موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

.. الإخلاص التام

تذكر شيئاً واحداً هنا: كُن صادقاً صدوقاً مع نفسك أولاً ثم مع الآخرين...
قل الحقيقة مهما كان الثمن... فالساكت عن الحق شيطان أخرس... الحقيقة أهم من أي شيء قد تخسره... أهم من الجسد والفكر والعواطف وحتى "الأصدقاء"... أيها الحقّ لم تترك لي صديق... الحقيقة هي جوهر الحياة...

تقول القصة أن ملك الملوك ذهب شخصياً إلى حدود مملكته لكي يستقبل أكبر الحكماء في ذلك الزمان... وكان هذا الملك قد بنى مئات المساجد والكنائس... وأمر عشرات الموظفين بترجمة الكتب المقدسة إلى عدة لغات.. أراد أن يدخل جميع الناس في دينه وعلبته....
عندما رأى الحكيم سأله: يا حكيمنا.... لقد قمتُ بالعديد من الأعمال الكبيرة إرضاءً لله... وكما ترى، فألوف الناس يزورون المعابد باستمرار ويصلّون فيها ليل نهار.. يقرؤون الكتب الدينية ويستمعون إلى الأحاديث والأناشيد الروحانية.... فما هو ثوابي عند الله؟؟ ما هي مرتبتي في الجنة؟؟؟
أجابه الحكيم: ثواب؟؟؟!!! إنك لغبيّ كبير!!
صرخ في وجهه أمام الحاشية كلها وساد الصمت لبضع دقائق....
سأله الملك: إنني لا أفهم ما هو سبب غضبك...
أجاب الحكيم: إنك بأعمالك هذه تقتل الحقيقة الحية... تحوّلها إلى جثة هامدة، ثم تحنّطها في الكتب وتدفنها في المعابد.... ثم بعد هذا تسأل ما هو الثواب؟؟... إنك ستعاني من نار جهنم!!
وسأل الملك نفسه: كيف أخرج من هذه الورطة؟ هذا الحكيم متمرّد وقوي جداً لا يوجد أي سبيل لإقناعه بشيء، ولن يرضى بأي مكافأة أو رشوة.... فعاد الملك إلى قصره...
بعدها ذهب الحكيم إلى كهف في قمة جبل خارج المملكة، وبقي فيه لتسع سنين متواصلة، وقد أعلن أن الكلام مع الناس كالكلام مع الحائط... لذلك فالكلام مع الحائط فيه شيء من المواساة، لأنك تعرف أنه حائط!!! وقرر أنه لن يُدير وجهه إلا عند قدوم شخص عطش يستحق سماع الكلمة والحقيقة الحية...
بعد تسع سنين طويلة.... ذات صباح أتى الشخص المطلوب... جلس بقربه صامتاً لعدة أيام، لكن شيئاً لم يحدث... بعدها قال للحكيم: استمع إلي! أنا الشخص الذي كنتُ تنتظره كل هذه السنين... وقطع يده وألقى بها أمام الحكيم... وقال له: استدر وانظر إليّ وإلا قطعتُ رأسي وستكون أنت المسؤول عن قطعه!!!
التفتَ الحكيم فوراً وقال: توقّف هذا يكفي!! قطعُك ليدك يدل على صدقك وإخلاصك العميق، ويدل على أنك مجنون مثلي! لا داعي لأن تقطع رأسك، فأنت ستكون حامل الرسالة من بعدي...
وجلس الاثنان بصمت الزهور... لم يقولوا أي كلمة، لكنهم قالوا كل ما يجب أن يُقال في ذلك الحال والوصال.... التقت عيونهما وانفتحت البصائر.... اختفت جميع الأسئلة دون قولها ودون إعطاء أي جواب أو كتاب...
أنت يا أخي أهم من أي كتاب... ولكي تجد الجواب... أغلق الباب وادخل إلى ذاتك المتكاملة ماسحاً كل ضباب... واحمل معك عطشك وإخلاصك، فهو الذي سيدلك إلى طريق الأحباب...
 

http://www.baytalhaq.com/images/ecards/flowerbar.gif
 

أضيفت في:28-9-2009... بطاقات الحكمة> البطاقات
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع



 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد