موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

هل نعرف الآخر؟؟

منذ الصباح وحتى المساء، أجد مئات الناس مشغولين بالافتراء على بعضهم والسخرية والازدراء... ما شاء الله كم نحن سريعون بالحكم على الآخرين والتعميم!... في الواقع، ليس هناك أي شيء أصعب من معرفة الآخرين والحكم عليهم.

ربما لا أحد سوى الله لديه الحق بإعطاء حكم على الغير، فمن غيره لديه كل الصبر المطلوب للحكم على شخص تحتوي حياته على ألوف القصص والصفات؟

هل نحن نعرف بعضنا؟ حتى أولئك المقربين من بعضهم هل يعرفون بعضهم البعض؟

ألا يبقى حتى الأصدقاء مجهولين وغرباء بالنسبة لبعضهم؟

لكننا ندّعي أننا نفهم حتى المجهول ونأخذ قرارت وأحكام سريعة عنهم!

هذا التسرع بشع جداً... لكن الشخص الذي يستمر بالتفكير بالآخرين، ينسى تماماً التفكير بالنفس.. وذلك التسرع ناتج عن الجهل، لأن المعرفة والعقل تجلب الصبر والحكمة.

الحياة لغز كبير وغامض، والناس المعتادون على أخذ القرارات السريعة من دون تفكير كافي يفشلون في معرفة لغز الحياة...

سمعت قصة حدثت في الحرب العالمية الأولى.. قال أحد الضباط لجنوده: "أيها الجنود... مطلوبٌ خمسة منكم لأجل مهمة خطيرة جداً.. لذلك، من منكم مستعد ويتطوع لهذه المخاطرة، فليتقدم من الصف خطوتين للأمام".

بمجرد إنهاء كلامه، أتى شخص مسرع على الحصان ليوصل إليه رسالة هامة.. بعد قراءة الرسالة رجع بنظره إلى الجنود المصطفين، ووجد الصف كما هو لم يتغير... غضب جداً واشتعلت عيونه وصرخ: "أيها الجبناء المتخاذلون.. أليس بينكم حتى رجل واحد؟"... ألقى عليهم وابلاً من الشتائم، وهددهم حتى بعقوبات صعبة، وعندها فقط انتبه أن الجنود جميعاً كانوا سلفاً قد تقدموا خطوتين للأمام!

أضيفت في:16-7-2014... زاويــة التـأمـــل> رسائل من نور
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد