موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

نظام المقامات السبعة في علم النكاح

علم النكاح أو ما يسمى التانترا قديماً في الشرق، هو المصدر الفطري لعديد من العلوم والأسرار، مثل الرياضيات، الطب، علم الفلك، وعلوم الذرة وأبعاد الزمان-والمكان ونظريات الأمواج الصوتية والنوايا، إضافة للخيمياء والفراسة وقراءة الكف والأبراج الحقيقية... علم النكاح هو مصدر اكتشاف نظام العد العشري، واكتشاف الصفر في الهند القديمة، وإدخال مفهوم المقامات السبعة أو مراكز الطاقة الممتدة عبر جسد الإنسان.

 

في علم النكاح وتحويل الطاقة، هناك فن قديم جداً يرمز لكل مقام من المقامات السبعة بزهرة متفتحة مختلفة ومميزة لتدلّ على طبيعة المقام الخاصة به.

كل زهرة لها تصميم خاص من اللون، البتلات، والرسوم الرمزية... كل مقام يحتوي على شحنة موجبة أو سالبة، وله قيمة عددية وحرف من الحروف الأبجدية، وله علاقة قوية بأحد عناصر الطبيعة (الهواء، التربة، الماء...)، ويرتبط بأحد الحواس (التذوق، اللمس، الشم....) ومع تردد محدد من الصوت.

 

يمكن تشبيه ذلك بأوتار العود أو الكمان... تخيّل أن كل مقام هو وتر مشدود.. كل وتر يهتز بتردد مختلف فيُصدر صوتاً مختلفاً... مع مرور الوقت، يتغير صوت الأوتار فتصبح مشدودة أو مرتخية زيادة فنحتاج لضبطها وتوليفها من جديد... عندما تكون مدوزنة متناغمة يكون صوت العود جميلاً متناغماً... وهكذا، عندما تكون المقامات مضبوطة متوازنة، يحقق الشخص التناغم الداخلي والخارجي.

 

 

يتطابق كل مقام مع منطقة محددة من الجسم، وكل مقام يولّد شكلاً محدداً من "الدوافع".

المقامات السبعة تصطف في مركز الجسم على محاذاة العمود الفقري كمحور لها... تبدأ من قاعدة العمود الفقري في أول مقام.

 

حسب كتب علم التحويل، الدافع الذي يولّده المقام الأول يكون دافعاً تجاه المادة، وهو الرغبة للحصول على الأشياء وامتلاكها... ومن المضحك أن وظيفة هذا المقام الجسدية تتعلق بعملية طرح الفضلات.

المقام الثاني موجود في منطقة الأعضاء التناسلية، ومنه يتولد الدافع الجنسي.

المقام الثالث خلف السرّة، يتعلق بقضايا القوة ويؤثر بالجهاز الهضمي.

المقام الرابع قرب القلب ويتحكم بوظيفة التنفس، وهو مصدر الطاقة للاتصال الحميم.

المقام الخامس عند الحلق، يؤثر في أنظمة الغدد ويولد دافع التواصل بالإضافة للدافع الروحي.

المقام السادس يوجد بين الحاجبين ويولّد طاقة الفكر، وفي القسم الخلفي للدماغ (الشبكي) يؤثر في الوعي إضافة للمقدرة على الرؤيا الداخلية.

المقام السابع تمثله زهرة بألف بتلة ويوجد في قمة الرأس داخل الجمجمة وكذلك فوق الرأس، وفي هذا المستوى نبحث خارج ذاتنا... عندما يصدر القسم الخارجي من هذا المقام طاقة أو نور فهذا ما يصنع الهالة المحيطة بنا.

 

بالرغم من أن بعض المشككين لن يقتنعوا بكل هذا الكلام والنظام عن المقامات وطبقات الطاقة، لكن هناك العديد من الكنايات والتشابيه التي نستخدمها في فهم جسدنا... كمثال: يظهر الارتباط بين المقام الأول والذي يوجد فوق منطقة الشرج، عندما نشير إلى الإمساك المعوي عند الشخص الذي يظهر أنه متملّك ومهووس بتجميع الثروة والممتلكات، حيث نقول أن مؤخرته سمينة أو مسدودة مثل المسائيل المصاطيل العرب العالقين في أول مقام.

ولا أحد يمكنه إنكار الشحنة القوية المتشكلة في منطقة المقام الثاني عندما يثار المرء جنسياً، وهو مركز طاقة التكاثر والخلق، مولّد لطاقة إبداع هائلة.

المقام الثالث يتحكم بالهضم ويؤثر في دافع طلب القدرة والقوة.. نسميه أيضاً صلة الأرحام أو الضفيرة الشمسية أو الهارا، وجميعنا نعرف ونشعر بتعبيرات الطاقة الجسدية لهذا المقام.. مصدر القوة والجرأة والشجاعة هو البطن ولذلك كان الرجال قديماً يلفون البطن بقماشة طويلة.. ونعرف أن الشعور في السرة مهم جداً أن نصغي إليه فهو حدس فطري.. وكذلك هذه المنطقة هي مكان الإصابة بالقرحة في مجتمعنا الحديث وعصر السرعة بسبب الاندفاع الزائد.

المقام الرابع أيضاً سهل أن نعرفه في مصطلحات لغتنا... حيث ننسب للقلب كل المشاعر وغرائز التعاطف الرحيمة والحب والحميمية... نقول كثيراً استفتي قلبك ولو أفتوك.. لندفع الشخص للرحمة أو الشفقة، وكثيراً ما نقول تحطم قلبي، أو وخزني قلبي... أو أن قلبي يشعر بالدفء... كثيراً ما نقول قلبي قال لي أن أفعل ذلك، بينما كان الرأس يقول شيئاً آخر... القلب له تأثير كبير في توجيه حياتنا وتحريكها.

ومن السهل أيضاً قبول أن المقام الخامس في منطقة الحلق، يشكل أداة التواصل، وأن الصوت وهو ذبذبة مترددة هي تعبير عن الطاقة هناك.. من الصعب إدراك اتصال المقام الخامس بالروح، لكننا نعرف أن العواطف تعبّر عن نفسها هنا.. يختنق الحلق أحياناً أو ينطلق ليعبّر ونشعر أن قلبنا في حلقنا في الحالات الشديدة... ومكان الحلق هو مكان اتصال الجسد بالفكر، والفكر هو الطريق للتوحيد الروحي، سندرك هذا إذا تذكرنا أن نهاية الحياة في الرحلة الروحية الأسمى تحدث حشرجة أو صوت الموت في الحلق.. يعتبر ذلك صوت الروح عندما تغادر الجسد في طريقها إلى الأبعاد الكونية الأعلى.

المقام السادس، مصدر الطاقة الفكرية والإدراك والتركيز، يمكن رؤيتها كرمز للدماغ وطاقة التفكير فيه.. البعض يسميه العين الثالثة أو البصيرة، وينسبون له القدرة على الرؤيا الداخلية والاستبصار وتجسيد النوايا.

 

كل مقام يمثل رغبة بشرية طبيعية عندنا:

أن نتملّك الأشياء،

أن نتصل جنسياً مع من نحب،

أن نحقق الأهداف والأحلام،

أن نحب محبة صافية،

أن نتصل ونتواصل،

أن نفهم أنفسنا والحياة،

وفي النهاية أن نتجاوز كل ذلك.. نتجاوز أنفسنا بملامسة الله أو الوعي الكوني أو المستوى الأعلى من الذات أو أي اسم تختار يا مختار....

 

طريق علم التحويل يستخدم هذه الدوافع الطبيعية في الرجال والنساء كقاعدة لتأسيس علاقة مودة عاطفية مستمرة ومغذية للحبيبين.

للمزيد.. تأمل في هذا الكتاب: Tantra: The Art of Conscious Loving

 

مواضيع ذات صلة:

  ...سبعة أجساد وسبعة مقامات

  ...العلاج بالوعـي

  ...كيف تَصنعُ حبيبَ قلبك...الذي سيُوصلك إلى ربّك؟

 

 more books:

Tantra: The Supreme Understanding

Tantra Book of Secrets 1

Tantra Book of Secrets 2

The Tantra Vision 1

The Tantra Vision 2

 

 

أضيفت في:9-7-2014... الحب و العلاقات> الجنس و التأمل
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد