موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

التنافر الريصي

يحتوي دم الكثير من الأشخاص على مادة تعرف بالعامل الريصي (RH FACTOR). والريص هو قرد صغير قصير الذيل استخدم في التجارب الأصلية المتعلقة بهذا المرض. ويتوافر هذا العامل المعروف بالعامل الريصي الإيجابي في حوالي 85% من سكان الأرض أما إن لم يكن متوافراً، فعندها يكون الدم سلبياً. ويقوم العامل الريصي بدور المسترص، أي أنه يجعل الكريات الحمراء يتكتل بعضها مع بعض. وعندما ينقل دم إيجابي إلى شخص ذي دم سلبي، يطور جسم المتلقي مضاداً للمسترص بعد مرور أسبوعين على عملية نقل الدم. وقد تنجم مضاعفات خطيرة إن خضع هذا الشخص لنقل الدم ثانية. فوجود مضاد المسترص يؤدي إلى انحلال الدم أو إلى إبادة الكريات الحمراء مما يسبب الوفاة. وفي حال كانت الأم تحمل دماً سلبياً وجنينها يعمل دماً إيجابياً، قد ينتقل العامل المضاد للمسترص الذي يفرزها جسمها إلى الجنين عبر المشيمة. وفي هذه الحالة، قد يعاني الجنين من انحلال الدم وتلف كرياته الحمراء مما يؤدي في العادة إلى وفاته.

وبما أن العامل الريصي يسبب التراص، يعتبر الدم الإيجابي يانغ والدم السلبي ين.

وعندما ينقل الدم الإيجابي إلى شخص ذي دم سلبي، يتولد العامل المضاد للمسترص. وهذا يعني أن الدم الين لا يمكنه أن يحتمل سوى نسبة قليلة من اليانغ. ولكن في هذه الحالة، وعند المرحلة الثانية من نقل الدم، تزداد نسبة اليانغ في دم المتلقي، مما يجعل الدم ينحل. وهذا يحدث في الواقع لأن الكريات الحمراء لا يمكنها تحمل الدفق الثاني من اليانغ. ولكي تعادل الكريات الحمراء هذا الخلل، تتمدد على نحو مفاجئ وتتفكك. ويمكن في الواقع تغيير العامل الريصي في الدم من خلال النظام الغذائي الصحيح، في حين لا يمكن تغيير فئة الدم، ذلك أن فئة الدم تعكس تركيبة الشخص، بينما العامل الريصي يمثل الحالة. وبالتالي، من خلال بعض التعديلات الغذائية، يمكن للدم الإيجابي أن يصبح سلبياً، وبالعكس.

وقد تزايد مؤخراً عدد الأشخاص الذين يحملون دماً إيجابياً. والتفاضل بين الدم الإيجابي والدم السلبي سببه الأشكال الغذائية الحالية. وهذا يعني أن النمط الغذائي الحديث متطرف في الحالتين. فحوالي 48% من الغذاء اليومي في أميركا يحتوي على أطعمة حيوانية وضمناً مشتقات الحليب. وهذا يفترض استهلاك كميات كبيرة من الكربوهدرات لإعادة التوازن. وفي العادة، يتم ذلك من خلال استهلاك كمية كبيرة من السكر كسكر القصب المصنع وسكر القيقب والطحين المصنع والفواكه. ولكن إن كنا نتبع نظاماً غذائياً محايداً أو متوازناً، ينعكس هذا التوازن في دمنا، فيكون العامل الريصي إما إيجابيا وإما سلبياً. وإن نقل الدم في ظل هذه الظروف لا يولد ردة فعل متطرفة بين العاملين السلبي والإيجابي. وفي هذه الحالة لا يكون الاختلاف بين دم الأم ودم جنينها كبيراً كفاية لإحداث ردة فعل متطرفة. وبالتالي، يتوجب على الأشخاص الذين لا يتبعون نظاماً غذائياً صحياً الاحتراس من هذه المشكلة.

أضيفت في:10-5-2006... الغذاء و الشفاء> جهاز الدوران
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد