موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

فيروس "نقص المناعة المكتسبة"... حقيقة أم خرافة؟

by Eli Hans
Macrobiotics Today, November/December 1994, Vol. 34, No. 6


للحظة واحد فقط اسمحوا لأنفسكم أن تدخلوا حالة من عدم التصديق المؤقت... نحن نفعل ذلك عادة في صالة السينما عندما نعرف أن ما يحصل ليس حقيقياً ولكننا نصدقه لنتماشى مع أحداث الفيلم.
انضمّوا إليّ في هذا الفيلم... تخيّلوا أن جميع الصحف والتلفزيونات في العالم تذيع الخبر الأهم لهذا القرن:
لا وجود لأي إثبات علمي قاطع يجزم أن فيروس نقص المناعة المكتسبة، المُتهم بأنه يسبب مرض الإيدز، له أي علاقة بتثبيط نظام المناعة. هذا الفيروس اتهم ظلماً بجريمة لم يرتكبها... سُجن دون محاكمة ولا كفالة مالية.... إنه بريء!!!

يوماً بعد يوم، سنة بعد سنة، تكلموا عن الفيروس على أنه عدو فتاك ، قاتل رهيب... وانتشر الذعر منه لأنه مجرم بارع له مقدرة غريبة على التحول إلى آلاف الأشكال... يهاجم ضحاياه في السر ويفترسهم غدراً.....
بعد العديد من سنوات البحث، آلاف الأموات، ملايين من الإصابات وبلايين من الدولارات، ونعدّ كل دقة من دقّات القنبلة الموقوتة.... انتهى الكابوس أخيراً.... أو ربما لقد بدأ لتوّه الآن!!!
إذا لم يكن فيروس فقدان المناعة المكتسبة هو السبب في فقدان المناعة فمن هو المسؤول؟ ماذا سيحصل الآن؟ هل نفرح ونحتفل بأجمل يوم عرفه العالم؟ أم نفزع لأن القاتل ما زال موجوداً ونحن نجهل من هو أو أين هو؟

ماذا عن هؤلاء الملايين الذين استغنوا عن معظم أحلامهم المستقبلية؟ هل سيسترجعونها في الحال؟ ومئات الوكالات حول العالم التي أسست نشاطاتها بناء على معتقد فيروس HIV، ما هو مصيرها؟ وشركات الأدوية التي جعلت من مرض الإيدز أعظم وأربح وسيلة صناعية في هذا القرن؟ والأطباء الذين يبحثون عن الحلول، والذين معظمهم يعرف جيداً معنى "عدم التصديق المؤقت"، لأن ما قيل لهم وما اختبروه وشهدوه بأنفسهم، لم يكن الشيء ذاته في أغلب الأوقات؟

لكن لا أحد سيشعر بأهمية هذا الخبر وأثره العميق أكثر من الأرواح اللطيفة التي حياتها معلّقة بخيط رفيع، متخبطةً في ضباب الارتباك... وتتساءل ما الذي جعلنا مرضى إن لم يكن فيروس HIV؟

كيف يمكنهم أن يفسروا شحوب وجوههم الغريب أمام المرآة؟ وصيدلية الأدوية المعلّقة إلى جانب أسرّتهم؟ وفواتير المستشفى وفقدان المِهنة والوظائف؟

حسناً انسوا كل ذلك.... لقد انتهى الفيلم....
إنه فلم غير قابل للتصديق أبداً... وغير قابل للتسويق، بالإضافة لذلك، من سيأتي ليمثل أدواره على أية حال؟؟

العالم الحقيقي:
واقعياً وفي العالم الحقيقي، السيناريو المذكور سابقاً هو أكثر شيء مجهول بالنسبة لمعظم الناس، لكنه ينتشر بين الناس شيئاً فشيئاً... هناك العديد من الأشخاص حول العالم ومن مختلف الاتجاهات غير راضيين بالأجوبة التي تعطى حول الإيدز وما زالوا يبحثون عن الحقيقة...
المئات بل الآلاف اليوم يعارضون النظرية القائلة أن فيروس HIV هو الإيدز، ويعرفون التناقضات التي تتضمنها تلك النظرية. هناك منظمة من 500 عضو تدعى مجموعة إعادة النظر في نظرية HIV-AIDS وإعادة اكتشاف سبب الإيدز، وهم ليسوا أناساً عاديين، بل تحوي العديد من أبرز علماء العالم.

من أعضائها المميزين د.بيتر دوسبيرغ، أستاذ البيولوجيا الجزئية في جامعة كاليفورنيا، بيركلي. وهو يجادل ويقول أن هذا الفيروس غير مؤذي أبداً ولا يمكن أن يسبب أي نقص في المناعة. هذا الطبيب هو أكثر المتحدثين في المجموعة لكنه للأسف دفع ثمن أقواله حيث أن أبحاثه لن تنشر في أية نشرة أو مجلة طبية، وتم إيقاف مصادر تمويل أبحاثه...

كارل موليس الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1993 انضم إلى المجموعة وبدأ الحديث مع الجمهور... د.شارل توماس، عالم الكيمياء الحيوية والفيزياء الجزيئية من جامعة هارڤرد، يقوم بنشر رسالة "إعادة التفكير في الإيدز". روبرت روت برنشتاين الأستاذ المساعد لمادة علم الوظائف في جامعة ميشيغن نشر كتاباً يحمل عنوان "إعادة التفكير في الإيدز" هذا الكتاب يمسح جميع افتراضاتنا ويُعيد فتح أسئلة جوهرية تتعلق بما نعرفه فعلياً عن الإيدز.
وغيرهم الكثير كجون لوريتسن، صاحب كتاب "حرب الإيدز"، هارڤي بيالي محرر Bio/Technology، د.جوزيف سونابيند مؤسس AMFAR (المنظمة الأميركية لأبحاث الإيدز)، سيليا فاربر صحافية تابعت هذه القصة منذ بدايتها، جيري تيرانوڤا صاحب كتاب CURENOW، إيلي هانس الذي يقوم حالياً بتأليف كتاب بعنوان "Transformational Healing - The Gift of HIV" وهو أحد حاملي فيروس HIV منذ العام 1986 وكان يعلم بالحدس أن هناك خللاً ما في مسرحية فيروس HIV.

ذكرتُ كل ذلك للفت انتباهك إلى ما يدور في فلك هذا الموضوع الضخم.
إن معرفتنا ومعلوماتنا التي لُقنّاها عن فيروس فقدان المناعة، أنه هو سبب الإيدز المعترف به عالمياً، لا يعني أنه فعلاً كذلك!
هناك العديد من الحالات المسجلة لمرضى مفحوصين طبياً وماتوا بالإيدز من دون أن يكونوا حاملين لفيروس HIV.
وتجدر الإشارة إلى أن النتيجة الإيجابية في تحليل الفيروس HIV تعني وجود أجسام مضادة.
أي أن هذا لا يعني ضرورة وجود الفيروس، بل يعني أنه في مرحلة ما تَواجه الجسم مع ما يعرف بفيروس HIV وبالتالي كوّنَ جهاز المناعة أجساماً مضادة له ، وهي وسائل الجسم الدفاعية الطبيعية.
الأجسام المضادة Antibodies تُنتج عندما يدخل أي كائن غريب إلى الجسم، وتبقى موجودة طيلة الحياة، وهذا هو مبدأ المناعة الناتجة عن التلقيح... معظمنا إيجابيون لتحليل شلل الأطفال، لأننا طُعّمنا ضده في طفولتنا، وهذا لا يعني أن لدينا عوارض الشلل.
لماذا يتحول وجود علامة معروفة بالنسبة للمناعة، أي وجود الأجسام المضادة، إلى حُكم بالإعدام فجأة في حالة HIV؟؟ كيف يستطيع المجتمع العلمي تجاهل ما كان مقبولاً طوال القرن الأخير؟
وأكثر من هذا كله، لماذا نصرف كل هذه الأموال للبحث عن لقاح نعطيه للناس سلبيي الـ HIV؟!!
أي الخاليين من الأجسام المضادة له؟؟؟؟
هذا سيؤدي فعلياً إلى تحويل كل الناس إلى إيجابيي HIV!!!!

هذا موضوع معقد ولا أدري إنْ كنا سنصل إلى نهاية له، لكن من المهم جداً جداً أن تدرك أن كثيراً مما يجري وراء الكواليس وراء المناظر لا يؤخذ بعين الاعتبار حتى كمجرد إمكانية، من قبل معظم الناس... حقيقة الإيدز ليس كما يبدو لك بالظاهر.....

في مجتمعنا، هناك حاجة لأن ندق الأفكار بالأوتاد من أجل أن نُرسي أنفسنا في هذا البحر الهائج من الأسئلة الغير مُجابة... لا نريد أن ننجرف... ولا يجب أن نلوم أحداً حول ما حصل للعبة HIV الجنونية...
في البداية كان هناك الكثير الكثير من الضغوطات على المجتمع العلمي ليأتي بالجواب، لذلك أتى العلماء بجواب، وأعطونا مراسي بقدر ما نريد...
وعلى أية حال، هناك كثير من التناقض والخلافات في المجتمع العلمي حول النتائج، والنتائج المعلنة للعالم، والنتائج اللاحقة لنشر فرضية HIV.
بعد كل هذا، تم تسييس القضية بكاملها إلى درجة فقدنا فيها حسّ التركيز تماماً.....

لكن العديد من الأشخاص الذين اختبروا الأبحاث ورافقوها منذ البداية يعتبرون نظرية HIV بكاملها مخادعة.
أما الآخرين الذين قبلوا بفرضية الفيروس يعتبرون أولئك غير المؤيدين لها: مهرطقين منشقّين، مسببين للمشاكل وراكضين وراء جنون الشهرة الإعلامية...

ما هو السبب؟
قد تتساءلون: إنْ لم يكن فيروس HIV هو سبب فقدان المناعة فما هو السبب إذاً؟
هناك العديد من النظريات بعدد الأسئلة المطروحة. أنا أؤمن أنه لا يوجد سبب واحد. وحسب معلوماتنا لا يمكن أن تكون جرثومة واحدة على الإطلاق...
عادة يحب الطب الغربي أن ينسب كل مرض إلى جرثومة واحدة، مما يجعل الأمور ثابتة وأكثر ملائمة، ومن يدري، قد تمر بعض الحالات التي تثبت هذا... مع ذلك، الأشياء ليست واضحة دائماً. هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى تدهور وفقدان المناعة حول العالم: سوء التغذية وعدم التوعية الصحية، التلوث البيئي والكيميائي، ضغوطات الحياة العصرية، استخدام الأدوية بشتى أنواعها، ومعالجة الالتهابات بالمضادات الحيوية القوية..... هذا بالإضافة إلى عوامل أخرى غير ظاهرة: قمع واضطهاد الناس لأناس آخرين، الخوف، انتقاص الذات، نقصان الحب، عقلية الضحية، الشعور بالذلّ...
لذلك أقرح كأهم شيء في هذه المسألة: مشكلة الإيدز هي مشكلة في الوعي.
ليست عبثية أو مجرد صدفة... بل لديها هدف سيكشف عن ذاته حالما نصبح جاهزين لأخذ العبرة...

إذا كانت كل هذه الأسباب المدرجة سابقاً تسبب فقدان المناعة، فقد تتساءلون: لماذا هناك فئات معينة من الناس لديها عوارض الإيدز في حين أن الأسباب المذكورة قد تنطبق على الكثيرين؟

سؤال جيد!... أيضاً هناك العديد من النظريات... جوابي هو أنه عندما تنخرط مجموعة من الأشخاص في سلوك وأفعال متشابهة، تظهر لديهم عوارض أو نتائج متشابهة. هناك دائماً استثناءات لكل قاعدة، لكن مع ذلك فأكثر المجموعات التي تعرضت للإيدز هي الأقليات:
اللوطيين، الأمريكيين السود، بعض الآسيويين، الاسبانيين، والآن حسب العناوين العريضة في الصحف: النساء.....
غالباً ما تُهمّش الأقليات في المجتمعات وتُقمع ولا تعطى فرصاً مساوية لفرص الأكثرية... ولأننا جميعاً بشر وهذه التصرفات تجرحنا في الأعماق، تجد الميل إلى تناول الكحول، وبلع الأدوية وسوء التغذية، انخفاض الثقة بالنفس، تراجع الصحة، وآلاف من العوامل الأخرى التي تؤثر كلها في المناعة....

من المثير للاهتمام أن أكثر مجموعة تأثراً بالإيدز هم المتماثلي الجنس الذكور البيض، هذه الملاحظة لا تقصد الإساءة إلى أحد، وإنما مجرد إحصائية.

الجميع يعرف أن اللوطيين هم من أكثر المتعرضين لأزمة الإيدز. لماذا هذه المجموعة بالتحديد؟
هذه المجموعة هي من الأشخاص المكروهين والمنبوذين اجتماعياً. وهذا يسبب كثيراً من كراهية النفس، انخفاض الثقة بالنفس، الخوف، والشعور بالذنب والعار، نقصان الحب... والنتيجة تكون الإدمان على المخدرات، شرب الكحول، السكر، أدوية الكآبة، المنبهات، والجنس المفرط.
ومنذ بضعة سنين كان شائعاً أن يلتقط اللوطيون عدة أمراض تنتقل جنسياً، ويُعالجون بجرعات كبيرة من المضادات الحيوية....
كل الأشياء المذكورة أعلاه هي مثبطات شديدة للمناعة.

جوهر الحياة
هناك عنصر مهم يجب ذكره هنا، وهو وجهة النظر "الطاوية" حول الجنس وخاصة حول النشوة الجنسية عند الرجل.
يُعتبر السائل المنوي جوهر الحياة، نوعاً من المدخرات التي تخزّن الحيوية وتشكل مصدراً للمقاومة والمناعة... عندما تحصل عملية القذف، يقول الصينيون أن الرجل فقد جوهره (رماه بعيداً).
القذف المتكرر كثيراً يضعف مصدر حيوية الرجل تدريجياً، تاركاً إياه عرضةً للأمراض وغالباً يقصّر من عمره... نصيحة "التاو" في هذا المضمار أنه على الرجل أن يتعلم كيف يتحكم بعملية القذف وينقصها قدر الإمكان، وبالتالي يحتفظ بجوهر حياته أكثر، ويزيد كمية الهرمونات (المعطية للحياة) من أجل تقوية الجسد والصحة....
بالنسبة للرجل الغربي هذا المفهوم سخيف إذا لم يكن مستحيلاً...
الجماع حسب "الطاويين" لا يوصي بالتقشف أو الامتناع عن اللذة، بل على العكس، يكون التركيز على تقنيات معينة تجعل الجنس أكثر متعة، مع تعلم زيادة "الجوهر" والاحتفاظ به في الجسد لما له من تأثيرات شفائية، عوضاً عن (رميه خارجاً) تاركاً الرجل منهكاً فارغاً من الطاقة.

في مجموعات اللوطيين، وعندما حصلوا على الحرية الجنسية خاصة في الغرب، كان هناك ميلٌ إلى الارتباط بعدة شركاء جنسيين. وهذا يعني بالنسبة للبعض مئات بل آلاف اللقاءات في السنة، مما يعني هدراً كبيراً "للجوهر".
وحقيقة أن انخفاض عدد حالات الإيدز بينهم قد تعود إلى التشديد على العودة إلى شريك واحد وتقليل الاختلاط المتعدد.

يقول أحد مبادئ الماكروبيوتيك: كل شيء له وجه، له ظهر... وهكذا، كلما كبر الوجه كبر الظهر... مأساة الإيدز والـ HIV لديها وجه كبير بشع. الجميع يعرف هذا، وأستطيع أن أقولها عن خبرتي، لأنني عشتُ هذه التجربة... كانت السنوات الأولى من معرفتي أنني حامل للفيروس HIV أشبه بكابوس حي ليل نهار... مع ذلك، أستطيع أن أقول أنني اكتشفتُ "الوجه الخلفي" لتجربة هذا الفيروس، وهو وجه ملئ بالعجائب والمعجزات والحب الصافي... والهدية في هذه المحنة كانت التحوّل الروحي....


القاعدة الأساسية
لم تكن الرحلة سهلة أبداً... ففي عدة أوقات أحسستُ بالضياع والخوف المرير...
رغم كل ذلك فقد كانت آخر السنوات الماضية نعمة وبركة لم أكن أراها...
لقد بدأتُ "حملةً" للشفاء الذاتي عبر دراستي لمبادئ الماكروبيوتيك للتوازن واعتماد نظام حياة ماكروبيوتيكي... بالنسبة لي تعلُّم نظام الماكروبيوتيك للشفاء الذاتي لا يختلف عن تعلم العزف على البيانو في البداية لكي أصبح موسيقياً... هذا العلم هو القاعدة التي يبنى عليها كل شيء آخر...
منذ بداية رحلتي، جرّبت ودرستُ الكثير من العلاجات البديلة الأخرى: اليوغا، التاي تشي، الأعشاب الصينية، مكمّلات الڤيتامينات والمعادن، مبادئ الأيورفيدا (التي تتقاطع مع الماكروبيوتيك في عدة نواحي).. كل هذه الطرق كانت تتناغم وتتفاعل معي، ولكنني دائماً كنت أعود إلى الأساس، الماكروبيوتيك، عندما أحس بأي شك.

الدرس الأكبر
لعل أكبر وأصعب درس تعلمته هو أنني أحمل كامل المسؤولية عن حالة حياتي... وصحتي هي انعكاس لذلك... كل فكرة في ذهني، وكل عمل أقوم به، يتكاملان ويؤديان إما إلى حزني وبؤسي أو إلى صحتي وسعادتي...
الشفاء لا يعني "علاج" العوارض... بل يعني أن أكون متناغماً مع ذاتي....
كما يعني أن أحب نفسي كل الحب، بغض النظر عما يفكر به الآخرين تجاهي....
أن أكون في سلام مع قراراتي، محترماً كل مظاهر كياني، حتى الأشياء التي قد لا أحبذها في هذه اللحظة....
يعني أن أكون صادقاً وأشارك مشاعري الحقيقية، وخاصة مع الناس الذين أحبهم.
أن أفتح قلبي وأعرف أنني أستحق تلقي كل الهدايا التي تهبها الحياة....
أن يكون حدسي أفضل أصدقائي، وأسمع الإشارات التي يرسلها جسدي، والسماح للخطوة التالية بإظهار نفسها...
أن أتماشى مع نهر الحياة... فاسحاً المجال لأسمى جزء مني لكي يظهر...
أن أعرف أن هناك اتصالاً وتواصلاً بين كل الأشياء الحية، وأن كل شيء حي...
نحن كيانٌ واحد موحّد... الذرّات التي تكوّن الشجرة، الصخرة، العصفور، هي ذاتها تكوّنني، وجاري، وحتى المجرمين والأعداء...

الشفاء لا يعني بالضرورة الشفاء من أجل الحياة، من الواضح جداً بالنسبة لي أن بعض الناس يختارون الشفاء عن طريق الموت، مع أن هذا ليس خياراً واعياً على الدوام، لكن يبدو أن العديد يجدون الموت إحساساً بالسلام، إنهاءً للعلاقات، محبة للنفس وقبولاً لمظهر سامي من مظاهر كيانهم.. ويموتون... الموت ليس أمراً فظيعاً...

إن الأشخاص حاملي HIV والذين يأخذون قراراً واعياً لبدء رحلة اكتشاف الذات، لديهم الكثير من الطرق والفرص... هناك آلاف من العلاجات البديلة التي تتيح شفاءً ذاتياً عميقاً.
لدينا شعور فطري بأن الطبيب وحبوب الدواء ستشفينا بطريقة ما، لأن معظمنا قد فقد ثقته بمقدرة جسده على شفاء ذاته. لستُ ضد التدخل الطبي، ففي بعض الحالات قد ينقذ الحياة بطريقة رائعة.
مع ذلك، أجد أننا نسيء استخدام هذا الطب متجاهلين أجسادنا وطاقاتها اللامحدودة.
إنني أرى أن التدخل الطبي بأنواعه يجب أن يكون آآآخر ملاذ عندما يفشل كل شيء آخر.
لكن في مجتمعنا الأمر معكوس تماماً... نلجأ إلى الطب البديل "أو الأصيل" عندما يفشل الطب الكيماوي وتفشل الأدوية والعمليات... وهكذا نهدر طاقاتنا في وقت نكون في أمسّ الحاجة إليها.
لدينا جميعاً قدرات الشفاء الذاتية والحكمة الداخلية التي تستطيع إرشادنا في كل خطوة من خطوات استرداد الصحة والعافية.

لا للخوف
نصيحتي المتواضعة لجميع حاملي فيروس HIV والخائفين لدرجة الموت:
لا تدع الخوف من هذا الفيروس يسيطر عليك ويستهلك طاقتك.
المرض كثيراً ما يتغذّى على الخوف.
فيروس HIV هو ببساطة صفعة لكي تستيقظ.
إنه ليس سبب مشاكلك أبداً... كن ممتنّاً لحصولك على فرصة لشفاء حياتك وتغيير كامل مجراها.

خذ نظرة موضوعية إلى حياتك، ماضيك وحاضرك...
أدرك أنك المسؤول عن كل شيء فيها... السيئ والجيد. هذا لا يعني أن تشعر بالذنب أو العار وتلوم نفسك وتضربها!... بل يعني أنه طالما أنت المسؤول عن حالة حياتك: لديك كامل القدرة على تغييرها!

تخيّل، لمجرد التسلية، أن الفيروس غير مؤذي... ما هي الأمور الأخرى في حياتك التي قد تكون خفضت مناعتك؟ ما هي الخطوات التي بإمكانك اتخاذها لضمان حياة صحية وسعيدة؟
ما هي التعديلات التي تحتاجها في طريقة عيشك؟ من الذي تحتاج إلى مسامحته؟ (كمفتاح: انظر إلى المرآة..) هناك مئات الأشياء التي تستطيع القيام بها بمجرد أن تبدأ من نقطة معينة... بالنسبة لي كان الاطلاع على الماكروبيوتيك بداية رائعة.

هذا لا يعني أن بإمكانك التظاهر بعدم وجود الفيروس، ومتابعة السلوك والتصرفات التي قد تؤذيك وتؤذي غيرك... حتى يتفق الرأي العلمي الصادق على مبدأ ما، نحتاج للالتزام بالاعتقاد الحالي تجاه HIV، ومقاييس الوقاية في الجنس الآمن وغيرها... وفي الوقت الحالي، هناك عدة أمور تمكنك من حمل المسألة ومعالجتها بيديك ولوحدك... لا وجود لوصفات معلبة للصحة والسعادة تصلح للجميع... طريقك فريد كما أنت... فريد من نوعك وصفاتك وروحك....

من الضروري أن نعاود الاتصال بأحلامنا وآمالنا وعشقنا الداخلي...
من الضروري جداً أن نخرج من الآلية التي تجعلنا نقبل كل شيء يُقال لنا دون أن نسأل...
الأجوبة موجودة في كل واحد فينا وما فينا يكفينا ويشفينا....
إقامة علاقة جيدة حميمة مع حدسنا هي مفتاح الشفاء الذاتي....
وبتعلّمنا للاتصال بأسمى جزء من كياننا، سنبدأ بتنظيف الطريق... سامحين للنور بأن يسطع ويتغلغل إلى أماكن كانت معتمة يوماً ما.... كل ما علينا فعله هو أن نفتح أعيننا ونرى.....

أضيفت في:12-7-2007... فضيحة و نصيحة> فضائح "الطب"
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد