موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

التأمل.. هو الحرب الحقيقية على الإرهاب وعلى الاستبداد

في عام 1981 خلال الحرب الأهلية في لبنان، بدأ الطبيب طوني أبو ناضر بتعليم مرضاه التأمل.. وكان أفضل شيء يقدمه لهم... وبعد أن بدأ عدد كافي من الناس مجرد 1% بالتأمل، توقفت العبوات والقنابل عن الإنفجار في قرية ذلك الطبيب في جبال الشوف... رغم استمرار العنف وقتها وازدياده في القرى المسلمة والمسيحية المجاورة، لكن لم تحدث أي انفجارات في القرية.. وبدأت الأطراف المتصارعة في لبنان بالتفاهم والاتفاق تدريجياً بعد ذلك إلى أن انتهت الحرب.
نعم، الأبحاث والعلم يثبت أن التأمل له تأثيرات على العنف السياسي ومعدلات الجريمة.. فقط نسبة 1% من الناس وأقل تكفي لصنع السلام في أي مكان من الأرض... والتأمل موجود في جميع التقاليد والأديان.. تأمل ساعة خير من عبادة سبعين عام وفي الإسلام هناك الذّكر للوصول للتوحيد والسلام الداخلي، وفي المسيحية هناك الصلوات والتأملات المقدسة للسكينة والوحدة.. عند البوذيين هناك تأمل القلب وهكذا في كل دين وكل بلد...
التأمل هو مراقبة وتجاوز الفكر والأفكار... هذا التجاوز ليس الكلمة الوحيدة للتعبير عن ذلك عند كل الناس، فهناك كثيرون لا يفهمون كلمة التجاوز.. قد يقولون عنها التسليم لله، أو لتكن مشيئتك، أو فتح القلب أو الحلول والتجلي الإلهي وغيرها.. لكن الحقيقة الداخلية تبقى هي ذاتها عند الجميع.
التأمل.. هو الحرب الحقيقية على الإرهاب وعلى الاستبداد.. وهو الجهاد الأكبر جهاد النفس.. حرب داخل كل شخص لا خارجه.
الجهاد الحقيقي ليس القتال بالأسلحة، بل الجهاد الحقيقي هو صنع السلام الداخلي والتوحيد الداخلي، وقتل الشياطين الداخلية التي تبقينا منفصلين عن ذواتنا وعن الآخرين... هذه هي الحرب الحقيقية على الإرهاب.. عندها نحن نقتل "الإرهاب" ذاته بدل أن نقع في فخ مطاردة الإرهابيين واعتقاد أنه "أولئك الناس الأشرار" هم المشكلة.
ذلك الاعتقاد وهم تماماً وهدر مؤسف للأرواح والموارد والطاقات، يجعلنا عميان عما يجب تغييره داخل أنفسنا..
نحتاج للقدرة على التكلم بوضوح وعدم لوم أحد، لأن كل الناس وفي أي مستوى من المسؤولية يتصرفون بأفضل الوسائل التي يفهمونها... لذلك مسؤوليتنا نحن المشاركة بما نعرف.. وهي قفزة كبيرة للكثيرين... لسنا بحاجة لتغيير سياسة أي دولة صغيرة أو كبيرة، لكن الوعي الجماعي عندما يتناغم أكثر يحدث التغيير تلقائياً.
السياسيون في كل بلد رغم السلبيات عندهم لكنهم أناس عقلانيون، لن يفعلوا شيئاً يتسبب في طردهم من مناصبهم لأن الناس الذين انتخبوهم لم يفهموا فعلهم فخافوا وطردوهم... لا.. لذلك لا يوجد مجال للوم أي شخص... وكذلك إذا بقينا نتبع المنهاج الحالي في الاعتماد كثيراً على الجيوش والأفعال العسكرية لإنهاء الإرهاب، سوف يكون هناك هدر كبير للأرواح والموارد.. هذا الهدر يمكن تجنبه إذا انضم عدد أكبر من الناس للحرب الحقيقية على الإرهاب.
 

http://www.bemindful.org/peaceart.htm

 

أضيفت في:21-3-2013... زاويــة التـأمـــل> العلم و التأمل
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد