موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

الله هو سبب الحرب في سوريا والعالم.. والله هو سبب السلام في سوريا والعالم

كيف ذلك؟؟!! سأترك لكم اكتشاف الجواب بين السطور التالية..

قال الله سبحانه وتعالى: وإذا سألك عبادي عنّي، فإني قريبً أجيبُ دعوة الداعي إذا دعاني...

هل حقاً أن الله قريب، وهل هو يبحث عني مثلما أنا أبحث عنه؟ هل أستطيع الانتظار حتى يجدني هو؟

 

....نعم، هذه حقيقة مطلقة، مثلما أنت تبحث عن الله أو الحقيقة أو الحبيب الكوني، فهو أيضاً يبحث عنك.

البحث لا يتم من جهة واحدة أبداً، وأيّ بحث من جهة واحدة لن يتحقق أو يجد المطلوب والمحبوب...

لكن سؤالك، "هل يمكنني الانتظار حتى يجدني هو؟"... عندها سينتظر هو أيضاً قبل البحث عنك!

يجب أن يتم البحث من الجهتين، وإلا سيبقى الاثنان ينتظران... الوجود فيه توازن وميزان في كل شيء، انتظارك فحسب لا يكفي، بل شوقك وعطشك وبحثك مطلوب جداً.

يقول العارفون: إذا أخذتَ خطوة واحدة تجاه الله، سيأخذ الله ألف خطوة تجاهك... لكن على الأقل خطوة واحدة مطلوبة من جهتك أنت.. وخطوتك الواحدة أهم بكثير من ألف خطوة من الله، لأن "الله" ليس بهيئة شخص وله قدمان بل هو الذكاء الموجود في كل هذا الكون، هو الوعي الكوني في كل كون وتكوين...

أنت لديك جزء صغير جداً من الوعي.. لذلك خطوتك الواحدة هي أكبر بكثير من ألف خطوة عند الله، لأن الوجود عنده ذكاء لا متناهي... إن الله يهدي مَن يشاء، يجب أنت أن تشاء وتريد أولاً... لذلك الانتظار وحده لا يكفي.. مجرد الانتظار هو حالة خالية من الحياة، يجب أن يكون هناك شوق وعطش هائل في كل خلية من كيانك... وما لم يصبح الله عندك قضية حياة أو موت، لن يكون اللقاء والبقاء بالأبدي ممكناً.

 

تقريباً كل شخص نائم وينتظر وينتظر.. أي أن الله عندك في نهاية قائمة المشتريات من السوق!.. الله هو آخر سلعة بعد أن تكون فعلتَ كل شيء في الدنيا تبدأ بالبحث عنه؟ ذلك مستحيل حتى في عالم الأبدية سيبقى هناك شيء ناقص.

يجب أن يكون الله أولوية حياتك الأولى... يجب أن يكون نبضاً مستمراً خافقاً في قلبك.. وهواءً مع كل شهيق وزفير يحمل الذكرى والتذكّر: لا يهم ماذا تفعل، بل المهم والأساس هو فعل كل شيء بتأمل عميق ووعي ويقظة.

لا تفكّر أبداً بالله كشخص ما خارج ذاتك.. هذه بداية خاطئة، لأنك أين ستبحث عنه؟ العالم الخارجي واسع جداً وليس معك عنوان أو رقم هاتف... في أفق الوجود اللامحدود، في أي اتجاه ستبحث عن الله؟؟ وكيف ستكتشف ما إذا كنتَ على الطريق الصحيح؟ هناك ملايين الطرق، فكيف ستختار بينها؟؟ ماذا سيكون مقياسك؟؟

 

بسبب سوء الفهم واعتقاد أن الله بعيد وخارج أنفسنا، أصبحت الأديان منظمة وتدور حول رجال الدين والهيئات الدينية، حول كتاب مقدس، حول شرائع محددة، لأن ذلك على الأقل سيُعطيك شعوراً عن مكان البحث عن الله: عليك الذهاب إلى الكنيسة أو الجامع، عليك القيام بصلاة وحركات محددة، عليك أن تجد طريقك في الكتب المقدسة.... فكرة أن الله خارج الذات قد قادت كل البشرية إلى تشويش وضياع كبير.

الله موجود داخلك... إنه أقرب إليك من حبل الوريد.... قال الله: لم تسعني أرض ولا سماء، بل وسعني قلب عبدي المؤمن.... الله داخلك، والأفضل أن نقول الله هو داخلك تحديداً وهو لبّ وجودك... أنت موجود على المحيط، فقط تحرّك للداخل.

 

في البداية ستلاقي الأفكار... لا تنشغل بها، بل تجاهلها.... وكلمة جيدة أيضاً: طننننننننش على كل الأفكار!.. تجاهل وأكمل المشوار.. وإلا ستقع في شِباك الأفكار المتشابك... لا تتقاتل معها، فقط تابع طريقك وكأن فكرك فارغ.. إذا قدرتَ على تجاهل الفكر سيصبح فارغاً فعلاً.

كلما أعطيتَ انتباهاً أكثر للفكر، ستعطي الأفكار تغذية أكثر... إذا استطعتَ تجاوز حدود الفكر دون ارتباك وذلك ليس شيئاً صعباً، مجرد مهارة في التجاهل، عندها ستصل إلى عالم المشاعر والعواطف والمزاجات، التي هي أكثر رهافة من الأفكار.. لقد انتقلتَ من الفكر وحدوده إلى منطقة أعمق من كيانك وهي القلب.

استمرّ بنفس الطريقة، تجاهل المشاعر والعواطف والمزاجات، وكأنها لا تنتمي إليك...

مع تجاوزك لحدود القلب، ستدخل إلى حدود كيانك العميق... وذلك هو معبد الله العتيق...

وفي لحظة دخولك للمعبد، بالتأكيد سيأخذ الله تلك الألف خطوة تجاهك...

 

تلك الخطوات الألف هي رمز... إنه يأتي إليك مثل نور، مثل عطر وروح من الجمال والغبطة، من الصمت والسلام... وهو يأتي بقوة جارفة مثل فيضان في الوجدان، يغرقك تماماً.

نعم سوف تجد الله، لكن عليك أن تفقد نفسك... ذلك هو السعر المطلوب.. وهو ليس سعراً كبيراً... كم تعتقد سعرك؟

في الواقع، أي حيوان في العالم له سعر أكثر من الإنسان... عندما يموت الإنسان الكبير لا يوجد أي شخص مستعد لشرائه.. أما عندما يموت فيل مثلاً سيأتي الكثيرون ويدفعوا الألوف ليستفادوا من أنيابه وجلده و و و... حتى الحيوان الميت له فائدة ما... الإنسان هو الكائن الوحيد الذي عندما يموت لا يمكنك إلا أن تدفنه أو تحرقه، فقط لمجرد التخلص منه.. بدل أن يجلب لك بعض المال عند موته، سيكلفك بعض المال لكي تدفنه!.. لذلك لا يوجد خوف من أن تضيع وتخسر نفسك وتغرق، لأنه في معبد الله الحقيقي لا يمكن أن يتواجد إلا واحد، إما أنت أو هو... الثنائية غير ممكنة لأن الثنائية صراع، واختبار الله أو الألوهية هو شيء من التناغم المطلق.. ذلك التناغم ممكن التحقيق فقط إذا سمحت لنفسك بالغرق في الفيضان الذي يأتيك من كل حدب وصوب، فيضان من الفرح والنشوة والبهجة.

شعور الموت في فيضان الله هو أروع وأعظم وأحلى تجربة، أعلى وآخر اختبار، ولا يوجد شيء بعدها... لكنها لن تحدث إذا بقيتَ تنتظر فحسب.. عليك أن تذهب للداخل.. إنه موجود هناك دائماً، إنه حياتك، إنه كلية وجودك... أنت مجرد شعاع صغير من نور ذلك المصدر الهائل... لذلك عندما تغرق فيه، الأمر هو مجرد عودة الشعاع الصغير إلى أمه الشمس، لقد عاد المرء إلى بيته.

 

إذا تم فهم ومعرفة الله مثلما أقول لكم، وهذا ليس قول ونقل أخبار بل اختبار في قلبي كل لحظة، موت وولادة وقيامة.. يختفي المرء ككائن أو مخلوق صغير ويصبح واحداً مع الخالق وعملية الخلق الشاسع... لن تخسر شيئاً وستكسب كل شيء.. لكن الأديان المنظمة لا تريد لك أن تدرك هذه الحقيقة، لأن كل عملها وتجارتها تعتمد على إله خارجي.

عندما يفترضون أن الله بعيد خارجك، سيصبح هناك حاجة لرجل الدين، وحاجة للمعبد والكنيسة والمسجد، وحاجة للإنجيل والقرآن وغيرها، وحاجة أكثر للمفسرين المفسدين.. وعندها يتحول ملايين رجال الدين حول العالم إلى وسيط بينك وبين إله خرافي وهمي صنعوه كشخص ليحقق التجارة الناجحة، إله خرافي في مكان ما من السماء.

أعلن مثلاً باب الفاتيكان منذ سنوات أن الاعتراف إلى الله مباشرة هو خطيئة! عليك أن تعترف أمام رجل دين ويجب أن يكون كاثوليكي! هو فقط لديه إذن وصلاحية بالتواصل المباشر مع الله.. أنت لا يمكنك الصلاة مباشرة ولا حتى طلب الرحمة والمغفرة! هل ترى المكر والوضاعة والسخافة وكل إستراتيجية الاستغلال في الأديان؟

رجل الدين يصبح أكثر أهمية من الله ذاته... هؤلاء الناس يقولون لكم من جهة أولى أنكم خليفة أو أولاد الله، لكنهم من جهة ثانية لا يسمحون لكم بالتواصل مباشرة مع أبيكم أو مع مصدر روحكم! يقولون لا بد من رجل دين كوسيط.

 

في الحقيقة، لا يوجد أي إله خارج ذاتك... ذلك اختراع رجل الدين وليس الأنبياء أو الحكماء.

وقد اخترع رجال الدين تجارة ضخمة... طوال قرون كانوا يستغلون الناس سواء كانوا هندوسيين أو مسيحيين أو مسلمين أو يهوديين لا فرق.

الشيء الوحيد الذي يشدد عليه كل دين هو: العلاقة المباشرة بينك وبين الله غير ممكنة.. ولا يعطوك أي سبب لذلك.

لكننا نرى أن كل الأشجار تصلي مباشرة إلى الله، الجبال والأنهار والنجوم ليس لديها أي رجل دين، الطيور والأزهار ليس لديها أي رجل دين... هل تعتقد أن كل هذا الوجود باستثناء الإنسان غير موصول بالله؟؟؟

الوجود متصل بالله أكثر من الإنسان... الإنسان هو فقط من نسي وتاه عن الطريق..

هل سمعتَ في أي دين وفي أي بلد، قصةً عن أن الله طرد بعض الشجرات من جنة فردوس عدن؟ أو بعض الحيوانات والطيور؟ القصة لها مغزى.. تعني ببساطة أن كل الوجود جنة مغروسة في الله.. فقط لأن الإنسان عنده مخ يفكر، فقد ضاع وتجول بعيداً... الفكر قادر على التجوال في أي مكان، قد تكون جالساً هنا لكن فكرك يسوح في مكان ما من أميركا أو ألمانيا أو المريخ، ونرى كل أنواع المجانين.

 

من النادر جداً أن تكون هنا والآن فعلاً، أن تكون موجوداً في نفس مكان وجودك...

فكرك دائماً يتجول في مكان ما، لا يمكن أن يبقى هنا.. هذا الفكر المتجول قد أخذك بعيداً عن كيانك الداخلي.

وهذا أصبح فرصة عظيمة لاستغلالك، وظهر في كل أنحاء العالم شيء مثل خيوط العفن، ملايين رجال الدين والأديان والطوائف والكتب المقدسة..... هناك ثلاثمائة دين في العالم... يختلفون في كل النقاط ما عدا نقطة واحدة، وهي أن رجل الدين هو حاجة أساسية جداً..... أي شخص ذكي يمكنه رؤية أن هذه الأديان ليست موضوعة لأجل الناس، بل هذه الأديان هي تجارة رجال الدين.... رجال الدين هم طفيليات: طفيليات هندوسية، طفيليات كاثوليكية، طفيليات شيعية، طفيليات سنية، تأتي بكل الأشكال والأحجام والألوان!

لنصحا يا إخوتي ونجمع جهودنا لتحرير الناس من قيود رجال الدين... في لحظة تحررك منها، لن تعود مسيحي أو مسلم أو يهودي أو بوذي... أنت ببساطة إنسان نقي وفطري... لقد وصلتَ سلفاً إلى بيتك الداخلي الأبدي، وقد كان رجل الدين يلهيك عن الكنز داخلك.

 

تقول القصة أن الشيطان الأكبر كان جالساً يدخن سيجارته.. فأتى شيطان صغير راكضاً وسأله: "ماذا تفعل هنا؟ أنت تجلس هنا بهدوء، بينما وجد رجل الحقيقة! كل أشغالنا ومصالحنا في الأرض مهددة الآن!"

أجاب الشيطان الكبير ضاحكاً: "اجلس وخذ سيجاره.. أنت شيطان صغير ولا تعرف بعد أسرار المصلحة.. لقد وصل أتباعي لمكان ذلك الرجل فلا تقلق أبداً"

قال الصغير: "لكنني أتيت من هناك للتو، ولم أرى أي شياطين!"

أجاب الكبير: "لا حاجة لإرسال الشياطين، لكن أتباعي السريين وصلوا وقاموا بالمطلوب.. إنهم رجال الدين، الباباوات والراباي والأئمة والشيوخ والرهبان... وصلوا للمكان وهم يحيطون بالرجل.. أصبحوا مثل جدار عازل بينه وبين الناس.. سوف يفسرون كلامه، وفي تفسيرهم هذا ستضيع الحقيقة وتتشوه.
لقد تم إيجاد الحقيقة عدة مرات، لكن طالما رجال الدين موجودين، سيتم إيجاد الحقيقة وإضاعتها من جديد.. لأنهم سوف ينظمون الحقيقة فوراً ويطبعونها ليصنعوا منها دين منظم وكنائس ومساجد، وستضيع الحقيقة في تفسيراتهم وشروحاتهم وكتبهم الميتة.

وأي تفاسير أو شروحات يمكنهم أن يكتبوا؟؟ إنهم لا يعرفون الحقيقة... الحقيقة لا تحتاج لشرع أو شرح أو تفسير، لأنها اختبار صافي... إما أن تعرفه أو لا تعرفه... لذلك أنا جالس بهدوء واطمئنان.. اجلس معي ودخن".

 

القصة لها مغزى هائل... كن حذراً من كل رجال الدين، ومن كل الأديان المنظمة المعلبة، كن حذراً من كل شخص يدّعي أنه يقول لك ما هي الحقيقة.... لا يمكن لأحد أن يقولها لك، بل عليك إيجادها بنفسك.

والحقيقة قريبة منك جداً ولا تحتاج لسفر بعيد... الحج داخلي... ما عليك إلا الدخول في صمت وفي سلام عميق، أبعد من حدود الكلمات والأفكار، أبعد من المشاعر والعواطف... فجأة ستجد نفسك في معبد الوعي... ومع دخولك فيه ستختفي، ولن يوجد هناك إلا الله... هذه هي حقيقتك الأصيلة... والله ليس إلا روحك الساكنة في مسجد جسدك.

 

https://soundcloud.com/user84790630/8abyg7hqukpx

https://soundcloud.com/hanangobran/qanun-taqsim

 

أضيفت في:3-5-2016... في قلب الله> الله و الألوهية
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد