موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

بين السلفيّ و الخلفيّ

السلام عليكم يا أهل السلام والإسلام والتسليم بما شاء الله...

أكتب هذا من قلبي رداً على أحد تعليقات الأصدقاء الذي يهاجم ويشتم "السلفيين".. دون وعي لانفعالاته ودون أن بنتبه أن شدة كلامه وكلماته الجارحة تجعله سلفياً نوعاً ما!.... وتذكرت الآن كيف أتي النبي عليه الصلاة والسلام ليحطم الأصنام، ويزرع سلاماً وصحوة وتوحيد للواحد الأحد.. لكن جهلنا من بعده صنع ديناً جديداً اسمه تحطيم الأصنام وقتل عباد الأوثان!.. هذا ما يجري حتى اليوم.......

السلفي يا صديقي هو جدي وجدتي... هو أصلي وجذوري وتراثي الذي أحبه ولا أنكره... ربما بعضهم يتصرف بتعصب وجهل لكنني لا يمكن أن ألوم أحداً أو أعمم الحكم على أحد... لأنني أفهم سوء فهمه.. وأي مذنب أو مجرم هو أخي... هو ضحية الضحية وضحية الجهل... واللوم أسوأ لعبة يلعبها أهل النوم...

أين السلام ولا نزال في جهل وتعصب حتى اليوم... ولم تتطور البشرية منذ العصور الحجرية؟

ربما صار عندنا تقنيات وآلات من حواسب وطائرات... صرنا نحمل عدة شهادات، لكن الجهل صار أكبر من قبل.

لا نزال في خلاف وصراع كل يوم... بين الأديان والطوائف.. بين الأحزاب والحكومات والسياسات...

لا نزال في خلاف اليوم لأننا لا نفهم ونقبل ونحب الاختلاف... الاختلاف بيني وبين الآخر...

وقبل ذلك الاختلاف بيني وبين نفسي!... نعم.. هذا شيء طبيعي ليس انفصام شخصية أو حالة مرضية!

إنها طبيعة الفكر وطبيعة هذه الحياة المليئة بالتناقضات... الحياة الوهمية.. دار الممر إلى دار المقر... هذه الحياة المادية التي نراها وهم من أوهام الحواس الخمس.

الاختلاف موجود داخل كل شخص بينه وبين نفسه... بين فكره وبين قلبه... بين جسده وبين روحه...

ومن طبيعة الفكر أن يرى ويحكم ويصنف كل ما في الحياة.. خير وشر.. جيد وسيء.. حياة وموت.. نهار وليل...

من طبيعة الفكر أن يميل ويتطرف في أفكاره ومعتقداته... فمثلاً ترى كثيراً من الناس يعيش ملحداً بضعة سنين، ثم تنقلب أفكارهم ليصبحوا  مؤمنين يقوموا الفروض الخمسة كل يوم... وكذلك العكس، كثير من الناس يعيشون مؤمنين بضعة سنين، ثم تنقلب أفكارهم ويكفرون بكل ما اعتقدوه مسبقاً... فكيف أحكم على أحد أو على نفسي؟

وكذلك نرى التطرف في الأفكار يجعل الشخص يقفز باستمرار من علبة إلى علبة.. من دين إلى دين... من حزب إلى حزب... من حكومة إلى معارضة وبالعكس... فاشية شيوعية اشتراكية رأسمالية.... ومن هو المستفيد من هذا البلية؟؟؟ طبعاً أصحاب المصالح اللاعبين بخيوط اللعبة الخفية!

أيضاً هذا التطرف لا يحدث في حياة واحدة بل ربما في حياة وراء حياة... يكون منفتحاً وضد الأديان فيأتي في عائلة متدينة جداً... أو يكون متعصباً سلفياً فيأتي في عائلة شيوعية مثلاً!.. هل عرفتم لماذا من الصعب جداً تربية الأولاد؟؟؟!!

سامحوني يا إخوتي فأنا لا أفهم شيئاً من السياسة.. ولا أريد أن أفهم لأنها مجرد فن للكذب وتحقيق المصالح...

كما قالوا السياسة دين هذا العالم... والدين سياسة العالم الآخر...

الطريق للسلام هو باستخدام العقل وليس الفكر...

الحل فقط في التأمل... في مراقبة الفكر ومشاهدته دون حكم على أفكاره... وأن نرى المتناقضات كمتكاملات..

لكي يتحد نصف المخ اليمين مع اليسار... ويصبح الفكر آلة والقلب أو الوعي هو السيد عليه.. لا العكس...

عندها تزول كل الصفات والشخصيات.... فأنت إنسان وهذا يكفي ويشفي....

لستَ سلفي ولا خلفي... لا محافظ ولا مجدد... لا متدين ولا كافر... لا يميني ولا يساري...

يكفيك أنك إنسان وخليفة لله على الأرض... نور من الوعي والرحمة والمحبة...

أتحسب نفسك جرماً صغيراً وفيك انطوى العالم الأكبر؟؟

 

 

أضيفت في:15-5-2011... فضيحة و نصيحة> صباح الصحوة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد