موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

من الجسد إلى الواحد الأحد

HTML clipboard

هناك سبعة أجساد في جسد كل إنسان...
سواء كان رجل أم امرأة..
وهي ثنائية.. ذكر وأنثى..
متقابلة في جسد كل منهما وصولاً إلى الجسد الخامس
حيث تزول الجنسية والثنائية...
كيف تستطيع أقطاب الكهرباء الموجبة والسالبة
في أول أربعة أجساد أن تتصل مع بعضها
وتشعل هذا القنديل الداخلي الأصيل
ليملأ حياتنا بالنور والسرور
وكيف نصل إلى هذا المقام المقدس من الانسجام؟

لقد قيل لك كثيراً منذ طفولتك أنك ذكر أو رجل فصدقتَ ذلك،
كما قيل لكِ أنك أنثى أو امرأة فصدقتي كذلك!
ضاعت معاني الكلمات ولم نعد نعرف الفرق بين الذكر والرجل وبين الأنثى والمرأة...
وصرنا نعيش في عصر أشباه الرجال وأشباه النساء...
إن الجسد الأول عند المرأة أنثى، بينما الثاني ذكر..
والحالة المعاكسة تماماً موجودة عند الرجل.
بعدها يكون الجسد الثالث عند المرأة أنثى من جديد، والرابع ذكر.
جسد المرأة غير مكتمل، مثل جسد الرجل.
هذان الجسدان معاً يصنعان كياناً متكاملاً... وهذا الاتحاد ممكن بطريقتين:
إذا اندمج جسد الرجل الخارجي مع جسد المرأة الخارجي، سيصنعان وحدة معينة.. من خلال هذه الوحدة تعمل الطبيعة وتستمر بالبقاء والتكاثر.
أما إذا استدار الرجل أو المرأة للداخل وتوحدا مع الرجل الداخلي أو المرأة الداخلية، ستبدأ عندها رحلة مختلفة توصلك إلى أصلك، إلى الاتحاد بالواحد الموجود في كل شيء في الوجود...
ومع ذلك، لا يزال الاتحاد السطحي الخارجي طبيعياً ومقبولاً وكأنه رحلة إلى الفطرة والطبيعة.

في الرجل، عندما يلاقي جسده الأول المادي، جسده الثاني الأثيري وهو أنثى، هذان الجسدان يصنعان وحدة بينهما.. وكذلك عند المرأة عندما يلاقي جسدها الأول جسدها الثاني الأثيري الذكر، فهما أيضاً يشكلان وحدة واندماج داخلي... وهو اندماج جميل جداً...
الاندماج الخارجي لا يمكن أن يكون إلا مؤقتاً... يحدث بسرعة ولا يعطي إلا فترة قصيرة من السعادة وكأنك في الجنة، تأتي بعدها فترة أطول بكثير من الأسى وحزن الفراق... وهذا الحزن يجلب معه شوقاً جديداً لتكرار المتعة نفسها والتي مجدداً ستثبت أنها خاطفة ومؤقتة، ويتبعها أيضاً الانفصال الطويل والفراق الأليم كأنك رجعت إلى الجحيم!..
إذاً المتعة الخارجية يمكن فقط أن تكون مؤقتة، أما الوحدة الداخلية فتستمر للأبد.. حالما تحدث لن تتوقف أبداً.

لذلك، طالما الاتحاد الداخلي لا يحدث عندنا، لا بد من استمرار الألم والأسى..
حالما يبدأ الاتحاد الداخلي سيبدأ معه نهر متدفق من السعادة على غير العادة.
هذه السعادة مشابهة للمتعة المؤقتة التي نختبرها في الاتحاد الخارجي خلال ممارسة الحب، وهو اتحاد متناهي في الصغر في مدته وكأنه ينتهي حتى قبل أن يبدأ... وكثيراً لا يتم حتى اختباره بسبب سرعة حدوثه الخاطفة.

الحقيقة موجودة في جميع الطرق والديانات المختلفة.. عندما يصبح الحب الداخلي ممكناً، فالغريزة والرغبة بالحب الخارجي تختفي فوراً... والسبب هو أن الاتحاد الداخلي كافي ومشبع تماماً... وصور أو تماثيل العاشقين على بعض المعابد القديمة تشير إلى هذا الطريق.
الحب الداخلي هو جزء من التأمل... لهذا يظهر التضاد بين مفهومي الحب الداخلي والحب الخارجي.
التضاد ظهر بسبب حقيقة أن الشخص الذي يحب نفسه ويدخل في هذا الحب الداخلي بما يشبه فعل الحب لكن داخله، سيفقد كل الاهتمام بالحب الخارجي السائد بين الناس.

يجب أيضاً تذكر هذا: عندما تتوحد المرأة مع جسدها الأثيري الذكر فالوحدة الناتجة ستكون أنثى، وعندما يتحد الذكر مع جسده الأثيري الأنثى ستكون الوحدة ذكراً...
وهذا لأن الجسد الأول يمتص الجسد الثاني، ويذوب الثاني في الأول... لكن الآن هؤلاء ذكر وأنثى بمعنى مختلف تماماً... إنهم ليسوا جسد المرأة أو جسد الرجل الذين نراهم من الخارج.
الرجل الخارجي غير مكتمل، لذلك تجده غير مرتاح ولا راضي... المرأة الخارجية أيضاً غير مكتملة ولذلك قلقة وغير راضية.

إذا اختبرنا تطور الحياة على الأرض، سنجد أنه في الكائنات البدائية كوحيدات الخلية يوجد الجنسان ذكر وأنثى معاً... مثلاً المتحوّل... المتحول نصفه ذكر ونصفه أنثى.. لذلك لن تجد أي مخلوق آخر راضي مثله في العالم!... ليبس عنده أي قلق أو بحث.. لكن هذا أيضاً سبب فشله في التطور فبقي دائماً متحوّل.
إذاً الكائنات البدائية جداً في تطور الحياة ليس عندها أجساد منفصلة لكل جنس.. الذكر والأنثى موجودان في نفس الجسد وهو قادر على التكاثر ذاتياً.

عندما يتحد جسد المرأة الأول مع جسدها الثاني الذكر الأثيري، ستظهر امرأة جديدة إلى الوجود وهي امرأة مكتملة.. ليس لدينا أي فكرة عن شخصية المرأة المكتملة لأن كل النساء التي نعرفهن غير مكتملات... وليس عندنا أي تقدير أو معيار للرجل المكتمل لأن كل الرجال الذين نعرفهم غير مكتملين... معظم البشر مجرد أنصاف.. أي أشباه النساء وأشباه الرجال...
حالما يتم هذا الاتحاد سيسود رضى عظيم جداً... رضى تتناقص فيه كل المقلقات والطلبات إلى أن تختفي...
والآن صار من الصعب على هذا الرجل أو المرأة المكتملة أن يقيموا أي علاقة خارجية، لأنه خارجياً هناك فقط أنصاف الرجال وأنصاف النساء، وشخصيتهم الآن لن تشعر بتناغم مع الأنصاف.

ولكن، من الممكن أن تتشكل علاقة خاصة بين رجل مكتمل اتحد جسداه الأولان وامرأة مكتملة اتحد جسداها الأولان.

لقد حاول الحكماء والأنبياء أن يشرحوا لنا أسرار معبد الجسد وأنواع الحب وطبقاته... لكي نتجاوز الجسد المادي والنفس الشهوانية الغريزية ونصل إلى النفس الراضية في مقام القُرب من الله... لكن جهلنا وتعصبنا صلبهم ورجمهم جميعاً... ولقد حاولت حكمة التانترا منذ ألوف السنين بعدة اختبارات أن تتطور هذه العلاقة.... لهذا كان على التانترا أن تحتمل مقداراً كبيراً من الإحراج وسوء الفهم.
لم نستطع فهم ما كان معلمو التانترا يفعلون... لم نستطع فهم كيف تزوج النبي العديد من النساء وليس امرأة واحدة... ولم نفهم ما معنى الرجل القوام على النساء.... لم نفهم ما معنى كلمة السيدة العذراء عندما قالت لم يمسسني رجل... طبعاً فذلك كان أعلى من حدود استيعابنا... لكن تابع القراءة ربما يصلك السر بعد قليل.

عندما يقوم رجل وامرأة مكتملان متحدان مع جسديهما الداخليين المكملين بفعل الحب ضمن ظروف التأمل والتانترا وتقنياتها، بالنسبة لنا خارجياً لن يبدو الموضوع أكثر من فعل الحب العادي.. فلم نستطع أبداً تقدير ما كان يحدث.

لكن هذا نوع مختلف تماماً من الظواهر، وقد كان مساعدة عظيمة للمتأمل وسالك الطريق... لقاء فيه قداسة وصلاة ومغزى هائل...
الاتحاد الخارجي بين رجل مكتمل وامرأة مكتملة كان بداية لاتحاد جديد، كان رحلة إلى مستوى جديد... النوع الأول من الرحلة قد تحقق وانتهى: تم إكمال الرجل والمرأة غير المكتملين... وتم الوصول إلى مستوى معين من الرضى، لأنه لم يعد هناك أي فكرة حول الرغبة.

عندما يلتقي رجل مكتمل مع امرأة مكتملة بهذه الطريقة، سيختبران لأول مرة الغبطة والمتعة من اتحاد كيانين وكونين مكتملين... وعندها سيفهمان أنه إذا أمكن تحقيق مثل هذا الاتحاد التام داخلهم فسيحصلون على سعادة هائلة غير محدودة....
نصف الرجل قد استمتع بالاتحاد مع نصف المرأة، بعدها اتحد مع نصف المرأة داخله فاختبر سعادة غير محدودة... بعدها اتحد الرجل المكتمل مع المرأة المكتملة.. هنا من المنطقي أن يبدأ بالبحث عن المرأة المكتملة ويحققها داخله... حيث يمكن حدوث اللقاء بين الجسدين الثالث والرابع.

الجسد الثالث للرجل هو ذكر من جديد والرابع أنثى، الجسد الثالث للمرأة هو أنثى والرابع ذكر... ولقد اعتنت التانترا جيداً بأن الإنسان لا يتوقف ويتجمد بعد تحقيق الاكتمال الأول. هناك أنواع عديدة من الاكتمال والتكامل داخلنا... والتكامل لا يعيق أبداً، لكن هناك عدة أنواع منه تعتبر غير مكتملة بالنسبة للاكتمالات التالية الكامنة أمامنا.... لكنها على كل حال تعتبر اكتمالات بالنسبة للنواقص السابقة.
النواقص السابقة قد تكون اختفت، لكن لا يزال ليس عندنا فكرة عن الاكتمالات الأعظم التي تنتظرنا... وهذا قد يخلق عائقاً ما.
لهذا، تم تطوير العديد من الطرق في التانترا التي لا يمكن فهمها مباشرة... مثلاً، عندما يكون هناك حب بين رجل مكتمل وامرأة مكتملة فلن يكون هناك فقدان للطاقة، ولا يمكن أبداً أن يكون... لأن كلاً منهما يشكل دائرة كاملة داخل نفسه.
لن يكون هناك هدر للطاقة بين الشريكين، وهنا سيختبران لأول مرة المتعة دون نقصان الحيوية والطاقة.
المتعة المختبرة في اللقاء الجسدي المادي في لحظة النشوة، لا بد أن يتبعها الألم والحزن... الكآبة والكرب والتعب والندم الذي يتبع خسارة الطاقة لا بد منه.
المتعة قصيرة تعبر في لحظة لكن خسارة الطاقة تحتاج إلى 24 إلى 48 ساعة حتى تعوّض.. وسيبقى الفكر ممتلئاً بالكرب والحزن إلى أن تسترد الطاقة.

إذا أمكن فعل الحب دون قذف... والتانترا قد عملت بشجاعة كبيرة في هذا الاتجاه، مع نتائج مذهلة... سنتحدث في مكان آخر عن هذا الموضوع، لأن تقنيات التانترا تشكل شبكة كاملة من العمليات والتقنيات والمراحل.. ومنذ أن انقطعت هذه الشبكة، تدريجياً أصبح كل هذا العلم شيئاً خوارقي نظري وماورائي... صار من الصعب الكلام عن تقنيات التانترا بشكل صريح ومباشر، بسبب جهلنا ومعتقداتنا الأخلاقية الغبية... والإنسان عدو ما يجهل... بالإضافة إلى أن "حكماءنا" الحمقى الذي هم شر العلماء منهم تخرج الفتنة وإليهم تعود، لا يعرفون شيئاً وقادرون على قول أي شيء... فصار من المستحيل الحفاظ على هذه الحكمة الثمينة حية.
هكذا بدأ تطبيق هذه التقنيات بالزوال أو صار سرياً ونادراً... لهذا نجد أن علم النكاح والتانترا اختفى تماماً من معرفتنا وحياتنا.
إن ممارسة الحب بين رجل مكتمل وامرأة مكتملة هو نوع مختلف تماماً من الحب... إنه حب خالي من خسارة الطاقة... تحدث فيه ظاهرة مختلفة تماماً لا يمكننا وصفها بالكلام وإنما مجرد الإشارة إليها.
عندما يلتقي رجل غير مكتمل مع امرأة غير مكتملة، كلاهما سيخسران طاقة... ستكون كمية الطاقة بعد الحب أقل بكثير مما كانت عليه قبله.
أما في الاتحاد بين الرجل والمرأة المكتملين فيحدث العكس تماماً.. تزداد كمية الطاقة بعد الحب... تزداد الطاقة عند كل منهما... هذه الطاقة تختبئ داخلهما، وتستيقظ وتنشط بمجرد القرب من الحبيب....
في الفعل الجنسي الأول العادي، يحدث القذف بعد تلاقي الرجل والمرأة مع بعضهما.
في الفعل الثاني بين رجل مكتمل وامرأة مكتملة، نجد أن طاقة كل منهما لا تهدر بل تستيقظ بالاقتراب من الآخر.. وكل ما ينطوي داخلهما من أسرار وأنوار يتجسد بكل طاقة وجمال...

انطلاقاً من هذا الحدث، تظهر إشارة بأن اتحاداً بين الرجل المكتمل والمرأة المكتملة يمكن أن يحدث داخلنا أيضاً.
الاتحاد الأول يتم بين كيانين غير مكتملين... والآن تبدأ المرحلة الثانية من العمل لتجلب أجسادهما الثالثة والرابعة فتتوحد معاً...

الجسد الثالث عند الرجل هو ذكر والرابع أنثى من جديد... الجسد الثالث عند المرأة هو أنثى والرابع ذكر...
والآن في الاتحاد بين الثالث والرابع سيبقى فقط الذكر ضمن الرجل، لأن جسده الثالث سيصبح المسيطر... وفي المرأة ستبقى الأنثى بالمقابل، وعندها سيذوب ويندمج الجسدين الأنثويين المكتملين فيها، لأنه لم يعد هناك حاجز بينهما.. كان الجسد الذكري الثالث مطلوباً ليحافظ على المسافة الفاصلة.... وبالمثل، بين جسدين ذكريين يلزم جسد أنثوي للفصل بينهما.
عندما تتحد الأنثى من الجسد الأول والثاني مع الأنثى من الثالث والرابع، في نفس لحظة اللقاء سيصبحان جسداً واحداً... وعندها ستحرز المرأة الأنوثة التامة بمقياس مضاعف... لا يوجد أي أنوثة أعظم منها، لأنه بعد هذه المرحلة لا يبقى أي نمو للأنوثة... ستكون هذه حالة الأنوثة المثالية المتكاملة، وهذه هي المرأة التامة التي ليس لديها أي رغبة حتى للقاء الرجل التام....
في الاكتمال الأول، كان هناك فتنة ورغبة بلقاء شخص مكتمل آخر، وذلك اللقاء صنع المزيد من الطاقة.. والآن حتى ذلك قد انتهى... والآن حتى لقاء الله سيكون دون معنى بشكل ما...
ضمن الرجل، سيتحد أيضاً الذكران في ذكر تام واحد... عندما تتحد الأجساد الأربعة معاً، الذكر هو الذي سيبقى عند الرجل والأنثى هي التي ستبقى عند المرأة... من الجسد الخامس فصاعداً لا يوجد ذكر أو أنثى.
لذلك، الأحداث التي تطرأ في الرجل والمرأة بعد المستوى الرابع لا بد أن تكون مختلفة تماماً... الأحداث تبقى نفسها لكن مواقفهم فيها وتجاهها ستختلف... سيبقى الرجل مبادر ومغامر وستبقى المرأة متقبلة مستسلمة..
بعد الوصول إلى الجسد الرابع، ستتقبل المرأة وتسلّم بشكل تام، لن يبقى أي ذرة فيها دون استسلام... وهذا القبول والاستسلام التام سيأخذها في رحلة إلى جسدها الخامس حيث لا تبقى المرأة امرأة، لأنه عندها لكي تبقى امرأة يجب الاحتفاظ بشيء ما من الماضي.
في الواقع، إننا نحن كما نحن لأننا دائماً نحتفظ بشيء ما من أنفسنا... إذا قدرنا على ترك أنفسنا تماماً فسنصبح شيئاً جديداً لم نمر به من قبل.. لكن هناك تمسك ما في كيان الإنسان طوال الوقت.

إذا استسلمت المرأة تماماً حتى لرجل عادي، سيحدث تبلور فيها وستتجاوز الجسد الرابع... لهذا نجد أن عدة نساء قد تجاوزن الطبقة الرابعة بحبهم حتى لرجال عاديين جداً.
من النساء العارفات هناك السيدة العذراء وفاطمة وعائشة ورابعة والمجدلية... لم يفهم أحد أبداً سلوكهم الخارجي... لأنك لن تستطيع معي صبراً... وهل شققتَ قلبه؟!!
ما هي حقيقة العزوبية والبتولية عند السيدة العذراء؟؟...
ما معنى أن السيدة فاطمة من سدرة المنتهى من أعلى سماء..؟؟
ماذا كان هناك أسرار عند السيدة عائشة وهذا الذكاء الذي وصلها بالكواكب والفضاء؟؟
ماذا حدث في قلب رابعة حتى عشقت الله كل هذا العشق وذابت في الفناء؟؟
وما هي طبيعة الحب المقدس الذي نقل المجدلية إلى قمة الطهارة والقداسة والنقاء؟؟
تعجز الكلمات عن الشرح ولا أجرؤ حتى الآن على قول كل الأسرار لأن سوء الفهم وأبو جهل هو المسيطر والسائد بين الحشود....

لكن إذا قرأت بنفسك بين السطور ستشعر ما يوجد في الصدور.

