موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

الفضيـــلة الأصيـــلة

موضوع الفضيلة والأخلاقية مهم جداً...
لأن الفضيلة الأصيلة والأخلاقية الحقيقية ليست ما قِيل لك عبر مرّ العصور...
أيام الحكماء والأنبياء تختلف عن أيام الأغبياء التي نعيشها الآن... والأديان الحالية بقايا أديان... طوائف وأشكال وألوان، خالية من الوجدان والإيمان... فليس من الحق تسميتها بالأديان...
لقد استغلّت جميع هذه الأديان فكرة الأخلاق عند الإنسان... اعمل الفضيلة وتجنّب الرذيلة... لقد كانت تُعلِّم بطرق مختلفة، لكن الأساس كان يُبنى على أمر واحد:
وهو أنك ما لم تلتزم بالأخلاق والآداب العامة، فلن تستطيع أن تصبح متديناً ولن تستطيع أن تدخل الجنة... وبالأخلاق يعنون أنه يجب أن تكون صادقاً، مخلصاً، مُحسناً خيّراً، رحيماً، مسالماً، وبكلمة واحدة: جميع القيم العظيمة يجب أن تكون موجودة عندك أولاً، وعندها فقط يمكنك أن تتجه إلى التديّن والإيمان.

هذا المفهوم بكامله مقلوب رأساً على عقب...!

حسب نظرتي إلى الحياة..... ما لم تصبح متديناً فلن تستطيع أن تصبح فاضلاً.
الدين يأتي أولاً، والفضيلة مجرد ناتج ثانوي عنه... وإذا وضعتَ الناتج الثانوي كهدف على البشر أن يصلوا إليه، تكون قد صنعتَ إنسانيةً بائسة مليئة بالمشاكل والمعاناة لأجل سبب جيد لا بأس به، ولا أحد ينتبه إليه...
إنك تضع العربة أمام الفرس، فلن تستطيع الفرس أن تتحرك ولا العربة...
وسيبقيان في مكانهما وسنبقى نحن في الوعي في آخر مرتبة....

كيف يمكن للإنسان أن يكون صادقاً إذا لم يكن يعرف الحقيقة؟
كيف يمكن للإنسان أن يكون مخلصاً إذا لم يكن يعرف ذاته؟
كيف يمكن للإنسان أن يكون رحيماً إذا لم يكن يعرف منبع المحبة داخله؟
من أين له بالرحمة؟... كل ما يمكن أن يقوم به باسم الفضيلة والأخلاق هو أن يصبح منافقاً متظاهراً... ولا يوجد شيء أبشع من النفاق يا رفاق...

يستطيع الإنسان أن يتظاهر ويحاول بجهد جهيد...
لكن كل شيء سيبقى ظاهرياً سطحياً بعيداً عن حبل الوريد...
بسماكة الجلد ليس أعمق... فقط اخدشه قليلاً وستجد جميع الغرائز الحيوانية حية ومستعدة للانتقام في أي فرصة تسنح لها... مستمرةً بالتهديد والوَعيد...

إنّ وضع الفضيلة قبل الدين واحدة من أعظم الجرائم التي ارتكبها الدين ضد البشرية...
الفكرة بحد ذاتها تؤدي إلى إنسان مكبوت... والإنسان المكبوت هو كائن مريض...
مقسوم نفسياً... في صراع مستمر مع ذاته... يحاول القيام بأشياء لا يريد القيام بها...
الفضيلة يجب أن تكون حالة سهلة مسترخية، تماماً مثل خيالك، لا تحتاج إلى جرّه وراءك، لكنه ببساطة يأتي ويلحقك لوحده... أي: خُلقه القرآن وأي كتاب يعلّم الإنسان... لكن هذا الأمر لم يحدث في فرض الأخلاق.. ما حدث ونتج هو إنسانية مريضة نفسياً ممزقة الكيان....

كل إنسان متوتر، لأنك في أي شيء تقوم به، هناك صراع وتناقض:
هل هذا شيء صحيح أم خاطئ؟ حلال أم حرام؟
طبيعتك تسير باتجاه معيّن، وفكرك المُبرمَج يسير بالاتجاه المعاكس... والبيت المقسوم لا يستطيع الصمود كثيراً، لذلك تجد أن كل إنسان يحاول تجميع بيته الداخلي وإلصاقه ببعضه بطريقة ما، وإلا فالخطر موجود دائماً بقربك، يهددك بالانهيار العصبي في أي لحظة.


إنني لا أعلّم الأخلاقية أو الفضيلة على الإطلاق...
الأخلاق يجب أن تنبع من تلقاء ذاتها كفيضٍ من النقاء...
إنني أعلّمك الاختبار المباشر لمعرفة ذاتك في صمت الفناء...
وعندما تصبح صامتاً أكثر فأكثر... هادئاً وصافياً كالسماء...
سيزداد فهمك لوعيك الخاص بك، ويبدأ الارتقاء...
وسيصبح كيانك الداخلي أكثر تمركزاً واسترخاء...
عندها جميع أفعالك ستعكس الأخلاقية الحقيقية النابعة من القلب...
لا المفروضة بالفكر والتفكير والتكفير والإكراه والإيذاء...


لن تكون الفضيلة وعمل الخير والأمر بالمعروف شيئاً تقرر القيام به، لكنه سيكون شيئاً طبيعياً تماماً مثل الورود على شجرتها...
شجرة الورد لا تقوم بضبط وتعذيب نفسها ولا تقوم بأي صلاة أو صيام أو التزام بأي شريعة... ولا تتدرب على تطبيق الوصايا العشرة...
شجرة الورد لا تقوم بأي شيء خارج عن طبيعتها...
يجب فقط أن تُسقى وتُغذى، والورود ستأتي في وقتها...
بجمالٍ أخّاذ وعطرٍ يملأ الأرض والسماء، دون أي جهد أو عناء...

الأخلاق التي تأتي بالمحاولة والجهد ليست أخلاق على الإطلاق..!
الأخلاق التي تأتي دون جهود والتزامات هي الأخلاق الوحيدة...
ولهذا أنا لا أتكلم عن الأخلاق أبداً...

الأخلاق بحد ذاتها قد سبّبت كثيراً من المشاكل للبشرية، في كل الأشياء والأبعاد...
لقد أعطوك أفكاراً مسبقة الصّنع، حول ما هو صحيح وما هو خاطئ...
في الحياة، الأفكار الجاهزة لا تعمل، لأن الحياة تستمر بالتغيّر والجريان تماماً كالنهر، ملتفةً هنا وهناك، تدخل إلى مناطق جديدة باستمرار، من الجبال إلى الوديان، من الوديان إلى السهول، من السهول إلى المحيط....
"هرقل" كان على حق عندما قال: لا يمكنك أن تخطو في نهر واحد مرتين... لأنه يتدفق باستمرار... في المرة الثانية التي تخطو بها يكون الماء مختلفاً عن الماء الأول، وأنا أوافق معه كثيراً، لكنني أقول لك: لا يمكنك أن تخطو في نهر واحد، حتى لمرة واحدة!
لأن قدمك عندما تلمس سطح النهر، يكون الماء متدفقاً تحته، وبينما تغطس قدمك يكون الماء متدفقاً أيضاً، وفي الوقت الذي تلمس فيه القاع يكون كثير من الماء قد تدفق...
الحياة هي تماماً كالنهر... جريان ينهر... وأنتم جميعاً تحملون شرائع ثابتة متجمّدة...
تجد نفسك دائماً غير متلائم.. لأنك إذا تبعتَ شريعتك عليك أن تسير عكس الحياة والطبيعة وتحمل السلّم بالعرض.. وإذا تبعتَ الحياة عليك أن تسير عكس شريعتك.
ولهذا أبذلُ كامل جهدي لأجعل الفضيلة أصيلة، أصلية وعفوية عندك...


عليك أن تكون واعياً متيقظاً... وتتجاوب مع أية حالة بوعي تام... عندها أي شيء تقوم به سيكون صحيحاً وحلالاً... الأمر لا يتعلّق بكون العمل صحيحاً أم خاطئاً، بل إنه أمر يتعلق بالوعي، ما إذا كنتَ تقوم بالعمل واعياً أم غير واعي كالرجل الآلي.
فلسفتي بكاملها مرتكزة على تنمية وزيادة وعيك إلى مستويات أسمى وأعمق،
إلى النقطة التي لا يبقى فيها أي لاوعي داخلك...
إلى أن تصبح مشعلاً من النور... نور على نور...
في هذا النور وهذا الوضوح.. سيصبح من المستحيل القيام بأي شيء خاطئ.

الموضوع ليس أنك تحاول تجنّب القيام بالخطأ،
حتى إذا أردتَ أن تقوم بالخطأ فلن تستطيع!...
وفي هذا الوعي، أي شيء تعمله يصبح بركة للجميع...
أعمالك الناتجة عن الوعي هي الأخلاق...
وأعمالك الناتجة عن اللاوعي هي الفسق والنفاق،
بالرغم من أنها قد تكون الأعمال الأولى ذاتها.

تذكّرتُ قصةً قديمة....

كان هنالك ملك قد كبر في العمر... وأخبر ابنه الوحيد الذي سيرثه:
قبل أن أموت، عليك أن تتعلم فن الأخلاق يا ابني، لأن الملك يجب أن يكون القدوة والأسوة الحسنة وقمة الأخلاق للمملكة بكاملها... يجب ألا يكون هناك أي خطأ في تصرفاتك.
لهذا سأرسلك اليوم إلى معلمي القديم...
إنني كبير في العمر وهو حتى أكبر مني، لذلك لا تضع الوقت... تعلّم كل شيء بإخلاص دون إضاعة أي دقيقة...!

ذهب الأمير إلى المعلم وتفاجأ تماماً... تفاجأ من أن المعلم كان معلماً في الرماية.. وما علاقة الرماية بالأخلاق؟ هل خَرِفَ والدي وأصبح يهذي؟
لكن الأمير قد أتى عبر الجبال البعيدة، فقال لا بأس من رؤية هذا المعلم لمرة واحدة على الأقل قبل الرجوع...
دخل إليه... وكان المعلم الكبير جميلاً جداً يشع بالنور... مُحاطاً بهالة من الصمت والسلام... كان الأمير يعتقد أنه سيقابل محارباً ضخماً، رامياً مفتول العضلات... لكن هنا وجد رجلاً حكيماً مسالماً...! وازدادت حيرته ودهشته.
فسأله: هل أنت معلم الرماية هنا؟ فأجابه: نعم صحيح.
قال الأمير: لقد أرسلني والدي الملك الذي كان تلميذاً عندك، لكي أتعلم الأخلاق منك...
لكنني لا أرى أي علاقة أبداً بين الفضيلة والرماية!
ضحك الرجل الكبير وقال: قريباً سوف ترى...
قال الأمير: إنني في عجلة من أمري، والدي كبير في العمر، ويجب أن أحقق رغبته قبل أن يموت...
قال المعلم: إذاً ارحل من هنا..! لأن هذه الأشياء لا يمكن تعلّمها بسرعة... الصبر اللامحدود هو الخطوة الأساسية لتعلّم أي فن، سواءٌ كان فن الرماية أم فن الفضيلة.
فبقي الأمير هو ينظر إلى عيون العجوز.. وقال: متى سيبدأ درسي الأول؟
قال العجوز: الآن تماماً... لقد بدأ.. الصبر هو درسك الأول... ومن أجل الدرس الثاني يجب أن أنبّهك وأحذرك...

الدرس الثاني: بينما تنظف الأرض، تنظف الحديقة من الأوراق المتساقطة... كن حذراً جداً... لأنني قد أضربك بسيفي الخشبي في أي لحظة.
مع أنه سيف خشبي، لكنه يضرب ويؤلم فعلاً، وقد سبّبَ كسوراً لعظام عدة أشخاص!
قال الأمير: لكنني أتيتُ هنا لكي أتعلّم الأخلاق... لا لكي أحصل على عظام مكسّرة!!
قال العجوز: ذلك الموضوع سيأتي في وقته المناسب... نحن الآن في البداية فقط.

كان الأمير محتاراً ومشوشاً، لكنه يعلم والده وردّة فعله، إذا عاد إليه فارغ اليدين،
سيغضب الملك العجوز فعلاً... لذلك عليه أن يتعلّم...
على كلا الجانبين هناك رجلان عجوزان مجنونان... وهذا الرجل يحاول أن يعلّمني الأخلاق بضربي... لكن دعنا نرى ماذا سيحصل...
وبدأ المعلم فعلاً بضربه...

بينما كان يغسل الأرض كانت تأتيه ضربة مفاجئة... ينظف الحديقة، يجلس مرتاحاً تحت إحدى الأشجار وتنهال عليه الضربات دون سابق إنذار...
لكنه تفاجأ بعد مضي أسبوع أن هناك حدساً معيناً قد نما عنده... حتى قبل أن يقبل إليه المعلم أصبح يقفز بسرعة من طريقه.... مهما كان يفعل، كان هناك جزء معيّن من وعيه يركّز على مكان المعلم... بالرغم من أن المعلم كان يمشي بهدوء شديد يستحيل سماعه أو الانتباه إلى حركته... لكن كان من الضروري جداً بالنسبة للأمير أن يبقى واعياً بسبب الضربات المؤلمة التي آذت كامل جسده....

استمر الموضوع لمدة شهر كامل، لكنه في نهايته أصبح واعياً، ولم يعد العجوز قادراًَ على ضربه.
قال العجوز: أنت فعلاً ابن أبيك... كان هو أيضاً ذكياًَ جداً ومخلصاً في تعلّمه..
لن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً منك... وقد انتهى درسك الأول اليوم...
لأنني كنت أحاول طوال النهار أن أضربك لكنك كنتَ دائماً متيقّظاً وأنقذتَ نفسك...
ابتداءً من صباح الغد، عليك أن تكون أكثر حذراً... لأنني سأستبدل السيف الخشبي بالسيف الحقيقي...
السيف الخشبي كان الكسر هو أقصى ما يمكن أن يسببه، أما السيف الحقيقي يمكنه أن يقطع رأسك... لذلك تحتاج إلى المزيد من الإدراك والوعي...
لكن هذا الشهر كان تعليماً عظيماً للأمير.... لم يكن يعلم أن بداخله كل هذا الكم الهائل من الوعي البديهي والحدس.... كان الأمير متدرباً ودارساً مثقفاً جيداً في الفكر، لكنه لم يدرك أي بعد أعمق كالحدس والبصيرة...
وهنا لم يكن خائفاً حتى من السيف الحقيقي، فاعتبره مثل السيف الخشبي...
وقال لنفسه: "إذا لم يكن بإمكان المعلم أن يضربني بالخشبي فلن يستطيع أيضاً ضربي بالحقيقي... والأمر لا يختلف أبداً بالنسبة لي..."

ولمدة شهر آخر، كان العجوز يحاول بأي طريقة ممكنة أن يضربه بالسيف الحقيقي، لكن طبعاً أصبح الأمير واعياً أكثر فأكثر... يجب أن يصبح هكذا لأن ضربة واحدة ستقتله تماماً... ومضى شهر بكامله دون أن يقدر العجوز حتى على لمسه.

كان الأمير مسروراً جداً... وقال: إنني راضي ومقتنع تماماً معك.
قال العجوز: حتى الآن، كنتُ أضربك وأنت صاحي، لكن اعتباراً من هذا المساء، تذكّر أنني قد أضربك في أي لحظة وأنت نائم... ومجدداً سنبدأ بالسيف الخشبي.
قلق الأمير قليلاً وقال في نفسه: "عندما كنتُ صاحياً كنتُ أقدر على تفادي السيف، لكنني سأكون نائماً الآن!!..."
لكن فترة الشهرين قد أعطته احتراماً وثقة كبيرة بالمعلم وبفنّه، إضافة إلى ثقة كبيرة بنفسه وبحدسه... وفكّرَ أنه إذا قال المعلم هذا، إذاً لا بد أن الحدس لا ينام، وفعلاً هذا ما ظهر... الجسد فقط ينام، الفكر ينام، أما الحدس فيبقى مستيقظاً دائماً... طبيعته بحد ذاتها هي الوعي والصحوة... لكننا لا ننظر إليه في العادة...

هنا كان على الأمير أن يهتم بحدسه، وأن يبقى واعياً، حتى عندما كان نائماً كان المعلم يضربه... وقد أكل الأمير بعض الضربات المؤلمة... لكنه كان ممتناً شاكراً للمعلم ولم يغضب منه أبداً.. لأنه بعد كل ضربة كان وعيه يزداد ويزداد حتى وهو نائم... تماماً مثل لهب خفيف ينبض بالحياة في داخله على الدوام، متيقظاً ومراقباً...
وفي غضون شهر، أصبح قادراً على حماية نفسه حتى وهو نائم...
عندما يأتي العجوز إليه بصمت شديد، كان الأمير ينهض قافزاً من سريره على الفور...
قد يكون غارقاً في نوم عميق، لكن شيئاً ما كان يقظاً باستمرار...
وفي الدرس التالي ظهر السيف الحقيقي خلال النوم أيضاً...

قال المعلم في ذلك الصباح: الآن... الدرس الأخير: سأضربك بالسيف الحقيقي حتى وأنت نائم، وأنت تعلم سيفي القاطع... ضربة واحدة وستنتهي حياتك... لذلك عليك أن تجمع كامل وعيك.
كان الأمير الصغير قلقاً وخائفاً قليلاً، لأن اللعبة قد أصبحت أخطر بكثير...

في أحد تلك الأيام، كان المعلم يقرأ كتابه تحت أشعة شمس الصباح، وكان الأمير يجمع الأوراق الميتة في الحديقة، وفجأة أتت فكرة إلى ذهن الأمير: هذا الرجل العجوز المزعج كان يضربني باستمرار على مدى عدة شهور... وستكون فكرة عظيمة أن أحاول معه مرةً ما... سأضربه وأرى ما إذا كان واعياً متيقظاً أم لا.
وكان الأمير على بعد عشرين متراً تقريباً من العجوز، عندما كان يفكر بتلك الفكرة ولم يكن قد عمل أي شيء... وقال العجوز: يا ابنييييييييي.....
إنني كبير جداً في العمر، وتعليمك لم ينتهي بعد... لا تفكر بمثل هذه الأفكار..!
لم يستطع الأمير تصديق ما سمع... أتى إلى المعلم واعتذر منه وقال:
سامحني... لكنني لم أقم بفعل أي شيء... كانت مجرد فكرة عابرة.
فأجاب المعلم: عندما تصبح مكتمل الوعي، حتى أصوات أفكارك ستصبح مسموعة.
الموضوع موضوع وعي... دون القيام بأي شيء... فقط فكر وسوف أعلم بماذا تفكر... وقريباً ستستطيع أنت أيضاً الوصول إلى هذا... فقط تحلّى بقليل من الصبر.

وفعلاً بعد بضعة أيام، أتت لحظة أدرك فيها فجأة أن المعلم كان يفكر بضربه...
دون أي سبب أو إشارة، كان المعلم يقرأ في كتابه، لكن الفكرة أتت بوضوح شديد للأمير، لذلك ذهب إلى المعلم وقال: شووو... هل تريد أن تضربني مجدداً؟؟
منذ بضعة ثواني قد سمعتُ الفكرة!
أجاب المعلم: نعم أنت على حق... كنتُ أفكر بإنهاء هذه الصفحة والقدوم إليك.
الآن لا توجد حاجة لبقائك هنا... أعلم أن والدك كبير في العمر وهو بانتظارك...
لكن الشاب قال: ماذا حصل بشأن الأخلاق التي أتيت لكي أتعلّمها؟؟؟؟
أجاب العجوز الحكيم:
انسَ أمرها..!!..

الإنسان الواعي تماماً لا يمكن إلا أن يكون
إنساناً فاضلاً يشعّ بالأخلاق...
خُلقه القرآن دون أي دين أو ميثاق....
لا يستطيع إيذاء أي كائن فيه قلبٌ خفّاق...
لا يستطيع أن يسرق ويغش في الأسواق...
لا يستطيع أن يكون قاسياً أو مجرماً، أو حتى أن يفكر بالنّفاق...
سيكون بطبيعته الطبيعية محبّاً ورحيماً على دين الفطرة والوِفاق....
انسَ كل شيء عن الأخلاق!
هذا الوعي هو ما أسمّيه التديّن... الروحانية...
وهو منبع الآداب والأذواق...


عاد الأمير وكان والده الملك ينتظر وينتظر... وقال له:
هل تعلّمتَ فن الرماية بكامله؟؟
قال الأمير: لقد أرسلتني لتعلّم فن الأخلاق والفضيلة، من أين أتيتَ بفكرة الرماية؟
قال الملك: نعم لقد أرسلتك لتعلّم الأخلاق، الرماية كانت مجرد وسيلة، وهناك عدة وسائل وطرق بعدد أنفاس الخلق... عدة تقنيات من التأمل لصُنع الوعي.. لإيقاظ حدسك النائم.... تأمل ساعة خير من عبادة سبعين عام...
حالما يستيقظ الضمير، لا يوجد أي حاجة لإخبارك ما هو الجيد والسيئ، ما هو الخير والشر....
وعيك سيكون حاكماً وحاسماً من تلقاء ذاته... وسيكون عفوياً، طازجاً يافعاً...
ودائماً موجّهٌ إلى النقطة الهدف، لأن جميع المبادئ والقوانين ستكون ميتة في اللحظة الحاضرة... وإذا حاولتَ أن تُلائم حياتك وتصبّها وفق قوالب المبادئ ستصبح أنت ميتاً أيضاً... وهذا بالضبط ما حصل للمسيحيين، الهندوسيين، المسلمين، البوذيين وجميع البشر على سطح الأرض...
إنهم جميعاً يعيشون حسب المبادئ الميتة... وهذه المبادئ الميتة لا تتوافق ولا تتلاءم مع الواقع... ولن تستطيع...
فقط الوعي العفوي الحاضر هو الحيّ الباقي الباطن والظاهر...
الفرق يمكن تشبيهه بالتالي:
لديك صورة لنفسك من السنة الماضية أو من طفولتك، إذا لم تكن تعلم أن هذه هي صورتك عندما كنتَ صغيراً، لن تكون قادراً على معرفة الصورة أبداً... لأنك قد تغيرتَ كثيراً...
تلك الصورة ميتة لا تنمو... وأنت تنمو وتكبر وتتبدل...
الأخلاقيات تشبه الصور... أما الدين فهو المرآة....
إذا كان أمامها طفلٌ فستعكس صورة طفل...
وإذا كان أمامها عجوزٌ فستعكس صورة عجوز...

الدين دائماً عفويّ... دين الفطرة....
حيٌّ متجدد في كل لحظة... متجاوب مع الحقيقة في يقظة...
الإنسان الواعي هو تماماً كالمرآة.... يعكس الواقع ويتجاوب معه...
تجاوبه سيكون خلوقاً... والدينُ عنده هو المُعاملة...


لهذا إنني الآن أغيّر التركيز والتوجيه بكامله:

من الفِعل إلى الإدراك... من السَّعي إلى الوَعي...

وإذا استطاع المزيد من الناس أن يصبحوا واعيين، سيكون العالم مكاناً مختلفاً تماماً....
إنسان الوعي لن يذهب إلى الحرب الخارجية، بل سيذهب إلى جهاد النفس في الرحلة الداخلية...
مع أن معظم النصوص والكتب الدينية والمفسّرين يقولون أن التضحية من أجل الأمة والبلد والدين والله هو شيء طاهر... قمة الفضيلة وأعظم حسنة وشهادة... لكن إنسان الوعي لا يستطيع أن يتبع تلك الفكرة الميتة.
بالنسبة له فكرة البلد أو الدولة أو الأمة غير أخلاقية..!
لأنها تقسم الإنسانية....
والحرب.... بالتأكيد غير أخلاقية.

قد توجد أسماء وكلمات جميلة ومقنعة... أحياناً من الدين، أحياناً أيديولوجيات ونظريات سياسية، أحياناً من المسيحية، أو من الشيوعية... أفكار جيدة....
لكن الحقيقة الحقيقية الناتجة هي: تحويل البشر إلى جزّارين شاربين للدماء...
وأنت تقتل حتى أناساً لم تقابلهم من قبل... وتعلم جيداً أنه تماماً كما تركتَ أنت زوجتك تبكي خلفك، وتنتظرك بشوق ولهفة.... تماماً كما تركتَ أمك وأباك الكبيرين في بيتهم آملين بعودة ابنهما على قيد الحياة... تماماً كما تركتَ أولادك الصغار...
الإنسان الذي ستقتله لديه أيضاً زوجة، أطفال، والدين كبيرين، وهو لم يسبب لك أي أذى... وأنت أيضاً لم تؤذه من قبل...

إذا أصبح العالم أكثر وعياً ولو بمقدار قليل... سيرمي الجنود أسلحتهم ويعانقون بعضهم... سيجلسون تحت الأشجار ويتبادلون القصص والنكات...
السياسيون لن يستطيعوا إجبار جميع الجيوش على القتل والإجرام... ولا البابوات والمُفتيين، ولا أي رجل دين بلا دين... لن يستطيعوا إقناع أي شخص: أنه من أجل الله والدفاع عن دينه وشرائعه وأهل الشرائع والمصانع، عليك أن تقتل أو تُقتل...

فعلاً أمر غريب... لأن الله قد خلق الجميع....
لذلك عندما تقتل أي شخص ستقتل مخلوقاً من مخلوقات الله...
إذا كان الأمر صحيحاً أن الله قد خلق العالم، فيجب ألا يكون هناك أي حرب على الإطلاق... البشر عائلة واحدة.
ويجب ألا يكون هناك أي دولة أو حدود... هذه جميعها أشياء غير أخلاقية!
الدولة، الدين، أي شيء يميّز ويقسم بين الناس ويصنع الخلافات والصراعات...

إنسان الوعي لن يكون طماعاً، لأنه قادر على رؤية أن طمعه سيصنع فقراً...
والناس الذين سيعانون ويموتون من الجوع والفقر هم إخوته وأخواته.
ولا يختلف الأمر ما إذا كانوا يعيشون في أثيوبيا أم في الهند أم العراق...
لا يهم ما إذا كان لونهم أبيض أم أسود...

الفضيلة الأصيلة هي ناتج ثانوي عن الوعي...
وفنّ الوعي هو الدين الحقيقي الوحيد....
لا يوجد أي دين هندوسي أو دين مسيحي أو إسلامي....
هناك دين واحد هو دين الوعي...
أن تصبح مدركاً جداً ومستنيراً وواعياً...
أن تحصل على عيون وبصيرة ترى بوضوح...
وأن تستجيب وفقاً لهذه النظرة الواضحة...
الإنسان الواعي لا يمكن أن يُخدع بالكلمات...
يقول من يُسمّون أنفسهم بـ "المسلمين" أنك إذا متَّ في حرب دينية... كيف يمكن أن يكون هناك "حرب دينية"؟
الحرب في أساسها ليست دينية على الإطلاق!
لكن المسيحية والإسلام وكل الأديان تقول أنك إذا متَّ في حرب دينية، فتوح إسلامية، حروب صليبية، انتقامات طائفية، فستكون مكافأتك عظيمة جداً في العالم الآخر....
من أجل هذا العمل اللاأخلاقي من قتل وتدمير للناس والبيوت، ستُكافأ...
لكن هذه الكلمة الجميلة: الحرب الدينية، تغطّي هذه الجريمة وتغلّفها لتسهيل بلعها.
الإنسان الواعي يرى بعمق وبنظرة خارقة خلال كلماتك... ولن يستطيع إلهك الذي اخترعتَه خداعه، ولا كتبك المقدّسة وتفسيراتك ولا بلدك ولا سياسيوك...
إنه يعيش طبقاً لوعيه الخاص به...
عنده فردية متبلورة نقية مميزة خاصة به...
مرآة في قمة النقاء والصفاء... غير ملبّدة بأي شيء.... دون أي ذرة غبار تغطّيها...
لكن عبر آلاف السنين من الجهل، كانت مجرد كلمات،
وأحياناً لأسباب تافهة جداً... كانت ولا تزال تقتل آلاف الناس...

المسيحية في العصور الوسطى قد أحرقت آلاف النساء...
لقد ابتكروا رواية خيالية، وهي رواية الشيطان...
لا يوجد أي شيطان... ولا يوجد حتى أي الله... لكن الناس قد عاشوا في اللاوعي... وهنا أي شيء يقوله القادة، ومنْ يُسمّون بالقديسين، يجب على الناس أن يؤمنوا به... وإذا لم تؤمن به فسوف تعاني في النار، أما إذا آمنتَ فستكافأ في الجنة...
وهكذا تم تدمير الذكاء عند الناس... لقد أُبقي عليهم معاقين مشلولين متخلّفين عقلياً وروحياً... وإلا لكان من المستحيل إحراق وقتل آلاف النساء الأحياء لسبب غريب جداً:
هو أن هذه النساء قد أقامت علاقة جنسية مع الشيطان!!!!
وطبعاً لا أحد الآن في هذا الزمان يقيم علاقة مع الشيطان، فقط كان الأمر موجوداً في العصور الوسطى... فجأة أصبح الشيطان مهتماً كثيراً بالنساء...!
وأيضاً كان ذلك فقط في أوروبا...
فتمّ إنشاء محكمة خاصة من قِبل البابا:
إذا شكّ أي أحد أن امرأة ما تقيم بعض الصداقات مع الشيطان، تشرب معه فنجان قهوة مثلاً، عليه فقط أن يرسل تقريراً إلى المحكمة... وسيتم فوراً سجن المرأة وتعذيبها.

وكان التعذيب شديداً جداً وقد اخترعوا أساليب خاصة للتعذيب...
منذ خمس أو ستة سنوات، أُصيب ظهري بألم معين، وكان هناك عدة معالجين فيزيائيين هنا في المركز وقد حاولوا جميعهم ولم ينجح أي منهم بإصلاحه...
وفي النهاية أتى أفضل خبير في العالم من لندن، واقترح عليّ آلة تُدعى: Traction
أي الآلة الساحبة...
تم جلب هذه الآلة، وتم وضعي عليها، وبينما كانوا يربطون أحزمتها تذكّرتُ أنني قرأتُ أن هذه الآلة قد اختُرعت في العصور الوسطى من قِبل رجال الدين المسيحيين لتعذيب النساء...
الآلة تسحب يديك باتجاه معيّن وتسحب رجليك بالاتجاه المعاكس... وهكذا تلقائياً تسحب عمودك الفقري، فإذا كان فيه اعوجاج أو انضغاط في مكان ما سيتم تصليحه وموازنته...
كان هذا الاختراع بالمصادفة... عندما كان يتم تعذيب إحدى النساء المسنّات، وقد كانت تعاني على مدى عشرين عاماً من آلام الظهر، وبعد استخدام تلك الآلة لم تصدّق ماذا حصل!
عندما وقفتْ اختفى ألمها تماماً... وهكذا تم تصدير الآلة من الكنيسة إلى المستشفى!!

إنها فعلاً آلة تعذيب رهيبة... إذا كنتَ تستخدمها للتعذيب يمكنك أن تستمر بالسحب... وأحياناً قد تُخلع اليدان... أو تنفصل الرجلان عن الجسم...
لقد كان التعذيب شديداً جداً لدرجة أن المرأة المسكينة ستعتقد أنه من الأفضل لها أن تعترف... لأنها إذا واصلَت إنكارها لمعرفتها وعلاقتها بالشيطان سيستمر التعذيب ويزداد...
سيتوقف التعذيب فقط عندما تعترف المرأة بأنها نامت مع الشيطان ومارست الجنس معه... وهكذا اعترفت آلاااف النساء بعلاقاتهم الجنسية مع الشيطان...
وعندما تعترف المرأة أمام المحكمة، فلا توجد أي مشكلة....
كانت العقوبة ببساطة إحراق المرأة وهي حية في الساحة العامة وسط المدينة.....

لم ينتبه أو يهتم أي أحد في ذلك الوقت ما إذا كان هناك شيطان أم لا...
إنها مجرد كلمة... لا يوجد أي أحد قد شاهد الشيطان.
إذا قمتَ بتعذيب تلك النساء لتعترف أنها تقيم علاقة جنسية مع الله، فسيعترفون بذلك أيضاً...!
هناك حدود لمقدرة المرء على تحمّل العذاب....
مجرد كلمات.... لكن لماذا يستمتع الناس بالقتل والتعذيب والإجرام..؟
لأنهم هم أنفسهم غير سعداء... غير سعداء على الإطلاق...
ممتلئون بالإحباط والتعاسة... لا يستطيعون رؤية أي شخص سعيد يضجّ بالفرحة والابتهاج...
يريدون كل الناس الآخرين أن يُعانوا أكثر مما يعانون هم أنفسهم...
والأخلاق والفضيلة كانت ولا تزال وسيلة جيدة جداً لتعذيب الناس:
لن تحتاج أنت إلى تعذيبهم، لأنهم هم سيعذبون أنفسهم بأنفسهم!

حتى ممارستك للجنس مع زوجتك، هي خطيئة وخطيئة أصيلة عظيمة... إنني لا أتكلم عن زوجة شخص آخر....
الجنس خطيئة وزنى... وأي شيء يتعلق بالجنس أصبح محرماً...
لكن الجنس شيء طبيعي... لا يوجد أي وسيلة لتجنّبه...
إذاً أنت تضع الإنسان في مأزق كبير: تثبّت فكره على أن الجنس شيء غير أخلاقي، بينما طبيعة جسده جنسية وحساسة...
لقد تم اكتشاف أن ملايين الناس حول العالم يعانون من داء الشقيقة أي الصداع النصفي بعد ممارسة الجنس... وقد كنتُ أقرأ تقريراً لعالِم مسيحي... ولأنه مسيحي، فكره مبرمج مسيحياً، لذلك كان يحاول إيجاد ملايين الأسباب لسبب معاناة المرء من الشقيقة... وكان يعمل على هذا البحث لسنة متواصلة... والآن فقط قد قدّم تقريره، معطياً العديد من الأسباب الفيزيولوجية، الكيميائية... لكن الحقيقة بسيطة جداً لا تستدعي أي تحقيق أو بحث...

الحقيقة هي أنك قد قسمتَ فكر الإنسان إلى قسمين:
قسم يقول أن ما تقوم به شيء خاطئ فلا تقم به...
والقسم الآخر يقول أنه من المستحيل مقاومة الحافز الداخلي، وسأقوم بهذا العمل....
ويبدأ هذان القسمان بالصراع والتضاد... الصداع النصفي ليس إلا صراعاً داخلياً في فكرك...
لا يوجد أي بدويّ يعاني من الشقيقة بعد الجنس...
الكاثوليكيون يعانون أكثر من أي شخص آخر، لأن برمجتهم وتشفيرهم عميق جداً يصنع انقساماً كبيراً في فكرهم... وما يقولونه عبر العصور لا يوجد أي أساس أو إثبات له... لكنهم يستمرون بتكراره....
وأحياناً، إذا تم تكرار الكذبة مرتين فقط، ستبدو كأنها حقيقة...
على المرء أن يكون واعياً جداً تجاه الكلمات...

دخل رجل إلى المطعم، وبدأ يروي نكتة عن البلجيكيين...
وكان الرجل الجالس بجانبه رجلاً ضخماً ذو عضلات وبلجيكي!، فقال له مهدداً:
"أنا بلجيكي، انتظر قليلاً حتى يأتي أولادي..."
ونادى: "إيڤان، تعال هنا واجلب أخاك معك."
وأتى رجلان أكبر من الرجل الأول...
"جوزيف... تعال واجلب ابن عمك معك."
وأتى رجلان آخران هما الأضخم حتى الآن... والتفّ الرجال الخمسة حول راوي النكتة...
"والآن، قال الرجل البلجيكي الأول، هل تريد أن تنهي تلك النكتة؟"
أجاب الرجل: "لا...."
قال البلجيكي وهو يفتح ويغلق قبضة يده: "ولمَ لا... هاااا؟؟؟
هل أنت خائف؟؟"
أجاب الرجل: "لا... إنني فقط لا أرغب أن أشرح النكتة لخمسة رجال"

الناس أذكياء جداً بالكلام والكلمات... يستطيعون إخفاء أي نوع من الحقائق...
الرجل خائف فعلاً... أولئك الرجال الخمسة يستطيعون قتله... لكنه وجد عذراً جميلاً، أنه لا يريد إزعاج نفسه بشرح معنى النكتة لخمسة أشخاص....
جميع الأديان كانت ولا تزال تلعب بالكلمات.. ولم تسمح للإنسان بأن يصبح ذكياً إلى درجة تمكّنه من النظر عبر الكلمات... لرؤية ما في النفوس لا في النصوص....
لقد صنعَتْ غابةً كثيفة من الكلمات واللاهوت وعلوم الدين والشرائع والطوائف والمذاهب... والإنسان المسكين يحمل جميع هذه الأعباء والقيود باسم الفضيلة والأخلاق.

أريد أن أقول لكم:

لا تهتمّوا أبداً بالأخلاقيات وقواعد الآداب وإرضاء السماء...
الاهتمام الوحيد للمريد الباحث المخلص هو:
الإدراك والفهم.. المزيد من التنبّه والوعي والذكاء...
ووعيك سيعتني بجميع أفعالك، دون بذل أي جهد أو شقاء...
ستصبح جميع أفعالك فاضلة وخيّرة دون أي عمل منك...
تماماً مثل الورود التي تنمو وتتفتح حولك دون أي عناء...
الفضيلة الأصيلة ليست إلا أسلوب حياة الإنسان الواعي...
الواعي لفطرته الكونية المقدسة... المشعّ بالنور والصفاء...

The Razors Edge #19

أضيفت في:20-7-2006... رؤية للعالم الجديد> اقطع الجذور!
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد