أسلوب "الطب" الحديث إنّ أسرع طريقة لتَعلُّم تركيب وعمل السيارة هي أن تمتلك سيارة تتعطل باستمرار... معظم الناس لا يكتشفون تركيب وآليات أجسامهم حتى يمرضون، حيث يصبح البحث عن جواب للمرض عملية رائعة ومفيدة. لكننا متخمون بالمعلومات الصحية والغذائية... إذا كنا نقرأ طبعاً... الصيدليات تعرض قوائم ضخمة من أقراص الفيتامينات والمعادن، الخلاصات النباتية، مضادات الأكسدة، حتى جرعات من الحب! كلها تزعم أنها الجواب لمشكلتك. بعضها يفيد، لكن لا توجد أي كمية من الأقراص والسموم تُغني عن الغذاء الصحي. إن مشكلة أي حبة دواء أو وصفة هي أنها آتية من عقلية: "إصلاح النظام الغذائي وتكملته". لكنك في زمان المعلبات والوجبات السريعة لا تستطيع إصلاح غذاء الناس أبداً... لا بد من تغيير جذري. أنفقت الحكومة الأمريكية لوحدها بلايين الدولارات على أبحاث الأمراض، وحتى الآن مبلغاً ضئيلاً جداً صُرف على الوقاية... كما يُصرف مال للإعلان عن الأسبرين أكثر مما يُصرف على التثقيف الغذائي. أسلوب الطب الحديث المنتشر الآن في الغرب والشرق قد تجاهل كل الإحصائيات التي تظهر بوضوح أن النظام الغذائي الحديث مدمّر تماماً للصحة. وفي أميركا ظهر أن الحصول على أعلى مستويات المعيشة قد أدى إلى أمة لديها أعلى معدلات الأمراض القلبية والسرطانات. طبقاً للرعاية الطبية، فإن الناس يعيشون لمدة أطول، لكن كبار السن يأخذون حوالي 8-12 وصفة دوائية يومياً بسبب المشاكل الصحية المتعددة والمتكررة! حصلنا على حياة أطول لكنها للأسف أصبحت معاناةً مطوّلة... حتى الآونة الأخيرة، يتجاهل الطب الحديث أن النظام الغذائي يشكل طريقة وقائية وعلاجية ضد الأمراض.... هل تساءلت مرة لماذا؟ منذ حوالي 90 سنة، كان هناك رجلان، باستور، و بيشامب (Pasteur and Beachamp)، كانا من أوائل العلماء المتفوقين. هذان الرجلان قد حددا طريقة فهمنا للصحة والطب بطريقتين متباينتين تماماً. اعتقد باستور أننا نعيش في وسط مُعادي لنا حيث تتربص بنا الأمراض وتحاول غزو أجسامنا على شكل جراثيم مؤذية. وكان موقف باستور تجاه المرض أنه يجب عزل وحماية الجسم من هذه الجراثيم المؤذية. خلافاً لذلك، اعتقد بيشامب أن الجسم السليم منيع ضد الجراثيم المؤذية. فقط عندما تصبح الخلايا ضعيفة ومريضة: يصبح للجراثيم المؤذية أثر تخريبي على الجسم. لكن باستور أصرّ على أن الأنسجة السليمة معقمة من الجراثيم. بيشامب عارض ذلك، فقد اكتشف أن الأنسجة السليمة تتعرض باستمرار للجراثيم لكن عندما يبدأ الجسم بالتدهور، يتغير وضع الجراثيم نتيجة تعديل كيميائية الخلايا الحيوية. لقد بدت أبحاث بيشامب وباستور أنها على تناقض... وفي النهاية، اعتُمدت نظرية باستور وتم إهمال نظرية بيشامب. أدى هذا الأمر إلى تحيّز تجاه العلاج المضاد للجراثيم الممرضة وإهمال مناعة الجسم، والذي لا يزال مستمراً حتى يومنا هذا بين الأطباء الحاليين. عندما تكون الخلايا سليمة ونشيطة حيوياً، يكون النظام المناعي فعّالاً في قتال الجراثيم والتحكم بها. ولكن من خلال العادات الغذائية الخاطئة، تصبح الخلايا ضعيفة ومريضة، ويصبح بإمكان الجراثيم المؤذية أن تتكاثر. إن نظريتي بيشامب وباستور مهمّتان بالتساوي من أجل حياة صحية. لكن بكل أسف، أدوية قتل الجراثيم (كالمضادات الحيوية) قد أصبحت صناعة ضخمة. ومنذ سبعين سنة لم يوجد أي مضاد حيوي.. الآن يوجد أكثر من 7000 نوع منها! إنَّ إلقاء اللوم على الجراثيم أمر أسهل من أن نكون مسئولين عن عاداتنا الغذائية... كمثال، الكانديدا فطريات توجد في شكلين. الشكل الذي نجده عادة في الأمعاء عند معظم البشر، غير مؤذٍ ولا يهاجر إلى النسج الأخرى. في حال حدوث تسمم في الكولون: تتحوّل الكانديدا إلى الشكل الثاني الخطير، الذي يخترق جدار الأمعاء متسللاً إلى نسج الجسم الأخرى، مسبباً للكثير من الاضطرابات في العمليات الاستقلابية والهضم. لقد اكتشف بيشامب أن الجراثيم انتهازية، تنتظر الظروف المناسبة لها. ومن ناحية أخرى، معظم الجراثيم غير مؤذية للجسم. فالجراثيم توجد في الهواء الذي نتنفسه، في الماء الذي نشربه والطعام الذي نتناوله. وفي أغلب الأوقات لا تؤثر الجراثيم على الجسم، حيث تفرز المعدة حمض كلور الماء لقتل الجراثيم المؤذية. كما أن الأمعاء الغليظة تحتوي على جراثيم مفيدة تنتج حمض اللبن الذي يحمي الجسم من الجراثيم المؤذية. لكن عندما لا يُقدم للجسم التغذية المناسبة، تصبح الجراثيم المؤذية قادرة على التكاثر. إن الأدوية تضبط بفعالية استقلاب الجسم بكامله كمحاولة لتسريع الشفاء. والأعراض يمكن أن تزول، لكن سبب اختلال التوازن تم تجاهله، وهو على الأغلب نظام غذائي سيء... يبقى تأثير الدواء مستمراً حتى يطلق اختلالُ التوازن مجموعةً جديدة من الأعراض. إنْ كنت متعباً، منهكاً، وتعيش على المأكولات السريعة والحلويات، فإن جهازك المناعي، النظام الدفاعي الذي منحك الله إياه، سينهار! قد يحافظ الدواء على تنفسك، لكن لن يقدّم لك القوة الحيوية النشيطة للحياة التي يعيشها قلّة من الناس الأصحاء. المضادات الحيوية تجول عبر الدم واللمف لتمييز الجزيئات الكيميائية الغريبة، وإرشاد نظام الجسم الدفاعي إليها. إنها تتمسّك بالجراثيم الغازية وتعدّلها كيميائياً، حتى أنها قد تغلف الميكروبات لجعلها مستساغة بالنسبة للخلايا البيضاء البلعمية. أما الأجسام المضادّة الطبيعية (Antibodies ) فهي ترتبط بسرعة بالسموم أو الذيفانات وتمكّننا من قتال ومقاومة العدوى. وجهاز المناعة له قدرة خارقة على إنتاج 1,920,000 نمط مختلف من تركيبات الأجسام المضادّة. لقد أظهرت التجارب أن كريات الدم البيضاء المسماة (اللمفاويات) تستطيع مهاجمة الخلايا السرطانية وكبح نموها المفرط. إن نظامنا المناعي تقنية جبّارة، فخلية لمفاوية واحدة من النمط B تستطيع أن تفرز أكثر من 10 ملايين جسم مضاد في الساعة! بالمقارنة مع الخلية اللمفاوية، نجد الطب الحديث كأنه يستخدم مطرقة ثقيلة لقتل ذبابة. كمثال: "النيتروغليسيرين" يوصف لتخفيف آلام الصدر. هذه الحبة الدوائية المنفجرة تعمل على تخفيف الألم لكنها لا تقدّم شيئاً لعلاج المرض.... إن مستشفياتنا بعيدة كل البعد عن أن تكون ملاذاً للشفاء. أكثر من 1/12 من حالات الموت فيها تحدث بسبب رد الفعل السلبي للجسم ضد الأدوية الموصوفة... إذا كسرتَ ذراعك أو رجلك، ستفيدك التقنيات الطبية الحديثة... لكن عندما يكون المرض داخلياً متعلقاً بعمل الجسم المعقد، فإن الأدوية غالباً ما تفشل. العلاجات الطبية الحالية ليست حلاً أبداً للمرض.... إننا نحتاج إلى تحمل مسؤولية شخصية حول كيفية ونوعية ما نأكل... غذاؤكم دواؤكم ودواؤكم غذاؤكم... والمرض الناتج عن إهمال اختيار الغذاء المناسب لا يمثل إرادة الله... فلقد خلقنا الله بأجسام لها القدرة على الحياة بصحة تامة وبحيوية فائقة... وخلق الأطعمة التي بحالتها الطبيعية ممتلئة بطاقة الحياة والشفاء... ولكل داء دواء... المراحل الأربعة للحياة:
أضيفت في:12-7-2007... فضيحة و نصيحة> فضائح "الطب" .... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع
|