موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

تنجذب السمكة إلى العجينة فتبلع الطعم وتقع في الفخ

الكلمات، الكتب المقدسة، المعتقدات والطوائف... كلها مخصصة لإبقاء الروح مقيدة بالشاطئ، شاطئ العبودية الأساسية... الشخص الذي يرتبط بقيود العبودية، يُحرم من حرية المحيط اللامحدود.

للاستمتاع بهذه الرحلة البحرية، على المرء أن يتحرر من الشواطئ..

لا بد من كسر القيود أولاً لتحقيق الحرية...

صياد السمك يثبت قطعة عجين في طرف الصنارة لكي يصيد السمك... تنجذب السمكة إلى العجينة فتبلع الطعم وتقع في الفخ... طُعوم العبودية الفكرية مشابهة، مغطاة دوماً بعجينة مصنوعة من الأمان الظاهري.

باسم الأمان، يتم دوماً تجريد الناس من الحرية.. هذه مؤامرة قديمة جداً..

والشخص الغير حذر ويقظ في وجه هذه المؤامرة، لن يحقق أبداً تلك الحياة والسعادة الكامنة في حرية الوعي.

لا يوجد قيمة ولا تجربة ولا كنز أعظم من الحرية، لأن الحقيقة يمكن تحقيقها فقط من خلالها... كل مَن يعاكس حرية روح الإنسان هو عدو له.

إغراء الأمان هو العدو الرئيسي... الرغبة المفرطة بالأمان هي سجن للروح.. هذا التوق للأمان يقود إلى الخرافات والتقاليد العمياء التي تقبض على الفكر... عندما نرمي ونتجنب هذه الأشياء، يستولي علينا خوف غامض لأن الأراضي المعروفة تختفي، والسير على أراضي غريبة يصير حتمياً... لذلك السبب، نجد مصاصي الدماء سواء كانوا قادة سياسيين أو رجال دين، لا يرغبون أبداً برؤيتنا متحررين من الخوف، لأن الخوف وحده هو الدعامة الأساسية لأفعالهم الابتزازية وامتصاص دماء الناس... ولأن الخوف وحده يجعل الناس يتعلقون بالأشياء المعروفة والمألوفة للكل حتى لو كانت مزيفة.

الشخص الذي يركز نظره دوماً على أمانه وسلامته، لن يتجرأ أن ينحرف حتى شبرٍ واحد عن التقاليد المقبولة والقيم المعترف بها عند الحشود والمجتمع المنظم، رغم أن تلك التقاليد والقيم ربما بُنيت على الجهل والاعتقاد الأعمى.

في النهاية، يقوم هذا الخوف بكسر وقتل مقدرة الشخص على التفكير، لأن الفكرة تقوده إلى عالم التمرّد... الفكرة لا يواجهها أي نشاط أكثر أهمية من حفظ حرية الفرد طالما تنتشر حوله حملات الابتزاز، وتستمر المؤامرات المخططة جيداً والمُطبقة بدقة لتدمير فرديته.

العبودية السياسية والاقتصادية لا تُقارن أبداً بالعبودية التي تقيّد وجدان الفرد بالكلمات والكتب المقدسة تحت اسم الحقيقة... لأن هذه العبودية خفية، فلا يمكن رؤيتها أو الشعور بها... إنها عميقة جداً لدرجة أن المرء يقبل أن تكون بسماكة دمائه وعظامه.

إنني أعارض هذه العبودية، لأنها سبب حرمان ملايين الأرواح من سطوع شمس الحقيقة.. قلوبهم لم تدرك ذلك التحرر الذي غيابه يحرم الإنسان من اختبار السعادة والتناغم في وجوده وحياته...

الفكر التابع المتذلل والروح الأسمى لا يمكن أبداً أن يتلاقيا،
لأن الروح الأسمى هي النور، والفكر التابع هو العتمة.

أضيفت في:31-12-2016... كلمة و حكمة> همسات من الحياة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد