ما هو الانتصار؟؟
الشيء الوحيد الذي يستحق اسم الانتصار هو تحقيق الغبطة الداخلية..
الغبطة هي نقل انتباهك من السطح إلى المركز
مثلما سطح البحر فيه دائماً أمواج، أحياناً أقل وأحياناً أكثر،
لكن السطح يبقى مضطرباً دائماً لأن الرياح تعصف وتصطدم به..
أما في المركز في عمق البحر، لا يوجد أمواج ولا اضطراب، الرياح لا تصل إليه.
السطح متصل بالعالم الخارجي، لذلك يتم دفعه وسحبه
العمق ليس متصل بالخارج، لذلك هو هادئ ومستقر دائماً..
كيان الإنسان مثل ذلك.. له طبقتان أو بُعدان:
الأول هو السطح، الفكر هو السطح.. مضطرب دائماً، أحياناً أقل وأحياناً أكثر.
عندما يضطرب أقل تدعوه بالسعادة، وعندما يضطرب أكثر تدعوه بالحزن
الفرق فقط بالدرجة، بالكمية لا بالنوعية
لكن هناك نقطة داخل كيانك، في عمق مركزك، مكان أبدي الصمت
حيث لا يصله أي اضطراب ولا أمواج...
يستمر الناس "المتدينون" بتعليم كيفية التحكم بالسطح لتهدئته وجعله ساكن وصامت
ولم يحدث ذلك مطلقاً!!
لذلك يصبح المتدينون أكثر إحباطاً من غير المتدينين، لأنهم يحاولون المستحيل
ليس ممكناً جعل الفكر ساكناً، لأن عليه أن يبقى متصلاً مع العالم
من الطبيعي هناك ظهور الأمواج والاضطراب والهياج..
لا تتعلم كيف تجمّد الفكر، بل تعلم تجاوز الفكر
كيف تنقل كامل انتباهك من الفكر، من السطح إلى المركز
عندما تصل إلى المركز، فجأة يحدث سلام عذري وسكينة مطلقة لم يتم تشويشها أبداً
وحالما تعرف مركزك وتبدأ تعيش فيه، لن يبقى تشوش الفكر شيئاً مهماً لك
ستقبله ببساطة لأنه طبيعي.. لم يعد يشوشك وفقد سلطته عليك
هذا هو الانتصار وجهاد النفس أفضل الجهاد..
أن تعيش وتتواجد في مركز كيانك هو الانتصار
هذه هي الغبطة أو النشوة أو الصحوة
أضيفت في:19-11-2016... كلمة و حكمة> همسات من الحياة .... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع
|