موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

حبة الخردل ..

HTML clipboard

كانت هناك سيدة تعيش مع ابنها الوحيد في سعادة و رضا . حتى جاء الموت و اختطف منها الابن . حزنت السيدة جداً لموت و لدها  . و لكنها لم تيأس بل ذهبت إلى حكيم القرية . و طلبت مساعدته بأن يخبرها عن الوصفة الضرورية لإبعاد الحزن عنها مهما كانت أو صعُبت الوصفة .أخذ الشيخ الحكيم نفساً عميقاً و شرد ذهنه ثم قال :

 أنت تطلبين و صفة

حسناً, أحضري لي حبة خردل واحدة بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقاً

و بكل همة أخذت السيدة تدور على بيوت القرية كلها و تبحث عن هدفها .حبة الخردل من بيت لم يعرف الحزن أبداً....

طرقت السيدة باباً. ففتحت لها امرأة شابة .

فسألتها السيدة :هل عرف هذا البيت حزناً من قبل؟؟

ابتسمت السيدة في مرارة و أجابت : و هل عرف بيتي هذا إلا  كل حزن..

و أخذت تحكي لها أن زوجها توفي منذ سنة و ترك لها أربعة من البنات و البنين. و لا مصدر لإعالتهم سوى بيع أثاث الدار الذي لم يتبقى منه إلا القليل. تأثرت السيدة جداً و حاولت أن تخفف عنها أحزانها . و بنهاية الزيارة صارتا صديقتين و لم ترد أن تدعها تذهب إلا بعد أن وعدتها  بزيارة أخرى .. فقد مضت مدة طويلة منذ أن فتحت قلبها لأحد لتشكي له همومها..

و قبل الغروب دخلت السيدة بيتاً آخر و لها نفس المطلب و لكن الإحباط سرعان ما أصابها عندما علمت من سيدة الدار أن زوجها مريضٌ جداً و ليس عندها طعام كاف لأطفالها منذ فترة ..و سرعان ما خطر ببالها أن تساعد هذه السيدة فذهبت إلى السوق و اشترت بكل ما معها من نقود طعام و رجعت إلى السيدة و ساعدتها في طبخ و جبة سريعة لأطفالها..و اشتركت معها في إطعامهم ثم ودعتها على أمل زيارتها في مساء اليوم التالي ..

و في الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلى بيت تبحث عن حبة الخردل ..و طال بحثها و لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقاً لكي تأخذ منه حبة الخردل

و لأنها  كانت طيبة  القلب فقد كانت تحاول مساعدة كل بيت تدخله في مشاكله و أفراحه . و بمرور الوقت أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية ..نسيت تماماً أنها كانت تبحث في الأصل على حبة الخردل من بيت لم يعرف الحزن أبداً

نسيت حزنها على ابنها و ذابت في مشاكل و مشاعر الآخرين .و لم تدرك قط  إن حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن.

فالوصفة قد أخذتها بالفعل يوم دخلت أول بيت من بيوت القرية

أضيفت في:30-7-2009... كلمة و حكمة> قصة و رقصة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد