ازدحام كبير على بوابة الجنة
في
أحد الأيام، كان هناك ازدحام كبير على بوابة الجنة... كان بعض رجال الدين يصرخون:
"افتحوا الباب بسرعة"... لكن حارس الباب قال لهم: "انتظروا قليلاً... دعونا ننظر في
تاريخ حياتكم، هل المعرفة التي كنتم تجمعونها آتية من الكتب المقدسة أم آتية من
النفس... لأنه عندنا ليس هناك قيمة للمعرفة المجمّعة من الكتب المقدسة".
في هذه الأثناء، أتى قديس زاهد أمام الناس كلها وقال: "افتحوا الباب... أريد الدخول
إلى الجنة... لقد قمتُ بطرق طويلة وصعبة من الصيام والعبادات للتطهير والتكفير عن
كل ذنوبي... هل كان في زماني أي زاهد متعبد أعظم مني؟"
قال حارس الباب: "يا زاهد، رجاءً انتظر قليلاً.. دعنا نكتشف لماذا قمتَ بهذا الصيام
والعبادة.. لأنه عندما يكون هناك أدنى رغبةٍ لربح شيء، فلن يكون هناك زهد أو تعبّد
حقيقي".
وفي ذلك الوقت، أتى بعض المصلحين الاجتماعيين... أرادوا أيضاً الدخول إلى الجنة...
قال لهم الحارس: "لقد وقعتم أنتم أيضاً في خطأ كبير.... الخدمة التي تطالب
بالمكافأة ليست خدمة على الإطلاق... ومع ذلك سنبحث في سجل حياتكم".
وعندها وقعت عيون الحارس على شخص واقف وراء الجميع في زاوية مظلمة... فطلب من
الحشود أن تفتح الطريق لذلك الشخص... كانت الدموع تنهمر من عيونه وقال: "دون شك،
لقد تمّ جلبي إلى هنا بالخطأ... أين أنا وأين هي الجنة؟!... أنا مجرد أحمق بسيط...
لا أعرف أي شيء عن الكتب المقدسة... وأنا لم أقم بأي عبادة أو زهد وزكاة، لأنه كيف
يمكنني الاستغناء عن شيء إذا لم أكن أملك أي شيء؟... ولم أقم بأي خدمة.. من أين لي
القوة والقدرة على ذلك؟.... ليس هناك إلا الحب يتدفق من قلبي، لكن الحب ليس مؤهلاً
كافياً للدخول إلى الجنة... وفوق كل هذا، لا أريد الدخول إلى الجنة... رجاءً، كن
جيداً معي وأخبرني أين الطريق إلى جهنم؟.. أعتقد أن مكاني هناك، وربما يحتاجني أحد
فيها".
مباشرة بعد حديثه، تم فتح بوابة الجنة.. وقال له الحارس: "أنت الوحيد المبارك الحيّ
بين حشود الأموات... لقد حققتَ الخلود وهطلت عليك الورود.... أبواب الجنة مفتوحة
دوماً لأجلك، وأهلاً وسهلاً بك".
أليس كونك الأخير في طابور الحياة، هو صلاة مقبولة عند الله؟
أليس كونك الأدنى في الحياة هو أعلى تحرر؟
أضيفت في:1-5-2014... زاويــة التـأمـــل> رسائل من نور .... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع
|