<<<< >>>>

علاج أمراض الغدة الدرقية المناعية مثل هاشيموتو وغيره

الجزء الأول: داء هاشيموتو و السيلينيوم

أولاً لا بد أن نعرف ما هو هذا المرض وما هي آلية حدوثه...

هاشيموتو هو مرض مناعي في الدرقية، حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة خلايا وأنزيمات الدرقية، فيعطل عملها وكثيراً ما يؤذي خلايا الدرقية.. والنتيجة هي استجابة ضعيفة من الدرقية للإشارات.

تحليل الدم هنا يُظهر ارتفاع TSH وانخفاض T4 وعادة ما يعطون تشخيص "كسل أو خمول الدرقية".. ولكن، لا يعرف معظم الأطباء أن السبب هو المناعة الذاتية، لأنهم لا يقومون باختبارات الأجسام المضادة anti-TPO , anti-TG وهي التي تثبت وجود المرض المناعي... ومع ذلك، تظهر الأرقام الرسمية أن نسبة ضئيلة جداً من الناس، 0.3 إلى 5 من كل ألفففف شخص قد يصاب بمرض مناعي ذاتي كل سنة، مع احتمال إصابة أكثر 15 إلى 20 مرة عند الإناث.

إذن، معظم أمراض الغدة الدرقية ليس مناعي ذاتي، بل ببساطة ناتجة عن نقص اليود، وهذا النقص وباء عالمي بسبب فقر التربة والأطعمة به، وبسبب الملوثات المضادة لليود الكثيرة في هذا الزمن...

 

هاشيموتو هو مرض مناعي ذاتي يرتفع فيه مستوى بعض الأجسام الضدية التي من أهمها (anti-TPO  و TgAb) والسبب الرئيسي الكامن وراء ارتفاعها هو:

"نقص السيلينيوم" وفقاً للآلية التالية:

السيلينيوم هو عنصر مغذي طبيعي ونادر، يدخل في تركيب 30 أنزيم على الأقل وجميعها هامة لأداء وظائف الدرقية.. وأحد هذه الأنزيمات وأهمها هو أنزيم بيروكسيداز الغلوتاثيون Glutathione peroxidase (GPx) والذي تتجلى وظيفته في حماية نسيج الدرقية من التأثيرات الضارة لارتفاع H2O2 المنتج طبيعياً.. وبالتالي فإن سلسلة تشكل المرض هي:

ينقص السيلينيوم، فينقص تركيب الأنزيم السابق، فلا يبقى للخلايا الدرقية حماية من ارتفاع H2O2 فتتأذى وتتخرب.. وعندها يعاملها الجهاز المناعي وكأنها أجسام غريبة عنه، فيبدأ بمهاجمة الدرقية وهذا ما ندعوه بهاشيموتو أي "داء الدرقية المناعي الذاتي"..

وبالتالي نستنتج  أن الخطوة الأولى للعلاج تكمن في تعويض عوز السيلينيوم..

 

أربعة دراسات تظهر فوائد العلاج بالسيلينيوم:

السيلينيوم يؤدي إلى تقليل مستوى هذه الأجسام المضادة للدرقية..

الدراسة الأولى أجراها Dr. Mazokopakis from Crete سنة 2007، أظهرت 21%  تناقص في مستوى الأجسام المضادة للدرقية TPO  ثيروئيد بيروكسيداز بعد استخدام جرعة منه قدرها 200ميكروغراماً في اليوم على مدى سنة كاملة..

 

الدراسة الثانية من ألمانيا أجراها Dr. Gärtner سنة 2002 أظهرت 40% تناقص في مستوى الأجسام المضادة بعد أخذ مكمل السيلينيوم.. حيث رجع مستواها للطبيعي عند 25% من المرضى.

 

الدراسة الثالثة من تركيا، أجراها Omer Turker et al سنة 2006... أظهرت 30% تناقص في الأجسام المضادة بعد ثلاثة أشهر من تناول مكمل 200ميكروغرام سيلينيوم L-selenomethionine في اليوم عند نساء مصابات بالهاشيموتو.. كان مستوى TPO في البداية 803 وبعد ثلاثة أشهر أصبح 572.. هذه الصورة من الدراسة:

http://www.alaalsayid.com/images/articles/seleniumhashimototpoantibodies.gif

في المخطط البياني: العمود الفاتح يدل على مستوى الأضداد قبل العلاج بالسيلينيوم،

والعمود الغامق اللون يدل على مدى انخفاض عيار هذه الأضداد بعد العلاج لمدة ثلاثة أشهر.

 

الدارسة الرابعة أجراها Dr Duntas from Athens Greece سنة 2003 حيث اختبر مكمل السيلينيوم عند 60 مريض هاشيموتو.. كان كل المرضى يتعالجون بالتيروكسين T4... تم أيضاً إعطاء نصفهم 200ميكروغرام سيلينيوم باليوم.. أظهرت المجموعة المعالجة بالسيلينيوم تناقصاً أكبر بكثير في الأجسام المضادة TPO بعد مرور 6 أشهر.

 

تعتبر الجرعة الآمنة من السيلينيوم بين 200-400 ميكروغراماً في اليوم.. لمدة بعضة أشهر فقط.. ولمزيد من الأمان يمكنك استشارة طبيبك بشأن الجرعة المناسبة لك.

يجب الحذر من أخذ السيلينيوم بكمية زائدة أو لفترات طويلة جداً خوفاً من تراكمه في الجسم.

ننصح بشراء مكمل سيلينيوم Selenium جيد من الصيدلية (خالي من الإضافات)...

وهناك نباتات طبيعية غنية بالسلينيوم وأهمها الجوز البرازيلي (المزروع طبيعياً في تربة حاوية على السيلينوم طبعاً)..

 

علاقة المرض مع استهلاك القمح، الداء الزلاقي والمحاكاة الجزيئية:

رغم أن نقص السيلينيوم سبب أساسي كامن، لكن لا بد أيضاً من التنويه إلى أن الدراسات الحديثة أثبتت أن حبوب القمح ومنتجاته المنتشرة حالياً والمعدلة وراثياً بما تحتويه من كميات عالية من الغلوتين (بروتين القمح) تشكل خطراً كبيراً على مرضى هاشيموتو، ولا بد من الابتعاد عنها تماماً لأن الغلوتين يسبب حالة من اعتلال الأمعاء تدعى بمتلازمة الأمعاء المتسربة (الداء الزلاقي) حيث يزداد ارتشاح بعض الأطعمة وأنواع البكتيريا من الأمعاء إلى مجرى الدم.. وتعد جرثومة الاليرسينيه Yersinia من الجراثيم المتورطة في ذلك.

عند ارتشاح هذه المواد، وعبر آلية المحاكاة الجزيئية، يقوم جهاز المناعة بمهاجمة الدرقية، وهذا سبب كامن إضافي لأمراض الدرقية المناعية مثل هاشيموتو وداء القبور Graves.

جرثومة الاليرسينيه Yersinia متورطة.. وكذلك هناك ارتباط كبير بين هاشيموتو والداء الزلاقي للأمعاء، بسبب استهلاك الغلوتين.

للمزيد: ظاهرة الحساسية من الغلوتين ومنتجات القمح والبدائل الأفضل

 

 

ثانياً:  هاشيموتو و اليود

اختلفت الآراء بين الأطباء والباحثين حول اليود ومدى فعاليته في أمراض الدرقية المناعية.. فمنهم من قال أنه كصب الزيت على النار في هاشيموتو، ومنهم من قال أنه جزء هام من بروتوكول العلاج ولابد منه... فما هو الصحيح؟؟

عدة أطباء استعملوا اليود بنجاح لعلاج هاشيموتو في عدة مرضى.. ومنهم:

 Drs. Guy E. Abraham, David Brownstein , Jorge D. Flechas, and David Derry.

جروبات ياهو تذكر كثيراً من مرضى الهاشيموتو قد شفيوا جيداً باستعمال مكمل اليود.

 https://groups.yahoo.com/neo/groups/NaturalThyroidHormones/info

 http://www.stopthethyroidmadness.com

 

لماذا كل هذا التناقض والجدل؟

أنا أتفق مع أن اليود يزيد من تحفيز الجهاز المناعي وقد يشكل مشكلة في الأمراض المناعية الدرقية، ولكـــــــــــن فقططططط إذا كان هناك عوز كبيرة بعنصر السيلينيوم السابق الذكر.. فجواب هذه الاختلافات في الآراء يمكن في إدراك المريض والطبيب لدور السيلينيوم في العلاج.

فإذا كان السيلينيوم معوضاً بشكل جيد ويوجد منه مخزون كافي في الجسم، سيقوم بحماية الدرقية من تأثيرات اليود في حالة الأمراض المناعية..

 

عند قراءة المراجع والمنشورات حول اليود، نجد أن معظم حالات هاشيموتو لا تتضرر أبداً من شرب اليود، لكن هنا نركز على:

1-   عوز السيلينيوم هو المسؤول عن عدم تحمل كميات اليود العالية أثناء العلاج عند البعض.

2-   إذا كان مصدر اليود آتياً من الأعشاب البحرية، يمكن أن يترافق مع معادن ثقيلة وهاليدات سامة للدرقية.

يمكن تفادي هذا تماماً بتناول مكمل السيلينيوم أولاً ثم بالترافق مع اليود، واستعمال محلول يود لوغول الصافي بدلاً من أعشاب البحر.. هذا مدعوم بتجارب على الحيوانات مذكورة في روابط المراجع أدناه.

 

خلاصة للعلاج باليود في داء هاشيموتو وغيره من الأمراض المناعية الذاتية:

1-   نبدأ العلاج بالسيلينيوم أولا بجرعة بين 200-400 ميكروغراماً في اليوم كما ذكرنا ونستمر به لمدة 2-4 أسابيع...

2-   نأخذ معه المكملات المذكورة في بروتوكول اليود على الموقع، وخاصة فيتامين سي، مضاد الأكسدة الفعال.. لتقليل عوارض التنظيف (إذا ظهرت) مع شرب اليود، وكعلاج فعال جداً للأمراض المناعية، خذ المكملات مع اليود وخاصة فيتامين سي هام جداً: بودرة أو حب نقي بلا اضافات (كالسكر والمحليات الصناعية أسبارتام وصبغات الخ)..

خذ 3 غرام باليوم من البودرة (ملعقة صغيرة مسح في كوب ماء أو عصير طبيعي بالبيت)

الطريقة لتحضير فيتامين سي المعدل، غير الحامضي (إذا لم يتوفر): في نصف كوب ماء نخلط ملعقة شاي فيتامين سي (حمض أسكوربيك) + نصف ملعقة شاي بيكربونات صوديوم، نترك التفاعل ينتهي، ثم نمدده إلى كوب ماء كامل ونشرب.

النتيجة هي أسكوربات الصوديوم، شكل غير حامضي من فيتامين سي، نقي جداً وأكثر ذوباناً ألف مرة.. وهو أكثر فعالية في بناء الأنسجة الرابطة والأجسام المضادة للجراثيم والفيروسات.

3-   بعدها نباشر العلاج باليود بجرع مرتفعة مباشرة! جرعة لا تقل منذ البداية عن 15 مغ في اليوم!! ووصولاً بالتدريج إلى 50 أو 100 مغ... أدناه فقرة خاصة مفصلة حول الجرعة لعلاج هاشيموتو.

4-   ورد عند بعض مرضى الدرقية المناعية أن زيادة الأجسام المضادة وعدم قدرتهم على تحمل جرع يود عالية هو كثرة الأوكزالات (موجودة في القهوة والشاي، الشوكولا، البطاطا، الباذنجان، الفليفلة، السبانخ، الطماطم، السلق وغيرها).. مع منع الأوكزالات، تم الشفاء عبر شرب اليود والسيلينيوم.

 

جرع اليود لعلاج مرض هاشيموتو:

يقول الطبيب Dr. Brownstein أن نقص اليود هو أحد الأسباب الرئيسية لأمراض الدرقية المناعية.. وإليكم فقرات من كتابه عن اليود

Iodine : Why You Need It, Why You Cant Live Without It

السبب الكامن وراء أمراض الدرقية المناعية: نقص في اليود ونقص في مضادات الأكسدة:

يصف في الفصل السابع آثار الشكل الميوّد لمادة لاكتون (δ-Iodolactone) الداعمة للموت المبرمج للخلايا السرطانية.. أيودولاكتون ليست فقط هامة لمنع السرطان، بل إن إنتاجها ضروري أيضاً كمساعدة على تنظيم أكسدة اليود.

أكسدة اليوديد إلى يود تحدث عبر تفاعل الماء الأكسجيني وأنزيم TPO.. اليود هو مادة ضرورية لتزويد الجزيء الصحيح في الخلايا لتحدث العملية بشكل صحيح.. إذا لم تحدث العملية أو تمت عرقلتها، لن يتم تشكيل هرمونات الدرقية ولا الدهون الميوّدة iodo-lipids.. يتحكم بهذه العملية مستويات الكالسيوم ضمن الخلية والدهون الميودة مثل δ-Iodolactone.

من ناحية أولى، يقوم الكالسيوم ضمن الخلية بتنشيط هذه العملية، ومن ناحية أخرى، تقوم الدهون الميوّدة بأنواعها بوظيفة فرامل للعملية... إذا لم يكن هناك يود كافي في الخلية لأجل إنتاج ما يكفي من تلك الدهون، سيشكل هذا بداية ضرر خلايا الدرقية وتطوّر أمراض الدرقية المناعية الذاتية مثل هاشيموتو وداء القبور Graves.

 

آلية تطور أمراض الدرقية الذاتية:

نظام الأكسدة الخلوية NADPH يتواجد في الميتوكوندريا ضمن الخلايا.. الميتوكوندريا هي مناطق توليد الطاقة في الجسم.. وهي تولد الطاقة (مثل ATP) عبر عملية معقدة تدعى الأكسدة الفوسفورية.. هذا الإنتاج لـATP يتطلب عدة عناصر: أكسجين، مغنيزيوم، ADP، وحموض أمينية.

العديد من المصابين بالأمراض المزمنة مثل فيبروميالاجيا الألم العضلي الليفي، الإنهاك المزمن، ومشاكل المناعة الذاتية، يشتكون من قلة الطاقة عندهم...

ATP هو الجزيء الذي يختزن الطاقة للجسم... الجسم يقوم دائماً بإنتاجه واستعماله.. عملية معقدة لا داعي لذكرهاـ لكن نذكر هنا أن عاملين مساعدين هما فيتامينات ب2 ريبوفلافين و ب3 نياسين ضروريين لتنشيط حلقة تركيب الطاقة.

الماء الأكسجيني هو ناتج ثانوي عن الأكسدة الفسفورية.. هذا الإنتاج للماء الأكسجيني شيء أساسي جداً لعملية أكسدة اليود.. الماء الأكسجيني مع أنزيم TPO يساعدان على أكسدة اليوديد إلى يود.

إذا كان هناك نقص في اليود، وهذا شائع جداً في العالم وخاصة أن الجرع الموصى بها رسمياً قليلة جداً جداً، فلن يكون هناك مواد أولية كافية لإنتاج الدهون الميوّدة... وكما قلنا، هذه الدهون هي الفرامل في عملية أكسدة اليوديد.. هذا قد يسبب في إنتاج مؤقت لكثير من الماء الأكسجيني.. وهذا الأكسجيني الفائض بدوره يستطيع تدمير أنزيم TPO.

 

ماذا يحدث إذا تدمر أنزيم TPO؟ مرض الدرقية المناعية:

إن استجابة الجسم لتدمير TPO هو إنتاج أجسام ضدية مضادة لـTPO... تشخيص مرض هاشيموتو يتطلب وجود هذه الأجسام anti-TPO... ومع تزايد التدمير، يمكن للبروتينات المحيطة أن تتدمر أيضاً مثل ثيروغلوبولين thyroglobulin... هذا البروتين المدمر سيجعل الجسم ينتج أيضاً أجسام مضادة له TgAb..

في معظم حالات مرض هاشيموتو، تتواجد كلا الأجسام المضادة لـTPO و TgAb...

رغم أن داء القبور قد يُظهر أيضاً كلا الأجسام، لكن إنتاجها ليس شرطاً لتشخيص ذلك المرض... ولكن خبرتي السريرية أظهرت أن علاج كل من هاشيموتو وداء القبور يمكن أن يكون متشابهاً مع نتائج جيدة.

 

كيف نعالج مشاكل الدرقية المناعية؟

1-   تناول ما يكفي من اليود، (وهنا ليس أقل من 15مغ باليوم منذ البداية، ووصولاً إلى 50 أو 100 مغ)، لتأمين مواد أولية كافية لتكوين الدهون الميودة.

2-   خذ ما يتوفر من فيتامينات ب وخاصة ب2 و ب3 بكميات كافية لتنشيط NADPH وإنتاج ما يكفي من الماء الأكسجيني.

3-   صحح ضغط الأكسدة في الدرقية وفي الميتوكوندريا عبر تناول مضادات الأكسدة، وأشهرها فيتامين سي المذكور.

4-   تأكد من حصولك على مستوى كافي من المغنيزيوم. انظر مغاطس الملح الانكليزي أو رش زيت الملح الانكليزي على الجلد، أو شرب مكملات جيدة منه.

5-   قلل ضغط الأكسدة العام في الجسم.. عبر التنفس العميق وتقليل التوتر النفسي.

 

لماذا يفيد اليود في علاج الهاشيموتو؟

كما قلنا هناك العديد من الباحثين والمختصين في مجال الصحة يحذرون من العواقب الوخيمة لتناول مرضى هاشيموتو لجرع عالية من اليود.. لكنهم مخطئون جداً.. كما قلنا أعلاه موضوع السيلينيوم.. وأيضاً، نقص اليود هو بالأساس سبب جذري لحدوث مرض هاشيموتو.. اليود يلزم لدعم الجسم في موازنة هذه الحالة من اختلال المناعة.. هناك عدة أشياء يلزم الاهتمام بها هنا -والبحث فيها عندما تسمع لأولئك الباحثين:

1-   كم هي كمية اليود التي يتكلمون عنها؟ في معظم الحالات تجدهم يناقشون ميكروغرامات.. أو جرع قليلة جدا من بضعة ميللي غرامات، في الأمثلة التي يستشهدون بها والتي أدت إلى كوارث.... نعم، هذا بالضبط ما قد يحدث.. في بعض الأفراد عندما تعطيهم فقط ميكروغرامات فأنت فعلاً تصب الزيت على النار، وقد يظهر زيادة في هجوم الأجسام المضادة على الدرقية.. لكن هذا ليس ما نعلمه هنا ولا ما ننصح به!

2-   أين يتوقفون في نقاشهم؟ بعد مشاهدة العديد من الأفلام وقراءة المقالات التي كتبها أطباء يطلقون تحذيرات من اليود، نجد أنهم يراقبون اليود عبر العملية الحيوية في الدرقية، حيث يدخل اليوديد للخلية وتتم أكسدته من يوديد إلى يود وبعدها يقولون: "انظروا لهذه الأكسدة التي تسبب الالتهاب وتزيد الأجسام المضادة"... صحيح مجدداً! لكن هناك مشكلة واحدة.. عمليات الجسم لا تتوقف هناك.. عندما نزود الجسم باليود بمستويات أكثر مما يحتاجه لصنع هرمونات الدرقية، يتم صنع مادة سحرية وهي الدهون الميوّدة... هذه الدهون هي العامل المنظم لعملية الأكسدة... هذه الدهون تشكل فرامل للأكسدة قبل أن تخرج عن السيطرة وتحرق الخلايا وتسبب رد فعل التهابي... الجسم يرى الالتهاب و/أو الخلايا الشاذة فيصنع هجوماً عليها عبر الأجسام المضادة كنتيجة طبيعية.. والمفتاح هنا هو منع ذلك من الحدوث.

3-   أين يخطئ أولئك الباحثون؟ كما قال الطبيب Brownstein في كتابه، لقد حدد أنه عندما نتناول اليود بكميات أكثر من 100ضعف الجرعة الرسمية (أي أكثر من 15مغ) سيبدأ الجسم بتكوين تلك الدهون الميودة... هكذا يمكنك رؤية أن الجرع القليلة بالميكروغرامات تسبب مشكلة كبيرة لمرضى هاشيموتو.. وعندهم، المانترا الطبية الشائعة "بكمية قليلة ونزودها ببطء" قد تسبب فعلاً مشكلة كبيرة... هذا يجعل الكثيرين يستغنون عن اليود لأن حالتهم كما يبدو ستسوء مع شربه.. لذلك، في المرة القادمة عندما تقابل طبيبك أو تسمع لأحد النقاشات عن خطورة الجرع العالية من اليود على هاشيموتو، قم بطرح سؤال: "ماذا عن الدهون الميودة؟".

4-   أضيف لكم أيضاً: الجرع العالية من اليود تزيل الملوثات بسرعة من الجسم.. سواء هاليدات وهالوجينات أو معادن ثقيلة، وتساعد على تنشيط إفراز كل غدد الجسم الصماء والغدد المفرزة بما فيها اللعاب والبلغم والعرق وحتى السائل الدماغي الشوكي.. هذا التنظيف العميق يسرع كثيراً من عملية الشفاء من معظم الأمراض وحتى المناعية منها.

 

من مصادر البحث:

Iodine : Why You Need It, Why You Cant Live Without It

Update: Is Iodine Safe for Hashimoto’s Patients? February 26, 2013 By Marek Doyle

http://jeffreydachmd.com/hashimotos-thyroiditis-and-selenium-part-one-by-jeffrey-dach-md/

http://www.stopthethyroidmadness.com

 

أضيفت في باب:4-8-2017... > السرطان
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد