موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

صدمات الطفولة (التروما) هي أيضاً:

..أحد الوالدين كان ينكر حقيقتك
..عدم إصغاء ومشاهدة الذين حولك لك
..إخبارك (بشكل مباشر أو غير مباشر): أنك لا تستطيع، أو عليك ألا، تختبر عواطف معينة أو تعبر عنها
..أحد الوالدين الذي يبالغ بتعويض شيء ما، شعرَ أنه كان مفقوداً في طفولته
..أحد الوالدين يركز كل اهتمامه على مظهره
..أحد الوالدين لا يستطيع تنظيم عواطفه وموازنتها

يتم تعليم علماء النفس وبرمجتهم لتصديق أن التروما هي حدث "ضخم" وحيد.. شيء يتضمن إساءة شديدة أو إهمالاً كبيراً.
ولكن المراقب اليقظ يستطيع رؤية أن كثيراً من الأشخاص عندهم عائلات "عادية" أو حتى "داعمة"،
ومع ذلك فهم يعانون من القلق الشديد، الاكتئاب، قلة تقدير الذات، أو الخوف المزمن من طريقة تفكير الآخرين تجاههم.
كثيرٌ منهم يمرّ بأنماط سامة من العلاقات، ويحتارون لماذا هم فيها عالقون...
كثير من الحالات تعاني رغم أنه لا يوجد فعلاً حدث "ضخم" في أيام الطفولة....

التروما هي شيء أكثر بكثير من الذي يعلمونه في جامعات علم النفس.. التروما ليست مجرد حادث واحد يجب تفكيكه وانتهى الموضوع.

التروما قد تكون فترةً ماضيةً تمّ فيها الإنكار المتواصل لطبيعتنا الأصيلة كأطفال، وتمّ تركنا لنتكيّف ونتعامل مع عواطفنا دون أي دليل حول كيفية معالجتها.
وهنا بالضبط نتعلم خيانة أنفسنا لأجل الحصول على الحب..
هنا نتعلم أن ذاتنا الأصيلة هي شيء غير مقبول..
فتأتي "الأنا" لتصنعَ شعوراً بالنّفس مبنياً على رغباتٍ غير واعية عند أحدِ الوالدين..

ونبدأ بملاحقة الموافقات من الآخرين، لأننا فقدنا الاتصال مع الذات..
نبحث عن علاقات تعكس في مرآتها تجاربنا الطفولية المبكرة..

إذا كان عندنا أب أو أم قد أنكر حقيقتنا أو حقيقةً شاهدناها بأنفسنا (مثلاً: أب يسكر ونحن رأينا كيف يشرب ويسكر،
لكن الأم وهي بذاتها في حالة إنكار، قالت لنا أن الأب يشعر بالإنزعاج والتعب فحسب)،
سنفقد الثقة بنظرتنا وإدراكنا الخاص بنا.. ونختار شركاءً، وحالات، بحيث يستمر فيها إنكار حقيقتنا.
فلقد تعلمنا، في اللاوعي، أن هذا جزء طبيعي من كل العلاقات..

طريقنا إلى الشفاء يبدأ بفهم أن كل أنماط سلوكنا، أفكارنا، أنماط علاقاتنا، ومعتقداتنا، هي ببساطة طريقة التنشئة أو البرمجة التي تربينا عليها..
وهي ليست نحن حقاً... إنها مجرد انعكاسات من الماضي.. ولا يوجد شيء خاطئ فينا...
نحن غير معطوبين، ولا مرضى نفسيين... ولا نحتاج للتحليل النفسي..
مع زيادة فهمنا ونموّ وعينا أكثر، نستطيع أخذ خيارات أعلى من تلك التنشئة، خيارات تتماشى مع حقيقة كياننا ووجودنا.

نحن بشر نمتلك المرونة والقوة، وتعلمنا كيف نتأقلم مع كل شيء عندما كنا صغار...
والآن نستطيع تعلم كيفية تجاوز ذلك التأقلم، والانتقال إلى الوعي والوفرة والإزدهار...


أضيفت في:14-11-2020... أطفال وأجيال> كيف نربي أطفالنا؟
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد