موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

دخان الفحم القاتل في الأركيلة و البخور

قبل حوالي 26 عاماً توفيت جدتي متأثرة بإصابتها بتلف في الرئة لم يكتشفه الأطباء إلا في أيامها الأخيرة، فقد شخصوا حالتها في البحرين بأنها مصابة بضعف عام نتيجة كبر السن، لكن الحقيقة كشف عنها أطباء الهند حين فحصوها فحصاً شاملاً فاكتشفوا أن رئتيها سوداوان وأن نسبة التلف فيهما كبيرة ، وقد صارحوا والدي الذي رافقها في رحلتها الأخيرة تلك بأن (التدخين) أتلف رئتيها ولم يعد في الإمكان إنقاذ حياتها، فلما أخبرهم والدي بأنها لم تضع سيجارة واحدة في فمها طوال حياتها ولم تعرف أبداً (الشيشة) أو أي نوع من أنواع التبغ ومشتقاته أصابهم الاندهاش الشديد ولم يقتنعوا بإجابته، ثم اتضحت الحقيقة فيما بعد حين تبين أن السبب في تلف رئتي جدتي-رحمها الله- كان دخان الفحم الذي تستخدمه يومياً للتطيب بالعود و البخور!

هذه الحادثة غيِّبها النسيان من ذاكرتي حتى أعاد إليَّ تفاصيلها موضوع أرسله إلى بريدي الالكتروني أحد الأصدقاء تحدث فيه عن قصة مشابهة .. قال ))قبل فترة اتصل أحد المواطنين الإماراتيين بأحد البرامج المباشرة في إذاعة (نور دبي) وتحدث مع المذيع عن قصة أمه فقال : أصبحت والدتي في الفترة الأخيرة تعاني من مشاكل تنفسية و رئوية شديدة ، فأخذتها إلى المستشفى، وبعد أن قام الطبيب بالفحص سألني سؤالاً عجيباً : منذ متى و الوالدة تدخن ؟! فأجبته: الوالدة لا تدخن إطلاقاً ، ولكن لماذا تسأل؟ فأجاب الطبيب:لأن رئتيها لونهما أسود من الدخان!.. وبعد نقاش وتفحص وأسئلة وأجوبة تبين للطبيب أن الأم المسكينة تستخدم الفحم يومياً منذ سنوات طويلة لإشعال البخور، كما تبين للطبيب أن سبب هذه الحالة هو استخدام أنواع من الفحم تحتوي على مواد كيماوية ضارة يستنشقها الإنسان من دون أن يشعر، وعلى المدى الطويل تسبب مشاكل في الرئة والجهاز التنفسي، ويكون لها تأثير أكبر على الأشخاص الذين لديهم قابلية حساسية أو المصابين بأمراض صدرية مثل الربو وغيره، وهنا مربط الفرس.. يجب الانتباه والحذر من استخدام الفحم (الدائري الشكل) السريع الاشتعال الذي يحتوي على مواد كيماوية ضارة، وكذلك الفحم المغطى بمادة السلفر (الفضية) لأنها مواد كيماوية تساعد الفحم على الاشتعال السريع وعند احتراقها تطلق غازات ضارة جداً بصحة الإنسان ولها مخاطر على العيون والجهاز التنفسي والجلد أيضاً . انتبهوا.. يجب اختيار الفحم الطبيعي الخالي من المواد الكيماوية، واستخدامه بحذر وفي أماكن جيدة التهوية وعلى فترات متباعدة وعدم التعرض المباشر للدخان الناتج عن احتراق الفحم)) انتهى .

أقول: معظم الخليجيين يستخدمون الفحم للتطيب بالعود والبخور عدة مرات أسبوعياً إن لم يكن بشكل يومي، ومعظمهم يستخدم اليوم أنواع الفحم السريع الاشتعال المتوافرة في الأسواق، فإذا كان لهذا النوع من الفحم مضار وتأثيرات سلبية على صحة الإنسان فلماذا تسمح وزارة الصحة بتداوله في الأسواق؟ ولماذا لم تطلق الوزارة حملات توعية بمضار هذا النوع من الفحم والتعريف بأنواع الفحم المختلفة وبالطرق الصحيحة الآمنة لاستخدامها؟ ولماذا لا تلزم الوزارة الشركات المصنعة لهذا النوع من الفحم بوضع تحذير مكتوب عليه بالتأثيرات الصحية السلبية الناتجة عن استخدامه؟!

أرجو أن أسمع إجابة سريعة حول هذا الأمر من الإخوة الأفاضل في وزارة الصحة الذين لا يتأخرون في التجاوب مع ما نطرحه من تساؤلات حول الشأن الصحي في البحرين، شاكراً لهم مسبقاً اهتمامهم.

 

أضيفت في:8-5-2009... فضيحة و نصيحة> الصحة والتلوث والبيئة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد