فقر الدم فقر الدم هو النقص في عدد الكريات الحمراء أو خضاب الدم، أو معدل الدم ككل. وتشتمل عوارض فقر الدم على:
(1) شفتين رماديتين أو بيضاوين (ينبغي أن يكون لون الشفتين زهرياً)
(2) ابيضاض داخل جفن العين السفلي (وهو ينبغي أن يكون زهرياً)
(3) وجنتين شاحبتين أو بيضاوين
(4) أظافر بيضاء بدلاً من زهرية
(5) نقص في الحيوية
(6) انخفاض في النشاط الجنسي.
ونميز بين ثلاثة أنواع من فقر الدم هي: فقر الدم الغذائي وفقر الدم الخبيث وفقر الدم المنجلي.
"أ" فقر الدم الغذائي:
ينجم فقر الدم الغذائي عن النقص في بعض المواد الضرورية لإنتاج كريات الدم الحمراء كالحديد والكوبالت والنحاس والبروتينات وبعض الفيتامينات كالفيتامين ب 12 وفيتامينات ب المركب (أو حمض الفوليك). وفي العادة، ينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بتناول جرعات إضافية من الحديد أو الفيتامينات أو بالإكثار من أكل اللحوم. وإن كانت هذه المقاربة تعالج العوارض بصورة مؤقتة، فهي تتجاهل السبب الرئيس لفقر الدم. فإن كان غذاؤنا اليومي ونشاطنا متوازيين بين ين ويانغ، يصبح بمقدور أجسامنا أن تصنع ما تحتاجه من حديد من تلقاء نفسها ومن غير اللجوء إلى الوسائل الاصطناعية. ويتم هذا التصنيع في الجسم من خلال عملية التحول الطبيعي.
ويشكل الحديد نواة خضاب الدم الذي يعتبر أساس الحياة الحيوانية. أما الحياة النباتية فأساسها اليخضور ونواة اليخضور هو المغنيزيوم. وبما أن العناصر المحيطية لكل من خضاب الدم واليخضور هي نفسها، يكمن وجه الاختلاف بينهما في النواة، أي المغنيزيوم والحديد. وإن الحيوانات تأكل النباتات المشتملة على اليخضور وتستفيد منه في إنتاج خضاب الدم. وبالتالي، يتحول المغنيزيوم في أجسام الحيوانات والبشر إلى حديد. ويتم هذا التحول بإضافة ذرتين من الأكسجين.
نستنتج مما تقدم أن فقر الدم الغذائي ينجم بشكل رئيس عن افتقار الغذاء إلى اليخضور، وفي الوقت نفسه عن الإفراط في تناول أطعمة الين التي تعيق إنتاج الكريات الحمراء بصورة طبيعية. وإنما يمكن معالجة هذه الحالة من خلال إتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي مع التركيز على الخضر الورقية مثل الكرنب وأوراق الدايكون وقرة العين، وغيرها من الخضر المشتملة على كميات كبيرة من اليخضور. أضف إلى ذلك أن البقوليات التي تحتوي على نسبة مرتفعة من البروتينات مفيدة في هذه الحالة لأنها تزيد من حيوية الجسم. ويتوجب على الشخص المصاب بفقر الدم الغذائي أن يقوم بالكثير من التمارين الجسدية للتزود بكمية أكبر من الأكسجين. وفي الوقت نفسه، من الممكن وضع
كمادات الزنجبيل الساخنة على المعى الدقيق لتحفيز عملية إنتاج كريات الدم الحمراء السليمة.
"ب" فقر الدم الخبيث:
في هذه الحال، يكبر حجم الكريات الحمراء ويتقلص عددها. أما أعراض هذا الداء، فتتمثل بالشحوب والوهن والاضطرابات المعدية المعوية والعصبية، وكلها أعراض ترتبط بنقص في العصارة المعدية المشتملة على ما يعرف بالعامل الذاتي. ويعتقد أن فقر الدم الخبيث ينجم عن نقص في الفيتامين ب 12 وهو فيتامين يشار إليه في بعض الأحيان بالفيتامين المضاد لفقر الدم الخبيث. وفي الواقع، إن النقص في هذا الفيتامين يؤدي إلى تأخر النمو وارتفاع نسبة الوفيات بين حديثي الولادة. ويعتقد الكثيرون أن الفيتامين ب 12 متوفر فقط في المنتجات الحيوانية كالحليب واللحوم و المح (صفار البيض). ولكن ملايين الأشخاص عاشوا على مر السنين من دون أن يتناولوا أي طعام حيواني ومع ذلك لم يصابوا بفقر الدم الخبيث. في الواقع، الفيتامين ب 12 متوفر في حليب وكبد البقر، وهي حيوانات تتغذى بالأعشاب التي لا تحتوي على الفيتامين ب 12. وإنما يبدو أن الأبقار قادرة على تصنيع هذا الفيتامين في قنواتها الهضمية. وبالتالي، يبدو منطقياً أن يتمتع البشر هم أيضاً بمثل هذه المقدرة. وبما أن الدراسات الغذائية الحديثة قد أثبتت أن الفيتامين ب 12 متوفر في الأطعمة النباتية المتخمرة كالميزو والتماري، وفي بعض الأعشاب البحرية، فمن غير الضروري إذاً أن يأكل الشخص المصاب بفقر الدم الخبيث أطعمة حيوانية للتعويض عن النقص في هذا الفيتامين. من ناحية أخرى، قد يتطور فقر الدم الخبيث نتيجة فقدان الجسم قدرته على تصنيع الفيتامين ب 12 وإنما يمكن استعادة هذه المقدرة لدى الامتناع عن الأطعمة الحيوانية. ويتوجب على الأشخاص المصابين بفقر الدم الخبيث الالتزام بنظام الماكروبيوتك مع تناول قصعة من حساء الميزو يومياً وبعض الأعشاب البحرية بصورة منتظمة.
"ج" فقر الدم المنجلي:
يشكل فقر الدم المنجلي داءً مميزاً في الولايات المتحدة الأميركية حيث أن 10% من الشعب الزنجي في أميركا، أي ما يعادل مليونين إلى ثلاثة ملايين شخص مصابون بهذا المرض الذي يؤدى في بعض الحالات إلى وفاة أعداد كبيرة منهم. وينمو هذا الداء في العادة قبل بلوغ الشخص المصاب العشرين من العمر. وهو يظهر بشكل حصري تقريباً في أوساط الشعب الزنجي. أما العوارض الرئيسة لهذا المرض فتتمثل بنوبات دورية من الشلل مشابهة للصرع، وبالإرهاق وتلف الدماغ. وإن الشخص المصاب بفقر الدم المنجلي يبدأ في معظم الأحيان بنسيان الأمور البسيطة ويعاني من آلام حادة في الأعصاب أو العضلات. وفي الحالات الخطيرة، يلتف المريض على نفسه في وضعية الجنين ويعجز عن الحركة.
وتشير النظرية الأكثر شيوعاً حول سبب هذا المرض إلى أن الزنوج الذين نشأوا في الأصل في أفريقيا الغربية التي اجتاحتها الملاريا (أو البرداء) يحملون في دمائهم عاملا مضاداً لداء الملاريا. ويعتقد أن هذا العامل ينشأ بتحول الكريات الحمراء إلى كريات منجلية. وتعتبر هذه الحالة وراثية وهي تظهر لدى أبناء العرق الأسود في أفريقيا والولايات المتحدة على حد سواء. وفي الواقع، يؤكد العلماء أنه ما من مشكلة تطرأ في حال ظل السود في أفريقيا حيث داء البرداء شائع جداً، لأن المناخ في هذه المنطقة من نوع اليانغ. ولكن ما إن ينتقل هؤلاء السود إلى منطقة مناخية أخرى تتميز بعوامل بيئية مختلفة حتى يصبح فقر الدم المنجلي خطراً يهدد حياتهم. وإنما نشأت نظرية أخرى تفيد بأن فقر الدم المنجلي لم ينتشر إلا مؤخراً، وتحديداً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وقد ساهم استهلاك بعض الأطعمة المصنعة كالسكر والمشروبات الغازية والمثلجات والطحين المصنع والمنتجات الكيميائية في ظهور هذه الحالة. وفي حين تعتبر الكريات الحمراء من نوع اليانغ، تعد الكريات المنجلية من نوع الين. وإن تزايد الحالات المرضية يتطابق مع تزايد استهلاك الأطعمة المتطرفة. وقد يكون لدى الشعب الأسود الاستعداد المسبق للإصابة بهذا الداء، إلا أن نوعية الغذاء السيئة هي التي تعززه.
والكريات المنجلية تنجم عن الإفراط في تناول أطعمة ين فقيرة النوعية. وإنما يمكن التخلص من هذه الحالة بالامتناع عن هذه الأطعمة واتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي.
أضيفت في:10-5-2006... الغذاء و الشفاء> جهاز الدوران .... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع
|