كافرٌ شجاع، خيرٌ من مؤمن خائف
سمعتُ
حادثة حصلت أيام الحرب... عندما بدأ القصف فجأة أحد الأيام... في طريق معزول بعيد،
كان هناك رجل دين يسير في طريقه إلى مكان ما، ركض فجأة بسرعة واختبأ في مغارة تعيش
فيها الذئاب.
حالما دخل إليها، وجد ضابطاً من الجيش قد اختبأ قبله في المغارة نفسها... ابتعد
الضابط إلى الزاوية ليفسح مجالاً للقادم الجديد... عندها بدأت القنابل تهطل بغزارة.
بدأ الشيخ يرتجف... ركع على ركبتيه وبدأ يسجد ويدعو لله بصوت عالي لكي ينقذه...
عندما التفتَ للضابط، وجده أيضاً يصلي مثله وبصوت عالي أيضاً.
بعد انتهاء الغارة، سأل الشيخ ضابط الجيش: "يا أخي، رأيت أنك أنت أيضاً تدعو
وتصلي؟"
ضحك الضابط وقال: "يا شيخنا، كيف يمكن لكافرٍ أن يختبئ في مغارة للذئاب؟"
ألستم أنتم أيضاً تبحثون عن الله بسبب الخوف؟ أليست صلواتكم أيضاً مبنية على الخوف؟
تذكّر أن الدين المبني على الخوف ليس ديناً حقيقياً...
وأنا أفضّل كافراً شجاعاً أكثر من مؤمن خائف، لأنه من المستحيل الوصول إلى الله عبر
الخوف.
الشرط الأول لإيجاد الحقيقة هو انعدام الخوف...
وفكّر بهذا جيداً: هل يمكن أبداً أن يتحول الخوف إلى حب؟...
إذا لم يقدر الخوف أن يصير حباً، فكيف سيقدر أن يصير صلاة وصِلة؟
الصلاة هي اكتمال الحب!...
لكن في أساسات المعابد التي بناها الإنسان، هناك دائماً حجارة الخوف، وإله منحوت من
الخوف مصنوع بمشاعر من الخوف أيضاً... ولهذا السبب لا نمتلك إلا الزيف والوهم.
ماذا يمكن أن يكون حقيقياً عند أولئك الذين حتى إلههم ذاته مزيف؟
ولماذا نستغرب إذا كان كل نَفَس وكل فكرة وكل شعور وكل حب وكل صلاة مزيفة عندهم؟
الصلاة الحقيقية ممكنة فقط عبر الحب... ومن خلال المعرفة، فقط من خلال المعرفة يمكن
التعرّف على الموجود في القلب والوجود...
أقول: الحب.... وعنفوان الحب الساطع لوحده يحوّل الحياة بكاملها إلى صلاة...
وأقول لك: أيقظ فكرك ووعيك، لأن يقظتك وحدها تقود إلى رؤية ومعرفة الله....
الحب والوعي... مَن يفهم هاتين الكلمتين الأساسيتين سيعرف كل ما يجب معرفته، وما
يستحق المعرفة، وكل ما يمكن أن يُعرف.
أين هو معبد الله؟؟؟... عندما يسألني أحدهم أقول له: إنه موجود في الحب وفي
الوعي...
بالتأكيد، الحب هو الله... والوعي هو الله...
أضيفت في:29-4-2014... زاويــة التـأمـــل> رسائل من نور .... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع
|