موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

مجال للحال

هناك عدة أشياء تساعدنا على التأمل، أولها تخصيص غرفة أو زاوية معينة من البيت للتأمل اليومي... على ألا تستخدم هذا المكان إلا للتأمل... لكل عمل طاقة وذبذبات معينة تشحن المكان الذي تعمل فيه... وهكذا ستنتظرك تلك الزاوية وتتلهف لعودتك إليها... وهذا هو سبب بناء المعابد والكنائس والمساجد... لخلق جوّ معيّن مخصص للعبادة والتأمل والصلاة...

وإذا أمكنك تحديد توقيت ثابت للتأمل سيساعدك ذلك كثيراً، لأن جسدك وفكرك عبارة عن آلية ميكانيكية تعمل حسب إيقاع معين...
عندما أقول لك أن تتأمل، أعرف أنه لا يمكن لأي شخص أن يصل من خلال التأمل، لكنك من خلال التأمل ستصل إلى نقطة لا يمكن بعدها القيام بأي تأمل!

كل يوم يبدأ جسمك بالصراخ طلباً للغذاء في ساعة محددة... حتى أنه أحياناً بإمكانك أن تختبره وتخدعه... إذا كنتَ معتاداً على تناول الغداء في الساعة الواحدة، فستشعر بالجوع عندما تأتي الساعة الواحدة حتى لو كانت الساعة معدّلة ولا تزال الحادية عشرة في الواقع... الجسد مجرد آلة وأنت آية خلقها الله بعناية... أنت الوعي الذي يقود هذا الجسد...

فكرك أيضاً آلة... تأمل في نفس المكان والزمان كل يوم وستصنع "جوعاً" للتأمل في جسدك وفكرك... كل يوم وفي الساعة المحددة سيطلب منك جسدك وفكرك أن تذهب إلى التأمل... وسيقودك العطش إلى النبع...
هكذا لتكن البداية... إلى أن يصبح التأمل شيئاً طبيعياً في حياتك... تستطيع أن تتأمل في أي مكان وزمان.. ويتحول كل عمل إلى عبادة...

في البداية استخدم هذه التقنيات وجهّز الجو المحفّز... أطفئ الأضواء وأشعل نوعاً خاصاً من البخور أو اللّبان... ارتدي ثياباً معينة مريحة الشكل والألوان... وإذا جلستَ فاجلس في الوضعية ذاتها... كل هذه الأشياء ستساعد التأمل لكنها لن توصلك إليه... وهي قد تناسبك أنت وقد تزعج شخصاً غيرك...
على المرء أن يجد طقوسه الخاصة به... وطقس العبادة ببساطة يعني جوّاً مريحاً يجعلك تهدأ وتسترخي... لا حاجة للتقيد والتعصّب لهذه الكنيسة أو لهذا الجامع... أينما تولّوا فثمّ وجه الله... فاختر أي مكان نظيف ترتاح إليه وفيه... وفي هذا الحال من السلام سيُفتح المجال للحال... وسيحدث الحدَث...
كما يحدث عندما تغفو أو عندما يقع قلبك في الحب... سيأتي الله إليك...
الله ليس ببعيد.. بل أقرب إليك من حبل الوريد...
ولن تستطيع أن تطلب حضوره ونوره بالطلب والفرض... لكن بالدعاء والحب...
الله هو المحبة والمحبة هي الله.....
وإدعوني.... أستجيب....

أضيفت في:26-3-2006... زاويــة التـأمـــل> تأمل ساعة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد