وليهلم رايخ والتحليل النفسي وطاقة الحياة الأورغون
سلام يا أهل الوعي والحب
والسلام.. ربما تأخرت قليلاً في كتابة هذا، لكنني أكتب لكم في هذه اللحظة من
كياني... وأنقل بضع كلمات مفيدة من كتاب صغير قديم أبكاني ليلة كاملة.. "رايش
والتحليل النفسي" كانت أمي تقرؤه هو وكتاب آخر "اسمع أيها الرجل الصغير" خلال فترة
حملها بي.. لا يوجد صدفة ولا يوجد طريقة للتعبير عن الامتنان للعلماء سوى المشاركة
بعلمهم وتطبيقه... وإنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ.. والعلماء ورثة الأنبياء..
لكننا نحن الأغبياء دائماً لا ندع أحداً منهم يفلت من الرجم والصلب والتكفير....
السبب الجذري للحرب وهذا الجهل
والانحطاط العربي الذي وصلنا إليه اليوم هو الكبت.. كبت على كل المستويات.. مع أن
النبي برحمته أزال كل كبت وقال لهم انكحوا ما طاب لكم ووضع علم النكاح والمداعبة
والرحمة.... والمسيح رحم المجدلية وقال لها لا أحد يحبك غيري... لكن لم يسمع أحد
ولم يفهم أحد... لأن فكرنا يرفض الإصغاء ويذهب للتأويل والتفسير فيرضى بالبديل
وينسى الأصل الأصيل... فتنشأ العاطفة بدل المحبة.. ويبدأ الطفل منذ صغره بتعلم
التمثيل والسياسية ليحصل على ما يريد.. وهذا نحن اليوم.
وليهلم رايخ، أو رايش، ظاهرة
فريدة على مختلف المستويات التي أثر وتأثر بها.. سياسياً نفسياً علمياً وثقافياً..
وحياته الخاصة لم تنفصل عن نشاطاته العلمية لأنه كان يعيش ما يقول ويفكر به وينشر
رسالته بين البشر.. كان إنتاجه غزير ونشاطه كبير واكتشافاته كثيرة، يتفاعل بعمق مع
من حوله.. وما أن يحل في مكان حتى تسمع أصداءه في كل مكان، وما أن يستقر حتى تتم
مهاجمته وترحيله!.. تنقل في دول أوروبا في البداية وأقام علاقات جيدة مع الكثير من
الناس لكنه كان ذا طابع حاد صريح ومباشر وعنيداً لا يهاب أحد، لأنه كان صاحب علم
وحق.
وكان لذلك ثمن دفعه في طرده من
عدة بلدان مثل ألمانيا، النمسا، الدنمرك، السويد، النرويج ولندن وباريس، واستقر
أخيراً في أميركا ليموت سجيناً ومسموماً، بل بالأحرى طردناه إلى مثواه الأخير لأننا
ببساطة حمير!
غالباً أخي القارئ لم تسمع باسم
رايخ (أو رايشWilhelm Reich
) من قبل، لأننا أولاً لا نقرأ كثيراً،
ومكتباتنا المحترمة ممتلئة بالكتب التجارية الهادفة للبيع والربح، خاصة في مجال علم
النفس والصحة والقضايا الحيوية الهامة لكل إنسان.. فالمصالح هي التي تحكم بدل
الصالح.
المكتبات العربية لا تحوي إلا
قليلاً جداً مما كتبه رايخ أو مما كتب عنه، في حين تغص واجهات المكتبات ورفوفها
بترجمات عن فلاسفة ونفسانيين أوروبيين ليس لأغلبهم دور حقيقي في حركة التغيير أو
التفكير السائدة.. كما أن كثيراً منهم نسخ واقتبس من أعمال رايخ ونسبها لنفسه!
وتم تعتيم وتشويه صورة رايخ
كثيراً والتقليل من أهمية علمه وعمله، مع أنه وقف بشموخ أمام عظماء عصره: لينين،
فرويد، أنشتاين، مالينوفسكي، يونغ، فوريل... حاورهم واختلف مع بعضهم.
لم يكن رايخ مفكراً أو محللاً
عادياً، فقد وضع مائة وستة وعشرين كتاباً في علم الجنس، التحليل النفسي، السياسة،
البيولوجيا والفيزياء... كتب عشرات المقالات وأسس العديد من المراكز العلمية
والمختبرات، كما افتتح في ألمانيا والنمسا مجموعة من العيادات النفسية والجنسية
المجانية، وأنشأ وحرر عدة مجلات متخصصة في بلدان مختلفة.. وقف يناقش ويحاجج فرويد
ويردّ على يونغ، يحاور لينين ويتحدى ستالين ويقف بشجاعة في وجه الفاشية الألمانية..
لم يترجم للعربية من كتبه إلا أربع كتب صغيرة لا تمثل في حياته إلا مرحلة زمنية
واحدة غير مفيدة للقارئ ولا تحوي زبدة الاكتشافات الهامة لكل إنسان في كل زمان.
نحن أمام إنسان موسوعة في أغلب
العلوم.. همه الوحيد منح السعادة لمن لم يحظَ بها، بناء مجتمع دونما عقد أو
اضطهادات، مجتمع غير قمعي ولا فوضوي، يجد فيه الجميع قدراً معقولاًً ومتساوياً من
العدالة.. مجتمع تختفي فيه مخلفات القهر من أحقاد وأمراض.. فالمرض النفسي ليس
استعداداً فردياً للاختلال في مواجهة البيئة المحيطة فحسب، بل إنه وقبل كل شيء بسبب
هذه البيئة ونتيجتها.. لذلك يجب أن لا يقع العلاج على الفرد، بل على المجتمع
ككل.... ولتعميم هكذا أفكار لم يكتفِ رايخ بالتنظير، بل ذهب إلى التطبيق والممارسة
في ضواحي فيينا وبرلين وفي أجواء مشحونة سياسياً واجتماعياً، وفي عالم يعيش صراعات
وحروب محلية ودولية وتمزقات لا حصر لها.
الشيوعية الماركسية رفضته
وطردته من صفوفها... والفاشية حاربته وأحرقت كتبه!.. خاصة بعد كتابه الحاسم
"سيكولوجية الجماهير الفاشية".
ترك رايخ علوم النفس والاجتماع
وانتقل إلى البحث عن أسباب مشاكل الإنسان في علوم الطبيعة.. وانتقل إلى المخبر
باحثاً بنشاط.. فطوّر نظرية النشوة الجنسية "الأورغازم
orgasm"
التي كانت إحدى أسباب خلافه مع فرويد، حتى أصبح الأورغازم في نهاية البحث سبباً
ونتيجة لمعظم الأمراض النفسية والجسمية معاً!
تنقّل رايخ من العلاج النمائي
Vegetotherapie
والتدليك وإشباع الأورجازم لخفض التوترات إلى نظرية البيونات
Le Bions
وبعد ذلك نقلة سريعة إلى الأثير حيث لا خلاص إلا بإعادة اتصالنا بالطاقة الإلهية
الكونية وإلغاء الدرع Cuirasse
الذي يفصل الإنسان عن الألوهية... إن البحث والعطش والصدق هو الذي دفع رايخ لإنجاز
أبحاثه واكتشافاته، فالبيون وطاقة الأورغون، ومرصد الأورغون، وصناديق بطاريات
الأورغون، والأورغون والذرة، والأمطار الصناعية، والأطباق الطائرة، والكوزموس أو
الكون وأخيراً الأثير والشيطان والمسيح والله وغيرها... كل ما ذكر بحث فيه رايخ
بجدية كي يصل إلى مسألة واحدة كرس لها حياته منذ البدء وهي نهاية العسر الإنساني
وإلغاء جميع مسببات الأمراض.
إن البعض يدرك ويؤمن ويؤكد أن
رايخ هو رجل المستقبل، ونظرياته الأخيرة (ما بعد الأربعينيات) تبحث في علوم
المستقبل، وبلغة المستقبل.. ولأنها كذلك فهي عسيرة الفهم على محدودي الإدراك، لذلك
أسيء فهمه واضطُهد.. فالنبي الذي يظهر في غير وقته دجال ولو جاء بالبينات وتلك حال
الزمان......
اكتشف رايخ علمياً وعملياً أن
الشخص المريض بالعصاب يسقط مريضاً بسبب الاضطراب التناسلي أو بالأحرى بسبب عجزه عن
تحقيق لذة جنسية مشبعة، وقد أطلق رايخ على اللذة الجنسية كلمة الأورغازم، وعرفها
بتعبيرات اقتصادية حين قال: "بأنها القدرة على التفريغ التام لكل الإثارة الجنسية
المحبوسة خلال التقلصات اللذية اللاإرادية للجسد".
جوهر الخلاف مع فرويد هو إصرار
رايخ على أن الشهوة غير المفرغة تؤدي إلى الأمراض النفسية أو الجسمية.. وطالما أن
الجنس المكبوت أو المنحرف هو الداء في الأصل، لذلك يجب أن يكون هو الدواء أيضاً،
ومعنى ذلك أن يكون هدف العلاج النفسي هو الجنس الصحيح والكامل...
قام بنشر كتاب: الشخصية
الغريزية: دراسة حول المرض النفسي للأنا.. وفيه أبدى رايخ عداوة لا تلين إزاء
الأنا، في حين كان فرويد يتعاطف مع الأنا ويتوجس ريبة من الغرائز فهو المستكبر
"مؤسس وإله التحليل النفسي!"... يرفض رايخ مساومات الأنا لأنه يعتقد بأن إشباع
الغرائز لا كبتها هو الحالة السوية، وأنه لا خوف على اللاشعور لأنه قادر على
العناية بنفسه... واعتبر أن "القلق نتيجة للكبت من جهة، وسبب للكبت من جهة أخرى..
أي سبب القلق الرئيسي هو الركود الجنسي".
تلك كانت الخطوة الأولى في طريق
الابتعاد عن فرويد، وجاءت الخطوة الثانية باستحداث نظرية تحليل الطبع (الخلق) التي
قال بها رايخ.. والطبع أو الخُلق لدى رايخ هو الدرع الذي يُشهره المريض إزاء
العالم، وبوجه المحلل على الخصوص.. الدرع هو المقاومة التي تحول دون تحرير الرغبات
المكبوتة في اللاشعور.. لذلك كان دور رايخ هو تفكيك الخُلق لأنه نقيض الأورغازم، إذ
أنه يتحصن بطاقة كان من المفترض أن تخصص للاتصال التناسلي الطبيعي وتُحقق الإشباع
اللازم.. وهكذا يوجه العلاج النفسي لاكتشاف طبيعة الدروع وللعمل ضدها أو تخفيفها
لأن نجاح العلاج يقاس بمدى ازدياد طاقة المريض لتحقيق اللذة التناسلية.
ولم يجامل رايخ أو يهاب في رفضه
القاطع أو معارضته لبعض المفاهيم.. فقد كان من ألد أعداء "غريزة الموت" وله موقف
خاص من عقدة أوديب، ومن فترة الكمون، ومن التحرر الجنسي.
رفض كلياً غريزة الموت
لكونها تعني بأن معاناة الإنسان أمر حتمي، سواء في ظل الرأسمالية أو الاشتراكية...
ومفهوم غريزة الموت في نظره مضادة للتحليل النفسي، فبدل أن يكون التحليل بمثابة نقد
ثوري للمجتمع القمعي، أصبح مستسلماً لمقولات بائسة تؤكد بأن البؤس ملازم للحياة
وأنه لا نتيجة ولا أمل لأي محاولة تغيير.
لكن العدوانية والعذاب ليست إلا
رد على القمع والكبت الاجتماعي..والاتجاه العدواني ليس إلا انعكاس لثقل تراكم
الرغبات المكبوتة في اللاشعور، وهو صورة خارجية عن الشهوة المكبوتة، لأن قمع
الرغبات الجنسية إنما يضاعف قدرة العدوان.. وهكذا تتحول الطاقة الجنسية المكبوتة
إلى طاقة تدميرية.
إن تأكيد الانتماء إلى الثقافة
الأبوية وإدامة نظام الأسرة، والإبقاء على التقاليد والأعراف الاجتماعية ذاتها
ومعالجة العصابيّ الخارج عن هذه القيود والمُثل من خلال تحويل "أناه" المتمرد إلى
"أنا" طيّع ومتكيف مع المجتمع.. كل هذه العملية أليست سياسة ونجاسة؟ أوليست هي
محاولة للإبقاء بشكل متعمد ومقصود على أدوات القهر والكبت ومسببات الأمراض النفسية؟
"إن التعفف الجنسي الذي يطلبه
مجتمع الكبت من المراهقين أدى إلى العنف وجرائم الأحداث وإلى العصاب والانحرافات،
كما أدى بطبيعة الحال إلى البلادة السياسية، ولهذا دعت الثورة الجنسية أولاً وقبل
كل شيء إلى تشجيع، وليس مجرد السماح، العلاقات الجنسية في سن المراهقة".......
وبالتالي فإن التحرر الجنسي ليس
حلاً لمسألة الاضطهاد الجنسي فحسب، ولكنه في حقيقة الأمر إلغاء لكل أشكال
الاستغلال.
ربط رايخ بين الحرية الجنسية
والصحة النفسية، فلا تصح الأخيرة بشكلها السوي الدائم دون توفر الأولى.
وقد اعتبر بأن العائلة هي أصغر
خلية رجعية قامعة في المجتمع، تديم النزعات السلطوية والعبودية سواء كانت العائلة
برجوازية أم طبقة عاملة فهي لا تعدو عن كونها مصنعاً لإنتاج السلطة والعقلية
المحافظة التي تفترض خضوع الأبناء وتدريبهم للخضوع فيما بعد لسلطة طبقة أو دولة.
التحليل النفسي ليس العلاج
العملي الذي يمكن تطبيقه على نطاق واسع، لأنه يأخذ وقتاً طويلاً وتكاليفاً عالية...
لذلك رأى رايخ أن الأهم والأجدى هو التوعية الجنسية للطبقة العاملة وعامة الناس..
فابتعد وانقطع عن التحليل النفسي واتجه إلى علوم الطبيعة والفطرة.
وليهلم رايخ
والأورغون
تمتد هذه المرحلة على مدى عشر
سنوات متتالية تبدأ بعام 1937 وتنتهي أواخر عام 1946.. وتتميز بانقطاع رايخ عن
ماضيه العلمي والسياسي كله.. إنها مرحلة نبذ فيها رايخ التحليل النفسي ووسائله
وتقنياته ليتفرغ للبحث في الاقتصاد الجنسي. ولهذا الأمر وضع كل اهتماماته في علوم
الطبيعة أو البيولوجيا. ومن هذا العام بدأت مفاهيم رايخ السياسية والعلمية في
التحول. فبدلاً من اعتماد مذهب الوقاية من الأمراض من خلال تحسين البيئة الاجتماعية
أو النضال الطبقي الجذري أو حتى لعب دور المُصلح الاجتماعي، ذهب رايخ إلى
البيولوجيا إلى المختبرات محاولاً إيجاد علاج لبؤس الإنسانية من جهة وتعويض ما فقده
من خلال طرده من مدرستي التحليل النفسي والماركسية من جهة أخرى.
لقد انسحب إلى داخل المختبرات
ليجد عزاءه في الأبحاث البيولوجية معتمداً على تطوير نظريته عن الاقتصاد الجنسي.
لم يكن رايخ وحيداً فلم يتعود
أن يعمل دون الآخرين لذلك فقد افتتح بمجرد أن استقر في النرويج معهداً للأبحاث
البيولوجية للاقتصاد الجنسي. وعمل على رأس فريق عمل كبير متعدد التخصصات وتم
استحداث طريقة جديدة في العلاج تغني عن التحليل النفسي بل بالأحرى تنقطع عنه.
وانكبّ رايخ على كتابة العديد
من الأبحاث والمقالات حول علم النفس السياسي والاقتصاد الجنسي وقد اعتبرت هذه
المقالات بمثابة تحول في فكر رايخ السياسي من ناحية وتحول في أسلوب نقده السياسي
والعلمي من ناحية أخرى. حيث اتسمت كتاباته بكيل من الامتعاض والهجوم على الوسط
السياسي والعلمي السائد لأنها كلها كذب في كذب وتجارة بالدعارة.
وعلى الرغم من انتكاساته فقد
تعددت اهتماماته العلمية وبات يبحث في إمكانية علاج الأمراض العصابية والذهانية كما
يبحث في الوقت نفسه في علاج السرطان. ولقد دفعه إلى هكذا اهتمامات اكتشافه للأورغون
والتعمق فيه حتى تتابعت بعد ذلك اكتشافاته، فمن الطاقة الأورغانية إلى بطاريات هذه
الطاقة للاستخدام الحيواني ومن ثم الإنساني ومنها إلى الإشعاع الطاقي.
وتتراكم التجارب فتتعدد
المختبرات وتتنوع اهتماماتها ومنها ما ربط للمرة الأولى بين الأورغون والسرطان
فتأسس مثلاًً مختبر الأورغون لأبحاث السرطان.
إن نظرية رايخ عن البيون
والأورغون قد أثارت لغطاً كثيراً في الأوساط العلمية فهي في نظر البعض "استنساخ
لنظرية التولّد الذاتي".. وفي نظر الآخرين المؤمنين بعبقرية رايخ عملية خلق جديدة..
"فالإله رايخ يخلق الحياة من لا شيء" كما قال بعض المتحمسين!
إن الجسم في نظر رايخ خالد أزلي
لولا نفسيته التي تدفعه إلى المرض وتجعله يشقى… والأورغون هو الوحيد القادر على
العلاج.
وكما يؤدي اضطراب النفسية إلى
أمراض جسمية، فإن اضطراب الجنس والعجز عن تحقيق اللذة المشبعة يؤدي بدوره إلى
العصاب. بل إن عدم تفريغ الطاقة الجنسية يؤدي بنظر رايخ إلى الأمراض الخبيثة
والأورام السرطانية. ويخلص رايخ إلى أن الأمراض النفسية والعقلية والجسمية إنما
تنتج عن حالة من الركود الجنسي.
وقد لاقت مؤلفات رايخ في هذه
الفترة ردود فعل عديدة فوقف البعض معه والبعض الآخر ضده. وهناك من اعتبر أن كتابات
رايخ في النرويج والولايات المتحدة أقل أهمية من كتاباته الأولى في فيينا وبرلين.
إن جون ميشيل بالميه مثلاً يقول
عن رايخ، وهو لم يفهم مطلقاً رايخ واستنارته ووعيه الفائق في هذه الفترة، لكنكم
أنتم ستقرؤون ما بين السطور وتفهمون: "إن شيئاً ما حدث بغتة من الصعب تحديده
وتحليله والذي أثر على عبقريته….. فقد صار يهاجم المحللين والأطباء النفسيين
والشيوعيين…. وكان يُخيل له أن الكل يدبرون مؤامرة لقتله. وصاغ برنامجاً إصلاحياً
غير واضح وطوباوي مرتكز إلى ديمقراطية العمل فارغ من كل أهمية ويرمي إلى تغيير
العالم دون استعمال السياسة.. ولم يعد يتكلم عن الثورة أبداً".
فهو في نظر بالميه صار يؤمن بالتغيرات الروحية ونبذ صراع الطبقات والتاريخ ونصح بأن
يلتفت العمال إلى عملهم دون أن يتدخلوا في السياسة.
إن بالميه يصف هذه المرحلة
والتي تلتها أيضاً بأنها انقلاب كامل في المفاهيم وفي السلوك لرايخ. وفي نظره لم
يعد لرايخ مساهمة تستحق الذكر في المجالات التي بحث فيها سابقاً! عفواً لكنك حمار
يا بالميه!
على الجانب الآخر نجد أن فريقاً
متخصصاً لا بأس به يقف إلى جانب رايخ ليشيد بإنجازاته واكتشافاته في هذه المرحلة
بالذات، معتبراً أن التحول الذي جرى لرايخ ما هو إلا تطور منطقي قاده إلى اعتماد
وسائل بحث جديدة غير تلك التي استنفذت دورها دون أن تكون في مستوى الطموحات.
إن رايخ بلجوئه إلى البيولوجيا
والفيزياء وبانشغاله بالأعمال المخبرية قد اكتشف بعبقريته الفذة الأورغون ووضع أسس
النظرية الأورغانية التي اعتبرها المؤيدون حقيقة علمية كبرى.
علّق أحد حماة اكتشافات رايخ
وهو وكيل مفوض لمؤسسة وليام رايخ للطفولة على غلاف الطبعة الفرنسية من كتاب "تحليل
الطباع" L’ Analyse caracte’rielle
واصفاً الكتاب ودوره في
مجال علم النفس بأنه يأخذ مكانه مع العلوم الطبيعية كعلم البيونات الطبيعية
الأورغونية.. واعتبر أن العلاج بالأورغون قد أثبت جدواه.. بل قال بأنه طريقة ثورية
في معالجة الأمراض النفسية والذهانية ولقد ذكر بأن شفاء أول حالة فصامية بواسطة
الأورغون وعلى يد رايخ كان بمثابة تحول حقيقي في عالم العلاج السريع والشافي معاً.
ومن الجدير بالذكر بأن هذه
المرحلة شهدت ثراءاً حقيقياً لرايخ ورفاقه من خلال استخدام الأورغون وسهولة العلاج
به حتى تمكن من جني ثروة خدمته في توسيع نشاطاته العلمية وفي بناء مرصد الطاقة
الأورجانية فيما بعد.
·
عام 1937 اقتصر نشاط رايخ في
السنوات 1934 إلى 1939 على نشر أعداد كبيرة من المقالات حول علم النفس السياسي
والاقتصاد الجنسي، ففي عام 1937 نشر مقالات عدة منها "لمحة عن حقل أبحاث الاقتصاد
الجنسي". وبضع مقالات عن "رد الفعل الشبقي".. ثم طورها وجمعها في كتاب "رد الفعل
الشبقي، الوضع العضلي والتعبير الجسمي". ولقد أثار كتابه هذا ضجة كبيرة في صفوف
المحللين والبيولوجيين والسياسيين ولقد نشرت الصحف الشيوعية وكذلك الفاشية عشرات
المقالات لمهاجمة رايخ والتشهير به.
·
عام 1938 ينشر رايخ أحد أهم
مؤلفاته وأخطرها نظراً لما لاقاه من هجوم وتشهير وهو كتاب "البيونات" خصصه
لاكتشافاته في مجال وحدات الطاقة الحيوية البيوكهربائية كما خصص باباً فيه للبحث في
أسباب الأورام الخبيثة في الجسم ومنها السرطان. ويعود اهتمام رايخ بأبحاث السرطان
إلى عام 1926-1927 حسب ما ذكره رايخ في كتابه عن فرويد.. وسبب هذا الاهتمام هو
إصابة فرويد بهذا المرض وحرص رايخ على مواصلة أبحاثه لكي يجد علاجاً لهذا المرض
الخبيث... إن هذا الاهتمام لن يتضاءل لدى رايخ بل على العكس سيكون همه الأول حتى
يصل إلى نتائج مهمة ينشرها في كتاب "أسباب السرطان" عام 1948... إن اكتشافات رايخ
التي ذكرها في كتاب البيونات قد استفزت الأوساط العلمية الرسمية والمجتمع المحافظ..
العلم الرسمي يعتبر رايخ عدوه الرئيس والمباشر. فقد نشرت الصحف في المدة الواقعة
بين أيلول 1937 وتشرين الثاني 1938 أكثر من مئة مقالة هجوم وتشهير وتجريح، وحتى
شتائم سوقية ضد رايخ. فقد وصف بأنه (إباحي، جنسي، يهودي....). ولكن الصحف الأخرى لم
تخلو من أقلام المدافعين الذين نعتوه (الإله رايخ الذي يخلق الحياة).
·
عام 1939 : لكن النرويج لم تكن
بلداً أحسن من غيره.. فلقد كُتب على رايخ أن يتشرد مرة أخرى. فقبل أن تنتهي إقامته
سحبت من جديد. وهكذا يغادر رايخ النرويج في 19 آب ولكن وجهته هذه المرة خارج أوروبا
التي اضطهدته، إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليلبي دعوة زميله الدكتور تيودور
وولف عضو حركة الطب السيكوسوماتي الأمريكية، وأستاذ كرسي في المدرسة الجديدة
للأبحاث الإجتماعية. وبعد أن أقنعه صديقه الحميم الأنثروبولوجي الشهير برونسلاف
مالينوفسكي بجدوى الرحيل إلى هذا العالم الجديد. ولكن الهجرة هذه المرة كانت قاسية
عليه وذلك لرفض عشيقته اليزا ليندنبرغ مرافقته. وهكذا وجد رايخ نفسه وحيداً.. وكان
عليه أن يبدأ من جديد ومن الصفر في عالم يجهله تماماً... يصل رايخ إلى نيويورك قبل
أيام من إعلان الحرب.. يستقبله الدكتور وولف، ويضع تحت تصرفه مختبره في فوريست هيلز
في نيويورك. في هذه الفترة يتعرف رايخ على رفيقته الجديدة اليز أوليندروف والتي
سينجب منه ولداً عام 1944 . ....عمل رايخ فور وصوله أستاذاً مساعداً لعلم النفس
الطبي بمدرسة الأبحاث الاجتماعية الجديدة في نيويورك سيتي.. وافتتح عيادة في فوريست
هيلز، جنى منها أرباحاً كبيرة سمحت له بإقامة معهد للأبحاث فيما بعد.
·
عام 1940: في أثناء إقامته في
كندا وجد في دولة الماين ما ذكّره بجمال النرويج فاستأجر شالية واستقر هناك فترة.
وعلى صعيد نشاطه العلمي يقوم بنشر مقالة عن "المعالجة النبوتية الطبائعية-التحليلية"
ومن خلال دراسته حول الطاقة يتوصل لاكتشاف الأورغون المنبثق عن البيون
Bion
. فوصل إلى نتيجة أن كل المخلوقات الحية تحتوي على البيون التي تعطيها طاقتها
الأورغون. يستمر رايخ في اكتشافاته لكي يبدأ بعد ذلك ببناء أولى بطاريات الطاقة
الأورجاينة التي جُربت على الفئران. وفي كانون الأول تمكن من بناء بطاريات
للاستخدام الإنساني حيث يمكن معالجة المرضى العصابيين المصابين بعجز جنسي بواسطة
الأورغون المجمّع. وقد ضاعف محاولاته حول البيوفيسيولوجيا لكي يصل إلى نتائج خطيرة
جعلته يقرر ضرورة مناقشتها مع أحد الفيزيائيين المشهورين.
·
عام 1941: التقى رايخ في 13
كانون الثاني بالفيزيائي الكبير أينشتاين واستغرقت المقابلة خمس ساعات متواصلة.
رايخ يشرح له اكتشافاته والفروق بين درجة الحرارة الداخلية للبطارية ودرجة الحرارة
الخارجية، وهي ظاهرة داخلية تعلن عن وجود الإشعاع الطاقي. وكان تعليق أنشتاين على
هذا الاكتشاف "بأنه سيصبح قنبلة كبيرة في عالم الفيزياء" ويطلب مراقبة البطارية
بنفسه. يزوده رايخ ببطارية صغيرة... ويبدأ أنشتاين تجربته فيتحقق من التجربة ولكنه
رغب بمتابعة مراقبته لمدة أسبوعين أو ثلاث، وكان له ذلك... وعشرة أيام بعد ذلك يكتب
لرايخ بأنه قد أثبت مثل رايخ الاختلاف الحراري مع بعض الملاحظات التي أسندها إلى
مساعده. وفي اليوم العشرين من شباط 1941 يكتب رايخ رسالة طويلة مليئة بالحجج
والبيانات التي تدحض اعتراضات مساعد أنشتاين. لكن الأخير ولأسباب مجهولة لا يرد على
رسالة رايخ. وأقفل هذا الملف سنوات حتى عام 1953 حين نشر رايخ أسرار هذه المراسلة
في كتاب سماه "قضية أنشتاين" ولا يزال البعض يرى بأن أنشتاين كان سيهتم أكثر بنتائج
أعمال رايخ لولا إنشغاله حينها بالطاقة الذرية وكونه لا يستطيع أن يغامر ببحث خطير
آخر....
أثارت محاولات رايخ وتجاربه
لوضع أسس معهد الطاقة الأورجانية في مدينته فوريست هيلز قلق الجيران وشكوكهم حول
أعماله فهم يرون الجرذان في كل مكان، وأكثر ما استفزهم هو مساعد رايخ الأسود هذا
الرجل الغريب الدائم الحركة! فبدأت الأقاويل حول رايخ ونُعت بكل الأوصاف "فاشي
شيوعي ساقط مجنون..." إلى أن أرسل الجيران شكاويهم إلى مالك الدار الذي قام بدوره
بالتحقيق في طبيعة الاتهامات فلم يرى ما هو غير طبيعي في سلوك رايخ وأبحاثه. ولكن
رايخ الذي تحسس بألم ردود فعل الجيران قرر أن يترك هذا الحيّ إلى آخر في فوريست
هيلز نفسها.
لم يمت رايخ، لكنه ترك جسده عام
1957 وهو مسموم في السجون الأميركية... وقبلها هجرته زوجته أليندروف وتركته ابنته
الدكتورة إيفا رايخ.. ونشرت زوجته كتاباً يهاجم ويتنقد رايخ بإساءة وجهل وردود فعل
عاطفية، وكانت حمارة مثل الحمار السابق ذكره.. مع اعتذار للحمير طبعاً.
وكذلك علوم واكتشافات رايخ لم
تمت ولن تموت.. رغم أن كتبه واكتشافاته حرقت ودُمرت، لكن تلاميذه أعادوا صنعها
ونشرها... من أهم تلاميذه اليوم جيمس ديميو
James DeMeo
والذي كتب عن رايخ والأورغون شيئاً هاماً جداً:
ملخص عن تاريخ
اكتشافات ويليهلم رايخ
وتطوير علم الأورغون
James DeMeo
حوالي عام 1970 خلال دراستي في
الجامعة، أصبحت مغرماً بكتابات رايخ خاصة حول المواضيع المثيرة للجدل في "الطاقة
الحيوية" ونظريته بأن العواطف المقموعة والكبت الجنسي هو الذي قاد إلى الأمراض
الفكرية النفسية ومرض العصاب...
قابلتُ ودرست مع بعض العلماء
الذين عملوا مع رايخ، واختبرتُ العلاج بالأورغون الذي قام رايخ بتطويره، قمت ببعض
التجارب البسيطة، وفي النهاية أصبحت أول طالب في العلم الأميركي السائد ينال شهادة
دكتوراة عن اختبار أفكار رايخ علمياً.
لأولئك الذين لا يعرفون، رايخ
كان واحداً من المقربين إلى فرويد، والبعض يقول أنه كان يتم تهيئته لاستلام إدارة
رابطة التحليل النفسي العالمية
(IPA) لكنه في النهاية طُرد
خارج تلك المنظمة بسبب إصلاحه الاجتماعي وعمله المضاد للنازية... في تلك الفترة
استسلم التحليل النفسي الألماني إلى سيطرة النازيين، لكن رايخ لم يفعل.
أعمال فرويد الأولى اقترحت بشدة
أن العواطف والجنسانية هي تعبيرات عن طاقة ملموسة لـ"شيء ما"، لكن رايخ هو الذي قدم
الدليل الأوضح المثبت بأن الشهوة الجنسية هي طاقة حقيقية، يتم تفريغها خلال التعبير
عن العواطف والنشوة الجنسية... العقوبات من الأهل أو المجتمع ضد تعبير الشباب
المراهقين عن عواطفهم، أو عن حبهم الجنسي، قاد إلى كبت مدموج في النفس أو الفكر...
لكن هذا تم إنجازه فقط وحرفياً بـــشدّ عضلات المرء ذاته، وربط الطاقة للأسفل
وتقييدها داخل الجسد وصنع صراع وتوتر قوي بين الطاقات الداخلية..... وإذا أصبح
الكبت مزمناً فالتوتر الداخلي المزمن الناتج سيصنع "درعاً عصبياً عضلياً" (يشبه
كثيراً درع المحاربين القدماء) والذي بواسطته يحمي المرء نفسه بجدار يعزله عن عالم
خارجي مليء بالتجارب المؤلمة.
قام رايخ بتطوير طرق علاجية
لمساعدة الناس على التخلي عن دروعهم العاطفية، لكنه أيضاً قاربَ المشكلة من الجانب
الاجتماعي والسياسي، عاملاً على وضع وتمرير قوانين ضد التحرش الجنسي بالأطفال،
وإعطاء النساء حقوقاً وأجوراً مساوية، وجعل الطلاق ووسائل منع الحمل متاحة بسهولة
أكثر... ولأجل هذا تمت مهاجمته بقسوة من النازية، والتي كانت وقتها تشكل الأخلاقية
الأعلى السائدة.
في أواسط الثلاثينيات طُرد رايخ
من رابطة التحليل النفسي العالمية، تم حرق كتبه من قبل النازية والحزب الشيوعي
الألماني.. طار إلى الدنمرك وبعدها إلى اسكندنافيا، وهناك قام ببعض أولى التجارب
الحيوية الكهربائية في مجال الجنس عند البشر والتعبير العاطفي.. أثبتت تجاربه أن
العواطف البشرية والإثارة الجنسية والتفريغ في النشوة، كلها ظواهر قابلة للقياس...
وذلك كان اكتشافاً خارقاً في مجال علوم الجنس والنفس.. لكنه الأول ضمن سلسلة
اكتشافات وضعته في خلاف مع الطابور العلمي الأكاديمي السائد وقتها وحتى اليوم...
كان العلم في الثلاثينيات لا يحتمل نقاشاً مفتوحاً عن "النشوة"، بينما كتب رايخ
ودون مساومة تركز على هذه القضايا.. مثل الكتب الممنوعة هذه:
The Function of the
Orgasm, The Sexual Revolution, People in Trouble, and The
Mass Psychology of Fascism
تجارب رايخ المجهرية اللاحقة
على وحيد الخلية "المتحوّل" أعطت اكتشافات خارقة أخرى في علوم الحياة، خاصة في
اكتشاف آلية التحلل البيونيّ للأنسجة، والتي تظهر في أساس تشكل الخلايا السرطانية.
اكتشافات رايخ عن مرض السرطان،
يمكن ملاحظتها ولمسها مباشرة، وليست مجرد فكرة أو نظرية... مشاهداته على العمليات
الخلوية قبيل السرطان سبقت كثيراً مشاهدات غيره مثل
George Papanicolaou (of
"Pap-test" fame) وتأكد
رايخ أن أولويته في مجال العلم تم سرقتها قصداً.
على عكس الطب التقليدي المنتشر،
نجد أن اكتشاف رايخ يُظهر أيضاً دور الطاقة العاطفية-الجنسية في عمليات الجسد فكر..
فما ظهر في البداية أنه مجرد "كهرباء حيوية" أوضح رايخ أنه قوة طاقة حيوية أقوى
بكثير، شكل من طاقة الحياة تعمل داخل المخلوقات الحية، تعبّر عن نفسها كعواطف
وجنسانية، لكن أيضاً يمكن ملاحظتها مباشرة تحت المجهر، كحقل مزرقّ متوهج يحيط
بكريات الدم الحية وغيرها من المواد... هذه الطاقة المتوهجة المزرقة، (والتي أسماها
"طاقة الأورغون" للحفاظ على علاقتها بالعمليات الحية) تم لاحقاً ملاحظتها كهالة
مزرقة متوهجة حول الكائنات الحية والأشجار وحتى حول سلاسل الجبال... الأورغون
الأزرق يوجد أيضاً بشكل حر داخل الغلاف الجوي، وكتب رايخ عن "مغلف" من الطاقة
المزرقة تحيط بالأرض، فسبق بهذا أول صور الأقمار الصناعية التي أثبتت صحة كلامه.
طاقة الأورغون في الغلاف الجوي
هي ظاهرة فيزيائية مماثلة للفكرتين القديمتين حول "قوة الحياة" و"الأثير" معاً..
لها سلوك قانوني، تملأ كل الفراغ، تتمدد وتتقلص في إيقاعات نبضية، وتتفاعل بشكل
مختلف مع الأشياء المادية المختلفة: كل نوع من أنواع المواد يبدو أنه يجذب الأورغون،
لكن وفق درجات مختلفة من السرعة... الماء يجذب بقوة الأورغون، أو طاقة الحياة،
منتجاً ظاهرة الماء الحيّ (الماء المفعّل أو المبنيّ
structured)
وهو أساسي لعمليات الحياة، ولحالة الجو في الأرض أيضاً.
تم عرض وإظهار الأورغون أيضاً
في أنابيب التفريغ العالي (as
with "zero-point" vacuum fluctuation, etc.)
مما يثبت أنه يملأ كل الفراغ تماماً مثل أثير كونيّ... تجارب رايخ في هذه الاتجاهات
قادت حتى إلى جدال وخلاف أكبر: وضع طرقاً جديدة لإنهاء الجفاف والقحط وتخضير
الصحراء، ومقاربات جديدة لمشكلة تفكيك النفايات النووية... تجاربه اقترحت مصدراً
جديداً من الطاقة الخالية من التلوث، والتي يوماً ما ستوصل البشر إلى النجوم....
خيالي ومثير؟ طبعاً، لكن كل هذا مرتكز على اختبارات وملاحظات علمية بحتة في مجال
العلوم الطبيعية.
في خضم أبحاث رايخ، طوّر
صندوقاً خاصاً مبطناً بالمعدن يقوم بجذب شحنة عالية من طاقة الأورغون إلى داخله،
مباشرة من الغلاف الجوي: وهو صندوق مجمّع طاقة الأورغون... وتم إثبات أنه يشحن
البذور ويزيد نمو النباتات المزروعة، يزيد سرعة شفاء الجروح والحروق، وهناك عدد من
التجارب الفيزيائية التي تُظهر عدة خواص غريبة داخل الصندوق.
لاحظ رايخ أن أنواعاً محددة من
الأمراض الناتجة عن انخفاض الطاقة، مثل السرطان، قد تزول أعراضها مع الاستخدام
الحذر لصندوق الأورغون..
بعد انتقاله إلى أميركا، قام
رايخ بمعالجة المرضى باستخدام وسائل التحرير العاطفية وأجهزة الطاقة الأورغونية..
لكن خلال بضعة سنين قامت FDA
هيئة الغذاء والدواء الأميركية بمهاجمته، وقد كانت حينها (1955) في حرب معلنة ضد
طرق العلاجات الطبيعية.. (هل تعلم أن قمع طرق العلاجات الطبيعية كانت ولا تزال أهم
برنامج ضمن جدول أعمال FDA؟؟؟!!).
حصلت
FDA
على إنذار قضائي بمنع وحرق كل كتب رايخ، وأي كتاب آخر يحتوي على الكلمة الممنوعة "الأورغون"
وتم تدميرها... في الواقع قامت FDA
بحرق كتب ومنشورات رايخ في عدة مناسبات (آخرها كان في 1962)... وتم الحكم على رايخ
بالسجن سنتين بعد تلفيق التهم له، ومات مسموماً في السجن عام 1957... إن مهاجمة
FDA
لرايخ شكل مؤامرة كبيرة على المحاكم والشعب الأميركي، وهي من أكبر المظالم في
تاريخها.. حيث تسمح المحكمة بحرق الكتب الفريدة المفيدة وسجن العلماء لأنهم حملوا
وجهات نظر مناقضة لما هو سائد.
اليوم من خلال مؤسسة أبحاث
الأورغون الغير ربحية
Orgone Biophysical Research Laboratory(OBRL)
تم حفظ اكتشافات رايخ الأصلية، ويتم عرضها في
summer
educational laboratory seminars.
بالتحديد نحن نستقبل العلماء
والتلاميذ الشباب ليأخذوا نظرة بفكر مفتوح على هذه الكمية الهامة من الاكتشافات..
*******
اقرأ
أيضاً من موضوعات رايخ:
...نداءات
الحرية.. من المسؤول عن الحروب عبر الزمن؟
من كتب
رايخ.. اضغط للتنزيل:
-
Orgone Engineering
-
The Mass Psychology of Fascism
-
Listen Little Man
-
The Cancer Biopathy (complete book) :
http://www.alaalsayid.com/ebooks/Reich/The%20Cancer%20Biopathy%20by%20Wilhelm%20Reich.pdf
90MB Pdf
http://www.alaalsayid.com/ebooks/Reich/The%20Cancer%20Biopathy.epub
9MB Epub
James
DeMeo Books:
-
The Orgone Accumulator Handbook
مواقع
مفيدة:
The Wilhelm Reich
Infant Trust
http://www.wilhelmreichtrust.org
James DeMeo's
Research Website
http://www.orgonelab.org
أفلام:
-
Wilhelm Reich and the Orgone Energy
وهناك عدة أفلام تعليمية على يوتيوب.
-
ويليام رايخ... مع شرح بالعربي:
-
الجزء الأول
-
الجزء الثاني
-
James
DeMeo
جميس
ديميو هو أحد التلاميذ القلائل الذين قاموا بتطبيق و دراسة التكنولوجيا التي عمل
عليها ويلهلم رايخ في معالجة الأمراض النفسية، الجسدية و في إعادة التوازن إلى
الطقس.
هذه
إحدى المقابلات النادرة التي قام بها. معلومات لا تقدّر بثمن إذا كنا جاهزين لتقدير
الكنز حين نراه...
للمشاهدة
أضيفت في:30-11-2011... علوم المقامات والطاقات> مولدات الأورغون .... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع
|