موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

.. التأمــــل

لا يوجد شيء كبير أو شيء صغير

كل شيء يسبّح الله

وعليك أنت أن ترى الله والألوهية في كل شيء

 

اعمل الأشياء البسيطة في حياتك بوعي واسترخاء...

عندما تأكل، لا تفكر إلا بالأكل...

امضغ جيداً، تذوّق واستمتع برائحة الطعام...

تلمّس قطعة الخبز... شمّها... امضغها ودَعها تذوب في كيانك، محافظاً على وعيك في كل لحظة... وبهذا تكون في أجمل تأمل... وعندها لا يكون التأمل مفصولاً عن الحياة.

 

عندما ينفصل التأمل عن الحياة، حتماً هناك خطأ كبير... يصير التأمل مناقضاً للحياة، فيبدأ المرء يفكر بالذهاب إلى أحد الأديرة أو الكهوف في الجبال البعيدة... يفكر بالهرب من الحياة، لأنها تبدو شيئاً معيقاً للتأمل والصلاة...

 

الحياة ليست عائقاً صعب التحمّل

بل هي نعمة جميلة وفرصة للتأمل

 

أتى أحد التلاميذ الجدد ليقابل المعلم، وقد كان يتدرب على التأمل لبعض الوقت... يومها عندما أتى لرؤية المعلم، كانت السماء تمطر، وعندما دخل الغرفة ترك حذاءه ومظلته خارجاً.

بعد التحية والشكر، سأله المعلم: في أي جهة من حذائك تركتَ المظلة؟ على اليمين أم على اليسار؟

 

ما هذا النوع من الأسئلة؟؟!!

لا يمكنك أن تتوقع أن يسأل المعلم مثل هذا السؤال السخيف، بل تتوقع دائماً أن المعلمين العظماء يسألونك عن الله أو عن الطاقة والمقامات والألوان والأنوار التي تراها في اليقظة والأحلام... عن أشياء كبيرة وغريبة وماورائية...

لكن المعلم سأل سؤالاً عادياً جداً... لا يمكن لأي رجل دين مهما كان دينه أن يسأل مثل هذا السؤال... لا يسأله إلا مَن عاش ما قرأ ووعظ، وكان متنوراً بنور الله...

 

سأل المعلم: أين وضعت الحذاء والمظلة... والآن ما علاقة الحذاء والمظلة بالتأمل والروحانيات؟!

لو أن هذا السؤال طُرح عليك، لانزعجتَ واستغربت كثيراً... لكن هناك شيء عظيم كامن فيه...

لم يتذكر التلميذ... طبعاً، مَن يهتم بأي جهة قد ترك حذاءه ومظلته؟

مَن الذي يفكر أو ينشغل كثيراً بالأحذية والمظلات!؟

 

لكن هذا الحادث كان كافياً لطرد التلميذ من المدرسة...

قال له المعلم: لم تتذكر... لذلك اذهب وتأمل سبعة سنين ثم ارجع إلي.

قال التلميذ مستغرباً: سبعة سنين؟!.. فقط من أجل هذا الخطأ الصغير؟

قال المعلم: هذا ليس خطأً صغيراً... الأخطاء ليست صغيرة أو كبيرة... أنت بالتحديد لم تصبح حياتك تأملاً بعد... وهذا كل ما في الأمر. ارجع وتأمل جيداً لسبعة سنين وبعدها يمكنك العودة.

 

هذه هي الرسالة الجوهرية في التأمل:

كن حذراً ويقظاً... في كل شيء.

ولا تصنع أي تمييز بين الأشياء،

هذا شيء دنيوي تافه وهذا شيء روحاني مهم...

 

الأمر يعتمد عليك أنت

كن حذراً ومتنبّهاً... وكل شيء سيصير مهماً ومقدساً

لا تحذر ولا تنتبه... وكل شيء سيصير تافهاً ومدنساً

 

القداسة والروحانية هي زراعتك ومساهمتك أنت...

هديتك أنت إلى هذه الدنيا.

عندما يلمس ذلك المعلم مظلته مثلاً،

فإن المظلة مقدسة مثل أي شيء آخر.

 

طاقة التأمل تحوّل كل شيء...

تحوّل الرصاص إلى ذهب

وتستمر برفع الأدنى إلى الأعلى

وفي أعلى قمة يصير كل شيء مقدساً يسبّح الله...

يذوب فيه وكذلك يحتويه... كل شيء نور من نور الله

وهذه الدنيا هي أطهر جنة

وهذا الجسد هو أقدس معبد

 

 http://www.baytalhaq.com/images/ecards/flowerbar.gif

أضيفت في:28-9-2009... بطاقات الحكمة> البطاقات
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع



 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد