موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

الغذاء الجسدي والغذاء الروحي

وفيك انطوى العالم الأكبر وكل الزمان يا إنسان....

الإنسان تجسيد للأكوان ونظامها اللانهائي... ويعيش غير محدود بزمان أو مكان...

لذلك نجد أنه قادر على أكل كل شيء... كما قيل عن الصينيين، يأكلون كل شيء يمشي على الأرض ما عدا السيارة، وكل شيء يطير في السماء ما عدا الطيارة، وكل شيء يسبح في الماء ما عدا الباخرة!

 

أولاً، وحسب طبيعتنا الحيوية، فإننا نأكل معادن الأرض ومياهها وجميع أنواع الحياة البيولوجية، بما فيها النباتات والحيوانات.

ثانياً، نستهلك الهواء والجو المحيط بكوكب الأرض وذلك عن طريق التنفس عبر كلّ من الجهاز التنفسي وكامل سطح الجلد.

ثالثاً، نتلقى أنواعاً مختلفة من الموجات والاهتزازات عبر لاقطات الطاقة وكامل الجسد الذي نحمله، وسطح جسدنا يمتص هذه الموجات لنحوّل بعضاً منها إلى موجات كهرطيسية تدور عبر قناة الطاقة والمسارات الموجودة فيه، وتشحن هذه الموجات أعضاء الجسد وغدده وترليونات من الخلايا فيه... بعملية الشحن هذه نتحرك ونهضم طعامنا ونتنفس ونفكر ونتصرف.

 

بهذا ينقسم غذاؤنا إلى قسمين:

الغذاء الجسدي – أو المرئي – (وهو المعادن والمياه والنباتات والحيوانات والهواء)

والغذاء الروحي – أو غير المرئي – (وهو الاهتزازات والموجات ومختلف الإشعاعات)

 

إننا نهضم الغذاء الجسدي عن طريق الجهازين الهضمي والتنفسي في الجهة الأمامية من الجسد (أو على السطح الخارجي منه)، بينما نهضم الغذاء الروحي عن طريق الجهاز العصبي وشبكة مسارات الطاقة في الجهة الخلفية من الجسد (أو عميقاً في داخله)..

بالنسبة للغذاء الجسدي فإننا نأكله على فترات، أما الغذاء الروحي فإننا نأكله باستمرار...

كما أن الغذاء الجسدي يتم استهلاكه بمقدار محدد، ولكن لا حدّ للغذاء الروحي.

 

وبين الغذاء الجسدي والروحي، أو بين الملموس والمحسوس، هناك علاقة متضادة ومكمّلة من ناحية النوعية والكمية التي نستهلكها:

أولاً، كلما أكلنا غذاء ملموس أكثر، تناقص الغذاء المحسوس الذي نأكله.

ثانياً، كلما أكلنا غذاء ملموس يعتمد على المواد الحيوانية، تناقصت الموجات التي نستقبلها من بيئتنا.

إن استهلاك المواد الحيوانية يؤدي إلى تحديد وعينا وإنقاص استقبالنا من المجال اللامحدود للكون الأزلي الممتد بلا بداية أو نهاية.

ثالثاً، كلما أكلنا غذاء يعتمد على النباتات زادت الموجات المستقبلة، استهلاك المواد النباتية يؤدي إلى توسيع رؤيتنا الفكرية والروحية وتقليل مخاوفنا تجاه الأمور البسيطة في العالم المادي.

 

لا يمكننا في الحقيقة التحكم بكمية ونوعية استهلاكنا للغذاء الروحي، بينما نستطيع ذلك في الغذاء الجسدي بدءاً من كيفية زراعته وصولاً إلى طريقة اختياره وطهيه... وبتحكمنا بكمية ونوعية الغذاء الجسدي نستطيع أن نغير ونقرر كمية الوعي الفكري والروحي الذي نرتقي به وإليه.

 

كل إنسان منا يمارس حريته فيما يأكل ويشرب، وبما أن هناك اختلافات بسيطة في أكل كل شخص منا فإن كل شخص مختلف... فلا يوجد شخصان يأكلان الطعام ذاته أو يمضغان بالطريقة ذاتها. ولكن الأشخاص الذين يأكلون نفس النظام الغذائي عموماً يفكرون ويتصرفون بطرق متشابهة.

وهذا يفسر لماذا بعض الناس أبطأ في حركاتهم والبعض أسرع، بعضهم عاطفي أكثر والبعض فكري أكثر... بعضهم أكثر محافظة والبعض أكثر تحرر.... كل إنسان له صفات وعادات فريدة لا تشبه أي أحد آخر.

 

ولتحقيق التوازن بين نشاطاتنا الجسدية والعقلية والروحية التي نمارسها في حياتنا اليومية، لا بد أن نتغذى على نظام غذائي مناسب، نظام يعتمد على التوازن بين طاقتي الذكر والأنثى...

أي تجنب المواد الحيوانية التي تعتبر طاقة ذكر متطرفة (طاقة انكماش)

وتجنب السكر والحلويات التي تعتبر طاقة أنثى متطرفة (طاقة انفلاش)

والاعتماد على الحبوب الكاملة والخضار والبقوليات الطبيعة، وهي طاقة متوازنة بين الاثنين.

التطرف في استهلاك الأطعمة الذكر أو الأنثى يؤدي إلى عدم التوازن وبالتالي يقود إلى المرض والتعاسة... وبتجنب الأطعمة المتطرفة نحافظ على صحتنا وسعادتنا ونظرتنا للأمور قوية وواضحة...

وليس نوع الأكل وحده فقط، بل علينا أيضاً الاهتمام بنظام الفصول والمواسم والمبادئ الأخرى للتوازن البيئي لكي نبقى في الوسط والميزان... ونحصل على القوة والحيوية الجسدية والفكرية والروحية... لنعيش فعلاً ككائن واعي اسمه إنسان...

 

الرجل والمرأة:

 

اعتاد العلماء والحكماء منذ زمن على مقولة أن الرجل يمثل السماء والمرأة تمثل الأرض. إن تركيبة جسد الرجل لها جذورها العميقة في قوة اليانغ المركزية الآتية من المجرات البعيدة والنظام الشمسي مروراً بالمحيط الجوي الخارجي واللوالب باتجاه مركز الأرض. تسري هذه القوة في الرجل من خلال القناة الروحية للطاقة الالكترومغناطيسية حيث تدخل قمة الرأس (مقام التاج) من المركز اللولبي للشعر باتجاه العضو الذكري. أما جسد المرأة فتدخل فيه قوة طاردة مركزية انفلاشية من مركز الأرض صعوداً إلى الرحم والبويضات باتجاه لولب الشعر في الرأس.

كلا الجنسين يتلقى قوتي الأرض والسماء لكن بدرجات متفاوتة أي طاقة السماء المنحدرة نزولا نحو الأرض وطاقة الأرض المرتفعة نحو السماء نتيجة لدوران الأرض.

أثناء التوحد الجنسي يشتد الانجذاب بين قوتي الأرض والسماء وتنسابا بكثافة. في هذا الوقت يتحلل السائل المنوي الذكري الأكثر ين في تركيبته، مع البويضة عند الأنثى الأكثر يانغ. ويتم التلقيح في عمق أعماق الرحم، أي عند منطقة الهارا التي هي أول مقامات الطاقة السبعة في الإنسان وتسمى بمحيط الطاقة إذ تلتقي قوتا الأرض والسماء ويحدث التحلل والتوحد بين سماء وارض، ذكر وأنثى، نور ونور. إنها حالة مصغرة تجسّد في أبعادها رواية خلق الحياة من 3 بلايين سنة مرّت حين كانت الأرض في حالة غازية.

 

تستمر فترة الحمل حوالي تسعة أشهر أو 280 يوماً. وهذا تجسيد لرواية تطور الحياة البيولوجية في المحيط إلى حين ظهور اليابسة على وجه الماء. بحسب العلم الحديث، إن فترة ظهور اليابسة دامت من 2.8 إلى 3 بليون سنة. نفهم من هذا أن كل يوم في رحم الأم يجسد 10 مليون سنة من التطور البيولوجي.

 

إن نوعية الغذاء الذي تتناوله الأم هو رسم لحياة جنينها بأبعادها الصحية، النفسية والروحية. فالغذاء اللامتوازن بين ين ويانغ، سماء وارض، أي الغير منسجم مع نظام الكون الأبدي يؤدي إلى معاناة الطفل في حياته، طفل غير متوازن ولا متناغم مع دورة الحياة الأبدية، مفصول لا موصول بأرض أو سماء، لا جذور له في الحياة التي لا تعرف زمان أو مكان.

وإن أرادت الأم طفلاً متوازناً، صحياً ونفسياً وروحياً فعليها تهيئة الجو المناسب هي والأب أثناء فترة الحمل:

 

- تجنب الخلافات والنزاعات بينهما أو مع الجيران.

- ارتداء ملابس ناعمة سلسة، لها نوعية طبيعية كالقطن مثلاً والإبقاء على الملابس نظيفة.

- الحفاظ على المنزل نظيفاً بدءاً من المطبخ وانتهاءً بكل أنحاء البيت.

- الابتعاد عن مشاهد العنف والحركة القوية وعن الأصوات والموسيقى المزعجة العالية.

- النشاط اليومي، سواء في العمل المنزلي أو في العمل خارج المنزل.

 

 

أما غذاء الأب وإلام المتوازن ، خاصة الأم فهو عبارة عن الحبوب الكاملة، البقوليات والخضار البحرية والأرضية مع كميات قليلة من الفواكه، البندق والأكل الحيواني.

 

ولادة الطفل من الرحم (العالم المائي) إلى الحياة (العالم الهوائي) يماثل فترة التطور البيولوجي من 400 مليون سنة حين ظهرت اليابسة من الماء وتحولت الحياة من عالم الماء إلى عالم الهواء. شهد هذا الحدث الطبيعي في تاريخ الأرض فيضانات كبيرة وهزات أرضية هائلة. هذا ما يحدث مع الطفل تماماً. فيوم الولادة هو يوم خروجه من عالم الماء إلى عالم الهواء.

 

فترة ما بعد الولادة تمثل عملية التطور البيولوجي على اليابسة. فالطفل يمر بمراحل من الحركة، الزحف ومحاولات الوقوف النصفية مجسداً بذلك التطور البيولوجي كبرمائيات، زواحف، ثدييات وقرود. بعد تلك المحاولات يتمكن الطفل من أن يقف مستقيماً. حين يكتمل الوقوف وتنمو أسنانه يكون الطفل قد أتم مرحلة تطور بيولوجية تمثل انتقال الحياة من الماء إلى اليابسة في فترة ال 3.2 بليون سنة الفائتة.

أضيفت في:17-8-2008... الغذاء و الشفاء> ماكروبيوتيك؟
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد