موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

من الذي سرق اليود من الطب والأدوية؟ وكيف حدثت ثورة اليود

 

بداية الحكمة يمكن إيجادها في الشك،

وعبر الشك نصل إلى طرح الأسئلة،

وعبر البحث قد نصل إلى الحقيقة...

 

بعد الحرب العالمية الثانية، بدأ اختراع البنسلين وأدوية السلفا الكبريتية باستبدال اليود كمعقم ضد العدوى.. لكن اختراع المضادات الحيوية لا يفسر سبب اختفاء استعمالات اليود في غير مجال التعقيم، والتي كانت ممتدة طوال 100 سنة، وكأن كل الكتب والمقالات القديمة تم دفنها.

اختفت استعمالات اليود القديمة... وحتى الأطباء صاروا يعرفون اليود فقط كمعقم خارجي أو كمادة مشعة في التصوير الشعاعي.

معظم الناس المتوسطين والكبار بالعمر (غير الأطباء) يذكرون أن اليود هو زجاجة بنية صغيرة في صيدلية البيت، وعليها رمز السمية جمجمة وعظمتين!

 

أين اختفت ثروة المعلومات عن اليود

من الكتب الطبية والدراسات العلمية؟ ولماذا اختفت؟

 

تذكر، نحن نتكلم عن قائمة ضخمة من الحالات المرضية: من التهاب البروستات إلى تضخم الغدة الدرقية وإلى أنواع الحساسية والأورام..إلخ. ليس معقولاً أن يتوقف اليود عن عمله فجأة بعد مئة سنة نجاح وألوف السنوات من الاستعمال. (اقرأ الخط الزمني للطب المعتمد على اليود)

كيف أمكن ذهاب اليود من مادة تستعمل لعشرات الأمراض، إلى مادة تعتبر سامة؟ كيف أمكن حدوث هذا؟ ما هو الذي قلب كل العالم ضد اليود؟

 

من الذي سرق اليود؟

في سنة 2005، كتب الطبيب Guy Abraham MD مقالة أجابت هذا السؤال وعنوانها: The Wolff-Chaikoff Effect: Crying Wolff وقد حددت ورقةً مؤثرة ذات نفوذ ونُشرت سنة 1949 أقنعت الأطباء بأن اليود مادة خطيرة، وقد يوقف الغدة الدرقية عن عملها عند الناس الذين يشربوه.

أشار الطبيب Abraham إلى أن مؤلفي الورقة ارتكبوا خطأً بادّعاء أن اليود سبّب تضخم الدرقية عند الجرذان بجرعة تساوي 20 ضعف RDA الجرعة اليومية الموصى بها.. إنهم في الواقع، لم يهتموا حتى بالتحقق من مستوى هرمونات الدرقية عند الجرذان، ولم يُظهروا أي دليل على إصابتها بمرض أو على تضخم الدرقية عندها.

 

افتراض Wolff-Chaikoff

ذلك الاستنتاج الخاطئ تم تكراره مجدداً من قبل Wolff سنة 1969 عندما كتب ورقة توسع تطبيق النتائج على البشر أيضاً... في هذه الأثناء، انتقل أحد المؤلفين وهو Rr.Wolff من UC Berkeley إلى NIH معاهد الصحة الوطنية الأميركية، فتضخمت أهمية تلك الدراسة.

تأثير استنتاجات Wolff-Chaikoff كان منتشراً جداً، وتم تأسيس الظاهرة على المستوى الرسمي بتأجيج الخوف من اليود وإطلاق مصطلح تأثير “The Wolff-Chaikoff Effect”.. حافظت بعدها الكتب الطبية على هذا الخطأ وعلّمته على الأقل لثلاثة أجيال من الأطباء.

 

لم يقم أي أحد بالتحقق من الوقائع أو تكرار الدراسة،

قبل إدخال التحذير من مكملات اليود الغذائية إلى المجال الطبي وممارساته

 

كنتيجة لذلك، تم صدور قرار رسمي بتوقيف كل أبحاث اليود على البشر..

يمكنك أن تقرأ خرافة تأثير The Wolff-Chaikoff Effect في المراجع من الكتب المطبوعة ووصولاً إلى مواقع انترنت مثل ويكيبيديا، لكن لم يسمع أي أحد وطوال التاريخ أي شكوى بأن اليود جعلهم يمرضون بأي مرض!

ربما يحدث أحياناً أن الهرمون المنشط للدرقية TSH قد يرتفع عن المعدل الطبيعي عند تناول اليود، لكن الطبيب Dr. Jorge Flechas شرح لماذا قد يرتفع المعدل عند تناول مكملات اليود، وقال أن تلك الزيادة لا تدل على قصور الغدة الدرقية.

 

عندما تتحدث مع طبيب عن اليود، فقد يجاوبك قائلاً:

"هناك قانون أساسي في الفيزيولوجيا البشرية،

بأن اليود يوقف عمل الغدة الدرقية"

ويمكنك الرد عليه بأن يقرأ مقالة Dr. Abraham عن Wolff-Chaikoff ويقرأ مقالة Dr. Jorge Flechas عن TSH.

انتبهوا أن ميراث كارثة Wolff-Chaikoff ليس مدفوناً بصمت في المكتبات الطبية... بل هو مغالطة حية في أميركا وفي معظم دول العالم.

نظرية أن "اليود يوقف عمل الدرقية" لا تزال تعتبر "قانون أساسي في الفيزيولوجيا" ولا تزال تُطبق في كل مكان... لكن تمّ اكتشاف أنها خطأ تماماً، ليست قانوناً ولا شيء أساسي.. إنها مجرد افتراض من زعيم ذو نفوذ ومُعتمد في UC Berkeley و NIH.

العقلية السائدة عند الناس التي تقول عن الأطباء: "إنهم حتماً يعرفون ماذا يفعلون" تسيطر على الغالبية، وهكذا بعد تلك الدراسة تم منع كل أبحاث اليود على البشر.. هل يبدو ذلك جنوناً؟ نعم جنون، لكن هذا ما حدث في الواقع.

 

إذا أمكن سرقة اليود من المرضى الذين يحتاجون له وطوال عشرات السنين،

بواسطة ورقتين علميتين دون التحقق منهما...

إذن يجب أن نلوم هذا النظام الطبي الذي يسمح لدراسات غير موثقة

بأن تقرر كيف نعالج المريض وماذا يمكن أن نعطيه.

 

نعم.. هذا اتهام لكل الهيئات والأنظمة الطبية الرسمية..

كيف أمكن حدوث ذلك الفشل الفظيع؟ هل هناك أحد من المسؤولين يعطي أي اهتمام؟ كم عدد الناس الذين تأذوا من سرقة اليود من المجال الطبي؟ أنا؟ أنت؟ أطفالنا؟

 

أهم الثورات العلمية تضمّ جميعها صفة وحيدة مشتركة،

هي خلع الاستكبار البشري عن أحد العروش،

بعد زوال قناعة سابقة حول مركزية الكون...

Stephen Jay Gould

 

تحدّي إبراهيم يصنع ثورةَ حقيقية:

الطبيب Abraham وهو بروفسور سابق في طب التوليد، طب النساء، وطب الغدد الصم من UCLA School of Medicine لم يحتفظ بنتائج بحثه لنفسه فقط.. بل استمر بنشر المزيد عن ظاهرة نقص اليود، وشارك طبيبين مميزين في الممارسة الطبية السريرية: Jorge Flechas, MD, of North Carolina, and David Brownstein, MD, of Michigan

منذ سنة 2005، أنتج الأطباء الثلاثة الملتزمين والمندفعين كمية ضخمة من العلم صنعت ثورة في الافتراضات والمزاعم السائدة حول اليود.

لماذا؟ لأن عملهم تم اختباره وتوثيقه من قبل عدد لا يُحصى من المرضى والأطباء عبر آخر 12 سنة.

لو أن هذه المعلومات قد ظهرت قبل 25 سنة مثلاً، لما حدثت ثورة اليود..

لم يكن هناك شبكة انترنت قبل 25 سنة... لم يكن هناك شبكة معلومات معقدة تصل المريض بالمريض.. ولم يكن هناك وسائل تواصل سريعة بين الأطباء.

كان محتملاً أن تبقى مزاعم أطباء اليود حول فوائد مكملات اليود قضية صغيرة محدودة تُناقش بصمت في مؤتمرات طبية تخصصية.. وكأفضل احتمال، كان سيستعمل اليود عدد قليل من الأطباء الباحثين ولأجل أكثر فوائده شهرةً فقط، أو كان محتملاً أن يختفي دون ترك أثر..

والنتيجة عند المرضى كان يمكن أن تكون عالية النوعية لكنها محدودة بـ:

* العدد القليل للأطباء والمثقفين بموضوع اليود

* حقيقة أن هؤلاء الأطباء سيتعرضون للانتقاد أو المهاجمة والاستهجان، فيضطرون إلى إعطاء جرعات ضئيلة من اليود بتحفظ.. وكان محتملاً أن فوائد اليود الحقيقية قد تختفي وتضيع 25 سنة أخرى.

 

لكن أطباء اليود خرجوا إلى المجموعات الطبية وتكلموا علناً عن نقص اليود في المؤتمرات... وتم الاستشهاد بحالات شفائية كثيرة من أمراض الثدي إلى تناقص الأنسولين والاكتئاب.. المرضى الناشطون الذين حضروا تلك المحاضرات، أدلوا بشهاداتهم في منتدياتهم على الانترنت، وأخبروا المرضى الذين يحملون نفس أمراضهم... قرؤوا كل مقالات Dr.Abraham وتحققوا من مقولاته.. استمعوا إلى مقابلات Dr. Jorge Flechas الإذاعية.. قرؤوا كتاب Dr. Brownstein.. قامت بعض الجماعات مثل Breast Cancer Choices بإطلاق حملة بحث عن المعلومات بمراجعة فوائد اليود التاريخية إضافة للسياسة الغامضة وراء الطب المعتمد على اليود.

انطلقت كل تلك الجماعات لتقرر وتقيّم استعمال اليود: هل هو آمن؟ وإذا كان آمناً، فما هي الأمراض والحالات التي ينفع لعلاجها؟ أم هل هو غير آمن؟ هل كان هناك مكمل ما من اليود جاهز أمام أعيننا؟ ما هي حقائق اليود؟ وما هي الخرافات حوله؟

تتضمن ثورة اليود قسمين متناغمين متشاركين:

المفكر الأول الأصلي، والحركة العالمية المتنامية ببطء لكن بتشعب كبير مثل جذور الأعشاب،

والتي أثبتت أن الطبيب Abraham كان على حق

 

نظراً لأن معظم المشتركين على الانترنت كانوا في البداية مجهولي الهوية، أتت عدة تحديات أمام المهتمين بمعلومات اليود، مما شجع على المنافسة للحصول على الحقائق.. مع قدوم سنة 2006 انتشرت أولى المجموعات على الانترنت حاملةً هدفاً واحداً هو التحرّي عن اليود.

Zoe بروفسور سابق في علم النفس، أسس منتدى Yahoo Iodine Group والذي استولت عليه Stephanie Buist, ND لاحقاً وأصبح اليوم مجموعة ضخمة على فيسبوك.

في وقت قريب من ذلك، تم أيضاً تأسيس المنتدى الشهير CureZone Iodine Forum من قبل Steve Wilson, Laura Olsson and Chris E. Vulcanel

بدأت أعداد المشتركين في المنتديات تزداد بسرعة هائلة مع ازدياد النتائج الجيدة لليود والاندهاش العام لفوائده.

وكما كان متوقعاً، قام عدة "مثقفي انترنت" بالتنبؤ أن جميع شاربي اليود سيموتون خلال ستة أشهر بسبب الخرافة المنتشرة والمطبّقة في كل مكان وهي أثر Wolff-Chaikoff.

لكن المشاركين المتحمسين لليود استمروا بالاختبارات، يساعدون بعضهم البعض ويجمعون الشهادات الشفائية... بعض السباقين في مجال اليود كان عندهم خلفيات طبية أو علمية، فقاموا بكشف المزيد من الأدلة الواهمة في المعلومات الطبية عن اليود.

أصبحت Laura Olsson عالمة أنثروبيولوجيا تاريخية في استعمالات اليود لا تكل ولا تملّ!.. بلوك موقعها على الانترنت يحتفظ بكثير من المعلومات القيمة التي كان ممكناً أن تضيع لولا البحث الذي قامت به:  iodinehistory.blogspot.com

ازداد الاهتمام والإثارة مع المشاركة السريعة للمعلومات الجديدة والتحقق منها..

من الواضح أن خرافة Wolff-Chaikoff لم تقدر أن توقف هؤلاء المحققين على الانترنت والذين كان معظمهم مرضى يبحثون عن علاج حقيقي.

ازداد التعاون والاحترام بين منتديات الانترنت المتنوعة وأصحاب المواقع، لأننا جميعاً نتعلم من بعضنا كل يوم... حتى الأطباء في مجال عملهم السريري بدؤوا بالتعلم أيضاً من المعلومات التي يتبادلها المرضى.

قامت Breast Cancer Choices بجمع قائمة من الأشخاص المثقفين باليود والممارسين لعلاجاته ووضعت معلومات للاتصال بهم في دليل عالمي في بعض الدول.. Iodine Literate Practitioners Directory

 

ثورة اليود: حركة اليود تسرق اليود مجدداً

وتعيده من الظلام إلى النور

"عنصرٌ اعتباطي واضح، مكوّن من حادث شخصي أو تاريخي،

هو دائماً عاملٌ مشكّل للمعتقدات التي يعتنقها مجتمع علمي ما في زمان ما"

 

في سنة 1980 كان من الأرجح أن تتبع أعداد أكبر من المرضى الوضعَ الراهن السائد، لأن المعلومات الطبية كانت مُحتكرة من قبل الممارسين المُعتمدين في الهيئات الرسمية، والوصول إلى المعلومات الطبية كان مقيد ومحدود... مع حلول سنة 2005 قامت الانترنت بإلغاء احتكار المعلومات الطبية عبر عدة مصادر متنوعة، بدءاً من المراجع في Pubmed.com إلى قاعدة بيانات National Library of Medicine التي أصبحت متاحة للجميع.

خلال فترة سنتين، قام جووجل بمسح كل الكتب الطبية القديمة من مكتبات عبر العالم وتحويلها إلى صيغة رقمية، فأعطانا ثروة معلومات قابلة للبحث السريع.. حتى الجرائد والمجلات القديمة صارت قابلة للبحث.. مثل هذه الموارد قدحت التفكير عند مجموعات المرضى المتواصلين وحوّلت كل ما نعرفه عن الطب.

قبل الانترنت، كان من المحتمل أن نستغرق 20 أو 30 سنة

حتى نعكس فكرة خاطئة مقبولة طبياً..

أما الآن، أظهرت لنا الانترنت أن شبكةً ذكية تربط المريض بالمريض

تستطيع صنع ثورة في التفكير الطبي، أسرع بكثير من الأزمنة الماضية

 

في 1980 لم يكن هناك هذا العدد الهائل من المرضى الناشطين لكي يختبروا بأنفسهم ويتأكدوا من صحة الحقائق.. العدد الحالي لم يسمح بجمع الدلائل فحسب، بل جعل أعداد مستعملي اليود تزداد جداً، بشكل موثوق وقادر على نشر الرسالة.

 

ثورة اليود: حركة عالمية متنامية ببطء

تتشعب مثل جذور العشب وتستعيد اليود

عندما تحدثنا عن تحدّي Dr.Abraham للخرافات السائدة عن اليود بأنها ثوروية، هل هي فعلاً كذلك؟

حسب T.S.Kuhn مؤلف The Structure of Scientific Revolutions: كلمة "ثورة" تشير إلى انتقال في السلطة بسبب تغيير في التفكير.. التفكير المختلف تتم ترجمته إلى تغيير الافتراضات الراسخة إلى وجهة نظر أخرى معاكسة.. وهذا بدوره يُترجم إلى أفعال معاكسة.

ما يُدعى "قانون أساسي في الفيزيولوجيا"، بأن اليود يعطل عمل الغدة الدرقية،

تمّ تحديه وقهره وتحطيمه، وحتى عكسه! صح النوم!!

كان Dr.Abraham هو المفكر الأصلي الذي نظر إلى دراسات تأثير Wolff-Chaikoff ولم يلاحظ بنفسه تلك الظاهرة أو التفسير الذي وصل بغرابة إلى الكتب الطبية... نظر إلى تاريخ اليود ورأى أن Wolff-Chaikoff يمكن وصفه بفجوة قصيرة من المغالطة الطبية التاريخية التي حدثت بين 1949-1969 ...وكما يقول Kuhn: "الأطباء عادةً لا يأخذون التاريخ على محمل الجدّية.. إنهم يضعون كل إيمانهم في الزمن الحاضر وليس الماضي.. الأطباء ينظرون إلى المعرفة على أنها شيء يتطور وليست شيئاً ينتقل أو يُحفظ عبر الزمن".

قوة فكرة سيئة هاربة من الحقيقة، يمكن ألا تتوقف طوال عدة أجيال، إلى أن يقوم شخص ما بالتساؤل عنها وهذا هو ما حدث، لأن Dr.Abraham لم يقم باكتشاف الفكرة السيئة فحسب، بل انطلق لكشف القناع عنها وأوقف استمرارها.

أطباءٌ مثل Dr. David Derry  في كندا الذي كتب Iodine and Breast Cancer

والطبيب  Dr. Jonathan Wrightالذي كان يستخدم يوديد البوتاسيوم في عمله، قاموا بتأييد مهمة Dr.Abraham وكانوا مؤيدين لليود لكن لم يقرروا التحدّي المنهجي للسلطات الرسمية التي تؤمن بـ Wolff-Chaikoff مثلما فعل Dr.Abraham

 

الأهمية التاريخية لعكس مزاعم Wolff-Chaikoff

لقد صنعت حركة اليود ثورةً في التفكير، ليس لمجرد أن Dr.Abraham صنع تحولاً في التفكير حول اليود، بل لأنه صنع انقلاباً عكسياً في التفكير... تمّ إعادة تعريف اليود من مادة سامة إلى مادة مغذية حيوية لها فوائد تغيّر الحياة بكاملها... من زجاجة سوداء مغبّرة في صيدلية البيت القديمة تحمل رمز جمجمة وعظام، إلى مكمّل غذائي مطلوب بشدة لدرجة أن مخازن الغذاء الصحي لا تقدر أن تحتفظ به على الرفوف فترة طويلة!!

لقد طبّقت حركة اليود أبحاث Dr.Abraham وأوجدت طرقاً جديدة لإعادة إحياء تاريخ الطب المعتمد على اليود والذي بدأ منذ 15 ألف سنة... لقد سرقنا مجدداً معلومات اليود المكبوتة عن الناس.. عشرات ألوف الناس في حركة اليود عبر العالم هم دليل دامغ على خطأ مزاعم Wolff-Chaikoff.

كتب Kuhn: "على دارسيّ التاريخ إعادة التقاط الماضي، والعمل على الزمن الحاضر".. لكن الهندسة العكسية في الطب هي شيء يجلب السخرية من الهيئات الرسمية الجاهلة.. حيث يسود افتراض أساسي عند الناس أنه إذا كانت الفكرة جديدة فلا بدّ أن تكون صحيحة.

عندما دوّن Dr.Abraham ووثق أن الـ150 سنة من استعمالات اليود أثبتت أن استعماله آمن تماماً، تقريره ذلك تحدّى القول المأثور عند المؤسسات الطبية بأن أي شيء جديد يجب أن يكون أفضل من القديم....

تاريخ اليود الطويل أعطى القوة الدافعة لناشطي حركة اليود.. وكلما تمّ التنقيب عن تاريخ أكثر، كلما ازداد تأييد وتقدير اليود.. راجع موضوع الخط الزمني لتاريخ الطب المعتمد على اليود على الموقع.

 

لقد صنع Wolff-Chaikoff حركةً مانعة لليود معاكسة تماماً لدلائل تمتد عبر مئة سنة وأنتجت مجلدات من الكتب التي تدعم اليود بأنه ليس عنصراً مفيداً للجسم فحسب، بل كثيراً ما يكون مادة تحقق معجزات في الشفاء

 

كيف قدر Wolff-Chaikoff على خلق مثل ذلك التغيير في قوانين الفيزيولوجيا رغم هذا التناقض الكبير مع التاريخ الموثق؟ كم هي أعداد النساء والرجال الذين عانوا والذين ماتوا، بسبب استنتاجات Wolff-Chaikoff التي أصبحت قانوناً في الطب؟ هل علينا أن نفهم ونهتم ونصرخ الآن بأن الحقيقة قد كُشفت؟

الجواب مع التشديد: نعم بالتأكيد!! انشروا الموضوع في كل مكان....الآن...

علينا الاهتمام بكيفية حدوث ذلك، لأن أفكاراً أخرى خاطئة ومغالطات قد تسيطر على مجالات أخرى من العلاجات حيث الرهان عالي والأموال الضخمة..

عقلية التفكير بتأثير Wolff-Chaikoff قد دامت 50 سنة وهي الآن في طريقها إلى الزوال، لكن من المحتمل أن تبقى بضعة سنوات أخرى، أو بضعة دهور أخرى خاصة عند الشعوب الجاهلة التي لا تقرأأأأ!!!

سيشهد التاريخ قريباً أن تأثير Wolff-Chaikoff قد تحوّل إلى فجوة تاريخية من الزمن حيث نجحت فيه نظرية خاطئة بالوصول إلى الممارسات الطبية والأبحاث العلمية بسبب نقص الاجتهاد المستقل والتحقق من الفرضيات.. نقصٌ أدى لأذية عدد لا يحصى من الناس.

 

خواطر:

*** ما هي أنماط التفكير الخاطئة الأخرى السائدة هناك في الكتب الطبية المقبولة تماماً مع أنها خاطئة تماماً؟؟ كم يلزمنا من الوقت لتغيير التفكير؟؟ من الذي يمتلك الشجاعة الكافية لتحدّي الكتب والمراجع واحتمال سخرية الناس؟؟

*** التغييرات في التفكير تساوي التغييرات في الأفعال، وتساوي التغييرات في العلاقات، وتساوي الانتقالات في علاقات القوى والسلطة... فضح زيف تفكير Wolff-Chaikoff قد يزوّدنا بحدث تاريخي وبوابة هامة لتحدّي أفكار سائدة أخرى عند السلطات الطبية.. وهو أنه إذا قدر المجمّع الطبي على حمل ذلك الخطأ، فما هي الأفكار الخاطئة الأخرى التي يحملها أيضاً؟؟ وكم عدد الناس الذين تأذوا أو ماتوا بسببها؟

*** فضح وانتهاء فجوة مغالطة Wolff-Chaikoff تعطينا تجربة رائعة للتعلّم وخاصة لمَن يمتلك الشجاعة لتصديق مشاهدة عيونه الخاصة به، والسماع لمنطق عقله الخاص به، بدل تصديق كل ما يعطوه له كقوانين سائدة ومسلّمات.

 

أرجو منك مشاركة الموضوع مع الكل

 

قريباً: من الذي سرق اليود من الطعام؟؟

 

اقرأ أكثر على الموقع:

- فلم جديد طازج: ثورة اليود

- استخدام محاليل اليود في الشفاء، علاج السرطان وكثير أمراض منتشرة

- هام: معلومات مرفقة عن جرعات اليود - ثورة اليود

- هل تعرف قصة المقاطعة الريفية الصينية كزينيانغ؟ وإعادة كتابة حياة ملايين الناس؟

- مؤامرة جرعة اليود التي توصي بها الهيئات الطبية الرسمية مثل FDA

- الخط الزمني لتاريخ الطب المعتمد على اليود

 

أضيفت في:17-2-2017... الغذاء و الشفاء> السرطان
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد