موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

لماذا أنت ضد الزواج ؟

أيها الحكيم!!!
 

أعرف أنك ضدّ الزواج، لكننا لا نزال نريد أن نتزوّج!
فهل تُبارك لنا زواجنا؟

...تأمّل بهذه الحكمة القديمة:

شاب أحمق وحبيبته الظريفة، حاولا كثيراً أن يتزوّجا وبأقصى سرعة ممكنة...

لكنهما انفصلا بعد العرس بيومين...

هكذا سيكون حال الزواج!

فالحمقى فقط يفكّرون بالزواج والوثائق القانونية لربط الحبيبين مع بعضهما، وإلا لكان الحب كافياً ووافياً....

وأنا لستُ ضد الزواج.... أنا مع الحب الحقيقي الأجّاج!

إذا تحوّلَ حبّك إلى زواج، سيكون أمراً جيداً، لكن لا تأمَل أبداً أن الزواج سيجلب لك الحب!

الحب يمكن أن يتحول إلى زواج عندما تعمل عليه بجدّ وبوعي كبير، وعندما تتأمّل فيه لترفعه إلى مستويات أعلى من الشهوة والحب العاطفي المؤقّت.....

في العادة، يُدمّر الناس حبّهم باستمرار...
جميع أعمالهم تؤدي لتدميره ومن ثمّ يُعانون ويشتكون.... ودائماً يقولون:
"ما الخطأ الذي حصل؟"

لكن بعد فوات الأوان وابتعاد الآن!

صحيحٌ أن عندهم رغبةٌ وتَوقٌ كبيران للحب، لكن الحب يحتاج إلى وعي عميق وليس فقط للغَزَل والكلام الأنيق...!
وعندها فقط يمكن أن يصل إلى ذروته وقمّة جماله...
وهذه الذروة هي الزواج!!!!!!!!


الزواج الحقيقي ليس له أي علاقة بالقوانين والأعراف الاجتماعية والدينية...

إنه ذوبان قلبي العاشقين في كلّية الحياة وحكمتها... والتناغم الدائم بينهما...

لكن الناس دوماً تجرّب الحب بغير وعي...

عطشهم للحب جيد، لكن حبّهم مليء بالغيرة وحب التملّك... مليء بالغضب والأذى.... ولذلك ترى أنهم يدمّرون حبهم بسرعة.

ولهذا على مدى مئات السنين اعتمد الناس على الزواج!!!

وكانت تسيطر عليهم فكرة:
"من الأفضل البدء بالزواج وعندها سيمنعك القانون الاجتماعي والأهل ورجال الدين من تدميره... سيمنعونك من الطلاق وبهذا تضمن استمرارية حبك" !!
المجتمع، الدولة، المحاكم، رجال الشرطة، رجال الدين، جميعهم سيجبرونك على الحياة ضمن
"المؤسسة" الزوجية، وستكون عندها مجرّد عبدٍ عندهم!

إذا كان الزواج ظاهرة واقعية، فيجب أن يكون ذروة الحب والغرام... وعندها يا سلام يا سلام....

إنْ حصل الزواج أولاً، فغالباً لا يوجد أي إمكانية لحدوث الحب.
وفي الواقع، تمّ اختراع الزواج الشكلي لإيقاف الحب، لأن الحب الحقيقي خطير جداً جداً:
إنه يأخذك إلى قممٍ عالية من الابتهاج والنشوة والرومانسية والمشاعر الجيّاشة. وهذا أمر خطير بالنسبة للمجتمع بأن يسمح للناس بالسمو عالياً جداً ليَرو شيئاً من ذلك العلوّ الشاهق العميق....

لأن الشخص الذي قد عرفَ الحب، لا يمكن لشيء أن يُرضِيه.

وعندها لن تستطيع أبداً إرضاءه بإعطائه حساباً كبيراً في البنك... حتى ميزانية أكبر بنك لن تساعدك؛ لأنه الآن يعرف شيئاً عن الغِنى الحقيقي...

إذا أحبَّ الإنسان وعاش تلك اللحظات من النشوة:
لن يكون باستطاعتك جَذبه نحو مراكز القوى السياسية العالمية وجعله يتابع نشرات الأخبار والدّمار!
من يهتمّ...!؟

لن تكون قادراً على إجباره في أعمال بشعة غير إنسانية.
وسيُفضّل أن يبقى فقيراً... لكن حبه سيبقى متدفقاً كنهرٍ من الذهب الصافي....

عندما تقتل الحب... وزواج هذه الأيام هو محاولة لقتله...
ستصبح طاقة الإنسان التي لم تعد تتحرّك في مجرى الحب مُتاحةً للمجتمع والمافيات السرّية لكي تستغلّها وتُوجّهها....

وهكذا يصبح قادراً على القَتل، لأيّ عُذرٍ كان، وسيكون جاهزاً لأن يَقتُل أو يُقتَل... لأجل أي فكرة تافهة تزرعها فيه.
سوف يغلي من الإحباط والغضب: فتستطيع إجباره على السير في أي اتجاه فيه طموح.

وسوف يصبح سياسياً كبيراً في النهاية....

المُحبَط في الحب جشعٌ جداً، وعنيفٌ بشدة، لأن الإحباط في الحب يقود إلى عالم الطموح والرغبات المتلاحقة...

الإحباط في الحب يدمّر البشرية والأرض بكاملها....

لكن المجتمع يحتاج أُناساً مُحبَطين!!!

إنه يحتاج جيوشاً ضخمة: جيوشاً من السياسيين والمحاربين، من الكتّاب، من المدراء والموظفين وغيرهم.


يحتاج أناساً مستعدّين للقيام بأي شيء، لأنهم لم يعرفوا أي شيء أسمى في حياتهم....
لم يلمسوا أي لحظة شاعرية في حياتهم؛ ويستطيعون أن يعدّوا النقود طوال حياتهم مُعتقدين أن هذا كل ما يوجد في الحياة...

فعلاً الحبّ خطير على الجهلاء........

أتمنّى أن يصبح الحبّ الحقيقي مُتاحاً للجميع.
وإذا حدث الزواج: ينبغي أن يكون ناتجاً ثانوياً للحب، ويجب أن يبقى ثانوياً.

وإنْ اختفى الحب يوماً، يجب ألا نضع أي عوائق أمام حلّ الزواج ولو كان أبغضَ الحلال إلى الله...

إذا أراد شخصان الزواج، يجب أن يوافق كل منهما عليه.
لكن من أجل الطلاق، حتى ولو أراده شخص واحد، يجب أن يكون ذلك سبباً كافياً له، ولا حاجة لموافقة الطرفين حتى يحدث الطلاق.
للأسف، الآن لا يوجد أي عوائق أمام زواج أي شخصين.
فأي أحمقين يمكنهما الذهاب إلى مكتب سجّلات الزواج ويتزوجان فوراً. لكن هناك ألف عائق وعائق ضد الطلاق، وهذه حالة جنونية غير واعية لنتائج فَرض الأخلاق والقوانين السطحية.

في نظري ، كل أشكال العوائق يجب أن توضع عندما يريد الناس الزواج، لكي لا يبقى إلا الزواج الحقيقي الواعي والمسؤول.

وأنا لستُ ضد الزواج ولا ضد الطلاق.... بل مع الزواج الحقيقي وضد المزيّف والكاذب الذي تراه منتشراً عند الأغلبية....

هذا الزواج التافه ترتيبٌ يُعطيك الأمن والأمان ويعطيك مهنةً تعمل بها.... يجعلك مشغولاً باستمرار
كالحمار... وما عدا ذلك لا يعطيك أي ثروة داخلية.

فإذا أردتُما أن تتزوّجا زواجاً واعياً غير مُتسرِّع، عندها فقط أدعو لكما بالبركة..


تعلّموا أن تُحبّوا... وأن تتخلّصوا من جميع الأشياء التي تُعاكِس جريان نهر الحب.

لكن هذه مهمة شاقة جداً....
الحب هو أعظم الفنون في العالم....
والعاشق يحتاج إلى صفاء القلب والفكر والبصيرة... يحتاج إلى تربية داخلية متوازنة... وإلى حالة وحالٍ تأملية عميقة تُمكّنه من الرؤية المباشرة لأي شيء يبدأ بتدمير الحب.

فإذا استطعتَ تجنُّب الدّمار وبدءَ العَمار....

إذا استطعت أن تصبح خلّاقاً مُبدعاً في علاقتك، وإذا قوّيتها وغذّيتها باستمرار.....

إذا كنتَ قادراً على تقديم الحنان والمودّة للآخر... وليس العواطف فحسب... العواطف والانفعالات غير قادرة على إبقاء الحب مستمراً...

إذا كنتَ قادراً على رحمة الآخر والعطف عليه... وقادراً على قُبولِ تقصيره والأشياء الناقصة عنده.......

إذا كنتَ قادراً على قُبولها أو قبوله بالحالة التي هي عليها.......

عندهااااااا سيحدث الزواج يوماً ما... وقد يستغرق هذا عدة سنوات أو حياتك بكاملها...

تستطيعون الحصول على مباركاتي ودعواتي، لكن من أجل الزواج وفق القانون السائد لن تحتاجوا إليها أبداً ولن تكون ذات أي فائدة لكما.

وانتبها جيداً!!! فكّرا مرّة ثانية قبل أن تقعا في هذا الزواج.
 

    التقَتْ عجوزٌ بصديقةٍ لم ترها منذ فترة، فسألتها الصديقة: "كيف حال زوجك؟"
قالت العجوز: "لقد مات الأسبوع الماضي. كان في حديقة المنزل يحاول إخراج كرنْبة من الأرض لكي نتعشّى بها، فأصابته أزمة قلبية ومات في مكانه في الحديقة."

قالت الصديقة: "يا للمسكين! وماذا فعلتِ في ذلك الموقف؟"

قالت العجوز: "فتحتُ علبة جزر محفوظ وأكلتها."

انتبه وكُن واعياً قليلاً يا عزيزي! دعواتي لن تفيدك شيئاً....
الزواج الحالي مجرّد فخ وعاجلاً أم آجلاً ستفتح زوجتك علبة الجزر!



 كانت مدام أموّرة تعشق مرقة الدجاج من كل قلبها... وفي إحدى الأمسيات كانت تأكلها، وإذْ بثلاثة من أصدقاء زوجها يطرقون الباب. وعندما دخلوا قال لها أحدهم:

"لقد جئنا لنخبرك شيئاً عن زوجك أموّر... لقد مات اليوم في حادث سيارة."

وأكملَتْ مدام أمّورة أكل الشوربة...

أعاد كلامه مرة ثانية لكنه لم يجد أي استجابة....
"زوجك مات وشبعَ موتاً يا مدام!!!" ولم تردّ بحرف...

وبعد عدة دقائق قالت أمّورة بفمها الممتلئ:
"أيها السادة المحترمون... حالما أنتهي من طبق المرقة سوف تسمعون بعض الصراخ والنحيب."

الزواج ليس حباً... بل شيء مختلف تماماً....



    كانت امرأةٌ تنتحب على قبر زوجها:
"آه آآآه يا حبيبي... مرّت أربع سنوات على موتك ولا زلتُ أفتقدك!"... وفي تلك اللحظة مرّ صديقها القديم ورآها تبكي فسألها: "عفواً.... لكن على مَن تبكين؟"

"زوجي... اشتقتُ إليه كثيراً" أجابَت.

ونظرَ صديقها إلى شاهدة القبر وقال: "زوجك!؟ لكن الحجر مكتوبٌ عليه: مُكرَّسٌ لذِكرى "زوجتي" ؟!!"

فقالت: "إيه نعم... لقد كتبَ كل شيء يملكه بإسمي."

ولذلك انتبه قليلاً قبل أن تقع في الفخ!
الزواج مصيدة: أنت تقع في مصيدة المرأة، والمرأة تقع في مصيدتك.

وعندها قانونياً سيُسمَح لكما بتعذيب بعضكما إلى الأبد...

لن يسمحوا لك بالطلاق أبداً ولمدة عدّة أجيال متتالية!

وستحصل على نفس الزوجة في الحياة القادمة....
فتذكّر هذا جيداً قبل أن تتورّط وتتخبّط!
 

للمزيد:   ...مُتعة الزواج



أضيفت في:4-8-2009... الحب و العلاقات> محبة بلا رباط
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد