هذا الكتاب ودون أي مسايرة ومساومة موجّه إلى الأذكياء في هذه الأرض القادمة على الدمار والانتحار...
إنه نظرة إنسان إلى الإنسانية... تشخيص للأمراض النفسية والاجتماعية التي تقسم البشر... داخلياً وخارجياً... فتجعل منهم دولاً وشعوباً متصارعة...
في هذه السطور الصادرة من الصدور.. نجد الخطوات التي علينا القيام بها إذا أردنا أن يكون لنا مستقبل.. وإذا كان هناك مستقبل، فليكن مستقبلاً ذهبياً منيراً بالحب والسلام...
هذا الرجل هو أوشو.... حكيم مستنير وعالم كبير... منارة لملايين الناس حول الكرة الأرضية... إنسان مُحارَبٌ من قبل معظم السياسيين المنافقين والمتعصبين من رجال الدين، ومن قبل كل من يتمسّك بقيمهم الراسخة ويحاول أن يمنع العالم من الانتقال من عالم الجنون والحرب إلى عالم العلم والحب... عالم النور والسلام...
إن نجاتنا من الدمار القادم أمر مستحيل.. جميع العلماء يؤكدون قدوم الدمار على مستوى العالم بكامله، ويقولون أن الإنسانية بكاملها ستزول في الحرب والكوارث القادمة... رُبّ غلطة علمية ستدمّر العالم... رغم كل هذا لا نجد أي مبادرة أو حل لكي لا نرحل...
إننا نسخّر أجمل ما خُلق في الكون... أروع أرض وأعظم وعي ظهر حتى الآن.. وهو الإنسان خليفة الله على الأرض... ونضعها ونضيعها في ألعاب طفولية حمقاء... في صراعات وحروب لا مبرر لها... ورغم إدراك الكثيرين لهذا الموضوع إلا أنه لم يحدث أي شيء تجاهه....
حتى العلماء والخبراء العالميون يعرفون أنه علينا القيام بإنقاذ سريع للأرض، ولكنهم لم يقوموا بأي خطوة...
عقارب الساعة تدور وتدور... واقترب موعد الانفجار والدمار.
لكن هناك بعض الأذكياء في العالم... بين العلماء والفنانين والأطباء وبين رجال الأعمال والمحامين.. بين الطلاب.. بين الصغار وبين الكبار... نعم.. هؤلاء الأذكياء عليهم أن ينظروا من نافذة منزلهم إلى العصافير التي تعيش على الأشجار... تأكل وتنام وتتكاثر وتغنّي بمنتهى الذكاء.. بطريقة طبيعية فطرية.... هؤلاء الأذكياء سيشاهدون هذا ويحتارون... ما الخطأ الذي نقوم به في أمنا الأرض؟!!
أصبحت الأم تنظر إلى أطفالها نظرة حزن وبؤس... تحتار وتخاف مما سيجلب لهم المستقبل القادم... تشاهد وتسمع نشرات الأخبار... بجميع لغات العالم يتكرر نفس شريط الآآآخ--بار: حرب.... مجاعة... إيدز وسارس... أسلحة كيماوية.... ثقوب في الأوزون... تفجير نووي.... ارتفاع حرارة الأرض... الازدياد المفرط في أعداد البشر... تراجع الغابات الاستوائية... انقراض الحيوانات... التصحّر... انتشار المخدرات... العنف.. جرائم الاغتصاب....
الحقيقة المفجعة هي أنه إذا لم يقم أولئك الأذكياء بإيقاف هذه العملية، فمن سيقوم بإيقافها؟؟؟ الناس المسيطرون أصحاب النفوذ والمناصب؟؟؟ المستفيدون من الحالة المجنونة التي نعيشها الآن؟؟؟ هل سنترك المبادرة للناس ذاتهم الذين أوصلونا إلى هنا منذ البداية؟؟؟
اليقظة في هذه اللحظة.. وإلا فلن تحصل أبداً....
آن الأوان للأذكياء حول العالم أن يرفعوا أصواتهم ضد هذا الغباء العالمي.
هذا الكتاب هو أهم كتاب ستقرؤه في حياتك... كتاب من الضمير لإنقاذ المصير... في هذا الزمان الحاسم الذي يحتاج حلولاً جذرية... وبالتأكيد ستكون غريبة جداًَ بالنسبة للأغلبية... هذا أمر طبيعي بعدما وصلنا إلى أسفل السافلين وأسوأ الكائنات... بدلاً من طبيعتنا المفطورة على صورة الله ومثاله...
ليس مهماً أن تتفق مع رأيي هنا أو لا تتفق... لكن ضع هذه الأفكار.. بل هذه الرؤى... على دفتر مذكراتك... إذا اكتشفتَ أنها خاطئة يمكن مناقشة ذلك لاحقاً.. أما إذا كانت صحيحة، فعلى الأذكياء من العالم أن يتحلّوا بالشجاعة الكافية لقولها... الوقت ينفذ بسرعة وكل ما نحبه تحت التهديد... وتظاهرك بأنك لم تقرأ أو لم تسمع الكلام جواب غير مقبول...
أنت خليفة الله على الأرض... حامل الأمانة التي رفضتها الجبال... فإما أن نستفيد منها جميعاً أو نخسرها جميعنا... أرض واحدة وإنسانية واحدة... وفي بحثنا عن النجاة يجب ألا نهمل أي زاوية... علينا أن نختبر كل الاختبارات والاحتمالات بمصداقية وشفافية ورحابة صدر... دون تحيّز وتعصّب وافتراضات متحجّرة... بل ببساطة ومناقشة علمية سلميّة.
رؤية أوشو هي رؤية الأنبياء والأولياء... ولكنها هنا موضوعة بلغة علمية وروحية دينية توحيدية معاً... والعلماء هم ورثة الأنبياء... فلنتحمل مسؤولية مشاكلنا ونبدأ بالحلّ... فلنبدأ بصنع المستقبل والأمل قبل أن نرحل وننحلّ...