كلمة العذراء لا تعني المرأة المعزولة التي لا تقع عيناها على أي رجل، وكلمة عازب أيضاً لا تعني الرجل الذي لا يلقي نظره على النساء.... بل العذرية عند المرأة تعني أنه لم يعد هناك عامل أنثوي متبقي داخلها لينظر إلى رجل آخر.
إذا أصبحت المرأة مستسلمة بشكل تام في حبها حتى لرجل عادي، فلن تحتاج للمرور بهذه الرحلة الطويلة... تلقائياً ستتحد كل أجسادها الأربعة وتقف عند باب الجسد الخامس.. لهذا نجد أن المرأة هي التي مرت بهذه التجربة وهي التي قالت مرةً: "الزوج هو الله" أو هو التجلي للألوهية والقداسة السماوية على الأرض.. هذا لا يعني أن المرأة قد اعتقدت فعلاً أن الزوج كان الله، بل معناه أن أبواب الجسد الخامس قد فتحت لها من خلال وسيط هو الزوج.
لم يكن هناك خطأ في ذلك القول، بل كان صحيحاً تماماً إذا فهمناه...
ما قد يحققه المتأمل من خلال جهد عظيم، تستطيع المرأة أن تحققه بسهولة من خلال حبها... مجرد حبها المطلق الصادق لشخص واحد يمكن أن يوصلها إليه.

إن إشعاع وجه ونور المرأة المكتملة قوي لدرجة أنه لا يتجرأ أي رجل ناقص أن يلمسها... لا يمكنه حتى أن ينظر إليها.. والمرأة الناقصة هي فقط التي يمكن أن ينظر إليها بطريقة جنسية.
عندما يقترب رجل من امرأة ويبادرها جنسياً، فالرجل ليس المسؤول الوحيد عن الموضوع... هذا النقص عند المرأة هو حتماً مشارك ومسؤول فيه... عندما يلمس رجل جسد امرأة ما وسط حشد مزدحم، فهو فقط نصف مسؤول.. المرأة التي استدعت اللمسة هي مسؤولة بقدر مماثل.. هي التي حرضتها ودَعتها، ولأن المرأة دورها سلبي فلا يمكن ملاحظة مبادرتها الخفية.. هذا ما دُعي بكيد النساء.. بما أن الرجل هو فاعل ومبادر فمن الواضح أنه هو الذي قام بلمسها.. لكننا لا نستطيع رؤية دعوة الآخر للمسة.

عندما يكتمل الإنسان... عندما تكتمل دائرة الطاقة داخله.. لن يكون فقط منيعاً تجاه الآخرين بل يمكنه حتى المشي على النار دون أن تحرقه... الشك يقطع دارة الطاقة.. وإذا مرّت أي فكرة من الشك في الفكر فالشخص الماشي على النار أو بين الناس سيحترق أو يصاب بالعين مثلاً...

إذا حققت امرأة مكتملة الحبَ التام لشخص واحد فسوف تقفر فوق أول أربع خطوات في الرحلة الروحية... بالنسبة للرجل الأمر صعب جداً لأنه لا يملك فكراً مستسلماً.. لكن من المهم معرفة أنه حتى المبادرة الرجولية يمكن أن تصبح تامة... على كل حال، لكي تكتمل المبادرة لا بد من تدخل عدة أشياء وأشخاص ولا يكفي دورك أنت فقط... أما في الاستسلام أنت وحدك المسؤول عن اكتماله ولا يهمك أي شيء آخر.. إذا أحببتُ أنا أن أستسلم لشخص ما يمكنني أن أفعلها بشكل تام حتى دون إخباره.... لكن إذا كان عليّ أن أكون مبادراً تجاه شخص ما، فذلك الشخص حتماً سيتدخل بالنتيجة النهائية.

لقد قيل أن النساء ناقصات عقل ودين... وقد تشعرون أن هناك انتقاصاً للنساء في هذا القول، لكن لا... قد تشعرون أن المرأة فيها نقص وعندها صعوبة ما.. لكن هذه من قوانين التعويض والتوازن في الطبيعة... وهذا القول ليس انتقاصاً بل وصف دقيق إيجابي للنساء.. معناه أن النساء عندهن هذا النقص لكن ما يعوضه شيء عظيم هو مقدرتهن على الاستسلام... الرجل غير قادر أبداً على الحب بشكل كامل بغضّ النظر عن مقدار الحب الذي يحمله تجاه امرأة ما... والسبب هو أنه مبادر ولديه قدرة أقل على الاستسلام... لديه عقل ودين!

إذا أصبحت أول أربعة أجساد عند المرأة مكتملة واتحدت في وحدة واحدة، ستتمكن من الاستسلام بسهولة كبيرة عند الخامس... وعندما تجتاز المرأة في الحالة الرابعة هاتين الخطوتين من الحب الداخلي وتصبح امرأة تامة، فلا يمكن أن تقف بوجهها أي قوة في الدنيا... وعندها لا يوجد أي أحد سوى الله بالنسبة لها... وفي الواقع، الشخص الذي أحبته في أجسادها الأولى الأربعة قد أصبح أيضاً إلهاً بالنسبة لها، لكن الآن، كل ما تراه صار الله، وأن ترى الله في كل شيء.....

هناك قصة جميلة في حياة رابعة عاشقة الله.... ذهبت مرة إلى أحد المقامات حيث كان الشيخ معتكفاً منعزلاً ولا ينظر إلى أي امرأة منذ سنين... لذلك لم يكن مسموحاً للنساء بزيارة المقام والدخول إليه.
أتت رابعة والأجراس في يديها وقلبها مغمور في حب حبيبها... دخلت مباشرة... فأوقفها الناس داخل المقام بسرعة وأخبروها أن هذا المقام ممنوع على النساء لأن الشيخ لا ينظر أبداً إلى النساء... فأجابت رابعة:
"هذا غريب حقاً... كنتُ أعتقد أن هناك رجل واحد فقط في هذا العالم.. وهو حبيبي الذي لا يحمل اسماً ويحمل كل الأسماء... فمن هو هذا الرجل الآخر؟ هل هناك فعلاً رجل آخر؟ أحب أن أراه إذا أمكن".
اندفعوا إلى الشيخ وأخبروه عن رابعة، وعندما سمع منهم جوابها ركض بسرعة إليها وانحنى احتراماً أمامها وقال:
"من السخافة أن ندعو إنساناً امرأة، عندما لا يوجد بالنسبة له سوى رجل واحد... قضية الرجل والمرأة قد انتهت بالنسبة لها... إنني أعتذر منكِ كثيراً وأطلب العفو... بسبب رؤيتي للنساء العاديات نظرتُ إلى نفسي فاعتقدتُ أنني رجل... لكن بالنسبة لامرأة من مكانتك، كوني رجلاً لا يحمل أي معنى".
عندما يصل الرجل إلى الجسد الرابع سيصبح رجلاً تاماً... يكون قد اجتاز الخطوتين الاثنتين لتحقيق اكتماله... ومن الآن فصاعداً لا يوجد أي امرأة بالنسبة له، صارت كلمة امرأة لا تحمل أي معنى عنده.... إنه الآن مجرد قوة من المبادرة والفعل، مثل المرأة التي تحقق الاكتمال في الأنوثة في الجسد الرابع وتصبح مجرد طاقة من الاستسلام...... لقد صارا الآن مجرد طاقة من المبادرة وطاقة من الاستسلام بنفس المقدار... والآن لم يعودا يحملان اسم رجل أو امرأة، صارا حضوراً من نور...

لقد تطورت طاقة المبادرة عند الرجل وأعطت مختلف أنواع الرياضة كالفروسية والرماية واليوغا والتأمل، وتطورت طاقة الاستسلام عند المرأة وأزهرت في أنواع الخدمة المكرسة وأنواع العلاجات الشفائية...
كلا الرجل والمرأة متماثلين.. ولم يعد هناك فرق بينهما الآن... لم يعد هناك إلا فرق بسيط جسدي خارجي...
والآن سواء سقطت القطرة وذابت في المحيط، أو المحيط دخل وذاب في القطرة، النتيجة النهائية تبقى نفسها...
قطرة الرجل ستقفز إلى المحيط وتندمج معه... وقطرة المرأة ستصبح هاوية كبيرة وتنادي المحيط بأكمله ليملأها...
ستستسلم وسيملؤها المحيط كله... حتى الآن لا يزال دورها سلبي متلقي... إنها الرحم الذي يحمل المحيط الهائل في طياته... ستدخل فيها طاقة الكون بأكمله...
والرجل، حتى في هذه المرحلة لا يمكنه أن يكون متلقي أو متقبل... لا يزال يحمل صفة القوة والمبادرة، لذلك سيقوم بالقفز ويغرق نفسه في المحيط....
في الأعماق السحيقة في كيانهما ستحمل شخصياتهما هذا الاختلاف بين الذكر والأنثى، وصولاً إلى نهاية الجسد الرابع... مملكة الجسد الخامس مختلفة تماماً.. لا يبقى فيها سوى الأرواح... لم يعد يوجد أي تمييز جنسي أو جسدي... ومن هنا فصاعداً تكون الرحلة ذاتها بالنسبة للكل.
حتى الجسد الرابع كان هناك فرق، وهو فقط فرق بين سقوط القطرة في المحيط أو سقوط المحيط في القطرة...
حتى نهاية الجسد الرابع يكون الفرق واضحاً جداً... وفي أي مكان قبلها، إذا تمنت امرأة أن تقفز في المحيط ستصنع صعوبات بالنسبة لها، وإذا تمنى رجل أن يستسلم للمحيط سيوقع نفسه في صعوبات أيضاً... عليك أن تكون واعياً لاحتمال الخطأ في كلا الحالتين.


إن لقاء الحب المطوّل يؤدي إلى تشكل دارة كهربائية بين الرجل والمرأة...
فما هي هذه الدارة؟ كيف تتشكل وما هي استخداماتها بالنسبة للأجساد الأربعة الأولى؟
وما هي علاقتها بالتأمل والتحوّل الداخلي؟

كما تكلمنا منذ قليل، المرأة نصف وكذلك الرجل نصف.. كلاهما طاقة أو كهرباء... المرأة هي القطب السالب والرجل هو الموجب.. وعندما يلتقي القطبان السالب والموجب ويشكلان دارة يتم إطلاق النور... هذا النور له عدة أنواع: قد يكون غير مرئياً أبداً، أو قد يكون مرئياً فقط في بعض الأوقات، أو قد يكون مرئياً بالنسبة للبعض وغير مرئي بالنسبة للآخرين.... لكن الدارة تتشكل دائماً في كل الأنواع.
لكن الاتحاد بين الرجل والمرأة مؤقت جداً لدرجة أنه بمجرد تشكل الدارة لا تلبث أن تنقطع... لذلك، هناك طرق وأنظمة لإطالة فعل الحب.. إذا استمر الحب وتجاوز نصف ساعة فيمكن رؤية الدارة الكهربائية تحيط بالحبيبين.. وفي التاريخ نجد كثيراً من الصور التي تشير لهذه الحقيقة، وكثير من القبائل البدائية الفطرية يستمر عندها الحب فترات طويلة لذلك تتشكل عندها الدارة.
في العادة من الصعب إيجاد هذه الدارة من الطاقة في العالم الحديث... وكلما كان الفكر مليئاً ومقاداً بالتوتر، يصير الحب أقصر ومؤقتاً أكثر.. القذف يحدث بشكل أسرع عندما يكون الفكر متوتراً.. وبازدياد التوتر يتسارع القذف، لأن الفكر الذي يقوده التوتر لا يهتم بالحب بل بتحرير الضغط... وفي الغرب، لا يشكل الجنس عندهم أي شيء أكثر من عطسة!... يتم رمي التوتر بعيداً والتخلص من العبء...
عندما ترمي بالطاقة بعيداً تشعر بالتخلص من العبء والحمل... عندما ترمي الطاقة تشعر بالتشتت والتفتت.
لكن الاسترخاء شيء، والتشتت شيء مختلف تماماً... الاسترخاء يعني أن الطاقة موجودة داخلك وأنت مرتاح.. أما التشتت يعني رمي الطاقة بعيداً وتبقى بعدها منهكاً.. فقدانك للطاقة يجعلك أضعف لكنك تعتقد أنك ترتاح!

هكذا مع ازدياد التوتر في الغرب، أصبح الجنس مجرد تحرير للتوتر، مجرد تحرر من ضغط الطاقة الداخلية.. حتى أنه صار هناك مفكرون غربيون غير مستعدين لإعطاء أي قيمة للجنس أكثر من قيمة العطسة!.. يدغدغك أنفك ثم تعطس، فيرتاح الفكر.. الناس في الغرب غير مستعدين لإعطاء أي قيمة أكثر من هذا، ومعهم حق، لأن ما يفعلونه هم في الجنس ليس أكثر من هذا.
والناس في الشرق يقتربون أيضاً من هذه النقطة والغلطة والغطة، لأن الشرق أيضاً صار متوتراً...
بعيداً في مكان ما من الجبال، ربما نجد إنساناً غير متوتر.. يعيش في عالم من الجبال والأشجار والأنهار، غير متأثر بالحضارة.. هناك حتى الآن يمكن أن تتشكل الدارة خلال قيامه بالحب.
هناك أيضاً طرق من التانترا يستطيع من خلالها أي شخص أن يولد دارة من الطاقة.. واختبار هذه الدارة شيء رائع، لأنه فقط فيها ستشعر بالاتحاد والوحدة... هذه الأحدية الأبدية لا تُختبر قبل تشكل الدارة.. حالما تتشكل الدارة لن يبقى العاشقان ككيانين منفصلين... سيصبحان جرياناً لطاقة واحدة ونور واحد... يختبران شيئاً يأتي ويذهب ويطوف، لكن الانفصال بينهما اختفى.

حسب شدة هذه الدارة، ستتناقص الرغبة للحب وتزداد الفترة الفاصلة بين اللقائين المتتاليين.. عند تشكل الدارة يمكن أن تختفي الرغبة لتكرارها طوال عام كامل لأن الرضى والإشباع قد تحقق.
أو افهمها بهذه الطريقة: عندما يأكل المرء وجبة طعام ثم يستفرغها.. عندها لن يحصل على أي شبع أو رضى من الوجبة.. الشبع لا يحدث بتناول الطعام بل بهضمه... عادة ما نشعر بأن فعل الأكل يجلب الشبع لكن هذا خاطئ.
فعل الحب له نوعان: أحدها هو مجرد الأكل، والآخر هو الهضم..
الذي نعرفه عادة كحب أو جنس ليس أكثر من أكل واستفراغ ولا نهضم فيه شيئاً... إذا حدث هضم لشيء ما فشعور الشبع سيأتي بعده ويستمر بعمق...
الشبع والامتصاص يأتي فقط عند تشكل دارة الطاقة... والدارة تشير إلى أن فكريّ الشريكين قد اندمجا وذابا في بعضهما البعض.. الآن لم يعودا اثنين بل واحد.. إنهما جسدان لكن الطاقة فيهما صارت واحدة.. والروح واحدة..

هذه الحالة من امتصاص الحب وهضمه تترك حالة عميقة من الرضى... وهي شيء مفيد جداً للمتأمل.

إذا كان هذا الحب ممكناً للمتأمل، فالحاجة للحب تتناقص كثيراً.. وعندها الفترة الفاصلة الطويلة تتركه حراً ليسير في رحلته الداخلية.. وحالما تبدأ الرحلة ويأتي فعل الحب الداخلي مع الرجل أو المرأة الداخلية، فالرجل الخارجي يصبح بلا فائدة والمرأة الخارجية تصبح بلا فائدة.
كلمة العزوبية أو البتولية عند الإنسان تعني أن فعل الحب عنده يجب أن يرضيه ويشبعه كثيراً لدرجة أنه يترك سنيناً بأكملها من العزوبية بعده.. حالما يحقق المتأمل هذه الفترة الطويلة وينطلق في رحلته الداخلية، فالحاجة للحب الخارجي تختفي تماماً.
هذا مخالف تماماً للجهل والكبت الذي نجده عند من يدعي العزوبية في أديرة الرهبان والراهبات.. إنهم لا يعرفون شيئاً عن الحب الداخلي ويضيعون طاقة هائلة في تجنب المرأة أكثر مما لو قاموا بالحب العادي.
في الحقيقة، الاتحاد الخارجي مع المرأة هو مجرد لمحة لكنها أساسية لبداية الطريق إلى الحب الداخلي..
على الطاقة الحيوية أن تتحرك إلى مكان ما.. إذا استطاعت أن تذهب للداخل فعندها فقط يمكن أن تحرف عن الهدر للخارج... إذا لم تدخل فلا بد أن تخرج... ولا فرق سواء المرأة حاضرة مادياً أم وهم في مخيلتك.. والأمر نفسه عند المرأة...
إن دارة الطاقة المتشكلة تحيط الإنسان العادي فقط خلال فترة الحب العادي.. لكن عند الرجل الذي اتحد مع امرأته الداخلية ستبقى هذه الدارة أربع وعشرين ساعة في اليوم... وستصبح أكبر وأقوى مع ارتفاعه في كل مقام... ترسم حوله هالة منيرة من الحب والسلام...

لماذا لم يتم رسم أي صورة للنبي؟؟ وكذلك عدة حكماء مثل بوذا لم يرسموه إلا بعد 500 سنة من وفاته، وهذه الظاهرة حدثت عدة مرات في التاريخ... هذه الأسرار لن تجدها في كتب التاريخ أو الأديان والتفاسير... لقد قال بعض الصحابة المقربين عن النبي الحبيب أنهم عندما اقتربوا وراقبوه بيقظة مركزة، أن جسده يختفي ولا يبقى إلا النور والحضور.. وأيضاً كان والده يدعى أبو النور يحمل نوراً في جبهته وقد انطفأ عندما حدث الحمل بالنبي.. أي متأمل يمكنه أيضاً أن يختبر مثل هذه الحالات وأكثر... فنحن حقاً لا شيء.. يشيء بما شاء الكون... لكن الآن صارت نظرة الناس سطحية.. ضاعت البصيرة وتعلقنا بالبصر.. أولئك الذين شاهدوا السيد المسيح عن قرب أيضاً قالوا أنه غير موجود إلا كهالة من نور.. وكثير من العارفين والأنبياء والأولياء...
إذا نظرنا بيقظة تامة للناس في هذه المكانة والمرتبة فلن نرى إلا الطاقة المشعة.. نور من نور.. ولن نرى أي جسد أمامنا إلا الحضور...


بعد تلاقي كل جسدين داخليين تتضاعف الطاقة
بعد الجسد الرابع تصل إلى اكتمالها
في الخامس لا يبقى إلا الطاقة
في السادس ستبدو هذه الطاقة متصلة مع النجوم والسماوات
وفي المقام السابع حتى الطاقة ستختفي
تختفي المادة ثم تختفي الطاقة.. ولا يبقى إلا الفناء واللقاء بالله
 

أضيفت في:4-12-2010... الحب و العلاقات> الجنس و التأمل
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع



 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد