العلاقة بين الإيمان والله
كثيراً ما يسألني الناس: "هل تؤمن بالله؟"... أجبتهم مرةً: "لا... ما هي العلاقة
بين الإيمان وبين الله؟ أنا أعرف الله"... بعدها أخبرتهم هذه القصة.
كان هناك ثورة في إحدى البلاد... وكان الثوار هناك مشغولين بتغيير كل شيء.. وكانوا
مصممين حتى على تغيير وتدمير الدين السائد في ذلك الوقت.... أثناء الثورة، تم
اعتقال شحاذ كبير في العمر وأخذه للمحاكمة.
سألوا الشحاذ: "لماذا تؤمن بالله؟"... فأجاب: "لا أيها السادة.. أنا لا أؤمن... لكن
الله موجود.. فماذا عليّ أن أفعل أنا؟"
سألوه: "وكيف تعرف أنه موجود؟".. أجابهم: "منذ أن فتحت عيوني لأول مرة وبدأت أرى،
لم أرى أي شيء سواه"..
جواب الشحاذ صبَّ الزيت على النار... غضب أولئك الثوار بشدة وقالوا: "قريباً جداً
سوف نقتل كل الشيوخ ورجال الدين والمصلين والمؤمنين مثلك.. فما هو رأيك؟"
ضحك العجوز وقال: "كما يريد وكما يشاء الله!"
قالوا: "لكننا قررنا تدمير كل بقايا وعلامات الدين... لن نترك أي إشارة لله في كل
العالم"
قال العجوز: "يا ابني، لقد اخترتَ مهمة صعبة جداً... لكن كما يشاء الله!... كيف
ستدمّر كل الإشارات؟ كل ما يبقى سيُعلن عن وجوده.. على الأقل أنت ستكون هناك وأنت
ستدلّ على وجوده... من المستحيل إزالة الله لأن الله موجود في كل شيء وكل مكان".
كل هذه المغالطات وسوء الفهم، تنتج لأن الله كان يُقارن بالإنسان...
الله ليس شخصاً... بل الله هو الله...
وفكرة الإيمان بالله قد صنعت أيضاً كثيراً من سوء الفهم..
ما هو معنى الإيمان بالنور؟ ..النور يمكن رؤيته فقط عندما تفتح العيون..
الإيمان هو دعم وترسيخ للجهل، والجهل هو أكبر معصية وحرام..
الإيمان الأعمى مع تغطية العيون بقماشة سميكة لا يقود الإنسان لأي مكان..
أما قوة الرؤية والتمييز بعيون مفتوحة تماماً هي التي تقود الإنسان إلى الحقيقة..
الحقيقة هي الله... ولا يوجد أي إله إلا الحقيقة...
أضيفت في:5-10-2014... زاويــة التـأمـــل> رسائل من نور .... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع
|