النمو التدريجي للمرض لا يقتصر نظام الماكروبيوتك في المعالجة الطبيعية على مداواة أعراض الأمراض فحسب بل يتعداها إلى تعريف الناس بممارسة وفهم نظام حياتي ينسجم مع الطبيعة والكون، إذ تأتي الصحة والسعادة نتيجة حياة منسجمة مع الطبيعة؛ فيما يعتبر المرض حصيلة التصرفات والتفكير والعيش بأسلوب غير منسجم مع نظام الطبيعة. فإذا اخترنا بإرادتنا الحرة ألا ننسجم مع بيئتنا لا بد من أن نصاب بالمرض كونه العملية الطبيعية لإعادة إحلال التوافق في هذه الحالة.
من هنا تقوم الطريقة الأساسية للقضاء على المرض على إعادة بناء أنفسنا للتمتع بحالة من الإنسجام مع العالم. هذه هي فعلياً الحالة الإنسانية الطبيعية ويمكن تحقيقها عبر تطبيق الأسلوبين التاليين:
1 - المقاربة الغذائية:
إن التغذية الصحيحة هي الطريقة الأساسية لإحلال الانسجام مع بيئتنا. فإذا كان غذاؤنا اليومي متوافقاً مع بيئتنا فإن دمنا وخلايانا وبالتالي عواطفنا وأفكارنا ووعينا ستتوافق معه ويتولد الانسجام من خلال التقاء النقيضين كالتقاء الرجل والمرأة مثلاً والتقاء كل ما لا يعد ويحصى من الظواهر المتكاملة في العالم. ويشار إلى التقاء الرجل بالمرأة بالجنس بينما يعرف التقاء البشر بالمملكة النباتية بالتغذية. ومن المعروف أن التغذية الصحيحة هي جوهر المعالجة الطبيعية ولا يمكن من دونها شفاء المرض ومداواته تماماً.
2- المقاربة الذهنية:
يدل المرض كذلك على الفوضى أو اختلال التفكير. وعلى الناس مهما كان نوع المرض الذي يعانونه أن ينظروا إلى المعالجة كوسيلة تعلمهم كيفية التكيّف مع نظام الطبيعة والكون. المحافظة على هذا الانسجام، والتعليم هو في الواقع أهم ما نتلقاه.
|