موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

من الحماقة أن تعاكس الطبيعة...

لا يمكننا معرفة الله وتحقيق الروح الأسمى بمعاكسة الطبيعة، لسبب بسيط هو أن الروح الأسمى تكمن مخفية في الطبيعة.. لنفس السبب علينا أن نتعاون معها، فالطبيعة هي مجرد ستارة يلزم رفعها.

الطبيعة جزء لا يتجزأ من كيان الله وتجلياته... الله يجلس هناك عميقاً مدموجاً فيها..

بالصراع مع الطبيعة لا يمكن حتى أن نأمل بالتقرّب منه ولا تحقيق ذرةٍ من الاستنارة..

لكن يتم دوماً رسم الله كشيء أو شخص ضد الطبيعة..

يتم رسمنا نحن أنفسنا ضد الحياة ذاتها وضد كل ما يغذينا..

الفقر الروحي للإنسان هو نتيجة هذا الصراع.. لقد أخبروه منذ بدء التاريخ أن عليه التقرّب من الله بمصارعة الطبيعة، بينما الله موجود في الطبيعة والطبيعة موجودة في الله.

لا يوجد أي إله منفصل عن الطبيعة.. الله متعايش ومتناغم مع الطبيعة..

لكن أنظمتنا التعليمية المعادية للطبيعة قد خطفت من حياة الإنسان السلّم الذي يوصله إلى الله...

الطبيعة هي الجسر.. طبعاً ليس علينا التوقف عليه، وعلينا بالتأكيد عبوره، لكن ليس الصراع معه!.. إنه يساعدنا لأنه الطريق الذي يقودنا إلى وجهتنا ولا يوجد أي طريق سواه.

علينا أن نحب الطبيعة بكل قلوبنا.. الحب فقط يمكن أن يفتح أبوابها فنقدر على رؤية ما يُدعى الروح الأسمى أو الألوهية داخل لب القلب... لكن تم إخبارنا أن الطبيعة عقبة عبودية سجن عقاب عذاب خطيئة.... هذه التعاليم الخاطئة قد سممت فكر الإنسان، وأفسدت حبه للفطرة والطبيعة، ومنعت إمكانية المعرفة المثالية التامة... وقد أدى ذلك لتوسيع الفجوة بين الإنسان وبين الله.

من الحتميّ إعادة الطبيعة إلى حياة الإنسان قبل محاولة جلب الله إلى حياته..

من المستحيل إدخال الله في قلب الإنسان قبل إدخال الطبيعة إليه..

محبة الطبيعة تحوّل نفسها بالنهاية إلى صلاة خاشعة لله..

التحرر والخلاص ليس من الطبيعة بل يحدث في الطبيعة..

أضيفت في:7-1-2017... كلمة و حكمة> همسات من الحياة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد