موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

استراحة وإشراقة

توجّه للطبيعة، لضفة النهر، أو للحديقة أو لأي مكان لا وجود فيه لأحد يزعجك ويعكر صفو مزاجك... اجلس صامتاً كالطبيعة، كالأشجار، كالأزهار... لمدة ساعة على الأقل..
استرخي.. وقل للعقل بعينين مغمضتين:
"اذهب الآن وقم بكل ما تريده!! أنا سأكون شاهداً عليك فحسب.."
سوف تتفاجأ لأن العقل لن يعمل على الإطلاق لفترة وجيزة لا تتجاوز بضع لحظات... ولكن ضمن هذه الاستراحة ستكون في غفلة عن الزمان والمكان، لا قبل ولا بعد هذه اللحظة، بل هنا والآن فحسب.. في هذه اللحظة الحاضرة يكمن سر الحياة، وسر الوجود...
الأمس حلم مضى وانتهى، والغد طيف وخيال، وهذه اللحظة هي الحقيقة الوحيدة ومن ثم سيعود العقل للعمل من جديد، فتتدفق الأفكار ويمر شريط الصور والتخيلات، ولكن لن تكون واعياً لها إلا بعد مرور بضع دقائق، وستدرك عندها أن العقل قد عاد للعمل، وأنك قد ضللتَ عن صفاء الفكر وسكينة القلب.. لذلك استرجع انتباهك من جديد واهمس للعقل:
"اذهب الآن! وسأكون شاهداً مشاهداً لك"... سيتوقف العقل لثانية مرة أخرى..
تلك الثواني هامة جداً لأنها اللحظات الأولى للتجلّي والمعرفة، والومضات الخاطفة للحق والحقيقة والنور.. إنها النوافذ الأولى على عالم الحرية المطلق اللامحدود... لكنها صغيرة جداً.. مجرد ومضات بسيطة تأتي وتذهب، تظهر وتختفي... لكن ضمنها ستصبح في حال الوصال.. في جلوة بعد الخلوة... وسترى رويداً رويداً أن تلك الفسحات ستصبح أكبر فأكبر... لكنها لن تظهر إلا عندما تكون واعياً متيقظاً متعطشاً بدرجة كبيرة... النبع موجود إذا كنتَ حاضراً توّاقاً، عندما تنفتح على نفسك وتغوص في أعماقها، وترمي كل تلك الشعائر والشعارات، عندما تتبدد الأفكار وتتلاشى الكلمات...
عندما تفتح قلبك للأكوان والحياة مثلما تتفتح الزهور للضياء حينها يسطع النور وتختفي العتمة... وتعثر على درب الحقيقة دون تعثّر أو عثرات...
عندما تكون حاضراً شاهداً يكون الفكر غائباً.. صامتاً.. صافياً.. وعندما تكون غائباً غافلاً يضج الفكر.. صاخباً.. عاصفاً.. فهل أنت حاضر أم مُحْتَضِر...؟؟؟؟؟

أضيفت في:14-1-2006... صيدلية الروح> علاجات الرأس
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد