موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

موسيقى شاطئ البحر

سمعت قصة قديمة... منذ ألوف السنين، كان هناك مدينة ممتلئة بمعابد الله وأتاها الطوفان فغرقت في البحر.

صوت أذان بلال اللطيف وصوت الأجراس الخفيف لا يزال يصدح في المعابد... ربما الماء لا يزال بحركته يصدر ذلك الصوت ويهز الأجراس، أو ربما بعض الأسماك تهزها.. ليكن السبب ما يكون، الأجراس لا تزال ترن.. وحتى اليوم لا تزال موسيقاها العذبة تُسمع على الشاطئ.

أنا أيضاً أردتُ أن أسمع تلك الموسيقى... لذلك ذهبت باحثاً عن ذلك البحر... بعد عدة سنوات من التجوال، وصلت في النهاية إلى ذلك الشاطئ.. لكن لم أجد هناك إلا ضجيج البحر الصاخب... الأمواج العاتية بعد أن تصطدم بالصخور، كان صوتها يتردد ويتضخم في ذلك المكان المعزول.

لم يكن هناك أي صوت موسيقى، ولا أي أجراس معبد ترن... بقيتُ أصغي بإمعان لكن لم يكن هناك أي شيء على الشاطئ سوى صوت الأمواج المتكسرة.

ومع ذلك انتظرتُ وانتظرت.. في الواقع، لقد نسيت طريق العودة... الآن، ذلك الشاطئ المجهول وغير المسكون سيصير قبراً لي.

وبعدها، حتى فكرة الإصغاء للأجراس اختفت بالتدريج.... واستقريتُ على شاطئ ذلك البحر.

في إحدى الليالي، فجأة وجدتُ أجراس المعابد الغارقة ترن، وصوت موسيقاها الجميلة بدأ يملأ حياتي بالفرح...

مع سماعي لتلك الموسيقى، أفقت من نومي.. ومنذ ذلك الوقت لم أعد قادراً على النوم مرة أخرى... الآن هناك شخص ما مستيقظ دائماً داخلي.. واختفى النوم للأبد.

والحياة امتلأت بالنور والأنوار، لأنه عندما يختفي النوم تختفي العتمة أيضاً..

وأنا سعيد... لا، بل أنا أصبحت السعادة متجسدة ومتجلية، لأنه كيف يمكن للتعاسة أن توجد بحضور موسيقى معابد الله؟

هل تريد أنت أيضاً أن تذهب قرب ذلك الشاطئ؟ هل تريد أيضاً أن تسمع موسيقى معابد الله الغارقة في البحر؟

دعنا نذهب إذاً... دعنا نتحرك داخل أنفسنا...

قلب الشخص ذاته هو ذلك البحر

وفي أعماقه تستقر تلك المدينة الغارقة المليئة بمعابد الله

لكن فقط أولئك الهادئين والمستقرين في أنفسهم يقدرون على سماع موسيقى تلك المعابد

كيف يمكن لهذه الموسيقى أن تُسمع إذا كان هناك صراع صاخب بين فكرة ورغبة؟

حتى الرغبة بإيجاد الموسيقى تصبح عقبة أمام إيجادها...

 

 

أضيفت في:4-4-2014... زاويــة التـأمـــل> رسائل من نور
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد