صدقاتكم وشكركم الحقيقي

تساعدنا لكي نستمر

الرجال يعيشون بشكل أفضل عندما تحكم النساء

هذا موضوع ممتع عن نظام الحكم الأمومي في قرية "Mosuo" جنوب الصين... ولمعرفة كيف يعمل هذا الحكم، قام الطبيب والكاتب الأرجنتينيRicardo Coler بالعيش هناك لمدة شهرين.. ويقول عن تجربته في مجلة SPIEGEL ONLINE أن النساء عندهن طريقة مختلفة تماماً للحكم... وهذا الحكم كان قديماً عن العرب أيضاً، حيث كانت كلمة أمي مهمة وكلمة عم أهم وأقدم من كلمة أب... هكذا كانت الحياة في الإسلام دين الفطرة، فالنبي الحبيب احترم المرأة وسماها سيدة نساء العالمين وقال أن الجنة تحت أقدام الأمهات.. وكان بيت المال والعيال ولا يوجد كبت جنسي ولا امتلاك للناس ولا فقر أبداً...

يسأله صحفي في المجلة: سيد كولر، أنت من الأرجنتين، حيث السلوك الذكوري هو المسيطر مثل كثير من البلدان في هذا الزمان... كيف كانت تجربة العيش شهرين في مجتمع تحكمه المرأة؟
كولر: أردتُ معرفة ماذا يحدث في مجتمع تقرر فيه النساء كيفية عمل الأشياء... كيف تتصرف النساء عندما تسمح لهم مكانتهم الاجتماعية بتقرير كل شيء منذ ولادتهم؟ نحن الرجال نعرف ما هو الرجل، يمكننا وصفه وتعريفه بسرعة.. لكن ما هو تكوين النساء؟ رغم أنني لم أزدد حكمة في هذه النقطة حتى الآن!

الصحفي: هل مجتمع "موسيو" هو جنة أنثوية للنساء؟
كولر: توقعت أن أجد مجتمعاً أبوياً معكوساً... لكن الحياة هناك لم يكن لها أي علاقة بذلك... النساء عندهن طريقة مختلفة في الحكم.. عندما تحكم النساء، يكون حكمهم جزءاً من عملهم... يسعدون عندما يسير كل شيء على ما يرام، والعائلة كلها بصحة وخير... تكديس الثروة أو كسب الكثير من المال لا يدخل إلى فكرهم أبداً... يبدو أن تجميع رأس المال شيء ذكوري... ليس عبثاً ما يقوله المثل الشعبي: الفرق بين الرجل والصبي هو سعر ألعابه.

الصحفي: كيف تكون الحياة بالنسبة للرجل في المجتمع الأمومي؟
كولر: يعيش الرجال بشكل أفضل عندما تحكم النساء: فأنت عندها لست مسؤولاً عن شيء تقريباً، تعمل أقل بكثير وتمضي النهار بكامله مع أصدقائك... تكون مع امرأة مختلقة كل ليلة إذا أردت.. وفوق كل هذا، يمكنك دوماً العيش في منزل أمك... تقوم النساء بخدمة الرجال، وهذا يحدث في مجتمع تقود فيه النساء كل شيء وهي من يتحكم بالمال أيضاً.
في المجتمع الأبوي، نحن الرجال نعمل أكثر، وبين حين وآخر نقوم بجلي الصحون وغسل الثياب!.. في المجتمع الأمومي النقي في موسيو، لا يسمح لك فعل ذلك!.. حيثما تكون مكانة المرأة المسيطرة مصانة، نجد أن تلك القواعد القديمة المربوطة بجنس الإنسان تفقد كل قيمتها.

الصحفي: ما هو أكثر شيء فاجأك هناك؟
كولر: أنه ليس هناك أي عنف في المجتمع الأمومي... أعرف أن كلمتي تعتبر من المثاليات، وكل مجتمع بشري له مشكلاته الخاصة به.... لكن بالنسبة للنساء في موسيو، ليس من الصواب حل النزاعات بالعنف... ولأنهم في الحكم، لا يتقاتل أي أحد هناك... لا يعرف الناس مشاعر الذنب أو الانتقام، ببساطة القتال هناك أمر معيب ومخجل جداً... يخجلون جداً إذا تقاتلوا فيما ندر، وحتى يمكن لهذا أن يهدد سمعتهم ومكانتهم الاجتماعية.

الصحفي: وعندما لا يكون هناك حل لمشكلة ما؟
كولر: ولو كان ذلك، لن يكون هناك أي مشاحنة أو مشاجرة... تقرر النساء ماذا سيحدث... بعضهم يقوم بذلك بطريقة صارمة وآخرون بطريقة ودية ألطف.. إنهم نساء أقوياء ويعطون أوامر واضحة.... عندما لا ينهي رجل ما العمل المطلوب منه، نتوقع منه أن يعترف بذلك.. ولا يتم توبيخه أو معاقبته، بدلاً من ذلك تتم معاملته كولد صغير لم يكن كفؤاً لتلك المهمة ببساطة.

الصحفي: هل يتم تربية الرجال ليكونوا غير أكفاء وغير قادرين على الأعمال؟
كولر: في موسيو، نجد أن النساء ببساطة هم الجنس الأكثر فعالية ومقدرة على الأعمال... على كل حال، يعترفون أن "القرارات الكبيرة حقاً" مثل شراء منزل أو آلة أو بيع بقرة، يقوم بها الرجال..... الرجال جيدون لهذا النوع من القرارات بالإضافة للعمل العضلي... القائد الرسمي الحكومي للقرية، أو المحافظ، هو رجل... تمشيتُ معه في القرية، ولم يقم أي أحد بتحيته أو إعطائه أي اهتمام... فلأنه رجل لا يمتلك أي سلطة هناك.

الصحفي: كيف يعمل هذا التقسيم في الأدوار عندما نأتي لموضوع الحب؟
كولر: في المجتمع الأمومي، الحب والشهوة شيء طبيعي منتشر ومقبول تماماً، لكن هناك فرق كبير بين الاثنين... كثيراً ما يثرثرون بنكاتٍ تفهم بمعنيين أحدهما جنسي.... هناك دوماً أحد ما يريد أن يعرف عنك أو يقدّمك مع امرأة، وهناك دوماً امرأة ما تبتسم لك... مثلما قلت، هذه نساء أقوياء جداً ويعطون الأوامر ويصرخون عليك إذا كنتَ أصماً! لكن عندما نأتي للإغواء الأنثوي يتغيرون تماماً... تتصرف المرأة بخجل، تنظر عيونها للأرض، وتغني بهدوء مع نفسها ويحمر وجهها من الخجل... ويجعلون الرجال يعتقدون أننا نحن الذين نختار النساء التي نريد ونفوز بها.. بعدها تمضي الليلة سوية... وفي صباح اليوم التالي يغادر الرجل وتذهب المرأة لتكمل عملها المعتاد.

الصحفي: إنها جنة من الحب المتحرر.. أليس كذلك؟
كولر: الحياة الجنسية في موسيو مميزة جداً ونشيطة... كثيراً ما يتم تغيير الشريك، لكن النساء هي التي تقرر من الذي ترغب بتقضية الليل معه... المسكن عندهن فيه مدخل رئيسي، لكن كل امرأة بالغة تعيش في كوخ خاص بها... الرجال يعيشون سوية في منزل كبير... باب كل كوخ مزود بعلاقة معكوفة، ويرتدي جميع الرجال القبعات... عندما يزور رجل امرأة، يضع قبعته على علاقة الباب.. بهذه الطريقة يعرف الجميع أن هذه المرأة عندها رجل يزورها... ولا يقوم أي أحد بطرق بابها.... إذا وقعت امرأة في الحب، عندها تستقبل فقط الرجل المحدد الذي أحبته، وذلك الرجل يذهب فقط لتلك المرأة بالتحديد.

الصحفي: ما الذي يجعل الرجل جذاباً بالنسبة لامرأة من موسيو؟
كولر: عندما تقدر على الكلام مع الرجل وممارسة الجنس والخروج معه، عندها تكون مغرمة به وتحبه... الحب بالنسبة لهم مهم أكثر من الشراكة... يريدون أن يعيشون الحب دوماً... السبب الوحيد للانتقال لأحد آخر هو الحب... ليسوا مهتمين بالزواج أو تأسيس عائلة مع رجل... عندما ينتهي الحب، ينتهي ببساطة... لا يبقون سوية من أجل الأولاد أو لأجل المال أو لأي شيء آخر.

الصحفي: هل يوجد مفهوم الزواج بالنسبة لقرية موسيو؟
كولر: نعم، حتى الأطفال يتم تهديدهم به: "إذا لم تكونوا جيدين سنزوجكم ونتخلص منكم!"
الأطفال هناك يفهمون أن الزواج قصة من الرعب والمعاناة... سألوني كيف نعيش فأجبت: "يقوم الرجل بمقابلة المرأة، يقعون في الحب، يجلبون الأطفال ويعيشون سوية طوال حياتهم."
قالوا لي كمواساة: آه لا بد أن ذلك شيء عظيم... لكنك تعلم أنهم ضحكوا لأننا دوماً نكرر شيئاً، بالرغم من أننا أنفسنا نعرف أنه لا ينجح.

الصحفي: هل يمكن أن أسألك ما إذا قمتَ بتعليق قبعتك على أحد الأبواب؟
كولر: رغبت إحدى النساء بجلب طفل مني.. فقلت لها لا، لا يمكنني جلب طفل معك لأنك تعيشين في الصين وأنا أعيش في الأرجنتين.... "فإذاً؟" كان جوابها....
الأطفال يبقون دائماً مع أمهاتهم... أخبرتك أنني لم أستطع جلب أي طفل لن أقدر على رؤيته... عندها ابتسمت لي فحسب، كأنني أخذت الأمر على محمل الجدية كثيراً....
عندما ينجبون الأطفال فالأطفال لهم وحدهم، الرجال ليس لهم أي دور هنا.

الصحفي: في المجتمع الصيني، يتم إعطاء قيمة للأولاد الذكور أكثر من الإناث.. هل الحالة معكوسة هناك في موسيو؟
كولر: العائلة دون بنات هي كارثة.... وأكثر من ذلك، تكون هذه العائلات أفقر مادياً لأن النساء هم اللواتي تتعامل بالمال... أحد العائلات لديها 15 إلى 20 عضو... بالرغم من أن هناك عائلات صغيرة أيضاً 5 أو 6 أعضاء.... يسمح للمرأة بجلب حتى ثلاث أطفال، وهذا شيء عادي بالنسبة للصين، حيث يسمح لسكان المدينة بطفل واحد، وفي الأرياف طفلين فقط.... لكن سكان موسيو الذين لا يتجاوز عددهم 25 ألف تعتبر أقلية عرقية لذلك يسمح لهم بثلاث أطفال.

الصحفي: هل هناك في موسيو كلمة لـ "الأب"؟
كولر: نعم، هناك كلمة لكنها ليست أبداً مثل مفهومنا عن الأب.... تلك الواجبات تكون على عاتق الأم أو العائلة... كثيراً ما لا تعرف المرأة من هو الرجل المسؤول عن حملها... لذلك الأطفال أيضاً لا يعرفون من هو والدهم البيولوجي الجسدي... لكن بالنسبة للنساء لا يكون ذلك مهماً في العادة، لأن الرجال قليلاً ما يعملون وليس لديهم إلا سيطرة قليلة على الأشياء ذات القيمة المادية.... العائلة هي الشيء المهم ولا يمكن أبداً أن يفصلوا أنفسهم عنها.

أدعكم مع بعض الصور الجميلة والعبر

الكاتب الأرجنتيني Ricardo Coler الذي عاش شهرين في قرية موسيو، وهي أقلية عرقية ذات حكم أمومي في جنوب الصين... والسؤال الذي دفعه للذهاب: ماذا يحدث في مجتمع تقرر فيه النساء كيفية عمل الأشياء؟... كيف تتصرف النساء عندما تسمح لهم مكانتهم الاجتماعية بتقرير كل شيء؟

في موسيو، نجد أن النساء ببساطة هم الجنس الأكثر فعالية ومقدرة على الأعمال... عندما لا ينهي رجل ما العمل المطلوب منه، نتوقع منه أن يعترف بذلك.. ولا يتم توبيخه أو معاقبته، بدلاً من ذلك تتم معاملته كولد صغير لم يكن كفؤاً لتلك المهمة ببساطة.

بالنسبة للنساء في موسيو، ليس من الصواب حل النزاعات بالعنف... ولأنهم في الحكم، لا يتقاتل أي أحد هناك...

لا يعرف الناس مشاعر الذنب أو الانتقام، ببساطة القتال هناك أمر معيب ومخجل جداً... يخجلون جداً إذا تقاتلوا فيما ندر، وحتى يمكن لهذا أن يهدد سمعتهم ومكانتهم الاجتماعية.

عندما ينجبون الأطفال فالأطفال لهم وحدهم، الرجال ليس لهم أي دور هنا.

ليسوا مهتمين بالزواج أو تأسيس عائلة مع رجل... عندما ينتهي الحب، ينتهي ببساطة... لا يبقون سوية من أجل الأولاد أو لأجل المال أو لأي شيء آخر.

الرجال يعيشون بشكل أفضل عندما تحكم النساء

أنت لست مسؤولاً عن شيء تقريباً، تعمل أقل بكثير وتمضي النهار بكامله مع أصدقائك...

عندما نأتي للإغواء الأنثوي يتغيرون تماماً... تتصرف المرأة بخجل، تنظر عيونها للأرض، وتغني بهدوء مع نفسها ويحمر وجهها من الخجل...