موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

الكتاب المقدس للشك الأعظم

أنا ضد الاعتقاد الأعمى والخرافات.. وفي الواقع، كل اعتقاد هو أعمى.

قوة التمييز بين الأمور لا يمكن أن تكون حاذقة ومتوهجة إذا كان هناك معتقدات.

إذا جعلنا طفلاً سليماً يسير على عكازات بدلاً من رجليه، فلن تقدر رجلاه على العمل جيداً عندما يكبر.. سيصبح أعرجاً.. بنفس الطريقة، الاعتماد المعتاد على المعتقدات تجعل الفكر أعرجاً.

هل هناك مصيبة أعظم من الفكر المُعاق في حياة الإنسان؟

لكن هذه هي نتيجة المعتقدات.. وفي الحقيقة، لا المجتمع ولا المنظمات ترغب أبداً بتطوير الأفراد للقدرة أو المَلَكة العقلية الخاصة بهم.. كل الطغاة والمستبدين الممسكين بزمام الحكم والقيادة سيشعرون أن وجودهم مهدد إذا طوّر الناس قدرتهم على التفكير.

هناك إمكانية لثورة حقيقية في كل عمليات البحث الناجحة عن الحقيقة..

كل المجتمعات "المنظمة" والأديان والممالك قد بنت عروشها وصروحها على الأكاذيب.

لذلك، يتم بذل جهود جماعية فور ولادة أي طفل لربطه بالقيود وجعله معتمداً على المعتقدات.

كل أنواع الأنظمة التعليمية حتى الآن لا تفعل سوى هذا.

هدف التعليم المُعترف به علناً هو تحرير وتطوير الإنسان..

لكن الذي يحصل بالفعل هو العكس:

يتمّ زرعٌ ماكر لقيود العبودية الفكرية الخفية في فكر الفرد.

الأنظمة لا تعلّم التفكير، بل تغرس المعتقدات في الذهن، سواء كانت دينية صحية طبية علمية وتحت أي اسم نفس السم.

نظراً لأنها لا تشجع الشكوك والثورات، فنتائج مثل هذه الأنظمة التعليمية هي العجز عن التفكير المستقل.

لكن البحث الحي النشيط عن الحقيقة ينبع من الشكوك وليس من المعتقدات.

لا يوجد قوة دافعة أكثر صحةً من الشكوك الصحية التي تساعد في البحث عن الحقيقة.

 

الإيمان لا يشجع على البحث، بل هو النتيجة النهائية للبحث..

البحث المُخطط له جيداً يبدأ بالشكوك وينتهي بالاعتقاد والإيمان..

البحث الفاشل والفاسد يبدأ بالإيمان لكنه يعيش وينتهي في الشكوك،

والإيمان فيه لا يمكن بناؤه على حقيقة واقعية...

كيف يمكن للإيمان المبني على الاعتقاد أن يكون حقيقياً؟..

ولمّا يصل الإيمان إلى قلوبكم يا أعراب...

 

المعرفة التامة تعطي ولادةً للإيمان الحقيقي، المعرفة التامة والإيمان الحقيقي يسيران سوية.

الاعتقاد هو جهل، والإيمان الحقيقي هو معرفة تامة..

الإيمان الذي يُباع ويُشترى هو مجرد اعتقاد..

الإيمان المفروض إجبارياً عليك هو مجرد اعتقاد..

الإيمان الذي تتم ممارسته كطقوس وعبادات هو مجرد اعتقاد..

أما الإيمان الذي يستيقظ عفوياً داخلنا، الإيمان الذي يأتي إلينا طوعياً وطبيعياً مضاءً بنور المعرفة التامة، هو فقط الإيمان الحقيقي...

مثل هذا الإيمان لا يلزم جلبه من الخارج ولا تعلّمه من أي أحد،

بل يأتي من تلقاء نفسه..

 

الشيء الذي تحتاج لتعلمه هو الشك، النوع الصحيح من الشك.

الشك الصحيح يميّز حالة وعملية تحقيق الإيمان الحقيقي..

والشكّ لا يعني الكفر وعدم تصديق أي شيء،

لأن الكفر هو مجرد صورة سلبية للاعتقاد.

إذا صار الشك كفراً سيصير شيئاً ناقصاً ومريضاً..

الشك ليس اعتقاداً ولا كفراً.. إنه فضولٌ وحبّ استطلاع غير مُقيّد.

إنه ميل للبحث لا يمكن كبحه.. إنه الرغبة بالحصول على المعرفة..

تحقيق متواصل، عزيمة ثابتة وقرار بعدم التوقف في أي مكان قبل الوصول إلى الحقيقة، الحقيقة التي توجد في نطاق اختبار المرء الخاص به.

 

أرى أن كلاً من الاعتقاد والكفر هي عراقيل في الطريق..

الشك هو وسيلة الوصول.. الشك فقط يستطيع إيصال الفرد للحقيقة في النهاية.

كان هناك شخص يبحث عن الحقيقة.. بعد سنوات من البحث وصل إلى رجل حكيم منزله مليء بألوف المجلدات من الكتب المقدسة.. كانت عناوين المواضيع فحسب غير منتهية العدد.. أينما نظرتَ في منزله لن ترى إلا الكتب المقدسة.

قال له الحكيم: "إن كل معارف الكون محفوظة في هذه الكتب المقدسة.. النصوص مليئة بالأسرار الغامضة والممنوعة لكن كلها محفوظة هنا، تنتظر فقط أولئك القادمين بحثاً عن الحقيقة.. وكل باحث يقدر أن يأخذ كتاباً حسب اختياره.. فما هو الكتاب الذي تختاره أنت؟"

نظر الشاب الطموح إلى العدد الهائل من الكتب، تمعّن فيها قليلاً ثم قال: "رجاءً، أعطني الكتاب الذي يزوّدني بكل ما تحتويه بقية الكتب".

ضحك الحكيم الكبير وقال: "بالطبع لدينا مثل هذا الكتاب لكن نادراً ما يأتي أي شخصٍ باحثاً عنه".... ثم أعطاه كتاباً يحمل عنوان: "الكتاب المقدس للشك الأعظم"!

أودّ أيضاً إعطاء كل شخص نفس الكتاب المقدس، لأن هذا الكتاب فقط يمكنه تحرير الباحث عن الحقيقة من كل الكتب المقدسة المعقدة الأخرى، ثم إيصاله إلى الحقيقة الأبدية.

أضيفت في:3-1-2017... كلمة و حكمة> همسات من الحياة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد