باتش
هنتر آدمز.. يوماً ما عندما يئس من الحياة وانحصر في
مشاكله الخاصة، حاول عدة مرات الإنتحار لكنه فشل في هذا... عندها ذهب إلى مستشفى
للأمراض العقلية بإرادته وهناك عاش مع أناس إعتقد العالم أنهم مجانين و هم مجانين
فعلا ....لكنه شاركهم أتعابهم وحمل معهم أتعابهم وشاركهم أحلامهم. كل الناس عاملوهم
باحتقار ولكنه رأى فيهم الأمل ومن أشهر عبارته أنه قال (لقد وجدت الطريق الصحيح في
أقل الأماكن حظاً في العالم)
وعندما عاش هنتر آدمز في المصحة وساعد أناس كثيرين بها هنا إكتشف حقيقة نفسه
والقدرة التي لديه لدخول قلوب وعقول الناس.. وعندها قرر الخروج من المصحة للإلتحاق
بكلية الطب لمساعدة الناس وحل مشاكلهم .
وأثناء الدراسة في الجامعة حاول التقرب من المرضى ومصادقتهم وبالفعل أصبح لديه
شعبية محبوبة في مستشفى الجامعة وهذه العلاقة التي بناها بينه وبين المرضى إنعكست
على حالتهم الصحية بالتحسن وقلة أخذهم للدواء ولكن المجتمع عارض هذا الطالب باتش
آدمز ووقف ضده، زاعمين له أن المرضى في حاجة إلى أطباء حقيقيون وليس إلى مهرج سيرك
يضحكهم!
وعندما ضاقت الدنيا به مرة أخرى لم يستسلم بل أكمل
مسيرته لكي يقنع المجتمع أن المريض بحاجة إلى صديق لا إلى طبيب صارم ذو معلومات فقط
دون إنسانية.. حتى أصبحت المسألة مسألة شخصية لدى عميد الجامعة التي كان يدرس بها،
والذي حاول منعه من الدخول إلي مستشفى الجامعة عدة مرات ولكن من دون جدوى.. وفي هذه
الفترة آمن الكثير من زملاء باتش آدمز برسالته وإنضموا معه في هذه الرسالة الطيبة..
وكان حلم باتش أن ينشئ أكبر مستشفى مجانية..
فقرر باتش آدمز أن ينشىء عيادة مجانية لعلاج المرضى الذين ليس لديهم تأمين صحي مع
زملائه.. وبالفعل قاموا ببناء عيادة صغيرة للعلاج بدون أجور ... كان مبدؤه فيها أن
كل من يدخلها هو مريض وهو أيضا طبيب سيتم علاجه، و هو أيضا سيساعد في علاج غيره بما
يقدر عليه ( مثلاً سيدة مسنة فتقوم بالطبخ .. أطفال يفرحّون غيرهم و يلعبون
معهم ... الخ )
وهنا إستغل عميد الكلية هذه النقطة وقام بطرد باتش آدمز من الجامعة بحجة أنه يزاول
مهنة الطب من غير ترخيص.. فقام باتش بعمل إلتماس لمجلس الجامعات الطبية وأنه واجه
ظلم غاشم من عميد الكلية.. وهنا مجلس الجامعات شكل لجنة للنظر في قضية باتش والتي
دعوها بقضية السعادة المفرطة!
وكانت المحاكمة العلنية لباتش و كانت تهمته هي "السعادة المفرطة" وطلب عميد الكلية
حرمانه من مزاولة مهنة الطب و عدم تخريجه من الكلية.. غير أن اللجنة نقضت هذا الحكم
و أوصت بتخرجه و بمرتبة شرفية
وفي النهايه أوصت اللجنة باتش آدمز قائلةً له:
(أنت تحمل معك شعلة وكل واحد منا كأطباء يتمنى أن تنتشر عبر المهن الطبية كالنار
على العلم)
وتخرج الطبيب هنتر باتش آدمز وخلال 12 عام قام باتش بعلاج أكثر من 15.000 مريض من
غير أجور وقام بشراء 105 هكتار غرب فرجينيا وقام ببناء مستشفى Gesundheit ( موجودة
الآن )
والآن هناك أكثر من 1000 طبيب يريدون ترك عملهم والإنضمام إلى قضية باتش
و قد قام الممثل العالمي روبن ويليامز بعمل هذه القصة بنفس الأحداث في صورة فيلم
كوميدي يحمل نفس الاسم ( باتش أدامز 1998 )
كما أنه لديه موقع على الانترنت لأي طبيب يحب أن يشاركه هذا الحلم
http://www.patchadams.org