الإيمان قوة هائلة.. لا يمكن أن تضيع!
كان هناك امرأة عجوز مريضة جداً... كانت تسكن وحدها في المنزل، لذلك وجدت صعوبة
كبيرة في الاعتناء بنفسها... في أحد الأيام في الصباح الباكر، أتت إليها سيدتان
أنيقتان ويبدو أنهما متدينتان جداً... يرتدون ثياباً محتشمة وحجاباً ويحملون
المسابح في أيديهم.
بدؤوا بخدمة المرأة العجوز وقالوا: بإذن الله سيكون كل شيء على ما يرام... الإيمان
هو قوة هائلة جداً، لا يمكن أن تذهب سدى...
وثقت السيدة العجوز بها، طبعاً لقد كانت وحيدة والشخص الوحيد يميل طبيعياً للثقة
بالناس..... كانت أيضاً تتألم، والشخص الذي يعاني من مشكلة ما سيثق بسهولة.
قامت تلك السيدتان المجهولتان بخدمة العجوز طيلة النهار... وبسبب الخدمة الجيدة
وحديثهما المتديّن طوال الوقت، قويت ثقة العجوز أكثر...
في الليل وحسب تعليمات الخادمتين، استلقت العجوز في السرير ووضعوا عليها الغطاء
لتدفأ، وبدؤوا بالغناء والدعاء لله حتى تشفى بسرعة... أشعلا لها البخور ورشوها بمار
الورد والعطور... اعتنوا بها كثيراً فعلاً... ومع صوت الموسيقى والدعاء الهادئ خلدت
العجوز إلى النوم العميق.
استيقظت في منتصف الليل وكان المنزل مظلماً... عندما أشعلت الضوء وجدت أن الخادمتين
قد رحلتا منذ ساعات... باب المنزل لا يزال مفتوحاً، وخزينة مالها مكسورة...
بالتأكيد، ثقتها قد أثمرت فعلاً! ليس للعجوز بل للصوص... وليس هناك شيء مفاجئ، لأن
الإيمان كان دائماً ولا يزال مثمراً لصالح اللصوص.
الدين ليس إيماناً، بل هو حُسن التمييز.. هو حرية القرار عما يجب فعله في حالة
معينة.
الدين ليس عمى... بل هو معالجة للعيون...
لكن لأجل الاستغلال، نجد أن حرية القرار والوعي هما عقبة كبيرة، لذلك يتم حقن سم
الإيمان في الناس.
التفكير هو ثورة وتمرد، ولأن استغلال المتمرد مستحيل، يتم تدريس ثقافة الإيمان في
كل مكان..
التفكير يجعل الإنسان حراً، يجعله إنساناً... لكن لأجل الاستغلال أنت بحاجة إلى
خراف... بحاجة لأتباع ضعيفي العقول... ولذلك يتم ذبح التفكير وتغذية الإيمان.
الإنسان دون حول أو قوة، ولذلك في حالة ضعفه وعزلته سيقبل الإيمان بسهولة.
الحياة مؤلمة، لذلك لأجل الهرب منها يتوجّه المرء إلى حضن أي إيمان أو معتقد سائد.
بالتأكيد، هذه الحالة تقدّم فرصة ذهبية للمستغلين والأنانيين...
الدين موجود في أيدي اللصوص، ولذلك هناك كفر في العالم..
طالما بقي الدين غير متحرر من الإيمان، فلا يمكن ولادة الدين الحقيقي...
فقط عندما يرتبط الدين بنار حرية التمييز والقرار، ستولد الحرية والقوة والحقيقة..
الدين قوة، لأن التفكير قوة...
الدين نور، لأن الفكر نور...
الدين حرية، لأن التمييز والقرار هو حرية...
أضيفت في:27-4-2014... زاويــة التـأمـــل> رسائل من نور .... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع
|