موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

حيثما يكون الحب يكون الله

الحبُّ قُدرة وقوة... ووحده الذي يعيش على الحب يعيش في الواقع...

حيثما يكون الحب يكون الله، لأن الحب هو النور الذي ينتج عن حضور الله...

لا بد أنك تتذكر: متى ما امتلأ فكرك بالكراهية، أصبحتَ ضعيفاً بلا حول أو قوة وأصبحت علاقتك بالله ضعيفة أيضاً... لهذا السبب، انطلاقاً من الغضب والكراهية والغيرة، تولد التعاسة والندم.... إن حالة الندم تولد عندما تكون جذور الإنسان مقطوعة منفصلة عن الكون والوجود الكلي...

الحب يملؤك بتلك السعادة والهناء.. بتلك الموسيقى الرقيقة والرحمة التي تنثر عطرها الذي لا ينتمي لهذه الأرض.. وتسألني لماذا؟ لأنك بمرورك عبر تلك الحالة تصبح قريباً جداً من روح الكون، لأنك من خلالها ستجد مكاناً في قلب الله، لأنك من خلالها أنت لا تبقى نفسك بل الله نفسه يبدأ يتجلى من خلالك ويتدفق في قلبك...

لذلك أقول أن مَن يجد ذلك الحب الذي لا ينتهي ولا ينكسر في هذه الحياة يجد كل شيء...

من دروس الحب والرحمة الرائعة.. عندما كان النبي الحبيب محمد مع تلميذه الإمام علي يعبران في طريقهم عبر الصحراء، جاء أحد أعداء علي إليه وأوقفه وبدأ بشتمه وإهانته...

استمع عليّ إلى شتائمه بمنتهى الإصغاء والصبر، وعيناه تظهران الحب والصلاة... استمرّ بالإصغاء إلى كلمات عدوه السامة وكأنها كلمات شكر ومديح.. كان صبره وصمته فائقاً وهائلاً، لكنه في النهاية فقده أيضاً، وانخفض إلى مستوى ذلك العدو وبدأ يبادله الكلمات والإهانات، وشيئاً فشيئاً بدأت عيناه تمتلئان بالغضب وبدأت غيوم الكراهية والانتقام ترعد في سماء قلبه، ويده قد وصلت لتلامس قبضة سيفه...

كان النبي إلى تلك اللحظة لا يزال جالساً بهدوء ويراقب كل ذلك.. نهض النبي فجأة وغادر المكان تاركاً علي وعدوه لوحدهما... هنا وقف علي مدهوشاً من فعل نبي الله، وشعر بقليل من الضيق والظلم من النبي...

لاحقاً عندما قابل علي النبي مرة أخرى سأله: "ما قصة هذا الفعل والسلوك الذي بدر منك؟ يأتي عدوي ليجابهني، وعندما أصبح في موقف حرج أراك تنهض وترحل بعيداً وتتركني! أليس هذا رمياً لي بين فكّي الموت؟"

أجابه النبي: "نعم يا حبيبي علي، ذلك الرجل كان بلا شك خطيراً وعنيفاً ومجرماً، وكلماته كانت ممتلئة بالغضب الشديد.. لكنني كنت سعيداً جداً وأنا أراك في حالة من السلام والحب، وفي ذلك الوقت كنتُ أرى عشر ملائكة أرسلهم الله حراساً يقومون بالدفاع عنك... كانت السماء تمطر ببركته ورحمته عليك، وكنتَ محمياً بقوة المحبة والتسامح...

لكن ما أن بدأ قلبك بالتخلي عن الرحمة والرأفة وأصبح قاسياً وبدأت عيناك تشعان بلهيب الانتقام، رأيتُ أولئك الحراس القادمين من الجنة يغادرونك.. وفي تلك اللحظة كان أفضل شيء أفعله هو أن أغادر وأتركك أيضاً، فالله نفسه قد غادر صحبتك حينها"... وهكذا نحن جميعاً نتعلم الانتقال بالوعي... من الرجمة إلى الرحمة..

أضيفت في:19-4-2014... زاويــة التـأمـــل> رسائل من نور
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد