موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

مفاتيح جديدة للشفاء والسلام.. وتغيير الحياة والواقع المحيط بك

إن الخط الفاصل بين العلم والروحانية يصبح أخف مع مرور الوقت ويكاد يتلاشى.. وهذا شيء جيد حقاً، لأن "العلم" هو طريقة حديثة نسبياً لاكتشاف عالمنا وواقعنا.

يقال أن العلم الحديث بدأ منذ 300 سنة مضت منذ عهد نيوتن عندما وضع قوانين الفيزياء الأساسية.. الكل يعتبر أن هذه هي بداية العلم.. واعتمدنا طوال 300 سنة على العلم لمعرفة من نحن، ما هي علاقتنا بالأرض وبأجسادنا، علاقتنا ببعضنا البعض، بالماضي والمستقبل، وكيف نحل مشاكلنا... وهناك كثير من الناس يشعرون أنهم خارج مجال النقاش إذا لم يتحدثوا بلغة العلم.

لكن قبل هذا "العلم" كان لدينا 5000 سنة من التاريخ! ويتساءل الناس، هل عرفنا شيئاً في ذلك الوقت؟؟ الجواب نعم.. كان عند أجدادنا طريقة من الفهم ومعرفة من نحن وعلاقتنا بالأرض وببعضنا، لم تكن طريقة "علمية" لكنها عملت بنجاح بالنسبة لهم وساعدتهم على حل مشكلاتهم وعيش حياتهم عبر ألوف السنين..

عندما أتى العلم الحديث، قمنا حرفياً برَمي الطفل مع ماء الاستحمام! رمينا كل المعلومات وقلنا أنه: إذا لم يقدر العلم على شرح الشيء فهو غير موجود... وأين نجد أنفسنا الآن؟ هل هناك أشياء تحدث في العالم لا يقدر العلم على شرحها بعد؟ ورغم ذلك لا تزال تحدث؟

 

الفيزياء الكوانتية تطورت كثيراً وأصبحت الجسر الواصل بين الحكمة القديمة والروحانية الأصلية مع العلم الغربي الحديث... لأن الفيزياء الكوانتية تسمح لحقول من الطاقة أن تصل بيننا وبين عالمنا المادي، وتسمح بدراسة مظاهر جديدة غير مقبولة عند علم الفيزياء التقليدي.

الفيزياء الكوانتية صارت جسراً جيداً، وذلك عندما نحترمها ونستخدمها بطريقة صحيحة وواعية..

نحن عبارة عن حقول من الطاقة، حقول متصلة ببعضها وتؤثر على الواقع.. لقد أثبتت هذه الفيزياء وأزالت كل الشكوك عن حقيقة أن كل شيء في الكون متصل ببعضه.

 

http://www.alaalsayid.com/images/articles/keys%20to%20peace/twin%20photons.jpg..تم إجراء هذه التجربة في جامعة جنيف، سويسرا في 25 تموز 1997 من قبل العالم Nicolas Gisin حضرها أكثر من 3400 صحفي ومدرس وعالم ومهندس من أكثر من 40 بلد.. تجربة هامة جداً:

إن الذرات التي تصنع عالمنا، مصنوعة من دقائق صغيرة تدعى فوتونات، وهي نفسها دقائق صغيرة من الضوء... الفوتون إذاً هو ما يصنع العالم حولنا.

أراد العلماء إجراء تجربة على فوتونين متطابقين، لذلك أخذوا فوتون واحد (شعاع ليزر) وقسموه إلى اثنين عبر مرايا وكريستال نقي، ليحصلوا على توأم متطابق.. بعدها وضعوا التوأم في حجرة خاصة، من هذه الحجرة يخرج أنبوب أول ليمتد 11 كيلومتر بجهة أولى، وأنبوب ثاني يمتد 11 كيلومتر بالجهة المعاكسة .. وتم إطلاق كل فوتون في أنبوب.

وجد العلماء أن أي شيء يقومون به على أحد الفوتونين في طرف الأنبوب البعيد، فإن الفوتون الآخر يمرّ بنفس التجربة والأثر رغم أنه بعيد عنه 22 كيلومتر... تم توثيق التجربة وظاهرة التخاطر أو التماسك بين الفوتونين.

عندما يوجد شيئان كانا سوية في وقت ما، ثم تم فصلهما مادياً.. نجد أن الطاقة تبقى متصلة بينهما.

 

لم يعد هناك أي سؤال عن الاتصال بين الأشياء وبين الكائنات.. السؤال الآن هو عن مدى عمق هذا الاتصال؟... كم لنا من تأثير ضمن هذا الاتصال؟ وكيف نستخدم هذا الاتصال؟

لقد كان هذا أعظم جدال في القرن العشرين، بين العقول العظيمة في الفيزياء... ألبرت أينشتاين مثلاً، كان هذا الاتصال سبباً للإحباط عنده! وحتى آخر يوم من حياته، لم يحب أبداً فكرة الفيزياء الكوانتية.. لم يحب فكرة أن بإمكاننا التأثير على شيء مادي موجود في مكان آخر بعيد عنا.

في ذات الوقت، أحد زملاء أينشتاين وهو البروفسور جون ويلر، كان صديقه وزميله ودرسا سويةً نفس الرياضيات، لكن كان عند ويلر وجهة نظر مختلفة تماماً عن علاقتنا بالعالم.

اعتقد أينشتاين أننا منفصلون عن العالم، أما ويلر فقال أننا جزء لا يتجزأ من العالم، وأننا نعيش في فضاء لا يزال يبني نفسه... وقال أننا عندما صنعنا المجهر للنظر إلى أصغر جزء من المادة ضمن الذرة الكوانتية، وصنعنا التلسكوب للنظر إلى أعماق الفضاء الكونية... رغم ذلك، فلن نجد أصغر جزء من المادة، ولن نجد حافة الفضاء، والسبب أن فِعل البحث الذي نقوم به هو فعلٌ من الخلق، نقوم فيه دوماً بخلق شيء هناك لكي نراه.

فكّر بهذا المفهوم العميق جيداً... الفعل الذي نقوم به عند النظر والبحث في العالم مع توقعنا بأننا سنشاهد شيئاً ما، هو في الحقيقة فعلٍ من تجسيد شيء ما... كُن فيكون... العلم اليوم بدأ يساعدنا على فهم كيفية حدوث هذا...

http://www.alaalsayid.com/images/articles/keys%20to%20peace/heartmath-infographic-Ar.jpg 

قلب الإنسان هو أقوى مولّد للكهرباء والمغناطيسية في الجسم، وعالمنا مكوّن أيضاً من حقول كهربائية ومغناطيسية.

لذلك عندما نشعر بعمقٍ في قلوبنا، فنحن نقوم فعلياً بالتأثير (ليس تحكم أو فَرض) والتفاعل مع العالم حولنا.. وهذا هو ذاته أعمق جوهر وسر في الروحانية القديمة عندنا.

لقد قام معهد HeartMath بتوثيق وتدوين وجود هذا الحقل، وهو ليس حقلاً نظرياً افتراضياً، ليس له علاقة بالهالة أو البرانا رغم إمكانية اتصاله بهما... إنه حقل كهربائي مغناطيسي يحيط بقلب كل إنسان، وشكله مثل كعكة دائرية.

قام العلماء في المعهد ببناء جهاز خاص، ووضعوا فيه DNA بشري نقي من مشيمة جنين، وأرادوا معرفة ما إذا كان الشخص الذي تعلّم تنظيم عواطفه، سيقدر على تغيير شكل هذا الجزيء الحلزوني من DNA

وهذا كان الاستنتاج: إن DNA في خلايا جسمك يقوم فعلاً بتغيير شكله... بحضور عواطف الغضب، الكراهية، الغيرة، الغيظ، التوتر وغيرها من العواطف السلبية، يخضع DNA لعملية انضغاط ويلتف حول نفسه بشدة.. لذلك لا يقدر على التعبير بشكل كامل، ولا على أداء وظيفته بشكل صحيح.

وأنت أكيد تعرف هذا، عندما تعيش في توتر نفسي فإن صحتك الجسدية ستتدهور أيضاً..

أما في حضور العواطف الإيجابية مثل الامتنان والتقدير والرحمة، فإن جزيء DNA يسترخي ويتمدد.

http://www.alaalsayid.com/images/articles/keys%20to%20peace/dna%20heart.jpg 

طوال 300 سنة، روى لنا العلم السائد رواية الانفصال.. قال لنا أن الحياة وحياة الإنسان عشوائية تماماً، وأننا منفصلون عن أجسادنا، وليس لنا قدرة على شفاء أي شيء في جسدنا... أننا منفصلون عن العالم حولنا، وأن الحضارة عمرها 5000 سنة فقط، وأننا نحن اليوم في قمة الحضارة والتعقيد العلمي، وأن المنافسة هي طريقة حل مشاكلنا... هذه هي ما تُسمى الآن: الافتراضات الستة المزيفة للعلم.

والعالم الذي نعيشه اليوم هو نتيجة لتلك الافتراضات المزيفة..

لقد أعطتنا الاكتشافات الجديدة أسباباً جديدة لنغيّر كل ذلك.. لأنها قالت لنا بأن الحياة وأصلها وحياة الإنسان ليست عشوائية عبثية، وأننا متصلون بعمق مع أجسادنا، متصلون بعمق مع الأرض، وأن الحضارة عبارة عن دورات متكررة، والطبيعة تعتمد على التشارك والتعاون.... إذا أمكننا عناق وتبنّي هذه الحقائق الجديدة، سنقدر على حلّ أكبر الأزمات التي قد نواجهها في حياتنا.. وعندها نفتح الباب على عالم جديد وجميل، مستندٍ على طريقة التفكير المستدامة وطريقة الحياة المستدامة.

 

عندما ننظر إلى أجسادنا، والعلم الحديث جداً اليوم يساعدنا على فهم نفس الحقيقة الأبدية الروحية والفطرية التي قالها أجدادنا طوال الوقت.. إن ما يقوله علم اليوم: أن خلايا الجسم التي تحدد صحتنا، تستجيب للمواد الكيميائية المطلقة من الدماغ، وإطلاق هذه المواد يتم قدحه من الشعور في قلب الإنسان.. ما نعرفه اليوم هو أنه في كل لحظة وكل يوم هناك محادثة مستمرة بين الدماغ والقلب، محادثة ثنائية الاتجاه... القلب يرسل إشارات للدماغ، واستناداً على هذه الإشارات يقوم الدماغ بإرسال مواد كيميائية في الجسم.

عندما نشعر بالخوف، الغضب، الكراهية، الغيرة، الغيظ، الإحباط، فهذا يرسل إشارة مشوشة متقطعة إلى الدماغ، فيقوم بتحرير المواد الكيميائية المرتبطة بالضغط النفسي، وهذا جيد للحظة فحسب، لكنه غير جيد أبداً إذا استمر 24 ساعة 7 أيام بالأسبوع.

معهد HeartMath وصار لهم أكثر من عشرين سنة من الأوائل في اكتشافات أعظم أسرار قلب الإنسان، بطرق مختلفة تماماً عن العلم التقليدي الميت... العلم التقليدي يقول أن القلب يقوم بضخ الدم.. يمكننا صنع آلة مضخة لتحلّ محله، لكن ما هي الأشياء التي يقوم بها القلب إضافة لضخ الدم؟

http://www.alaalsayid.com/images/articles/keys%20to%20peace/coherence.jpgقام هذا المعهد بدراسة وتوثيق هذه الإشارة والمعلومات المرسلة بين القلب والدماغ، ويمكن رؤيتها مطبوعة..

عندما نشعر بمشاعر صحية وجيدة، مثل التقدير والامتنان والرحمة والعناية، تكون الإشارة المرسلة ملساء جداً ومتناغمة، تصل إلى الدماغ فيقول: آه، العالم آمن لذلك لا أحتاج لمواد التوتر.. لذلك يبدأ بتحرير الهرمون المضاد للشيخوخة في الجسم، ويصنع استجابة مناعية قوية ضد الأمراض.

 

الاتصال بين القلب والدماغ يُدعى التماسك أو الترابط بين القلب-الدماغ، وتم قياس أعظم وأمثل ترابط قلب-دماغ وهو ذبذبة منخفضة جداً تبلغ 0.10 هرتز (عشر نبضة في الثانية) وهو نفس ذبذبة لغة التخاطب بين الحيتان في المحيط!

إذا استطعنا صنع المشاعر بوعي في القلب، مثلاً 0.10 هرتز، فهذا يدفع الدماغ لتحرير المواد الكيميائية الشافية إلى خلايا الجسم، وقد تم توثيق هذا.. تم تخفيض ضغط الدم، الخثرات الوعائية، احتمال السكتة وغيرها.

عندما نقدر على صنع تلك المشاعر الجيدة والمحافظة عليها لوقت طويل، يقوم الجهاز المناعي بزيادة مستوى DHEA وهو المادة البادئة لكل الهرمونات الأخرى في الجسم... مستوى DHEA يزداد 100% خلال 3 دقائق فقط من شعور المشاعر الإيجابية كالتقدير والرحمة والمحبة والامتنان.. بينما تقوم عمليات التوتر النفسي الكيميائية بإنقاص 23% من DHEA كنتيجة للمشاعر السلبية.

هذه هي الصفات وأهم وصفات يحتاجها الجسم ليبدأ عملية الشفاء الذاتي..

شاهد هذا الفيديو المترجم عن شفاء مباشر لسرطان مثانة بالنوايا في 3 دقائق فقط!

 

هذا التواصل بين القلب والدماغ يحدث تحديداً مع النصف اليميني من الدماغ، وهو النصف المسؤول عن الشفاء والقدرات النفسية كالحدس والتخاطر والبصيرة وغيرها.. أجسادنا مصممة حتى تشفي نفسها.. وعلم اليوم يُظهر أن كل عضو وكل خلية في الجسم لديها قدرة كامنة على شفاء نفسها، حتى الأعضاء التي قيل لنا أنها لا يمكن أن تشفى مثل أنسجة الدماغ، القلب، النخاع الشوكي والبنكرياس... تم توثيق أن تجديد الخلايا والشفاء ممكن فيها جميعها تحت الشروط والبيئة الصحيحة.

يعتقد العلم الغربي أن البيئة والشروط الصحية للشفاء تأتي من حبة دواء، أو من آلة كهربائية ما... لكن تراثنا وتقاليدنا الأصلية تؤكد أننا نمتلك القدرة على شفاء أنفسنا ذاتياً، والعلم لم يقدر على فهم وتفسير هذا.

الآن بدأ العلم أخيراً يقيّم ويعترف بأننا نحن داخل أجسادنا، نقوم من خلال قوة العواطف في القلب، بصنع التجارب التي تؤدي للشفاء.. يمكننا جميعاً اختبار هذا في كل لحظة.. دواؤك فيك وما تشعر وفيك انطوى العالم الأكبر..

كل مرض هو مجرد بلاء أو اختبار أو إشارة.. لكي نفهم ماذا يحصل داخل فكرنا ووعينا.. هل قرأت عن العلاج بالوعي؟

ربما عندما نمرض، أحياناً يكون الشفاء الذاتي صعباً، لأننا نفقد الثقة بالجسد.. علينا العمل للتغلب على ذلك وهنا يكمن درس عظيم.. حالما نشعر ونختبر أن عندنا القدرة على شفاء أنفسنا بأنفسنا، ستتغير حياتنا ونظرتنا إلى أصدقائنا وعائلاتنا وعلاقتنا مع العالم.

الشفاء يتحقق بإعادة التناغم والتواصل بين القلب والدماغ، وشفاء العواطف السلبية التي ذكرناها.. وهنا وصفات عديدة من صيدلية الروح

 

بدأ الباحثون باكتشاف هذه القدرات النفسية والشفائية منذ الستينات في روسيا مثلاً وقد سبقوا الغرب فيها بكثير.

لأجل إجراء أي تجربة جديدة، علينا أولاً أن نطرح السؤال المناسب.. ولأن معظم العلماء تم تعليمهم الافتراضات الستة المزيفة، أننا منفصلون عن أجسادنا وعن العالم وأن الوعي ليس له تأثير على العالم حولنا، لذلك معظمهم لا يسأل السؤال.

في الستينات في الاتحاد السوفيتي السابق، كان رجال الفضاء يجرون مثلاً تجارب على التخاطر بين الأرض والفضاء.. هذا ممكن فقط من خلال حقل موحد يصل كل الأشياء ببعضها.

طبعاً نحن لم نتوصل بعد لمعرفة كل شيء.. لكن هناك كثير من الاختبارات الهامة لا تتم مشاركتها في صفوف المدارس والجامعات الرسمية.. اختبارات جديدة هامة تعطينا رؤية جديدة عن علاقتنا ببعض وعلاقتنا بالعالم.. الشفاء الذاتي هو جزء بسيط من ذلك.

 

ما هو التأثير الذي نمتلكه على واقعنا؟؟؟

العلم التقليدي يقول أنه ليس لنا أي أثر.. لكن هناك تجربة.. جلب العلماء جزيئات من الفوتونات، وضعوها في وعاء مفرغ من الهواء، ولاحظوا أنها منتشرة في كل الوعاء.

بعدها، جلبوا DNA بشري ووضعوه في نفس الوعاء المفرغ مع الفوتونات.. وما حدث هو أن الفوتونات اصطفت فوراً على محاذاة جزيء DNA الحلزوني.

http://www.alaalsayid.com/images/articles/keys%20to%20peace/phantomeffectvpoponin.jpg

هذا يثبت أن المورثات الموجودة في كل خلية من الجسم، لها تأثير مباشر على المادة المكوّنة للعالم والواقع حولنا.. على الفوتونات والذرات.. هذه تجربة هامة ومثيرة لكثير من الأسئلة والجدل عند العلماء التقليديين.

 

طبعاً هذه التجربة حدثت في المختبر، لكن السؤال هنا:

إلى أين يصل هذا التأثير في العالم الحقيقي الخارجي؟

من الصعب على كثير من الناس تصديق أن لنا القدرة على التأثير في عملية الشفاء الذاتي، أو مثلاً صنع السلام في المجتمع حولنا أو بين الدول... لكن العلم والتجارب صارت تثبت وجود هذا التأثير تحت الشروط المناسبة.. وسبب إمكانية هذا التأثير هو أننا ببساطة موصولون بحقل مشترك من الطاقة أو النور.

 

في عام 1944 ماكس بلانك، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء، قال: "إن ما نراه كمادة ملموسة غير موجود فعلياً كما نعتقد أنه موجود... خلف كل شيء نراه كمادة، هناك فكرٌ واعي وذكي، أسمّيه الماتركس، المكوّن لكل المواد".

قال جون ويلر أن العالم غير مكتمل.. أن الموضوع يعتمد علينا نحن... عملية الوعي داخلنا تتفاعل دوماً مع الحقل حولنا وتصنع كل الأشياء والأحداث الإيجابية والسلبية.

يمكن لكل شخص أن يغيّر واقعه.. هذا ممكن تماماً نظرياً، لكن المشكلة أحياناً أن الشخص يقول أنا أريد تغيير واقعي في الفكر، لكن في قلبه هناك شك وخوف يمنع ذلك التغيير.. وهنا يبدأ العمل الحقيقي على النفس.

 

إنما الأعمال بالنيات، وإذا كان عندك ذرة من الإيمان يمكنك أن تزيح الجبال.. نعم حقيقة... بطرفة عين تجلب مملكة سبأ.. كيف نفهم هذا؟

إن ما يقترحه علم الفيزياء الكوانتية اليوم، وما قاله تراثنا وأجدادنا منذ القدم، أن العالم المحيط بنا ليس أكثر أو أقل من مرآة عاكسة، تعكس ما نقبله كواقع خاص بنا... فإذا قبلنا الفقر والمعاناة والألم والحزن والحرب مثلاً كواقع، عندها سنستمر حتماً باختبار ما نقبل.

عندما نطالب ونركز على التعاون والسلام المتناغم، وهذا ما تعتمد الطبيعة عليه، فهذا يصبح الواقع الجديد الذي سنعيشه.. المفتاح هنا هو أن يتم هذا الخيار بالمستوى الجماعي.

 

هناك قمران صناعيان فوق النصف الشمالي للكرة الأرضية، يقومان كل 30 دقيقة بإرسال قراءة عن شدة الحقل المغناطيسي للأرض.. وهو حقل هام جداً، يقوم بوصل كل الحياة فيها ويحافظ عليها... لا يوجد مصطلح هُم ونحن في حقل الأرض المغناطيسي، هناك فقط نحن.. نحن واحد مع كل البشر والشجر والحجر وكل شيء في كل بلد من العالم.. لا حاكم ولا محكوم، لا ظالم ولا مظلوم.... في أحد الأيام، تفاجأ العلماء عند قراءة المعلومات بأن هناك قمة عالية لم يشاهدوها من قبل.. وتساءلوا ماذا يجري في الأرض حتى تظهر مثل هذه القمة في الحقل؟!

http://www.alaalsayid.com/images/articles/keys%20to%20peace/measuring%20magnt.jpg

أخذوا المعلومات وطابقوها مع رزنامة زمنية للأحداث بالأيام والشهور.. ووجدوا أن القمة تتطابق مع الساعة 9 صباحاً من 11 أيلول 2001.. بعد اصطدام أول طائرة ببرج التجارة العالمي حوالي الساعة 8:45..

قال العلماء أن صور الكارثة احتاجت 15 دقيقة حتى تصل لأنحاء العالم عبر وسائل الإعلام وإشارات التلفاز والأقمار الصناعية.. في الساعة 9 ظهرت القمة في الحقل بسبب العواطف الجماعية المتراكمة من مئات ملايين البشر الذين شعروا بقلوبهم (دون تفكير) بالصدمة العاطفية والمأساة.. هل تدرك الآن أهمية ما تشاهد على التلفاز كل يوم؟ وهل يدرك أصحاب المحطات الفضائحية تأثير ما ينشرونه بين الناس؟؟!

كانت هذه أول مرة يتمكن العلماء فيها من دراسة مئات ملايين البشر الذين يتشاركون سوية بنفس اللحظة نفس الشعور في القلب، وهذا كان له قوة كافية لحرف وتشويش الحقل المغناطيسي للكرة الأرضية الذي يصل كل أشكال الحياة على الكوكب.

 

أهم نقطة يجب فهمها هنا هي: أن العالم قد تغيّر، ولم يقم أحد بإخبارنا!!!!

 

لم يظهر أي برنامج خاص على المحطات الفضائية المشهورة والشبكات الإخبارية العربية أو العالمية... لم يعترفوا ويقولوا صراحة أن العالم الماضي الذي عرفناه منذ 10 سنوات لم يعد موجوداً... هذا مهم جداً والسبب:

لم نحصل بعد على القدرة لترك ذلك العالم القديم يرحل... لم نقدر بعد على الترحّم عليه وتركه يذهب..

لذلك نجد كثيراً من الناس اليوم متعلقين بفكرة العالم القديم، ويحاولون الحفاظ عليه واسترجاعه.. كالعالم الاقتصادي قبل 5 سنوات مثلاً، هذا غير ممكن اليوم لأن الدّين العالمي يمنع ذلك... وعالم الطاقة الرخيصة مثلاً قبل 10 سنوات، لم يعد ممكنا لأننا وصلنا نقطة القمة في إنتاج واستهلاك النفط عالمياً... هذه مجرد أمثلة.. الطعام والماء الذي يتنافس عليه الناس في بعض دول العالم، طرق حل المشاكل والحروب التي نراها في مصر وليبيا وإيران وسوريا وفلسطين وغيرها.. هذه كلها أمثلة واقعية من الحياة عما نتكلم عنه، نتصرف جميعاً بطرق غير واعية أو مستدامة للتعامل مع الحياة كل يوم، معتمدين على الافتراضات العلمية المزيفة والتنافس العنيف والانفصال... الآن هذه الأحداث تواجهنا مباشرة وعلينا التعامل معها، لدينا فرص جديدة وحلول جديدة، لكن ببساطة هناك عدد كبير من الناس لا يعرفون هذه الاكتشافات والكشوفات.

 

يجب أن نشارك بهذا العلم الجديد، وهو غير موجود في الكتب العلمية أو في مناهج المدارس والجامعات، وغير مطروح عبر وسائل الإعلام الكبرى المؤثرة في حياتنا... هذا العلم هام لأنه يعطينا الأدوات للتكيّف، للتكيف وليس لدفع العالم بقوّة ليعود كما كان، بل للتكيف مع المعايير القياسية الجديدة، بطريقة صحيّة وسليمة تقود للعمار والازدهار واستغلال فرص الصحوة الجديدة التي تحدث اليوم.

المرونة الشخصية والمرونة الاجتماعية هي المفتاح... وجزء من الرسالة الواجب إيصالها لجميع من حولك.

 

ماذا يمكن لكل شخص منا الآن أن يفعل ليغيّر أو يتكيّف مع حياته ويجعل الحياة في بيته وبلده أفضل؟

 

استناداً على العلم الماضي المزيف، الذي قادنا للاعتقاد بأننا نعيش في عالم من الانفصال، كان كل شخص يسأل نفسه كل يوم.. سواء في الوعي أو اللاوعي.. دوماً عندما ندخل في علاقة جديدة أو مهنة أو وظيفة أو نأخذ أي قرار هام في حياتنا... كان السؤال دوماً: على ماذا يمكنني أن أحصل من العالم الموجود؟ ماذا يمكنني أن آخذ وأكسب؟

الآن يجب تغيير هذا السؤال.. يقول لنا العلم الحديث جداً أننا نعيش في عالم واقعي متصل ببعضه وهو مستند على التشارك والتعاون.. لذلك السؤال الجديد يصبح: ماذا يمكنني أن أقدّم أو أشارك أو أساهم في العالم الجديد الذي يظهر اليوم؟

عندما نقوم بهذا التحويل، من (ماذا يمكنني أن أكسب) إلى (ماذا يمكنني أن أقدّم) تجاه العالم الموجود، فهذا يقوم تلقائياً ومباشرة بتغيير كل شيء في الحياة.. ويفتح أبواباً جديدة لإمكانيات مذهلة على مستوى الفرد والمجتمعات.

http://www.alaalsayid.com/images/articles/keys%20to%20peace/abundant%20forever.jpg

 

 

اختبر هذا الاقتراح والمفتاح بنفسك... وشاهد كيف تغير حياتك وعالمك

من الجهل إلى العقل.. من الخوف إلى الجرأة...

من القلق إلى الاستقرار.. من الفقر إلى الوفرة..

ومن الحرب إلى السلام..

اختبر وعيك يا إنسان... أنت السائل وأنت المسؤول

 

أضيفت في:15-12-2014... زاويــة التـأمـــل> العلم و التأمل
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد