موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

هل تفهمون لغة الشيطان؟

منذ زمن طويل، قام المؤمنون بإله واحد بتحطيم كل أصنام الآلهة الأخرى... وحتى أولئك المؤمنون بإله واحد انقسموا وصاروا يحطمون معابد بعضهم.. وفي الحقيقة، هذا ليس شيئاً جديداً.. لقد كان ولا يزال يحدث دائماً وأبداً... ليس الناس فقط يتنافسون ويتقاتلون، حتى آلهتهم أيضاً!

طبعاً، فالآلهة التي يصنعها الناس لا يمكن أن تكون مختلفة كثيراً عنهم.. معبد يقف ضد معبد آخر لأن شخصاً ما ضد شخص آخر... كتاب مقدس عدو لكتاب آخر لأن شخصاً ما عدو لآخر... كما يكون الإنسان يكون دينه.. وفي مكانة الإنسان تكون أيضاً مكانة إلهه.. وهكذا، بدلاً من تشجيع الأخوة والصداقة، أصبحت الأديان منافسات بين الحمقى والتجار... وبدلاً من ملئ هذا العالم بالحب، ملؤوه بسموم العدائية والشقاق.

رجعتُ مرة إلى البيت بعد سماع خبر تحطيم أحد المساجد، وعندها أتى إلي إمام ذلك المسجد المدمر مع أتباعه.. كانوا ممتلئين بغضب حقيقي عارم.. رغم أنهم يعرفون أن الغضب شيء سيء لكنهم قالوا حينها أنهم غاضبون جداً جداً وما لم يذهبون لتحطيم مسجد الذي حطم مسجدهم لن يهدأ بالهم أبداً... كان الأمر يتعلق بإنقاذ دينهم وطائفتهم.

عندما بدأت بالضحك، تفاجؤوا واستغربوا.. بالتأكيد لم يكن ذلك الوقت مناسباً للضحك.. كانوا جديين جداً، وبرأيهم ماذا هناك أهم وأخطر من تهديد دينهم!؟

سألت أولئك الأصدقاء: "هل تفهمون لغة الشيطان؟"

سأل أحدهم: "وما هي تلك اللغة؟"

طبعاً لقد فهموا لغة كتب الله المقدسة لكن لم يفهموا لغة الشيطان... مع أن الكتب المقدسة ذاتها تصبح كتب الشيطان إذا لم تفهم لغته وطريقته.

أخبرتهم هذه القصة:

"كان هناك قارب مسافر إلى بلد بعيد... وبين المسافرين كان هناك شحاذ فقير ومسكين... كان بعض الأشخاص المشاغبين يزعجونه ويتسلون بإغاظته وإهانته طوال الطريق...

عندما كان يصلي في الليل، اعتقدوا أنه لن يقدر حينها على فعل أي شيء، فبدؤوا يرمون الأحذية على رأسه... كان يصلي بخشوع ودموع الحب تتدفق من عينيه... وعندها أتى صوت من السماء يقول: "يا صديقي العزيز.. إذا أردتَ يمكنني أن أقلب وأغرق هذا القارب بلحظة خاطفة"

ارتعب أولئك الأشخاص وارتجفوا مع بقية المسافرين... فعلهم السيء سيكلفهم كثيراً الآن.. اعتذروا بسرعة وانحنوا أمام الشحاذ وبدؤوا يطلبون منه السماح.... عندما اقتربت صلاة الشحاذ من نهايتها، نهض وقال للناس: "لا تقلقوا أبداً".. بعدها رفع وجهه إلى السماء وقال: "يا إلهي الحبيب، بأي لغة شيطانية تتكلم؟ إذا كنتَ تريد أن تلعب لعبة التخفي وأن تقلب القارب، فاقلب قلوب أولئك الناس وليس القارب... ماذا ستكون الفائدة من قلب القارب؟"

أتى صوت من السماء مرة ثانية يقول: "أنا سعيد جداً بك... لقد قمتَ بتمييز الحقيقة واكتشافها... الصوت الأول لم يكن صوتي أنا... الإنسان الذي يقدر على تمييز صوت الشيطان يقدر على تمييز صوتي أيضاً".

 

أضيفت في:12-4-2014... زاويــة التـأمـــل> رسائل من نور
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد