موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

العبادة... قد تكون أسوأ من الإبادة

كثيرٌ من النصوص المقدسة والحكم القديمة تردد فكرة: "الأرض بكاملها هي عائلة واحدة"..

إنها حكمة قديمة منذ ألوف السنين... هل يا ترى كان هناك فعلاً بشر يعيشون كعائلة واحدة؟

أم هل كانت تلك الرؤيا لأحد الحكماء أو الأنبياء... رؤيا نحبها جميعاً ونحاول تجسيدها على الأرض؟

...لم يكن هناك أي مجتمع وطوال التاريخ يعيش حسب فكرة أن الأرض بكاملها عائلة واحدة.. كان الحكماء وطيلة آلاف السنين يتحدثون عنها ويتخيلون تحقيقها، لكن للأسف قام الناس بعبادة الحكماء بدل السماح للحكيم بأن يغيّرهم.

عبادة الشخص أو أفكاره هي فعلاً طريقة للهرب من التحويل، إنها تقول بكلمات أخرى: "معك حق، لكن الوقت لم يأتي بعد بالنسبة لي... أنا أحترمك، أنا أعبدك، وسأتذكر دائماً ما تقول، لكنني لا أستطيع التصرف وفقه الآن.. أنا مجرد إنسان عادي تقليدي، أما أنت فروحٌ مُدركة عارفة عظيمة، المسافة شاسعة بيننا."

عبادة الأنبياء والحكماء ليست احترام حقيقي... إنها حيلة من الفكر الماكر لتجنب رؤية الإصبع الذي يشير إلى القمر.. إلى الحقيقة.

الإنسان ماكر جداً.. يستطيع صلب شخص ما للتخلص منه، ويستطيع عبادة شخص ما للتخلص منه أيضاً... الرجم والصلب والعبادة ليست أشياء مختلفة لأن الغاية الأساسية هي نفسها:

"فقط اتركني وشأني... الجنة أو مدينتك الفاضلة الغبية جيدة، ليس عندي أي اعتراض عليها، لكنك أنت نبي أو مسيح، أنت شخص مميز ومقدس، أما أنا فمخلوق عادي".

ولإثبات هذا، قام الناس بتسمية حكمائهم: تجليات إلهية، مسيح، منقذ، نبي، مهدي...إلخ، بطريقة ما جعلوهم بعيدين جداً عن البشر، صنعوا مسافة كبيرة بين أنفسهم وبين الحكماء بحيث بقيت الرؤيا مجرد رؤيا أو نظرية.. من المستحيل بهذه الطريقة جعلها حقيقة واقعية.

إن الخطوة الأولى لتحويل مثل هذه الرؤيا العظيمة إلى حقيقة، هي إدراك أن الحكيم هو مجرد إنسان عادي مثلك تماماً... "وما أنا إلا بشرٌ مثلكم".. إذا قدر الحكيم على إدراك ومعرفة نفسه فأنت تقدر أيضاً... الشيء الكامن الذي استيقظ داخله يمكن أيضاً أن يستيقظ داخلك.. الشيء الحيّ والمتفتح داخله هو شيء كامن كالبذرة داخلك... لكن بين البذرة والزهرة ليس هناك أي مسافة.. البذرة تسير سلفاً بطريقها وتبذل كل جهدها لتصبح زهرة.

لكن كان هناك دوماً سببان لإنكار هذه الحقيقة البسيطة: السبب الأول هو أن الحشود أرادت تلك المسافة، والثاني هو أنها أشبعت الأنا عند كثير من الأشخاص الذين لم يكونوا حكماء حقيقيين بل مجرد ممثلين.

أن تقول عن نفسك أنك ابن الله الوحيد أو أن الله قد أرسلك هو كذبة، لأن الله أصلاً كذبة، وأنت الآن تجعل الكذبة أكبر وأكثر تدميراً بقولك أنك رسول من الله أو نبي أو مسيح مقدس أو أو...

لقد أشبعت الأنا عند أشخاص لم يكونوا مستنيرين حقيقيين، لذلك لم يبذلوا أي جهد لتدمير المسافة.. وبالعكس شددوا على المسافة بأنها حقيقة، الاستنارة كانت ممكنة بالنسبة لهم ومستحيلة بالنسبة لك.

ولإثبات أن المسافة شاسعة، قاموا إما بتلفيق وإختراع المعجزات، أو أن الناس بعد موتهم ألصقوا المعجزات بحياتهم... لأن هذا يجعل الفرق واضحاً والمسافة هائلة... أنت لا تقدر على عمل المعجزات وهؤلاء الأشخاص يعملون معجزات وخوارق... إنهم بالتأكيد قادمون من طبقة أعلى وأرقى ويحملون طاقة روحية معينة غير موجودة عندك إطلاقاً.

وهم أيضاً أرادوا أن يتم تلفيق المعجزات حولهم، هذا ساعد الأنا عندهم... وساعد الناس العوام أيضاً على حماية أنفسهم، وإلا فعليهم تغيير أنفسهم وجلب شيء يبدو مستحيلاً إلى الواقع:

"العالم بأكمله هو عائلة واحدة"... حتى العائلة الواحدة ليست عائلة واحدة! الأخوة يتقاتلون مع بعضهم، الأزواج يتقاتلون مع زوجاتهم، الأطفال يتقاتلون مع بعضهم... حتى العائلة ليست عائلة والحكماء يتحدثون عن العالم بأكمله أنه عائلة واحدة.

إذن، صنع المسافة ساعد الأنا عندهم، وساعدك أيضاً لأن الاستنارة عندها تبدو مستحيلة... حتى خمسة أشخاص في بيت واحد لا يمكنهم العيش بسلام.. هناك دوماً صراع وتناقض وقتال.. حتى الأشخاص الذين يحبون بعضهم تجدهم شوكة في عنق الآخر.. لذلك ما هي إمكانية أن يصبح كل العالم عائلة واحدة وجماعة متحابة؟

برؤيتك لاستحالة الموضوع، كان من الأفضل قبول أنه يتجاوز قدراتك، إنه شيء ممكن فقط للأشخاص المقدسين المميّزين.. لكن العالم كله غير مكوّن من أولئك المميّزين.. إذن: "كل ما نستطيع فعله هو عبادتهم جيداً وتقديسهم أكثر وحفظ كل كلمة يقولونها".. هذه طريقة معقدة جداً لرجم وصلب الشخص.

الحكيم الحقيقي سيُنكر ذلك، سيرفض أن هناك أي فرق، لأنه يستطيع رؤية لماذا أنت تريد الفرق والمسافة.. سيقول لك: ما أنا إلا بشر مثلكم وأمي تأكل القديد... وسيقول لك: أنا أتيتُ لكي تكون أنت مسيحاً ونبياً آخر.

 

في قصص غوتام بوذا عن حيواته السابقة، هناك قصة عن الحياة الأخيرة قبل هذه الحياة، عندما أصبح غوتام بوذا... قبلها كان إنسان غير واعي مثل كل البشر، سمع عن رجل أنه أصبح مستنيراً مستيقظاً وكانت كل الناس تذهب لرؤيته... ذهب أيضاً لرؤيته حاملاً هدية من الأزهار.. لمس قدميه وقدّم له الأزهار.. ومع وقوفه، تفاجأ ولم يصدق عينيه: الرجل المستنير انحنى لهذا الشخص العادي غير الواعي ولمس قدميه.

سأله بوذا: "ماذا تفعل؟ أنا مجرد شخص عادي غير واعي، وأنت روح يقظة مستنيرة... لماذا قمتَ بلمس قدميّ!؟"

ضحك الحكيم وقال: "البارحة كنتُ أنا أيضاً غير واعي ونائم، اليوم أنا مستيقظ... اليوم أنت نائم وغداً سوف تستيقظ.. تذكر أنني لمستُ قدميك.. لا تنسى ذلك عندما تصبح مستنيراً".

هذه القصة عميقة ورائعة المغزى.. قال ذلك الرجل: "أنا أحاول تعليمك أنك اعتباراً من هذه اللحظة... لأنني أستطيع رؤية الإمكانية والقدرة الكامنة فيك لأن تصبح مستنيراً... الموضوع مجرد وقت والوقت لا يهم... غداً أو بعد حياة قادمة.. لكن تذكر أن بوذا قد لمس قدميك بينما لا تزال غير واعي"

ما هي الرسالة؟ الرسالة هي أنه يحاول صنع جسر.. يحاول إعلان أن الاستنارة ليست شيئاً خارقاً للطبيعة بل هي شيء جوهري فطري وجزء من طبيعتك، أنها ليست شيئاً يتعلق بالله بل يتعلق بك أنت... تعتمد عليك أنت... يمكنك البقاء نائماً قدر ما تريد، وفي اللحظة التي تريد فيها الاستيقاظ تستطيع ذلك.

وبوذا تذكرها فعلاً... كانت آخر كلماته قبل موته هي: "رجاءً لا تبدؤوا بعبادتي... لم آتي إلى هنا حتى أصنع أتباع وعبيد... هناك سلفاً ملايين العبيد... لا تصنعوا لي أي تمثال، وإلا ستنسون تعاليمي وتهربون من الحقيقة وترضون فقط بالعبادة، وهي لا تغيّر فيكم شيئاً"... وذلك فعلاً ما قام به الناس! مباشرة بعد موته بدؤوا بصنع التماثيل وعبادته بالرغم من وصبته الأخيرة... في الواقع هناك تماثيل لبوذا أكثر من أي شخص آخر في العالم.

في لغات الشرق الأوسط مثل العربية والفارسية لا يوجد كلمة أخرى للتمثال سوى "بوذا".. تماثيل بوذا كثيرة جداً لدرجة أن اسمه صار يعني تمثال! وطوال 25 قرناً استمر الناس بعبادته.. هناك آلاف المعابد في الشرق... ويبدو أنه لا يوجد أي شخص مهتم بالتحويل الذي كان يعلمه للناس، وكل شخص متحمس جداً لعبادته.

 

يبدو أن العبادة هي حيلة خفية جداً لتجنب الرجل الذي يأتي بالحقيقة...

اليهود أيضاً تجنبوا يسوع، لكنهم استخدموا طريقة بدائية جداً..

الهندوسيين أيضاً تجنبوا غوتام بوذا لكنهم استخدموا طريقة معقدة جداً..

ويمكنك رؤية النتائج: لأنهم صلبوا يسوع أصبح الصلب هو مصدر وأساس الدين المسيحي.. نشأ من جريمة وعنف ودماء وبنوا ديناً على ذلك.. ولا يمكنك توقع أي شيء آخر من هذا الدين المسيحي.. في ألفي سنة قام بقتل ملايين الناس... أصله الأساسي كان الجريمة والصلب.. والدين الإسلامي أيضاً تم بناؤه على جريمة رجم محمد والتعاطف والعواطف.. ونحن العرب شعوب عاطفية.

لم يهتم الناس بتعليم المسيح مثلما قال: "أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم، أحبوا أعداءكم مثلما تحبون أنفسكم".... لا أقدر أن أفهم، من هؤلاء الناس الذين كانوا يقتلونهم، إذا كنتَ ستحب عدوك فهل ستقتل إذن حبيبك؟! الأعداء يجب أن نحبهم، إذن من سنقتل؟ الأصدقاء والأشقاء؟؟

وكذلك نفس القصة عندما قال لهم محمد: "ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة فإذا هو وليّ حميم".

لا.. لم يتم إتباع التعاليم.. فقط يتم إلقاء المواعظ في الكنائس والخطب في الجوامع.. لكن الأعداء، وهم أعداء أبرياء لم يقوموا بأي أذى للمسيحيين أو للمسلمين.. جريمتهم الوحيدة كانت أنهم ليسوا مسيحيين أو ليسوا مسلمين ولم يقبلوا أن يصبحوا مسيحيين أو مسلمين مثلكم، ذلك كان كثيراً جداً وجريمة تستحق الذبح!

 

الهندوسيون استخدموا طريقة أكثر تعقيداً، ربما لأنها حضارة أقدم بكثير وأكثر ثقافة... كان بإمكانهم أن يصلبوا غوتام بوذا لكنهم لم يصلبوه... بالعكس، قبلوه كأحد تجسدات إله الهندوس.

ستفاجأ بمعرفة أن الهندوس عندهم 24 تجلي إلهي.. هذا الرقم 24 أصبح راسخاً في فكر الهند.. مثلما هناك 24 ساعة في اليوم وتكتمل الدائرة، كذلك هم يؤمنون بدورة خلق عبر ملايين وملايين السنين، في دائرة واحدة من الوجود عندهم 24 حكيم يدعونهم تيرثانكاراس، ذلك كان مفهوم الديانة اليانية القديمة في الهند.

 

تنشأ الأشياء من أشياء غريبة.. كل لغة وحساب تستند على عشرة أرقام، وأتت هذه الأرقام من الأصابع العشرة، لأن الأميين يعدّون على أصابعهم.

إذن أول عملية عد تمت على الأصابع العشرة، وهذا الرقم مجرد مصادفة.. هكذا صار الحساب يكتمل بالعدّ من واحد إلى عشرة ثم تتكرر الأرقام.. 11..12..13.. ويمكن أن تصل إلى ملايين الأرقام لكنها تكرار كلها... الأرقام الأساسية في عشرة لكن ليس هناك ضرورة لأن يكون عددها عشرة.

قام بعض علماء الرياضيات مثل Leibnitz بالعمل على ثلاثة أرقام فقط: 1.2.3.. وقد نجح في إجراء كل عمليات الحساب.. بعد 3 لا يأتي رقم 4.. لأن 4 غير موجود في حسابات Leibnitz.. بعد ثلاثة يأتي 10..11..12..13..20... لا يوجد مشكلة ويمكنك العد بتلك الطريقة... في الرياضيات العادية سيكون هناك 4 كراسي في الغرفة، بينما Leibnitz سيعدهم عشرة ولا يوجد صعوبة أو خطأ في الحسابات.

وقد حاول أينشتاين العمل حتى مع رقمين.. مع قراءته لكتاب Leibnitz قال: "لماذا ثلاثة؟"... ذلك كان أيضاً مصادفة، نظراً لأن Leibnitz كان ذو عقلية مسيحية جداً والثالوث المقدس سيتشوش إذا لم يستعمل 3 أرقام... إذا أنقصتَ العدد أقل من 3 ماذا سيحدث للثالوث المشفر لكل أدمغة المسيحيين؟

إذا كان هناك فقط رقمين، عندها 1..2..10..11..20... 10 سيكون الرقم وليس3.

للحفاظ على الثالوث وتجنب المشاكل مع البابا، حافظ Leibnitz على 3 أرقام.

أما أينشتاين فقد حاول مع رقمين.. رقمان طبعاً أساسيين لأنه لا يمكنك العد برقم واحد... ونجح في العد.

 

نفس النوع من المصادفة حدثت في الهند... الديانة اليانيّة وهي أقدم ديانة، حملت فكرة إنه كما يقوم النهار والليل بصنع كامل الدائرة.. ثم يتكرر نهار وليل... مرحلة خلق ثم يذهب كل شيء إلى ليلة مظلمة ويختفي، ثم يبدأ خلق جديد... كل دائرة فيها 24 معلم، هؤلاء يدعونهم تيرثانكاراس أو صانعيّ الطريق.

قبل أن يصير المعلمين الـ24 مشهورين، كان عند الهندوس فقط 10 تجسدات إلهية، لكنهم بدؤوا بعدها يشعرون بالنقص والفقر: "اليانيون عندهم 24 وأنتم عندكم 10 فقط؟"

الناس دائماً تتنافس وتتصرف بغباء كبير في كل مجال، بحيث أنك إذا لم تنظر جيداً فلن تكتشف كيف فجأة بعد مهافيرا، لأنه كان أكثر معلم ياني شهرةً...

رغم كونه الأخير، لكنه كان الأهم بين كل المعلمين.. وصولاً إلى عهد مهافيرا، احتوت كل كتب الهندوس المقدسة على 10 تجسدات للإله... ربما كان العدد 10 ليس إلا مصادفة نتجت عن العد على الأصابع... مثل السبب في الرياضيات العشرية.. ولن تستغرب أن مفهوم الأرقام العشرة أصله هندوسي.. هكذا اعتقدوا طبيعياً أم 10 هي اكتمال الدائرة.. وكل لغات العالم المشتقة من السنسكريتية لا تزال فيها الأرقام نفس الجذر واللفظ السنسكريتي.

لكن بمجرد تأكيد مهافيرا على وجود 24 معلم، بدأ رجال الدين الهندوسيين يشعرون بالتأخر والنقص.. بدأ الناس يقولون: "عندكم 10 معلمين فقط، بينما اليانية فيها 24!".. لذلك بعد مهافيرا بدأت كتب الهندوس المقدسة تتحدث عن 24 تجسد فجأة دون سبب أو مبررات.

مع موت مهافيرا بدؤوا فوراً يتحدثون عن 24 فقط حتى يتنافسوا مع اليانية، كما أعطتهم فرصة هامة، ربما الفرصة تكون هي السبب الرئيسي لجعلهم 24 معلم.

لقد قبلوا غوتام بوذا وكان أكثر شخص تأثيراً خارج الدين الهندوسي.. لم يستطيعوا صلبه فعلاً، كانوا أناساً معقديّ التفكير جداً، لكنهم استطاعوا صلبه بطريقة منطقية جداً.

بدؤوا بوضع قصة عن بوذا في كتبهم المقدسة المشهورة Shivapuram

القصة هي أن الله قد خلق العالم... وصنع النار والجنة، وجعل الشيطان حارساً على النار... إذن كان الشيطان هو ملك النار مثلما كان الله هو ملك الجنة وهما ضد بعضهما.

لكن مضت ملايين السنين ولم يذهب أي شخص إلى النار... كان الكل يموت ويذهب إلى الجنة لأن الناس لم يكونوا يفعلون أي شيء خاطئ.. ولم يكن هناك مجرمين أو مخطئين.

غضب الشيطان كثيراً، ذهب إلى الجنة وسأل الله: "هذا غباء مطلق! لماذا صنعتَ النار؟ إذا لم يأتي أي شخص إليها فهي مجرد هدر.. وحياتي أيضاً تضيع هدراً لأنني فقط أجلس هناك وأنتظر! جعلتني ملك النار ولا يوجد أي أحد في مملكتي الفارغة.. انتظرتُ ملايين السنين وهذا يكفي.. إما أن تغلق تلك المملكة أو أن تبدأ بإرسال الناس إليها.. أريد أناساً حقيقيين لكي أحكمهم ولا أريد البقاء وحدي!".

أجابه الله: "لا تغضب.. ارجع إلى النار... ولا تقلق لأنني قريباً سوف أتجسد في شخص اسمه غوتام بوذا وسأقنع الناس بارتكاب أشياء خاطئة.. وقريباً ستمتلئ النار وتزدحم"... لذلك تجسد الله بهيئة بوذا!

 

يمكنكم رؤية الحيلة: يقبلون بوذا كتجسد إلهي هندوسي، لكن الغاية هي إرسال الناس إلى النار... لذلك كل من يتبع بوذا سيذهب إلى النار.. ومن لحظتها أصبحت النار عندهم مزدحمة، ورغم استمرارهم بإنشاء عمارات جديدة فيها لكن مزيداً من الناس تأتي... انعكست الحالة تماماً ونادراً ما يذهب أحد إلى الجنة.. القطارات كلها محملة متجهة إلى النار!

في ذلك الكتاب Shivapuram قالوا أن الحشود في النار كثيرة جداً لدرجة أن بعض الناس يتركونهم أحياء في الدنيا لأنهم على قائمة الانتظار فحسب... لا يمكنك أخذهم إلى الجنة، وفي النار لا يوجد متسع لكنهم يبنون البيوت بأقصى سرعة ممكنة!!

لقد قاموا بهذه الطريقة بإدانة كل تعاليم بوذا.. هذه حيلة لتدمير روحانية الناس... ويمكنك رؤية الأثر في الهند: اختفت كل البوذية مع أنها ولدت في الهند وتأثر الهنود كثيراً ببوذا.. هناك آلاف المعابد والتماثيل التي تظهر تأثر البلد بكامله.. لكن البوذية اختفت تماماً لدرجة أنه حتى في أهم مكان مقدس بوذي وهو مكان استنارة بوذا، هناك الشجرة والمعبد والذكرى، لم يستطيعوا إيجاد رجل دين بوذي للمعبد، لذلك أوكلوا راهب هندوسي بتأدية الطقوس والعبادة طوال مئات السنين.

 

هكذا... أدى صلب المسيح إلى صنع دين متعصب مسيحي، كان يقتل ملايين اليهود ولم يشبع ثأرهم بعد.. وكل دين نفس القصة... لكن الهندوس فعلوا شيئاً أفضل وأمكر.. لم يحترموا بوذا، بل احترموه كتجسد إلهي، ونجحوا بإقناع الناس بأن كل شخص يتبعه سيذهب إلى النار.. بهذا أصبحت الهند نظيفة تماماً من البوذية.. انتشرت البوذية في كل آسيا ما عدا الهند.

 

يمكنك استخدام الصلب والرجم، أو يمكنك استخدام العبادة والحصول على نفس النتيجة، وأحياناً قد تكون العبادة أسوأ من أي إبادة.

الحكماء، الحكماء الحقيقيين المستنيرين، حاولوا دوماً إقناع الإنسان:

"ليس هناك فرق بيني وبينك... الفرق الوحيد هو أنك نائم، وأنا قد فتحتُ عيوني واستيقظت، وهذا ليس فرقاً كبيراً".

الأرض بكاملها عائلة واحدة، لم يتم أبداً تحقيقها حتى اليوم...

لكن يأمل المرء أن تتحقق يوماً ما.. وهي رؤيتي أنا أيضاً...

 

The Transmission of the Lamp #35

أضيفت في:1-6-2016... رؤية للعالم الجديد> اقطع الجذور!
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد