الطاقة المكونة لجسم الإنسان
عندما ننظر إلى الكائن البشري باعتباره مظهراً للطاقة، يمكننا أن نميِّز بين عدة فئات أو مراحل من الطاقة التي تُشكل الكائن.
1- إن الطاقة الرئيسة والجوهرية في الجسم تدعى ال «كيك _ كي» أو طاقة الدّم: إنها الطاقة الجوهرية والأساسية لأنها تغذي الجسم على نحو متواصل. 2- تليها ال"شيو كي": "طاقة الملح" أو "طاقة المعادن" . 3- ثم "الميزو كي": " طاقة الماء" أو " طاقة السوائل ". 4- ثم يأتي "الكو كي": " طاقة الهواء " أو" طاقة الغازات ". 5- "دن كي": " طاقة الرعد" أو الكهرباء التي تسري في أجسادنا باستمرار. 6- "جي كي": نترجمها " طاقة القوة المجمعة" أو "القوة الجاذبة" أو "المغناطيسية". 7 -"ري كي": " طاقة الروح " أي "القوة غير المرئية للروح".
إن مصدر جميع تلك الأنواع من الطاقة تأتي من "شين كي" أو "طاقة الله" الذي منحنا ري كي (الين واليانغ) الأنثى والذكر، وبين الين واليانغ يتشكل "جي كي" المغناطيس ثم الذبذبات على هيئة طاقة الكهرباء "دن كي". يلي ذلك تشكل المناخ والهواء والماء والمعادن وتأخذ أجسامنا جميع هذه العناصر في صورة طعام وتحوّلها إلى "كيك- كي" أو طاقة الدم الذي يغذي الجسم.
استقبال الطاقة:
يمكن ببساطة القول بأن أجسادنا تتلقى الطاقة من اتجاهين هما:
1- طاقة تأتي مباشرة من العالم الخارجي وهي الطاقة التي تأتي على صورة أشعة كونية وشمسية وقمرية، وكذلك طاقة الرطوبة ودرجة الحرارة والموجات الصوتية وذبذبات بشرية وغيرها، وهذا النوع من الطاقة هو طاقة تمدد شديد أنثوية.
2- طاقة تأتي من داخل الجسم على صورة سوائل وطعام جامد وهذه الأغذية تتحول إلى دم وهذا الدم يتم توزيعه نحو الخارج. وهذا النوع من الطاقة، ذو كثافة عالية وشديدة الانقباض ذكرية.
يشكل التفاعل المتبادل بين هذين النوعين من الطاقة أجسادنا، وتُمكنها من القيام بوظائفها.
* "الطاقة الذكر": تشكل أعضاء الجسد وأنسجته وتصنفها وتغذيها وتحدد مدى جودتها ونوعيتها. * "الطاقة الأنثى": تنشط الأعضاء وتشحنها، وترتبط نوعية الطاقة الذكرية لدينا ارتباطاً وثيقاً بكثافة الطاقة الأنثى التي نتلقاها وكذلك بنوعية الطاقة الأنثى التي يتم اجتذابها.
1 - حدة استقبال الطاقة الأنثى: إذ ا لم نقم بتحريك أجسامنا لنحصل على الطاقة الذكر فسوف تفقد هذه الطاقة خصائصها ولن نتمكن من توفير قوة جذب كبيرة للطاقة الأنثى، وبالمثل إذا استمرّينا في الإفراط في تناول الطعام فسوف تصبح الطاقة الذكر في أجسامنا راكدة ولن يتم شحنها بالطاقة الأنثى على نحو فعّال. وقد تكون نوعية الدم جيدة ولكن مع الإفراط في الطعام والكسل، يكون شحن أعضاء الجسم في حدِّه الأدنى. من ناحية أخرى، عند تناول أنواع من الطعام تندرج تحت قائمة الطاقة الذكر بمقادير ضئيلة، فقد تزيد شحنة الطاقة الأنثى زيادة كبيرة وبصبح الإنسان بالتدريج أكثر عصبية. 2- نوعية الطاقة الأنثى التي يتلقاها الجسم: إذا لم يكن تلقي الجسم للطاقة الذكر منتظماً ومتناسقاً تضطرب جميع نوعيات الطاقة الأنثى التي يتم اجتذابها. إن أهم مواطن الضعف في الطب الشرقي الحديث هي أن الذين يمارسونه يحاولون التأثير في الجسم، من طريق التأثير في الطاقة الأنثى التي لا تعمل بشكل جيد، بتكثيف شحنتها أو بإعطاء الأعضاء شحنة زائدة أو خاملة من الخارج فحسب. إذا لم يكن أخصائي الوخز بالإبر مُتمتعاً بفهم جيد لطبيعة الطاقة من جهة، وفهم الطعام باعتباره طاقة من جهة أخرى، فلن يأتي علاجه بأفضل النتائج المرجوّة وسرعان ما تعود إلى الظهور أعراض أو مشكلات مشابهة. وكعلاج خارجي، يساعد التعديل في الطاقة الأنثى على إحداث أثر قصير المدى غير أن التوصّل إلى الشفاء الجوهري المستمر يتطلب إعادة الطاقة الذكر الداخلية إلى حالتها الطبيعية.
هيتو : "الكائن البشري"
"هي" تعني شمس أو نار و "تو" تعني روح أو شبح، وتشير كلمة "شبح" إلى حقيقة أنهم يعتبرون جسد الإنسان كتلة بالغة الكثافة من الطاقة، وتشير كلمة " النار" إلى حقيقة أن هذه الكتلة من الطاقة لها خاصية خلق متواصل لدرجة حرارة مختلفة عن تلك السائدة في محيطه، مما يجعل الإنسان منتمياً إلى الكائنات ذات الدم الدافئ.
وهكذا فإن أصل هذه "الكتلة من النار" وتكوينها ووظيفتها، موضوع في أصل الدراسات الفيزيولوجية الشرقية كافة. تتشكل هذه النار في الواقع من ملايين "النيران الصغيرة" التي يقابلها الاصطلاح الحديث، الخلايا الفردية. إلا أنه يوجد بين هذه النيران الصغيرة سبعة "أفران حرارية مركزية" يسميها الشرقيون التقليديون شاكرات (chakras).
الحقيقة أننا "كتلة من النار" وهذا أمر هام ومفيد للغاية، وذلك لأن هذه "الكتلة من النار" لا تستطيع الاستمرار إلاّ إذا أضيف لها الوقود من وقت لآخر. وهذا الوقود هو ما نسميه نحن الطعام والشراب. أضف إلى ذلك أن استنشاق الهواء هو عامل لا غنى عنه في تنظيم اشتعال هذه النيران.
ولقد ركزت نظرة الماكروبيوتك في فهم الحياة تركيزاً رئيسياً على دراسة واكتشاف الوقود المثالي لهذه النيران وكيف ومتى يمكن توفيره لها. والحقيقة أن الحاجة لتحديد هذا الوقود ترافقت مع ظهور الإنسان على وجه الأرض، ولقد ركز أسلافنا القدماء على تحديد نوع الوقود الذي يجب استخدامه لعيشتهم، وفي سبيل هذا الاختيار، كان عليهم الأخذ في الاعتبار العوامل التالية:
1 . لقد كان في إمكانهم الاختيار بين وقود سريع الاشتعال وآخر بطيء الاشتعال، على سبيل المثال الاختيار بين سكريات ثنائية سريعة الاشتعال أو سكريات متعددة بطيئة الاشتعال، ومن المعروف أن الوقود سريع الاشتعال يؤدي إلى إنتاج حرارة أكبر لفترة زمنية قصيرة ويعتبر الوقود بطيء الاشتعال أكثر نفعاً لعدة أسباب، ليس أقلّها أن الإنسان لا يحتاج إلى الإكثار من تناول الطعام عندما يستهلك وقوداً بطيء الاشتعال.
2 . لقد كان في وسع الأسلاف القدماء الاختيار بين وقود يُستهلك بكميات كبيرة منه لإنتاج قدر معين من الطاقة، وآخر يكفي لتناول كميات قليلة منه لإنتاج القدر نفسه من الطاقة. ولما كان الطعام لا ينتج بمقادير وفيرة، فقد وقع اختيارهم على الأنواع التي يكفي تناولها بمقادير صغيرة. ولهذا السبب لم يقع اختيارهم على اللحوم كمصدر رئيسي للتغذية .
3 . هناك أيضاً الاختيار بين الوقود الذي يمكن تخزينه بسهولة أو الذي يفسد بسرعة. ونظراً لعدم وجود الثلاجات أو المواد الحافظة الكيميائية آنذاك، فقد وقع اختيار أسلافنا على المنتجات التي يمكن تخزينها لفترات طويلة ولا تتلف بسرعة كغذاء رئيسي لهم .
4 . إلى ذلك كان أمام أسلافنا الاختيار بين الوقود الذي يطلق أبخرة أثناء احتراقه مخلفاً رواسب بعد الاحتراق، وبين الوقود الذي يحترق احتراقاً تاماً ولا ينتج عنه أبخرة أو رواسب ثقيلة، فعندما نحرق الزيوت ينتج عنها أبخرة ثقيلة، وعندما يتم تناول هذه الزيوت من حيث كونها وقوداً رئيساً لأجسامنا تبدو آثار هذه الأبخرة مزعجة، في شكل ضبابية في الإدراك الحسي وعدم القدرة على التفكير بوضوح ومشاعر كئيبة وغيرها.
5 . تتشكل نيران أجسادنا نتيجة تفاعل سبع نيران رئيسة أو ما يسمى "شاكرات"، ينتج عن كل واحدة منها نوع مختلف من الحرارة ويستلزم وقوداً مختلفاً. ولكي نوفّر الوقود اللازم لهذه النيران السبع "الشاكرات" يجب اختيار وقود له صفة الشمولية، فإذا لجأنا إلى تناول الأغذية المكررة، فإننا بذلك لا نغذي إلا بعضاً من هذه النيران...
إذا أمعنا التفكير في هذه العوامل فسوف يتضح لنا أن السكر ليس وقوداً "جيداً" وذلك لأنه يحترق بسرعة وليس شاملاً، وكذلك اللحوم التي يجب توفيرها بكميات كبيرة من جهة، والتي تفسد بسرعة ما لم تتم معالجتها كما أنها ليست شاملة كذلك.
إن أنواع الطعام التي تتميز بالشمولية ويسهل تخزينها ولا تحترق بسرعة ويكتفي الإنسان منها بمقادير قليلة والتي تحترق دون أن تخلف وراءها بقايا كثيرة، هي قائمة الطعام الرئيسة في نظام الماكروبيوتك الغذائي، وهذه الأنواع هي الحنطة الكاملة غير منزوعة القشرة والخضر والبقول الكاملة وأعشاب البحر ولقد كان هذا هو النظام الغذائي المتبع لدى غالبية السكان التقليديين في أنحاء العالم كافة ولم يتم التخلي عنه إلا مؤخراً.
إذا قمنا بدراسة النظم الغذائية الحالية لتناول الطعام في ضوء الإرشادات المذكورة أعلاه، فسوف يتضح لنا خطورة الاتجاهات الغذائية الحديثة حيث تؤدي بعض أنواع الطعام إلى إشعال نيران أجسادنا بقوة وعنف (كما يتضح في الشعور بالغضب أو الصراخ أو التهور وغيرها)
كما أنها لا تحقق التوازن في إشعال نيران أجسامنا التي ترتفع أحياناً وتنخفض أحياناً أخرى وغالباً ما تخلف أبخرة ثقيلة تغطي وتسد مداخن أجسادنا (الرئتين وممرات الجهاز التنفسي والجلد وغيرها)، كما أنها تؤدي إلى عدم وضوح الإدراك الحسي والعواطف والتفكير وعادة ما تترك رواسب تتبلور في أجهزة الإخراج مثل الحَصَوات التي تتجمع في الكُلى، وكذلك يؤدي الإفراط في تناول السوائل إلى إضعاف بل إطفاء نيران أجسامنا.
فإذا كنا نتناول الوقود الجيد، فيجب الأخذ في الاعتبار بموعد وكيفية ومقدار تناوله لأننا إذا سكبنا كمية كبيرة من الوقود على الفور فوق النار فقد يحدث اختناق أو يبدأ انطلاق الأبخرة إلا أننا يمكننا إذكاء النيران عن طريق توفير المقدار الكافي من الأكسجين بالطريقة السليمة.
بعد هذا العرض توضح لنا كيف أن جزءاً كبيراً من أسباب الأمراض وأعراضها يمكن فهمه وتصحيحه والوقاية منه إذا ما اتبعنا خطوط التفكير التي عرضناها، وبذلك سوف نجد أن الطب التقليدي سهل حقاً إذ ا ما استخدمنا تفكيرنا "الفطري".
أضيفت في:23-11-2009... صيدلية المنزل> الطب الطبيعي .... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع
|