موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

الخوف من الألفة والمودة

مـــودّتـــــــــه تــــــــــدوم

مـــودّتـــــــــه تــــــــــدوم

يا حبيب الروح...

أشعر أنني مسجونة في الخوف من الإلفة والمودة مع الرجل، أخاف من الاستسلام الكامل دون سيطرة وتحكّم الفكر والتقييم والتقييد...

هذه المرأة الخارقة مسجونة داخلي... عندما تخرج في بعض الأحيان، يشعر الرجل بالفزَع والاضطراب، لهذا تعود إلى السبات والممات، إلى الأمن والأمان دون مخاطرة أو مغامرة، في فشل مُقيت وإحباط شديد...

أرجوك أن تخبرني عن هذا الخوف من المودّة والحميمية....

 

...سؤالك يا هدى جريء من القلب، والجواب من القلب والحب...

إن البشرية وخاصة النساء قد عانت من عدة أمراض...

حتى يومنا هذا، جميع ما يُدعى بالحضارات والثقافات كانت ولا زالت مريضة نفسياً وروحياً... ولم تجرؤ أبداً حتى على الاعتراف بمرضها، والخطوة الأولى للعلاج هي أن تدرك أنك مريض... والمرض هنا هو العلاقة المشوشة المشوّهة بين الرجل والمرأة، التي لم تكن طبيعية على الإطلاق...

 

يجب أن نعرف بعض الحقائق في البداية...

 

أولاً... الرجل لديه القدرة على ذروة واحدة فقط من النشوة الجنسية، ولا يميّز بين القذف والنشوة، وهذه هي طبيعته دون أي تدريب أو تقنيات، أما المرأة فلديها القدرة على عدة ذروات، أو كنشوة متعددة القمم... وهذا قد سبّبَ مشكلة رهيبة.

ولم تكن لتظهر أي مشكلة لو أن الزواج والزواج الأحادي لم يفرض على الناس... ويبدو أن هذه الصفات عند المرأة والرجل لم تكن في نيّة الطبيعة!

الرجل يصبح خائفاً من المرأة لسبب بسيط، هو أنه إذا قدحَ نشوةً جنسية واحدة عندها، ستكون عندها جاهزةً لستة "نشوات" أو رعشات أخرى على الأقل- وهو غير قادر على إرضائها...

هذا التقصير عند الرجل دفعه إلى إيجاد حل وغطاء يُخفي تقصيره وضعفه: لا تُعطي المرأة أي نشوةً أبداً... حتى امسح من فكرها أن بإمكانها أن تحصل على النشوة الجنسية.

 

ثانياً... الجنس عند الرجل مُحدد ومحصور في الأعضاء الجنسية. أما الحالة عند المرأة فمختلفة تماماً... المشاعر الجنسية والأحاسيس المرهفة عندها منتشرة على كامل جسدها...

تحتاج المرأة إلى وقت أطول حتى "تسخن" وتتهيأ، لكن حتى قبل أن تدفأ يكون الرجل الجاهل قد عطسَ وانتهى... ويُدير ظهره نحوها بادئاً بالشخير...

وهكذا لآلاف السنين، ملايين النساء حول العالم قد عاشوا وماتوا دون أن يعرفوا أعظم هبةٍ من الطبيعة: الفرحة الهائلة في النشوة الجنسية...

كان ذلك حماية لـ "الأنا" الذكورية... المرأة تحتاج إلى فترة طويلة من المُداعبة لكي يبدأ جسدها باستشعار الشهوة، لكن هنا يوجد الخطر- ما العمل حيال قدرتها على النشوة الجنسية المتعددة؟

 

بالنظر إلى الموضوع علمياً... إما يجب عدم أخذ الجنس بجدّية ورسميّة، ويجب دعوة الأصدقاء لإعطاء المرأة مجالها الكامل من الرعشات، أو استخدام هزّاز صناعي... لكن في كلا الأمرين هناك مشاكل.

إذا استُخدم الهزّاز الصناعي، يمكنه أن يعطي المرأة قدر رغبتها واستطاعتها من الرعشات، لكن حالما تعرف المرأة... عندها سيبدو العضو الذكري هزيلاً ودون فائدة، فتقوم باختيار الآلة الهزازة بدلاً من الصديق والحبيب!!... وإذا سمحتَ لبعض الأصدقاء بالانضمام إليك، فسيكون ذلك فضيحة في المجتمع! وستكون متورّطاً في ممارسة الجنس الجماعي!

 

لذلك كانت أسهل طريقة وجدها الرجل، أن المرأة يجب حتى ألا تتحرك خلال ممارسته للحب معها، يجب أن تبقى جامدة كالمومياء بلا حراك ولا حياة.... وقذفُ المنيّ عند الرجل سريع- دقيقتين، ثلاث دقائق على الأكثر، وفي ذلك الحين لن تدرك المرأة أبداً ما قد فاتها...

بالنسبة للتكاثر البيولوجي والإنجاب، النشوة ليست ضرورية أبداً... لكن بالنسبة للنمو الروحي، النشوة الجنسية ضرورة للصحوة وبداية الرحلة تجاه الجلوة...

 

إن تجربة النشوة الجنسية والسعادة التي تحدث فيها، هي التي أعطتْ البشرية في العهود القديمة فكرة التأمل، فكرة البحث عن أبعاد الجسد الأفضل والأعمق والأكثر حيوية... وهي التي أعطت شارة البدء لرحلة الإنسان الروحية الداخلية...

النشوة الجنسية هي إشارة من الطبيعة لك، بأنك تمتلك في ذاتك مقداراً هائلاً من السعادة والبهجة... إنها ببساطة تعطيك طَعماً منها، فتبدأ بعدها بالبحث...

 

طَعمُ النشوة الجنسية، وحتى اختباره وإدراك وجوده، هو شيء حديث جداً... في هذا القرن تحديداً قد أدرك علماء النفس ما هي المشاكل التي تواجهها المرأة...

من خلال التحليل النفسي وغيره من مدارس علم النفس كان الاستنتاج هو ذاته: أن المرأة قد حُرمت ولا تزال تُحرم من النمو الروحي، وقد بقيت كجارية وخادمة في المنزل.

بالنظر إلى إنجاب الأولاد، القذف عند الرجل كافي- لذلك طبيعة الجسم والتكاثر لا تُعاني من أي مشكلة، لكن نفسَ الإنسان هي التي ستعاني المرض والنقصان...

 

النساء هم أكثر قابلية للتهيج والغضب، للنقّ، حدّة اللسان والشكوى المستمرة، والسبب هو أنهن قد حُرمنَ شيئاً من حقوق حياتهم المكتسبة بالولادة، وهم حتى لا يعرفن ما هو...

فقط في المجتمعات الغربية، أصبحت الأجيال الجديدة مدركة للنشوة الجنسية... والأمر ليس مصادفة، أن هذه الأجيال قد بدأت بالبحث عن الحقيقة والحرية، عن الصحوة والفرحة والنشوة الروحية الكونية- لأن النشوة الجنسية مؤقتة، لكنها تعطيك لمحةً من الأبعاد والأسرار...

 

هنالك شيئان يحدثان في النشوة الجنسية: الأول هو توقّف الفكر عن التذبذب والقفز والجنون، فتصبح للحظةٍ في حالة اللافكر... والثاني هو توقف الزمن، تلك اللحظة من الفرحة في النشوة الجنسية قوية وعظيمة... فيها من الرضى والاكتفاء ما يساوي الخلود الأبعد من كل الحدود...

 

في الأيام القديمة جداً أدرك الإنسان أن هذين الشيئين هما اللذان يعطيانك أعظم بهجة ممكنة، عند أخذ الطبيعة بعين الاعتبار. بعد ذلك كان الاستنتاج بسيطاً ومنطقياً: إذا كان إمكانك إيقاف فكرك الثرثار وأن تصبح صامتاً ساكناً فيتوقف كل شيء- بما فيه الزمن... عندها ستكون حراً من الرغبة الجنسية.

لا تحتاج للاعتماد على الشخص الآخر، رجلاً كان أم امرأة، لأنك تستطيع تحقيق هذه الحالة من التأمل لوحدك... والنشوة الجنسية لن تكون إلا لحظيّة محدودة ومؤقتة، أما التأمل فيمكن أن يمتد على أربع وعشرين ساعة...

 

رجلٌ مستنير كبوذا يعيش كل لحظة من حياته في سعادة ونشوة-- وهذا لا علاقة له بالجنس.

لقد سُئلت عدة مرات، لماذا عدد قليل جداً من النساء قد وصلن إلى الاستنارة...

من بين الأسباب الأخرى، السبب الأهم هو: لم يحصلنَ على أي طعم من النشوة الجنسية... ولم تُفتح النافذة على السماء الواسعة أبداً... لقد عاشوا، أنجبوا الأولاد، وماتوا..... استُخدموا من قبل الطبيعة والرجل، تماماً كالمصانع لإنتاج الأطفال فحسب....

إلا اللواتي كانوا متمردات... وتعرفون قصة المجدلية ورابعة العدوية...

 

في الشرق، وحتى يومنا هذا، من الصعب جداً إيجاد امرأة تعرف ما هي النشوة الجنسية.

لقد سألتُ العديد من النساء الأذكياء، المثقفات المتعلّمات- ليس لديهن أية فكرة عنها... وفي الواقع، في اللغات الشرقية لا يوجد أي كلمة لترجمة كلمة "orgasm"...

لم يكن هناك حاجة لها... ولم يُطرق هذا الباب أبداً......

وقام الرجل بتعليم المرأة أن العاهرات فقط هن اللواتي يستمتعن بالجنس... يئنّون ويتأوّهون بالأصوات الحادة المثيرة ويصرخون... يستمتعون إلى درجة الجنون.... ولكي تكوني سيدة مجتمع ومنتجع محترمة عليكِ ألا تقومي بهذه الأشياء... لذلك بقيت المرأة متوترة على الدوام وتشعر بالذل والخزيّ في أعماق ذاتها- أنها قد استُخدمَت...... كتب لي العديد من النساء، أنهن بعد ممارسة الجنس، بعدما يبدأ أزواجهن بالشخير... قد بكوا بكاءً مريراً......

 

المرأة آلة موسيقية.... جسمها بكامله ذو حساسية فائقة... وتلك الحساسية يجب أن تٌحفّز وتُثار... لذلك هناك حاجة للمداعبة قبل الجنس... وبعد الجنس، ينبغي ألا يخلد الرجل للنوم، فهذا شيء قبيح غير حضاري يدل على انعدام الثقافة والإحساس... المرأة التي أعطتك هذه الفرحة تحتاج إلى بعض المداعبة بعد الجنس أيضاً... كتعبير عن الشكر والامتنان.

 

سؤالك يا هدى هام جداً... وستزداد أهميته كثيراً في المستقبل.... يجب حل هذه المشكلة، لكن الزواج يقف عائقاً أمام الحل.. الأديان المتعصبة عائق كذلك... والعائق الأكبر هو أفكارك القديمة البالية...

إنها جميعاً تمنع نصف البشرية من الحياة بفرح والاستمتاع بهدايا الوجود... وكامل طاقاتها التي ينبغي أن تزهر وتطلق عطور السعادة والنور، تتحول باستمرار إلى عفون وسموم وهموم، في النقّ وحدّية اللسان والسلوك الوقح (بالعاميّة تُفهم أكثر: سلوك الشرموطة)... وإلا كانت ستختفي كل هذه الأمراض النفسية بحل هذه المشكلة.

 

الرجال والنساء يجب ألا يرتبطوا بأي عقد كالزواج أو غيره... نعم من الضروري أن يكونوا في حب وعشق لكن يجب أن يبقوا على حريتهم.. إنهم لا يدينون بأي شيء لبعضهم...

وعلى الحياة أن تكون أكثر حركة وبركة... المرأة تتصل مع عدة أصدقاء، والرجل يتصل بعدة نساء، هذه هي القاعدة المطلوبة ببساطة... لكنها ممكنة فقط عندما يؤخذ الجنس كمرح وفرح...

الجنس ليس خطيئة وزنى... إنه نعمة وزينة... ومنذ اكتشاف حبة منع الحمل (أو وسائل منع الحمل الطبيعية أفضل)، زال الخوف من إنجاب الأولاد...

هذه الحبة في رأيي، هي أعظم ثورة حدثت في التاريخ... وهي لم تكن متاحة للإنسان من قبل...

في الماضي كان الجنس أمراً صعباً، لأن ممارسته مراراً تعني المزيد من الأولاد.. وهذا كان يدمّر المرأة.. كانت حاملاً على الدوام... وأن تحمل وتلد اثني عشر طفلاً تجربة مريرة فعلاً... وكانت المرأة تستخدم كالماشية...

 

لكن المستقبل يمكنه أن يكون مختلفاً تماماً... والاختلاف لن يأتي من الرجل....

تماماً كما قال "ماركس" حول طبقة العمال والكادحين:  "أيها العمال والكادحون في العالم اتحدوا... لن تخسروا أي شيء..." وستربحون كل شيء..

لقد رأى المجتمع مقسوماً إلى فئتين، الغني والفقير.

إنني أرى المجتمع مقسوماً إلى فئتين، الرجل والمرأة.

بقي الرجل هو السيد المسيطر على مدى قرون والمرأة هي العبد التابع... كانت تُباع في السوق كالجواري، تُغتصب، تٌحرق وهي حية...

كانت جميع الأفعال اللاإنسانية تُرتكب في حق المرأة... والمرأة نصف البشرية!

المستقبل بكامله ممكن أن يكون ظاهرة مختلفة تماماً... جميع نساء العالم عليهن أن يحاربوا من أجل نظام تصويت مستقل، بحيث تصوّت المرأة لامرأة أخرى، ويصوّت الرجل فقط للرجل... عندها في كل مجلس نيابي سيكون نصف أعضائه من النساء ونصفه الآخر من الرجال.

 

والرجال الآن مقسومون إلى فرق وأحزاب عديدة... على النساء أن يدركوا هذا وألا يصنعون أي تقسيمات، لكن مع الاتفاق على الأساسيات، لأن الموضوع هو عبودية عمرها آلاف السنين ولا تستطيعون احتمال التقسيمات وتعدد الأحزاب.

يجب أن يكون هناك فريق عالمي واحد للمرأة، ويمكن أن يمتد ليغطي جميع حكومات العالم.

يبدو أن هذا هو الطريق الوحيد لتغيير مكانة المرأة: إعطاء العِلم الحرية الكاملة لتغيير وتحويل العلاقة بين الرجل والمرأة والتخلص من فكرة الزواج.... البشر لا يمكن أن يُمتلكوا، إنهم ليسوا ببضائع!... والحب يجب أن يكون مجرد لعبة مفرحة...

وإذا رغبت بالأطفال، عندها سينتمي الأطفال إلى المجتمع بكامله، وسيكونون أولاد الحياة... بحيث لا تُدعى المرأة أمّاً، أو زوجة، أو عاهرة.... هذه التسميات والرقعات والدعايات يجب أن تُزال من الوجود...

 

إنك تسألين، "أشعر أنني مسجونة في الخوف من الإلفة والمودة مع الرجل، أخاف من الاستسلام الكامل دون سيطرة وتحكّم الفكر والتقييم والتقييد...".. وأي امرأة أخرى لديها نفس الخوف... لأنها إذا فقدت السيطرة على نفسها مع رجل ما، سوف يرتعب الرجل ويهتاج... لن يستطيع تدارك الأمر لأن طاقته الجنسية صغيرة جداً.

الرجل هو المتبرع المعطي، لذلك فهو يخسر الطاقة في ممارسة الجنس العادي. المرأة لا تخسر أي طاقة بل على العكس، تشعر بالتجدد والحيوية.

هذه حقائق لا بد أن تُؤخذ بالحسبان... كان الرجل وعلى مدى قرون يُجبر المرأة لكي تتحكم وتسيطر على نفسها، ويُبقيها بعيدة عنه لمسافة معينة أثناء الجماع، مانعاً إياها من التودد والتقرّب إليه.... وكل كلامه عن الحب مجرد فضلات وقاذورات!

" هذه المرأة الخارقة مسجونة داخلي... عندما تخرج في بعض الأحيان، يشعر الرجل بالفزَع والاضطراب، لهذا تعود إلى السبات والممات، إلى الأمن والأمان دون مخاطرة أو مغامرة، في فشل مُقيت وإحباط شديد..."

 

هذه ليست قصتك أنت لوحدك يا هدى... إنها قصة جميع النساء.

إنهم جميعاً يعيشون في إحباط عميق... وهم لا يجدون أي حل... لا يعلمون أي شيء عن الذي كان ولا يزال يُؤخذ منهم... فلم يبقى إلا منفذ واحد:

تجدهم في الكنائس ودور الراهبات، في المعابد والهياكل... يصلّون إلى الله... لكن ذلك "الله" هو أيضاً متعصب للذكور!

في الثالوث المسيحي لا يوجد أي مكان للمرأة.. جميعهم رجال: الأب، الابن، والروح القدس... إنه نادي للرجال اللواطيين!

تذكرتُ الآن... عندما خلق الله العالم، خلق الرجل والمرأة من الطين، ثم نفخ فيهم الحياة.

خلقهم متساويان... لكن عندما تنظر إلى العالم، تستطيع أن تفهم.... أن الذي قد خلقه غبي قليلاً.... خلق الرجل والمرأة، وصنع لهم سرير نوم صغير... وكان صغيراً لدرجة أن شخصاً واحداً فقط يمكنه أن ينام عليه.

كانا متساويان، لكن المرأة أصرّت: يجب أن تنام هي على السرير والرجل ينام على الأرض. والمشكلة كانت ذاتها مع الرجل، لم يكن راغباً بالنوم على الأرض...

ستُفاجأ عندما تعلم أن الليلة الأولى في الوجود كانت هي بداية القتال بالوسائد!

 

وكان عليهما أن يذهبا إلى الله... والحل بسيط جداً... مثل أي سرير ملكي القياس، أي نجار كان بإمكانه صنعه... لكن الله رجل، ومتحيّز كأي رجل آخر: فقام بتدمير المرأة وإزالتها، وبعدها خلق حواء، لكن الآن لم تعد المرأة مساوية للرجل- لقد خُلقت من ضلع آدم، لذلك كانت مهمتها فقط خدمة الرجل والاعتناء به، أي أن تُستخدم من قبل الرجل...

المسيحيون لا يُخبرونك القصة بكاملها... بل يبدؤون قصتهم اعتباراً من آدم وحواء- لكن حواء بالأصل قد انتُقصت وجُعلت في مستوى العبيد... ومنذ ذلك اليوم عاشت المرأة في آلاف الأنواع من العبودية....

مالياً، لم يكن يُسمح لها أن تكون مستقلة معتمدة على ذاتها... تعليمياً وثقافياً لم يُسمح لها أن تكون مساوية للرجل، لأنها عندها يمكن أن تستقل مالياً... دينياً، لم يكن يُسمح لها بقراءة الكتب المقدسة أو حتى الاستماع لأحد يقرؤها.

وكانت أجنحة المرأة تُقص بعدة طرق...

والأذى الأعظم الذي ارتكب بحقها هو الزواج، لأنه لا الرجل ولا المرأة أحادي الزواج، إنهما متعددا الشريك نفسياً... لذا كانت نفسيتهم تُجبَر على المسير عكس طبيعتها...

ولأن المرأة كانت معتمدة على الرجل كان عليها أن تعاني من كل أنواع الإهانات- الرجل كان السيد الآمر المالك الذي يمتلك كل المال والعيال...

ولإرضاء طبيعته التعددية، قام الرجل بصنع العاهرات... العاهرات هم الناتج الثانوي عن الزواج.

وهذه الحالة البشعة من الدعارة لن تختفي من العالم حتى يختفي الزواج...

الدعارة هي ظل الزواج- لأن الرجل لا يريد أن يُقيَّد بعلاقة أحادية، وعنده حرية الحركة، لديه المال، لديه العلم والثقافة، لديه القوة والسلطة كلها... قام باختراع العاهرات... وأن تُدمّر المرأة بجعلها عاهرة هو أبشع جريمة يمكن أن تقترفها في حياتك........

الحقيقة الغريبة هي أن جميع الأديان ضد العهر والدعارة- وهي المسبب لها.

إنها جميعاً تؤيد الزواج، ولا يمكنها رؤية حقيقة في غاية البساطة- أن الدعارة ظهرت في الوجود مع ظهور الزواج...

 

والآن في هذا الزمان، تحاول حركة تحرر المرأة أن تقلّد كل التصرفات الغبية التي قام بها الرجل تجاه المرأة.... في لندن، نيويورك، وسان فرانسيسكو تستطيع إيجاد عاهرات رجال (عاهرون مدري داعرون!؟)... هذه ظاهرة جديدة!... لكنها ليست خطوة ثورية تحررية، وإنما ردة فعل ليس أكثر.

 

يا هدى، المشكلة هي أنك ما لم تفقدي السيطرة أثناء الجنس لن تحصلي على تجربة من النشوة الجنسية... لذلك على الأقل أدعو من يستمع إلي أن يكون أكثر تفهّماً واستيعاباً، وأن يتوقع من المرأة أن تئنّ وتتؤوّه وتصرخ.. لأن جسدها بكامله يشارك في هذه الرقصة مشاركة كاملة تامة...

 

لا داعي لأن تخافَ من هذا، فالأمر مفيد وعلاجي: لن تكون شريكتك داعرةً سليطة اللسان تجاهك، ولن تنقّ عليك ليل نهار، لأن كل تلك الطاقة التي تُطلق في الدعارة النفسية ستتحول إلى فرحة ونشوة عارمة...

ولا تخافوا من الجيران – إنها مشكلتهم الخاصة بهم إذا كانوا قلقين حول الصراخ والأنين، ليست مشكلتك أنت... لا تستطيع منعهم من ذلك.....

 

إجعل حبّك وممارستك احتفالاً حقيقياً.... لا تجعله كلعبة: اضرب (ط) واهرب!

ارقص، غني، اعزف الموسيقى... ولا تجعل الجنس يصدر من الرأس والفكر...

الجنس الفكري ليس جنساً أصيلاً... الجنس يجب أن يكون عفوياً وطبيعياً.

اصنع الحالة وهيّئها... يجب أن تكون غرفة نومك مقدّسة كالمعبد... وفيها لا تقم بأي شيء آخر... غنّي ارقص وامرح... وإذا حدث الحب عفوياً من تلقاء ذاته، ستُفاجأ كثيراً بأن فطرتك وطبيعة جسمك قد أعطتك لمحة من التأمل.

ولا تقلق أبداً بشأن المرأة التي تعبّر عن جنونها... من الضروري أن تجن، فجسدها بكامله في مكان وزمان آخر... لا تستطيع التحكم بذاتها، وإذا فعلتْ فستبقى كالمومياء....

وملايين الناس يمارسون الجنس مع المومياءات....

سمعتُ قصة عن كليوباترا، أجمل امرأة في التاريخ... عندما ماتت، تطبيقاً للطقوس المصرية القديمة، لم يُدفن جسدها إلا بعد ثلاثة أيام... وفي تلك الأيام اغتُصبت كجثة ميتة...

عندما سمعتُ بهذه القصة للوهلة الأولى، فوجئتُ كثيراً... ما نوع ذلك الرجل الذي سيغتصب جثةً هامدة؟!... لكنني بعدها أحسستُ أن هذه ليست واقعة غريبة جداً... لقد قام جميع الرجال بتخفيض مستوى المرأة إلى مستوى الجثة، على الأقل عند ممارسة الجنس معها.

 

إن أقدم بحث حول الحب والجنس هو " Vatsyayana's KAMASUTRAS" عبارة عن أقوال وحكم حول الجنس. وهي تصف أربعاً وثمانين وضعية للجنس، وعندما أتى المبشّرون المسيحيون إلى الشرق، فوجئوا بأنهم لا يعرفون إلا وضعية واحدة: الرجل في الأعلى- لأن الرجل عندها سيكون أكثر قدرةً على الحركة، والمرأة مستلقية كالجثة تحته.

 

أما اقتراح "ڤاتسايانا" كان دقيقاً وصحيحاً: أن المرأة يجب أن تكون في الأعلى.

وضعية الرجل في الأعلى شيء همجي غير متحضّر، لأن جسد المرأة رقيق وحساس...

لكن سبب اختيار الرجل لبقائه فوق المرأة هو لكي يبقي المرأة تحت السيطرة...

وطبعاً... عندما يتحطم تحت ثقل الوحش، لا بد للجمال أن يبقى تحت السيطرة والاستبداد...

والمرأة ينبغي حتى ألا تفتح عيونها، لأن ذلك سيكون تصرف الداعرة... ويجب أن تتصرف كسيدة محترمة... هذه الوضعية الرجل فوق المرأة، تُعرف في الشرق باسم وضعية المبشرّين!

 

هناك ثورة عظيمة قادمة في العلاقة بين الرجل والمرأة... ويوجد معاهد تتطور حول العالم، في الدول المتقدمة، يعلّمونك فيها كيف تحبّ...

تصوّر أنه حتى الحيوانات تعرف كيف تحب، والإنسان يجب أن يُعلّم كيفية ذلك.

وفي تعليمهم ذاك، الأمر الأساسي الواجب تعلّمه هو المُداعبة قبل وبعد الجنس... وعندها سيصبح الحب والجنس تجربةً مقدّسة...

يا هدى، عليك أن ترمي خوفك من المودة ومن الاستسلام مع الرجل، وَدَعي ذلك الأحمق يشعر بالخوف إذا كان يريد أن يخاف فهذا شأنه. عليك أن تكوني صادقة مع نفسك وروحك... لا تكذبي عليها ولا تخدعيها لأنك بذلك تدمّرينها...

ما الضرر إذا ارتعب الرجل وهرب عارياً خارج الغرفة؟ أغلقي الباب!

دعي كل الجيران يعرفون أن هذا الرجل مجنون... لكن لا تسيطري على نفسك فتفقدين إمكانية حصولك على النشوة...

تجربة النشوة الجنسية هي تجربة من الانصهار والاندماج، ذوبان الأنا، اختفاء الفكر والوقت...

وهذا قد يقدح شرارة البحث عن طريقة لتجاوز الفكر والوقت دون وجود الشريك، والدخول في متعة نشوانية من تلقاء ذاتك... إنني أدعو هذا: التأمل الأصلي الأصيل...

 

إذاً، عليك التوقف عن السبات وتجنّب المخاطرة، وسيختفي كل الإحباط والرباط... لماذا عليك أن تقلقي حيال الرجل؟ دعيه هو يسأل السؤال: "ماذا عليّ أن أفعل؟ هدى تصبح كالمجنونة، تقفز فوقي وتبدأ بخدش وجهي...!"

لكن هنا في هذا المكان وبين هؤلاء الناس، لا تستطيعُ صنع الكثير من الضجة حول هذا الموضوع... عليكَ أن تقبله كظاهرة طبيعية... وإلا فاذهب وتأمل ببساطة- من قال لك أن تمارس الجنس مع المرأة؟

 

النساء لم يكتشفن التأمل... ربما أولئك الرجال المرعوبين هم الذين اكتشفوا التأمل لتجنّب المرأة وجميع المشاكل!!... فقط اجلس صامتاً، دون القيام بأي شيء، والربيع سيأتي، وينمو العشب من تلقاء ذاته... تستطيعُ القيام بهذا.!!

لقد سمعتُ...

كان هناك أميركي بدين يمشي في الشارع فرأى لافتة تقول: "معالجة عجيبة للتنحيف! شفاء في أربع وعشرين ساعة بسعر ألف دولار، شفاء في ست ساعات بسعر خمسة آلاف دولارز".

فدخل مدفوعاً بفضوله وسأل عامل الاستعلامات عن علاج الأربع وعشرين ساعة، فأخذه وأراه غرفة كبيرة جداً فيها فتاة عارية فائقة الجمال تحمل لافتة حول عنقها: "أمسك بي، ومارس الجنس معي، لكن عليك أولاً أن تلحقني وتمسكني."

تلك كانت عملية التنحيف! وتأثر صاحبنا البدين كثيراً بالفكرة، وقال لنفسه: "إذا كان هذا هو علاج الألف دولار، فسيكون علاج الخمسة آلاف أجمل بخمس مرات." لذلك قام فوراً بتسجيل طلب لعلاج الخمسة آلاف دولار في ستة ساعات.

تم تجريده من الثياب، وأخذوه إلى غرفة كبيرة أخرى وأغلقوا الباب خلفه... كان في تلك الغرفة غوريللا ضخم جداً يحمل لافتة حول عنقه: "إذا أمسكت بك، أمارس الجنس معك!"....

 

لا تقلقي... استمتعي بكامل اللعبة، وكوني مرحة عفوية تجاهها... وإذا ارتعبَ أحد الرجال فهناك الملايين غيره.

ويوماً ما يا هدى، ستجدين شاباً مجنوناً لن يخاف ولن يهرب... وعلى أية حال، الرعب والهرب والدوران حول السرير بضعة دورات سيُعطيه علاجاً منحّفاً، ودون دفع أي دولار!

 

أضيفت في:1-8-2009... الحب و العلاقات> عهر و طهر
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد