفكار الأم وعواطفها على الجنين النامي في جسدها أكبر وأقوى؟

تظهر الأفكار بشكل تموّجات اهتزازية حول المخ وهي نشيطة خصوصاً حول المخ الأوسط، ومن هنا تتحول الأفكار وتمر في القناة الأولى (العودة إلى التشخيص المداري) من خلال منطقة الهارا وهي المنطقة العميقة داخل الرحم حيث تتم عملية زرع البييضة، فإذا كانت أفكار الأم هادئة وساكنة يتأثر محيط الرحم الاهتزازي بهذا الانسجام والعكس صحيح. فإذا قررت المرأة مثلاً الإجهاض: تصبح النوعية الاهتزازية للرحم مشوشة فيشعر الجنين عند ذلك بالخطر.

من تقاليد عدة بلاد شرقية أن تبدأ المرأة الحامل بترتيب أمور حياتها اليومية من خلال تنظيف منزلها بانتظام وغسل ملابسها وتجهيز نفسها للطفل. وتحاول قدر المستطاع تجنب قراءة كتب مزعجة أو أن تقوم أو ترى أي شيء يتعلق بالجرائم والحروب والغموض والجنس وغيرها من المواضيع ذات التأثير القوي. وتقوم لتنمية روحانيتها بتلاوة الصلوات وتقديم الشكر إلى الله عز وجل. وتنقل بهذا حُسن النظام والشكر والهدوء إلى طفلها.

أضيفت في:16-8-2006... الغذاء و الشفاء> الحمْل والطفل
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد