صدقاتكم وشكركم الحقيقي

تساعدنا لكي نستمر

من عطور الآن

الحقيقة دوماً فريدة... متجددة وجديدة...

ليس لها ماضٍي.... بل في الحاضر مديدة...

لا يمكنك أن تقول أن الله سيكون أو كان....

بل الله حاضر الآن.... في كل مكان وزمان...

ذلك هو الزمن الوحيد الممكن مع الله مبدع الأكوان..

وهذا هو جمال الوجود الفتان.... أنه يتجدد في كل آن....

في كل لحظة يموت الماضي ليولد من جديد حياً مليئاً بالخفقان...

وهذا هو طريق الإنسان إلى الرحمة والرحمن...

علينا أن نموت كماضي ولا نتعلق بالذكريات ونرمي بالأفراح والأحزان...

لندعه يختفي منا ونحيا في الحاضر بشكر وامتنان....

فهذه اللحظة هي كل ما نملكه وفيها ينطوي الأزل وتتوارى الأكوان...

إذا استطعتَ فقط أن تكون هنا والآن...

فالتأمل قد حدث والشفاء قد حان...

وستعيش دوماً بعذرية الحاضر....

منتعشاً كقطرات الندى المتلألئة مع شمس الصباح على الأزهار المتفتحة... في تلك الروح المتجددة المنتعشة يفوح عطر الجنان....

في ذلك العبير يوجد الفرح ويولد العنفوان....

لأنه في ذلك العبير تنطوي كل الحياة....

النَفَس... الخفقان... وينبض الوجدان....

على أهل الحق أن يكونوا بهذه الروح الحية النابضة... يعيشون هنا والآن ويستجيبون لكل لحظة وأوان...

ناسين الماضي والمستقبل... غير آبهين بما قد يكون أو كان....

حيث لا يبقى سوى هذه اللحظة.... والمطر المنهمر... والأصوات من حولنا.... وأنت وأنا.... وعندها يبدأ النعيم بالتدفق والجريان....

من المستحيل أن تكون بائساً حيث لا زمان....

البشر دوماً تعيسون بسبب الماضي أو المستقبل....

فهم قلقون بسبب شيء ما فعلوه أو حدث معهم في الماضي....

أو ماذا يمكن أن يفعلوه وهل سيقدرون على فعل الشيء صحيح في المستقبل....

لحظة الآن حرة من كل قلق وهذيان....

فيها مذاق الخمرة الإلهية الأزلية

وهي الطريق إلى الخالق المبدع الفنان....

تنفس عبير الورود.... لكن هذه الورود...

اشرب الماء...لكن هذه الماء...

عش اللحظة....لكن هذه اللحظة...

وكل ما عدا ذلك ارم به في طي النسيان...

لن يفوتك شيء من الحياة بعد الآن...

الحياة ستمطر عليك بآلاف الأفراح والأشجان...

أن تكون في الحاضر... هو أن تستحق أغلى الأثمان...

أن تكون منفتحاً.... مستقبلاً....بلا أية شوائب... حاضراً للذوبان...

مستعداً للتحليق والطيران....