موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

اللطيف

هو الأول والآخر.... الظاهر والباطن....
ظاهرياً قد نرى القسوة في الحياة والبليّة، لكننا لا نرى اللطف بأعيننا الحسيّة.
عندما يبحث بعض الناس عن الله يقولون :
نريد أن نراه... أين هو هذا الله الذي تعبدون؟؟؟
قد تشعر باللطف في قلبك، ولكنك لا تستطيع أن تراه.
بعينيك سترى القسوة والقوة، لكن لترى اللطف، عليك أن تغلق عيون الرؤية وتفتح عين الرؤيا....
الله فيك، في داخلك، ولترى الله عليك أن تكون خارجه..  لكنك فيه وداخله..!
السمكة التي عاشت كل حياتها في المحيط، لم تستطع أن تراه لأنها فيه وهو فيها.... عندما أتت سمكة كبيرة وأخرجتها منه، رأته للحظة وماتت...
لن ترى الله وتُدركه حتى تتحد معه... عندما تصبح أنت الله والله أنت...
"وما يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها..."

الله فعل وليس اسم.....
لكي تصل إلى حقيقة الأشياء، أول ما يخطر ببالك: المعرفة.
أي أن تدرس وتعرف عنها وعن حقيقتها... أن تعرف عنها مادياً... بالعلم والمعلومات....
فالزهرة مثلاً... لو نظرتَ إليها بعين العلم المادي.. ستحللها كيميائياً وتكتب مركباتها...
اسأل نفسك.. هل عرفتها بعد؟ ألم يفوتك شيء ما لأنك لم ترى جمالها؟؟؟

لنسأل العالِم.. أين يكمُن الجمال في الزهرة؟
سيقول: ليس فيها أي جمال.. أنتم تتخيّلون ذلك الوهم والخيال...
لقد فتّتها وحلّلتها قطعة قطعة، وهاكم ما وجدتُ:
هذه الجزيئات الكيميائية هي التي تشكل الزهرة، معادن وذرات، فيها دقائق وشحنات...
ولكن لا جمال فيها مطلقاً... جمال؟؟؟ ما هذه التفاهات؟؟

من منّا لا يرى الزهرة جميلة؟ حتى عالِمنا العظيم، في لحظة شاعرية، سيهدي زوجته زهرة!
لن يهديها مواداً كيميائية مرصوفة بشكل زهرة! بل سيهديها جمالاً كامناً في الزهرة.
ولكن عندما يأخذ دور العالِم يبدأ بالكفر والإنكار....
الجمال لا يُرى بالعين المجردة.. ولا يساعدك المجهر على تقصّيه.. بل قلبك العاشق يا إنسان!
الشاعر يجلس قرب الزهرة ويغلق عينيه، يراها في داخله، ثم يصبح هو الزهرة ذاتها...
وهكذا يعرف ما هي الزهرة، فيكتب الأشعار وعطور الأزهار..
 
هذا هو الحب والعشق....
 
عندما ترى امرأة، تراها من الخارج، ترى الطول والعرض والوزن والمكياج... قد تسألها عن بلدها واسمها.. ولكنك بعد لم تعرفها.. أما عندما تقع في حب هذه المرأة، ستعرفها... ستعرف روحها، وجمالها..
عندما تحبها، لم يبق أي شيء اسمه "أنت"، أو "هي".. بل وجودكما المشترك يجمعكما ويرفعكما...
 
الله هو اللطيف.. فلا تبحث عنه بفظاظة!

بل حاول بطرق جديدة.. بطرق غير مباشرة لكي ترى الله كجمالٍ وحب مقدّس...
 
لا تكُن مفكّراً وشكّاكاً.. بل كن شاعراً وحساساً..
 
وبدلاً من تشريح الأشياء، اتّحد معها لكي تفهمها في اللقاء...
 
عندها سترى الله وسيراك.. لن تراه بإرادتك، ولن تراه كشخص ماثلٍ أمامك..
بل ستُدرك أنه أنت.. وأنت هو.... وروحك جزء من نوره الطاهر....
 
لن تراه محيطاً بك فحسب، بل في قلبك وكل كيانك.. وأنت تحيط به وهو يحيط بك...
فوق المكان وفوق الزمان... وفوق إدراكنا المادي الضيق....
أنا الحقّ وأنت كذلك وكلنا حقٌ من حق في جميع الخلق....

 

 للمزيد أو للمريد:

OshO  -  The 99 Names of Nothingness

أضيفت في:26-7-2009... في قلب الله> 99 اسم
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد