موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

تكسير وفتح الصدفة

كنا جالسين على رمل الشاطئ الدافئ.. الشمس تغيب وتذوب في البحر والأسماك ترقص محتفلة في الماء.. كان قربنا على الرمل عدة أصداف وقواقع.. حملتُ بعضاً منها وقلت لأصدقائي: "انظروا إلى هذه الأصداف الصغيرة التي تحوي كثيراً من كائنات لم تولد بعد... عندما تصبح قوية كفاية لتكسير وفتح الصدفة ستتم ولادتها وتخرج للحياة".

ألا يوجد مثلها كائنات داخلنا لم تولد بعد؟ ألا يوجد هناك غطاء قاسي يغلفنا مثل الصدفة؟ أليست الشخصية المغرورة مثل الصدفة؟ ألا يمكننا نحن أيضاً ولادة تلك الحياة الجديدة بكسر هذه الأنا؟

الأنا تقف ضد ولادة تلك الحياة.. وهي تعرف جيداً كيف تحمي نفسها..

بالطبع، تحمي نفسها بالممتلكات الدنيوية بالمرتبة والسلطة والمكانة والشهرة..

لكنها بشكل خفيّ أكثر، تحمي نفسها بالدين، بالأنظمة الحاكمة، بالفضائل والمثاليات وحتى الزهد... تتمنى دوماً أن تبقى حية تنمو وتنتفخ.. لكن لنتذكر أنها كلما نمت أكثر، كلما تضاءلت فرصة ظهور الحياة التي الأنا هي مجرد غطاء يحجبها.

صلابة الغرور المتحجرة تجلب الموت للروح التي لم تولد وهي لا تزال في رحم الحياة..

من الضروري أن يموت الغرور أولاً لتحقيق ولادة الروح..

أضيفت في:8-1-2017... كلمة و حكمة> همسات من الحياة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد