موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

عرشٌ من الحب...

كوخ صغير من الحب... مكان من هذا الزمان.. هذا كل ما يحتاج إليه لكي يكتفي الإنسان..

إذا استطاع الشخص أن يصبح عرشاً ومعبداً صغيراً فلا شيء ينقصه.. مجرد ظاهرة الحب بحد ذاتها تجعلك تتكامل وتكتمل، وعندما تفتقد للحب تبدأ بالتفكك والانهيار.. فالحب هو الصمغ الذي يبقي أجزاءك ملتصقة.. وفي الواقع، هو الصمغ الذي يحافظ على الوجود مجتمعاً، وإلا ستبدأ النجوم تتساقط والأشجار تتهاوى وأمنا الأرض لن تهتم ولن ينمو أي طفل في أي رحم.

الحب هو الذي يبقي كل شيء يدور ويسير، ومعاناة الإنسان هي أنه نسي لغة الحب..

سبب نسيان لغة الحب هو أنه صار مقيد ومحدد بالمنطق..

لا يوجد خطأ في المنطق، لكن عنده الميل للسيطرة والاحتكار، ويتعلّق بكامل كيانك.. وعندها يبدأ الشعور يعاني ويجوع، بالتدريج تنسى كل شيء عن الشعور..

يستمر الشعور بالانكماش والتضاؤل، ويتحول الشعور الميت إلى حمل ثقيل ميت، ويتحول إلى قلب ميت..

عندها يمكن للشخص أن يجرّ نفسه في الحياة بطريقة ما.. دائماً "بطريقة ما"... تدفيش... عايشين من قلة الموت..

لن يكون هناك بريق وسحر، لأنه دون الحب لا يوجد سحر في الحياة، ولا يوجد شعر أيضاً.. ستكون الحياة نثراً مسطحاً..

نعم سيكون هناك قواعد صحيحة في هذا النثر، لكن ليس هناك أغنية.. سيكون لها هيكل وبنية لكن دون محتوى أو معنى..

صارت هذه المصيبة منتشرة جداً.. مع ازدياد قدرة المرء على استخدام المنطق صار يميل أكثر لنسيان الحب والشعور والعاطفة..

عندما تقرر أن تتبع الحق وتصغي للدليل الداخلي، هذا يعني أنك تغامر وتخاطر، تخاطر بالانتقال من المنطق إلى الشعور، وتحاول جلب التوازن.

عندما يتوازن الشعور مع المنطق يتحرر المرء... في هذا التوازن والصراط تكمن الحرية الأسمى والصمت والسكينة.. وإلا نجد الجميع في حالة من الانفصام.

عندما يكون الرأس متضخماً، وهو متضخم في هذا الزمن، فهو مجرم عنيف... لا يسمح بظهور أي شيء غير مُربح.. وكل الأشياء المفرحة غير مُربحة.. مجرد لعب ولهو ومرح، دون هدف أو غاية... والحب هو لعب مفرح ليس له غاية، وكذلك الرقص والفن والجمال... كل شيء مهم بالنسبة للقلب عديم القيمة بالنسبة للمنطق.

عندما تتبع الحق في قلبك، يحدث تحويل كبير.. في البداية على المرء أن يستثمر كثيراً في القلب لجلب التوازن.. على المرء أن يميل كثيراً للقلب، أن يذهب إلى التطرّف الآخر ليحقق التوازن... وبالتدريج يصل المرء إلى المنتصف، لكن في البداية عليك الذهاب إلى القطب الآخر لأن المنطق قد سيطر لفترة طويلة.. مجرد الذهاب للمنتصف فوراً لا يُنهي السيطرة.

لذلك قليل من الناس يستفتي ويصغي لقلبه، فقط أولئك الشجعان حقاً.. المجانين والعاشقين.. لأن ثمن الإصغاء للقلب ليس أرخص وأقل من رمي فكرك: الفكر الذي يسيطر عليه المنطق والجدل والحساب.

عندما ترمي ذلك الفكر يختفي النثر من مركز حياتك ويظهر الشعر... يختفي الهدف من مركز حياتك ويظهر اللعب مكانه... لا يبقى المال هو المركز بل التأمل... لا تبقى السلطة هي معبودك بل البساطة، عدم التملّك، مجرد الفرح والاحتفال بالحياة، تقريباً نوع من الجنون....

أن تتبع الحق في قلبك يعني أن تصبح مجنوناً بالنسبة للعالم والناس العوام.. أن تدخل في عالم الجنون، ولكن هل يوجد شيء أكثر عقلانية من هذا الجنون؟!

 

  ...أين ذهب الحب ؟
  ...هل هناك عيد للحب ؟؟؟
  ...الحاجة إلى الحب

أضيفت في:24-1-2015... الحب و العلاقات> ما هو الحب ؟
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد