موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

إغراء التقنيات الذكية، وشلل الواقع الافتراضي

بالتأكيد لقد لاحظنا جميعاً أن الذكاء الالكتروني المصنوع بحجم صغير يوضع في الجيب أو على الرسغ، هو سلاح صغير هائل للدمار الشامل!.. ولكن لا يمكن وضع افتراضات عن أي شيء، نظراً لأن معظم البشرية قد فشلت حتى الآن في ملاحظة أن الهندسة المناخية للغلاف الجوي برش السحب الفضية من الطائرات هو سلاح دمار شامل أيضاً.. لذلك ليس من المدهش أن تبقى هذه الهواتف المحمولة "الذكية" مستخدمة دون وعي ودون معرفة بأنها قنابل فكرية موجودة في جيب كل شخص تقريباً.

طبعاً ليست قنابل عادية قابلة للانفجار والقتل.. ذلك الشكل من التدمير صار جزء من الماضي البدائي قبل تطور أدوات من يهندس مستقبلنا... لا حاجة لتفجيرنا جميعاً وإرسالنا إلى جهنم إذا كنا سعداء تماماً بالذهاب إليها بأنفسنا وبصمت... ويبدو أن ملايين الناس جاهزون تماماً للقيام بذلك منقادين بعصا راعي التكنولوجيا المريحة.

 

هناك عالم غريب موجود، عالم افتراضي،

صار بلايين الناس اليوم مدمنين عليه،

ولا يمكنهم إيقافه أو استبداله في حياتهم اليومية.

 

إن جنون عملية الهندسة المناخية لجو الأرض، وعملية هندسة عقولنا بالهواتف الذكية متصلتان تماماً... حتى إذا تحدثنا عنها بسطحية، كلما نظرتَ أكثر للأسفل إلى جهازك ساطع الشاشة، ستنظر أقل للأعلى إلى السماء ولن تلاحظ الغيوم الصناعية المرشوشة على كل السماء في كل بلد، السماء التي كانت زرقاء صافية في أحد الأيام... ولن ترى عيونك أي شيء من جمال ورقة جمال الطبيعة المبنية بدقة وقداسة هائلة.

في الواقع، هذا الميل تجاه "عدم الرؤية" ازداد كثيراً آخر 30 سنة.. وينطبق على اللقاحات،  الأطعمة المعدلة وراثياً، الإضافات الصناعية للأطعمة، الإشعاع، التلوث بالضباب الكهربائي، وغيرها الكثير من الأسلحة الزاحفة في "الحروب الصامتة" التي تهاجم كوكبنا وقدراتنا الجسدية والفكرية.

قد يحاول المرء تجاهل هذه الأشياء القاتلة للحيوية باعتبارها شراً لا بد منه في هذا العصر الحديث المريح، وفي مجتمع يعتمد على الإصلاح السريع، التواصل السريع، الإشباع السريع وكل شيء آخر سريع... قد يحاول ذلك، إلى أن يدرك أنها تتسرب وتلوث مجرى الدم وتشوه المورثات وتغيّر طبيعتنا الأساسية من الداخل للخارج ومن الخارج للداخل.

ما هو نوع الجنون هذا؟!

فقط انظر حولك إلى عشرات ألوف أبراج إرسال الموبايل الحديدية الشائكة، التي صارت تغطي كامل الأرض وتخوض حرباً على الوعي.. كل برج يرسل أمواجاً قصيرة خفية تغيّر الفكر عند كل الناس المجاورين له.. وكل ذلك مصنوع فقط لكي يحمل كل شخص هاتفاً ذكياً ينشغل فيه معظم الناس بالأحاديث التافهة المبتذلة المكررة والمملة.

إنهم يريدون صنع أشباه البشر، وهناك خطط لصنع ذكاء الكتروني آلي سينتزع مسؤولية مستقبلنا (وحاضرنا) من أيدي البشر.. علينا جميعاً الحذر وعدم إعطاء الدعم لهذا المفهوم الالكتروني البارد، خاصة عند الذين يريدون رمي كل حس بالمسؤولية تجاه الحياة على الكوكب وحياة الأجيال القادمة.

يجب الانتباه إلى الدور الذي يلعبه الإدمان على الهواتف الذكية في تسريع اختفاء البشر الحقيقيين... إنه فخ زلق يقود إلى بشرية خارجة عن طبيعتها.. بشرية تعتمد على الآلة لتفكر عنها، بينما قشرة الدماغ تفقد قدراتها وصفاتها، وخصوصاً قدرتها على التمييز بين ما هو واقع وما هو واقع افتراضي أو حلم مثلاً... بين ما هو حقيقي وما هو وهمي مزيف.

كلما صعدنا إلى حافلة ركاب أو قطار، نجد أنفسنا محاطين من كل الجهات بأشخاص يحدّقون بتنويم مغناطيسي في هواتفهم الذكية الساطعة بكل أنواعها وماركاتها وحجومها، في حواسبهم المحمولة ومشغلات الأغاني والله أعلم ماذا غيرها... يقرؤون ويرسلون ويعيدون تمرير عدد لا منتهي من الرسائل إلى وسائط "التواصل الاجتماعي" مع متابعة رسائل ومنشورات غيرهم، ومشاهدة الأفلام، ولكن غالباً طول الوقت إصبعهم يسحب الشاشة للأعلى.. ثم يسحب الشاشة للأعلى.. شاشة غير محدودة الصفحات والآخبار.. وكلما سحبها للأعلى هبط وعيه للأسفل.

يجري كل ذلك بينما ننشر غيمة مؤذية من الضباب الكهربائي الذي يخترق كريات الدم وخلايا الدماغ سوية، يشوش ويشوّه أمواج الذبذبات التي تشكل قنوات اتصال طبيعية وجسور من التواصل بين الناس وبين كل الكائنات الأخرى.

نحتاج لقانون، مثل ذلك القانون الذي نتج عن ثورة المدخنين السلبيين في بعض الدول وأدى لمنع التدخين في الأماكن العامة، قانون يمنع هذه النشاطات الالكترونية الحديثة ويحمي غير المستخدمين من ضرر التقنيات اللاسلكية، التي تُصدر أمواج ميكروويف تشوّه وتطبخ حرفياً قشرة الدماغ عند جيرانك دون علمهم... لكن الأمر استغرق حوالي أربعين سنة من الضغط الشديد وعشرات ألوف "الأوراق العلمية" لإثبات أن تدخين السجائر التجارية يسبب السرطان.... كم من الوقت، وكم من المصابين سنحتاج لتحقيق الحماية من الإشعاع الكهربائي الحديث؟

تشريع القوانين لا يمكنه فعل الكثير... هناك ألوف الشرور والسموم التي كان يجب منعها منذ عقود... ما لم يقوم المجتمع ككل بالانتقال إلى درجة معينة من الوعي والنور، فلن تقوم كل القوانين في العالم بتغيير المشكلة الخفية الأصلية:

 

معظم البشر يفضلون أن يكونوا عبيد بدل قادة

أو بدل شريك مسؤول ضمن العائلة العالمية للعرق البشري

 

وهل هناك فرق كبير بين أن تكون عبداً لهجائن بين البشر والآلات، أو عبداً لإمبراطورية "المتنورين" القلة المسيطرة على الأرض؟؟ لا أرى فرقاً كبيراً... مع ذلك، بدأنا على الأقل نلاحظ زيادة جدية في الوعي وفي مقاومة خطط أولئك المتنورين... الآن أتى أوان معرفة هذا الشيطان التكنولوجي الحديث وفهم الشلل الذي يسببه الواقع الافتراضي في عقولنا.

طبعاً، هناك روابط قوية بين أولئك الاثنين... كان الطموح دوماً إبقاء تطور البشرية تحت السيطرة والمراقبة بأي وسيلة ممكنة... الأشخاص المجهولون المتحكمون بين مدراء شركات جووجل، فيس بوك، ومايكروسوفت، هم شركاء مقربون يأكلون على طاولة واحدة مع المتحكمين بشركات مونسانتو Monsanto (أضخم شركة تقنيات زراعية أميركية تبيع الكائنات المعدلة وراثياً والمبيدات السامة)، Cargill (شركة أميركية عالمية ضخمة مسؤولة عن تجارة الحبوب والطاقة والفولاذ والصناعات الغذائية)، وباير  Bayer (شركة ألمانية ضخمة متعددة الجنسية، كيميائية ودوائية وزراعية).

وهم أيضاً بدورهم مقربّون جداً من المتحكمين بمشروع Raytheon الصناعي العسكري، مخبر Lawrence Livermore، وشركة  British Aerospace Ltdالجوية.. والذين بدورهم قريبون جداً من عائلات وإمبراطوريات بنوك روكفيللير، روث تشايلد، سوروس..

كل من ذكرناهم شركاء ويشربون من نفس الكأس العالمي الواحد...

نعم نحن نعرف شيئاً قليلاً عن هذه الوصلات والخطط... لكن الناس العاديين المدمنين على وسائل الإعلام السائدة لا يعرفون أي شيء... رغم ذلك لا بد من تشارك رحلة حياتنا مع هؤلاء الناس الضحايا ولا يمكننا إدارة ظهورنا وتجاهل ما يحدث.

 http://www.alaalsayid.com/images/articles/smilecons-giphy.gif

الهاتف الذكي هو اللعبة المفضلة عند الناس غير المدركين، وكذلك عند كثير ممن يبدو عليهم علامات الإدراك أو الفهم... طبيعته المفيدة المسلية واللطيفة التي لا تزعج أحداً، تجعله مسبباً كبيراً للإدمان.. ومن الصعب الاستغناء عنه، حتى عندما تعلم أنه يطبخ دماغك.

التقنيات "الذكية" تأتي إلينا كمجموعة من الأسلحة المُغرية (ساعة قياس استهلاك الكهرباء الذكية، والسيارة الذكية هي مجرد البداية)، وتمهد الطريق للجيل التالي من التقنيات التي تقرأ وتعدّل الفكر والدم... تقنيات سوف تقوم بالتفكير بدلاً منا إذا نجحوا بنشر الهجين البشري الآلي... وهذا كما قلت أعلاه، هو بالتحديد الشيء الذي يريده الكثيرون من الناس، وهذا هو ما يعتمد عليه نظام السيطرة، لكي يغرق البشرية في شبكته العنكبوتية العالمية.

نحن نسير في طريق بطيء إلى الاختناق، لذلك يجب أن نستيقظ ونفتح عيوننا الآآآآآن.. كل خطوة تخطوها هذه التقنيات الذكية في حياتنا تبدو مجرد خطوة صغيرة لكنها أكبر بكثير... هذه الخطوات تتراكم بسرعة وتسمم بعمق قداسة الحياة التي عرفناها يوماً في أعماق قلوبنا.

انشغال عامة الناس الزائد بالأدوات الالكترونية الحديثة هو لعبة من الحماقة... إنه إلهاء عن المهمة الحقيقية التي تواجه البشرية: اكتشاف وإدراك قوى الحب والروح والشغف والعشق الأعمق التي لم نكتشفها بعد... هذه هي الصفات التي تحدد أي مستقبل جدير بأن يُعاش.. وليس الهوس بأدوات ساحرة باردة عالية التقنية تملأ الأسواق العالمية، صنعتها العقول الحسابية التي تقود الشركات العملاقة متعددة الجنسية.

والآن حديثاً أيضاً ظهرت قطعة سكر جديدة لا يمكن مقاومتها، لتأخذ عبيد الالكترونيات إلى أكبر احتيال من الواقع الافتراضي: تقنية واي فاي كلاود Wi-Fi ‘Cloud Technology’.. شبكة من كل موجات ميكروويف الواي فاي محمّلة بمقاييس التحليل والمراقبة الذكية، تقدّم إمكانيات تواصل غير محدودة لأي شخص يشتري ويدخل اللعبة ويصبح جزء من شبكة عين حورس رمز العين التي تراقب الكل... إنه عالم ما دون الواقع، قادر على إعلان نفسه "الواقع الجديد" من خلال سيطرته المحسوبة لبلايين الناس الذين قدموا أنفسهم منذ زمن إلى "الشبكة"... إنها شبكة أساسية لضمان نجاح نظام سيطرة العالم الواحد.

الآن بعد هذا الموضوع، إذا وصل رد إيميل مني وفي نهايته Sent from G. Smart Phone سينزعج المستقبل وينصدم خاصة إذا أخذ هذا الموضوع بجدية: لماذا عندك إذن هاتف ذكي؟!!

هل نتوقع قريباً توقيع أوتوماتيكي آخر في الرسائل لدعم Wi-Fi ‘Cloud Technology’؟؟؟

وكيف يمكن أصلاً تحقيق المقاومة إذا كانت أدوات المقاومة كلها مصنوعة من قبل المهندسين المعماريين لنهاية العالم؟؟

كيف سيعرف الناس متى يجب هجر سفينتهم الالكترونية قبل أن تبيدهم وتغرقهم بالكامل؟

هل لا بد من تقديم أجسادنا أضحية لتجارب الهندسة الوراثية، وتقديم عقولنا أضحية لتجارب صنع هجائن البشر والآلات المجنونة؟

لا... ليس وأنا وأنت بشر أحياء ونفتخر على وجه هذا الكوكب المقدس! لن ينالوا منا طالما يقدر عدد كافي من الناس على عيش اللحظة وإعطاء كل طاقتنا لزيادة الجمال والعفوية والإبداع في حياتنا، هذه الأشياء هي التي تدمر الأكاذيب المؤذية للرجال الآليين المخدّرين عديمي الروح...

أولئك النصابون المهجنون الذين يتمنون سحبنا إلى قبورهم المعدنية الرقمية اللطيفة، وخلايا سجنهم الذكي وصنع مزيد من الحروب... لن يقدروا طالما هناك أرواح أفراد عندها عطش وبحث وشوق....

أيتها الأرواح المتمردة إلى الحق استغني عن هذه الأدوات السامة من الموضة... بدلاً منها، استلّي القوس وسهام الحقيقة الحادة ثم خذي خطوة للأمام... هذه الساعة لنا نحن!

http://www.alaalsayid.com/images/articles/granma%20mobs.jpg

أضيفت في:6-2-2016... فضيحة و نصيحة> صباح الصحوة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد